الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقف المعارف البشرية سوف يتم الكشف عنه قريباً

عدنان إبراهيم

2022 / 4 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ فترة ليست بالوجيزة وقعت على فيلم وثائقي عنوانه The Channelers أو المتخاطرون الروحانيون، وهم جماعة من الأمريكان يمارسون تقنية الوساطة الروحية مع كائنات تعيش في كواكب أخرى أكثر تقدماً من كوكب الأرض.
الحقيقة الفيلم أصابني بالذهول من حجم الصراحة الذي فيه، وكم المعرفة والإشراقات الروحية السديدة التي تصيب الهدف أو كبد الحقيقة - كما يقال - عند كل مطّلع على علوم كبار المحققين من أهل العرفان مثل محي الدين بن عربي وجلال الدين الرومي.
المقطع الأكثر إثارة في الفيلم (*) يقول:
(أننا لن نحتاج إلى وسيط لكي (نتذكر) من نحن (*)
وأن هذا صعب على الكثيرين ممن يعتمدون على النظام الديني القديم، لأن الكثيرون متمسكون به بشدة.
وأن الأديان نظام قديم كان قائماً على فكرة قديمة هي: أن الله (آخر) تعتمدون عليه من جانب أو من اتجاه واحد one way ولكن الحقيقة أنكم خالقون لواقعكم! تجذبون ما تريدون بالفعل)!
هذا هو أكثر ما شد انتباهي..
وكن أذكر من القرآن آية، طالما كانت غريبة على الجميع وهي (فتبارك الله أحسن الخالقين) وفهمت أنها تعني خلق الواقع.. الواقع النفسي والمادي، في الداخل والخارج..
فالإنسان مخلوق عظيم.. هو الأروع من مخلوقات الله، يخلق واقعه كما يريد ويحب ويختار.. هذه حقيقة أكّدها القرآن وزادها تأكيداً بأنه أخبر بأن الإنسان هو سيد الكون (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً)، وأن الله سخر له الكون بأسره (وسخر لكم ما في السماوات والأرض جميعاً منه) يقول هذا في عصر مبكر جداً !
وهنا يقرر القرآن حقائق تثير الدهشة، وهي:
- أن الله ليس هو الخالق الوحيد، هو خلق الإنسان وجعله خالقاً مثله (جعله تجلياً لاسم الخالق)
- أن الكون ليس مخلوقاً لله، ولكن للإنسان (خلق لكم) (سخر لكم)
فالذي لله هو الإنسان نفسه، ولله بأي معنى؟ بمعنى الظهور.. الوعي بالذات.. الإدراك البرّاني.. مشاهدة الذات والصفات (جلالاً وجمالا) في المرآة.. فالإنسان هو المرآة الإلهية التي تقوم فيه معاني الحي السميع البصير العليم القدير الرحيم الودود الخ..

**

من هذه الزاوية يتغير مفهوم (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون) من مقهوم العبادة بمعنى تأدية (الواجبات) والفروض، إلى مفهوم آخر مختلف تماماً هو: إدراك ووعي الذات بشكل أساسي وقطب يقوم عليه كل شيء بعد ذلك.. فإن أردت أن تصلي فلأنك تحب (المصدر) وتريد أن تتواصل معه وتمسَّه بروحك أو تشرب بالمعنى القرآني (يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا)
وإن أردت أن تصوم عن الطعام والشراب والجماع فلكي تقترب من عالم الملأ الأعلى من الملائكة الروحانيين، وليس لتأدية فرض، وقد قال النبي ص هذا (من لم يدع قولَ الزور والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامَه وشرابه) أو (ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له) الهدف هو التغيير! تحسين الجوهر الأخلاقي، التطور والترقي كإنسان! وليس نفس العمل هو المراد، المراد هو أنت!
العبادات كانت وسيلة لا غاية في صدر الإسلام، ثم أصبحت غاية بحكم غاية بسبب التعامل مع الدين كأنه موظفاً لمصلحة الدين وليس لمصلحة الإنسان (فمن هو الإنسان عند الفقهاء؟ هل هو مظهر؟ هم قتلوا الحلاج لأجل هذا)
ولكن الدين موضوع لمصلحة الإنسان.. أنظر مثلاً: إن أردت أن تزكّي فليس من أجل أن تؤدي الفرض، كانت عادة النبي ص وتعلمتها منه عائشة ومن رآه من الصحابة، أنه إذا أتاه مال فرّقه على الفقراء.. هل هذا التكييف النفسي أو هذه الكيفية تريد تأدية فرض؟ ليس الأمر هكذا، ولكن حباً في مساعدة الفقراء (لأنك تعرف من هم في الحقيقة، وصلة الرحم الداخلية التي تربطك بهم "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم") ذلك السر الرهيب الذي لو عُرف وذاع لانتهت الحروب وعم السلام كما يوصي سكان العوالم الأخرى المتقدمة، حيث لا حروب هناك ولا خصومات ونزاعات، لأن نفوسهم نفوس مطهرة مبنية على تلك القاعدة المعرفية الذهبية قاعدة (التجلي).

**

في اعتقادي: أن هذا هو سقف المعارف البشرية الذي سوف يتم الكشف عنه قريباً
سواء بنا أو بغيرنا..
_____________________________________
(*) شاهد من الدقيقة 6:50
https://www.youtube.com/watch?v=toejJRYEQC8&ab_channel=%D9%86%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%A7%D9%86%D8%A7-Nirvana
بخصوص فعل "التذكر" : نلاحظ أن القرآن يخبر عن يوم ألستُ (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) فنحن كلنا شهدنا جمال وجلال الربوبية في عالم الأرواح وعرفنا علم اليقين أننا تجليات لها (لأن الشهود محله الداخل وليس الخارج) فمن ظهورهم: يعني من أول ظهور لهم في عالم الأرواح.. تخيل ماذا قال المفسرون في تفسير معنى الظهور؟ قالوا ظهر آدم وذريته.. فالقرآن شيء وما ورثناه من فهم للقرآن شيء آخر مختلف عنه حتى الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت


.. العالم الليلة | ليست نيتساح يهودا وحدها.. عقوبات أميركية تلا




.. شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ