الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنظومة العقابية بين الوضعي والديني

عزالدين مبارك

2022 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإنسان في مرحلة طويلة من وجوده لم يكن سوى كائن من فئة الحيوانات تتحكم فيه غرائزه حسب الجينات المبرمجة ويتصرف على هذا الأساس مثل الأسد الذي يقتل الغزال ليتغذى ويعيش فمن سيأخذ بحق الغزال المقتول وهي كائن حي مثل الإنسان يتعذب ويحس وكذلك الخروف الذي نذبحه ونهدر دمه ونتلذذ بلحمه ولا نسأل عن عذاباته وقد كان الإنسان ضمن مجموعة الحيوانات قبل أن يتطور ويصبح حيوانا عاقلا في وقت متأخر من وجوده.فالإنسان حسب غرائزه وأفكاره ونوازعه الطبيعية يجرم ويخطئ ويقتل مثل سائر الحيوانات على وجه الأرض.وبمرور الزمن وبتطور الوعي لدى الإنسان وجدت منظومات عقابية لتنظيم المجتمعات ورغم ذلك فلم تتوقف الجرائم والقتل وفي الدول التي تدعي أنها إسلامية وتطبق الشرع توجد فيها أكثر الجرائم قبحا وفظاعة من قتل واغتصاب وتحرش بالنساء وفساد فالدين إذا لا علاقة له بمنظومة الأخلاق وهي مرتبطة بغرائز الإنسان الحيوانية. أما الأيان فهي ترجع كل تصرفات الكائنات بما في ذلك الإنسان دون دليل علمي وكذلك المنظومة العقابية الآخروية الخيالية والغير واقعية والغير عقلانية إلى إله قادر وعليم "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" (الفرقان: 2): أي كل شيءٍ مما سواه مخلوق مربوب، وهو خالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه، وكل شيءٍ تحت قهره وتدبيره وتسخيره وتقديره (التفاسير) "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ‘وهو الذي يحدد أفعال البشر وسائر الخلق ويأمر كنتيجة لذلك بالقتل وهو الذي ينزل مع المتأسلمين في غزواتهم ليقتل ويرمي "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ" ويفعل ما يشاء بعبادة في صيغة المطلق "يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [النحل"93] (هو الذي يهدي من يشاء  الهداية بيده -جل وعلا- يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ليست بيد العبد، العبد ليس بيده إلا دعاء الله، والضراعة إليه، والعمل بطاعته، والجد في الطاعة) (التفاسير) وتبعا لذلك فالإنسان عبد مسير تسييرا تاما من خالقه ولهذا فأفعاله كلها مقدرة من قبل وليست لها علاقة بإرادة الإنسان مثل الخروف والأسد والبعوضة والحشرة فإذا قتل مثلا فذلك قضاء وقدر ولهذا فالعقاب في الآخرة مجرد وهم لسببين إثنين حسب الآيات التي ذكرناها سابقا الأول هو أن الإله قادر على المحاسبة فوريا فلماذا انتظار وقت غير معلوم والثاني هو قادر على أن لا يقع القتل فأمر القتل الإلهي بعد الخلق يعتبر عبثا لا يمكن أن يأتي من إله كلي المعرفة والقدرة وبذلك فالقرآن البشري صنع إلها عبثيا وقاتلا ومتناقضا وينسى لينسخ نصوصه التي كانت في لوح محفوظ"مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا"وهكذا نعود لأرض الواقع وتحكم الطبيعة وقوانينها في تصرفات البشر المخير ضمن نوازع العقل والغريزة وبالتالي من يقتل ولم يتم القبض عليه فلا تتم محاسبته هذا من طبيعة الوجود البشري والضعف الإنساني مثل سائر الحيوانات جميعا.فالإله الذي يخلق المعاقين صغارا والأمراض المستعصية والفقر والمجاعات والأوبئة والكوارث المدمرة والمظالم والحروب وهو قادر على عدم بعثها عليه أن يحاسب نفسه أولا إذا كان عادلا ورحيما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد