الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان قبل وبعد الديانات

عزالدين مبارك

2022 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الديانات هي مجرد حدث تاريخي عابر في حياة البشر مرتبط بتطور وعي الإنسان بوجوده في خضم تحديات طبيعية ماثلة أمامه تهدد مصيره فصنع بخياله الممزوج بالخوف الأديان والألهة للإحتماء بها من المخاطر التي تحيط به وكانت متعددة ومتنوعة ومجسدة وغير مجسدة كالأجرام السماوية وقوى الطبيعة وعند تطور وعيه وعلمه تبين له أن هذه الآلهات لم تعد مقبولة فذهب للتجريد والترميز إلى حده الأقصى فكان إله التوحيد في السماء في الأعلى (رغم وجود سماء تحت الكرة الأرضية في الأسف تجهله جماعة القرون الوسطى) . فالإنسان جاء قبل حادث الأديان بزمن طويل وتكونت المجموعات البشرية والتنظيمات والقوانين العرفية لضبط السلوك وتنظيم الحياة الإجتماعية البدائية بالتجريب والتعلم التفاعلي وكان تفكير الإنسان قبل الأديان منصبا حول الكون والوجود والموت مما خلق لديه منظومة فكرية تحولت مع مرور الزمن إلى شبه فلسفة مكنت العامة من الحصول عل أجوبة شبه جاهزة لأسئلتهم الحارقة كما تحولت المفاهيم الغامضة والأسئلة التي لم يجدوا لها جوابا بحكم تواضع المعرفة العلمية لديهم إلى سبب متعالي وقدرة خارقة فكان ظهور مفهوم الإله وهو مجرد رمز وتعبير على عجز الإنسان وضعفه وخوفه الوجودي.ففكرة الحساب في الآخرة هي فكرة معنوية ومجازية أخلاقوية للتحكم والضبط الإجتماعي في غياب وجود دولة وقوانين وشرطة وسجون وهي فكرة بالطبع غير واقعية وخيالية يدحضها العلم الحديث والمنطق السليم ولا بد من تجاوزها نحو الواقع والحياة وبناء الحضارة وتحقيق سعادة ورفاهة الإنسان والقضاء على الفقر والجهل والأمراض بالإستعانة بالعلم والبحث العلمي بعيدا عن الخرافة والأسطورة والسلبية ورمي كل المشاكل والحلول إلى الغيبيات وإله لم يعبر عن نفسه للعامة هو القادر على كل شيء إلا من خلال وشوشات لأشخاص معينين أصبحوا ملوكا ولاطين تفتي أوامر مقدسة لتكوين دول عن طريق الغزو والقتل والسبي على الهوية الإيمانية دون حساب وعقاب (أمر إلهي مقدس) التي لم يتأكد وجودها وتبقى مجرد فرضيات وخيال بلا دليل فالبحث عن إله خارج نطاق الوجود هو نفي لوجود الإنسان وعجزه عن تحقيق ذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah