الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقت والضرورة تقتضيان التغيير

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2022 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد الوقت وصورة العالم اليوم كما هي عليه من قبل سنتين وأكثر، رؤية تكفي لقناعة تقتضي النظر للتغييرات داخل المجتمعات الجامدة وإلا تراكمت أعشاش الطيور ونسيج العنكبوت وكان القادم أفظع مهما كانت النيات سليمة والدعاوي مؤمنة بالله، فالله لا يقف مع الجمود الصخري، فسنة الحياة بل ناموس الكونيّة هو التغيير ومن يقف ضده يجرفه تيار غير متوقع مهما طال الوقت ولكن يبدو الوقت هذه المرة قصيرًا بالنسبة للدول الحجرية... الانتخابات القادمة والمجتمع تغير والصورة الراهنة اختلفت ولكن ثمة من لا يلحظ ذلك وهذه معضلة. سنة التغيير هي ترك الخيار للشعب يقرّر أما ترك الماكينة الدعائية الايدولوجية والمالية والدينية على استقطاب العكس.. ليتحول الحراك السياسي كله ويصب في قناة تيار واحد فقط هو التيار الديني ومعه التيار البصامجي يحتل اليوم ومنذ سنوات مقاعد البرلمان والسؤال الذي أصبح من المشروع والضرورة طرحه.. ألم تمل وتضجر الحياة من هذه التركيبة الايدولوجية سواء كان من هذا المذهب او من ذاك؟ الم يحن الوقت للتغيير الذي طال الدنيا بأسرها
من زاوية أخرى ومن باب آخر وأقول ما الفائدة من هذا لطلب وأي تغيير يمكن ان يحدث في ظل عدم الوعي الجدي من الشعب والذي لا ينتمي الى التيارات السياسية في غالبيته ويعمل بشكل بعيد عن السياسة ومع ذلك وجد نفسه أسير النتائج السياسية يأتي ببرلمان سياسي ديني بصامجي لم يطرح عضو واحد فيه منذ سنوات برنامج اقتصادي او برنامج اجتماعي او برنامج للتنمية او مشروع ثقافي او مخطط حضاري.. نتحدث عن بناء الدولة والمجتمع على أسس الحرية والتنمية والحضارة، دولة ديمقراطية قائمة على الرخاء والحرية والتفاهم والتسامح والتعاطي مع كافة الأديان والأعراق، هذه المبادئ السامية هي النموذج العصري للدول الصغيرة والمحدودة والتي تسعى لمواكبة التغيير بعد كلّ الوقت الذي أزم العالم وجعل من الحياة لأول مرة مختلفة تسعى للتغير.
كلما وقفت أمام قضايا هامشية وسطحية مثل الغاء الحفلات الغنائية ومنع هذا المطرب او ذاك المفكر او التدخل فيما يعرض بدور السينما، وكلما طالب النواب بقانون للحشمة وتعليق اليافطات في الشارع تحض على الحشمة في إطار الحملات الانتخابية، تساءلت عن برامج التنمية والرخاء والرفاهية التي تعيشها بقية شعوب المنطقة. كلما أوشكت على البكاء على تاريخ وحضارة وعراقة هذا الشعب الذي أرسل أول نساء المنطقة للدراسة في الخارج وكانت له أول المجالس البلدية المنتخبة منذ عشرينات القرن الماضي هل يستحق هذا الشعب مثل هذه الوجوه اليوم؟
البلاد ومنذ العشرينات من القرن الماضي كانت رائدة بالتخطيط والتنمية والبناء الذي يقف وراء كلّ هذه المنجزات، فإذن لماذا لا يكون اليوم على الصورة التي نستحقها من الحضارة والتيارات المعتدلة المنفتحة على الآخر؟ انا لا أعنى هنا برلمان يساري محنط يعود بناء لأيام الجاهلية اليسارية والخطب الثورية والانقلابية ولا برلمان ديني متعصب متحجر يخطط للانقلاب على كل ما هو مرتبط بالحياة ويكرس وقته لإغلاق دور السينما بدلا من التفكير في جلب الاستثمارات ورفع مستويات المعيشة وتحسين دخل المواطن وتوفير السكن والصحة.. لا هذا ولا ذاك.. بل برلمان حضاري فيه المتحرّر من القيود ويملك الحرية، المنفتح والمتسامح والسياسي المعتدل والمخلص للوطن وللشعب والمنتمي بالولاء لهذه الارض وفيه رجل الاقتصاد الخبير لا المدعي ورجل الثقافة والمرأة وكلّ ما يمثل بحق ألوان المجتمع مثلما هو حال البرلمان في أمريكا وفرنسا والهند واليابان وكوريا وكل ديار العالم المتحضرة التي تتمثل في برلماناتها الروح الإنسانية والحضارية رغم الخروقات التي لا تخلو منها تجربة...
متى يحين وقت التغيير...للأسف لا يلوح في الأفق القريب ذلك...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال