الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صنع في مصر..

محمد عبعوب

2022 / 4 / 18
الصناعة والزراعة


محمد عبعوب 17 فبراير 2008

عنوان يوحي الى المشتري في اسواقنا بسوء البضاعة والغش فيها و عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري حين تكون البضاعة غذائية او دوائية.. هذه حقيقة معاشة لا يمكن ان يفندها متابع او مدقق، وليس من السهل تغييرها او تبديلها في وعي المواطن ..

لكن بعد زيارة قادتني الى مصر وتحديدا الى القاهرة والاسكندرية اكتشفت أن المنتجات التي تصدر الى اسواقنا تحت عنوان "صنع في مصر" ليس لها صلة بالصناعات المصرية، وان المنتجات المصرية في السوق المصري لا تمت بما يصدر الى اسواقنا بصلة إن لجهة الجودة أو لجهة خلوها من الغش و التزامها بمعايير الجودة وسلامة المواصفات..

السوق الليبي اليوم يفيض بمنتجات من كل بلدان العالم العربي و الأعجمي، عدا الصناعة الوطنية التي أصبحت نادرة اليوم.. لكن ما يهمنا في هذا المقام المنتجات المصرية الموجودة في اسواقنا و التي اخذت سمعة سيئة ليس من السهل تغييرها أو اصلاحها والحال على ما هو عليه في أجهزة الرقابة المصرية التي يبدو انها لا تهتم، او ربما تقصد اغراق اسواقنا بمنتجات مصرية سيئة او بها عيوب في التصنيع او غير خاضعة للمعايير الفنية للتصنيع ولم تجد اسواقا لتصريفها في الكرة الارضية غير اسواقنا التي لا رقابة ولا تدقيق فعال لما يجلب لها من بضائع..

في كل الحالات و بحسبة بسيطة فإن الصناعة المصرية وبهذا المعيار من التسويق وفي غياب رقابة مصرية جادة على البضائع المصدرة، تخسر سوقا مهما لمنتجاتها لا يستهان به و لا يقدر بعدد الليبيين فقط، ولكن السوق الليبي و كما هو معروف لدى متتبعي الاسواق كان و لا زال سوقا مهما لتجارة الترانزيت نحو افريقيا ، وللقائمين على التسويق في القطاعين الخاص و العام المصري تقدير ما يمكن أن يجلبه لهم السوق الليبي وميادينه في افريقيا من ارباح إذا ما قرروا اصلاح صورة الصناعة المصرية في هذا السوق وفرض رقابة مشددة على الصادرات المصرية الى ليبيا..

ما رأيته بعيني من منتجات صناعية مصرية في قطاع الملابس والاحذية والمواد المنزلية و البناء و الصناعات المعدنية والادوية وغيرها في السوق المصري، لايمكن أن تكون له علاقة بما يصدر الى الجماهيرية من منتجات مصرية بها من العيوب والأخطاء ما لا يسع المجال لتعدادها هنا.. فالبضاعة في الاسواق المصرية من حيث الجودة وسلامة المواصفات تضاهي منتجات الدول الاوروبية، بل إن بعض رجال الاعمال و اصحاب الشركات اكدوا لنا أن البضائع المصرية اصبحت تشكل منافسا قويا للمنتجات الاوروبية في اسواق اوروبا نفسها لجودتها وانخفاض تكاليفها.. وقد سألت الكثير منهم عن سبب عدم توفر هذا النوع الجيد من المنتجات في السوق الليبي ، لكنني لم أتلقى جوابا شافيا..

إن مهمة الملحق التجاري المصري بطرابلس وإدارته في تصحيح هذا الوضع والتشوه في سمعة المنتجات المصرية ، مهمة شاقة وجسيمة و تحتاج الى وقت طويل وجهد مستميت وتعاون وثيق من طرف المسؤولين على الترويج للمنتجات المصرية في الوزارات المعنية بمصر، فما راكمه تجار الفرص المصريين في سنوات التسعينات من منتجات فاسدة ومعيبة وغير صالحة للاستعمال البشري رسخ مفهوما سيئا عن المنتجات المصرية في وعي المواطن الليبي الذي اصبح مصطلح "صنع في مصر" مرادف في وعيه للمنتج السئ .. فهل تبادر مصر لانقاذ سوقا مهما لمنتجاتها، وتغيير هذا المفهوم في وعي المستهلك الليبي..
-----------------------------------------
* المقال عرضته على صحيفة ليبية في 2008 لنشره لكن رئيس التحرير رفض خوفا من ان يشكل إساءة لمصر.!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة