الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيح لم يمنع الطلاق

ماجد الحداد

2022 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في النسخة اليونانية الاصلية لنص انجيل ( متّى ) الآية ٣٢ ، و نسخة الملك جيمس والنسخة الجديدة والنسخة الامريكية للكتاب المقدس
ولا كلمة تقول ان الطلاق ممنوع .
كل الترجمات والنسخ تقول :
( ان طلاقك للزوجة الا بعلة الزنا يدفع طليقته للزنا ومن تزوج مطلقة فقد زنى ) .
يعني هو يتكلم عن الزواج الثاني بعد الطلاق ولا يتكلم عن منع الطلاق .
بمعنى آخر :
الطلاق غير ممنوع ولا محرم اصلا بناء على كلام المسيح نفسه .
بغض النظر عن التفسير العجيب لخلق آدم وحواء وحدهم دون خلق بشر معهم ، سنتكلم عن تلك المعضلة في هذا المقال .

حتى في سِفْر ملاخي 2:16: "أنا أَكْرَهُ الطَّلاَقَ" الآية لا تمنع الطلاق .
ان الله يكره الطلاق ولم يحرمه ، وهو ما حاول بعض المسلمون تقريبه للمجتمع الاسلامي بوضع حديث ضعيف : ( إن ابغض الحلال عند الله الطلاق )

لكن في كل الحالات في موعظة الجبل لم يأمر المسيح بمنع الطلاق ولا تحريمه . بل بمحاولة التقليل منه من خلال كراهته ، انه ممكن مثلا يدفع المطلقة للزنا . ولم يكن هناك شيئا واضحا في مجتمعه في وقته الهيللنستي الا العلاقة خارج الزواج ، لان قبله كانت الثقافة العبرانية ان تُطلق الزوجة لأي سبب اتفه من ذلك بكثير ، فبمجرد ان امتنعت عن طبخ الطعام له .

ونتسائل هل ابراهيم و اسرائيل وداوود وسليمان كانت لديهم مشكلة قي فهم الناموس لكي يتزوجوا ضد فلسفة التصاق آدم بحواء وانه لم يكن هناك زوجين غيرهما ؟

وجميعنا متفقون ان المسيح لم يأتِ لينقض او يغير الناموس اي شريعة موسى .

الاحتجاج ان موسى سمح لهم باكتتاب الطلاق واعتباره ضد الناموس الاساسي ان الله يخلق رجلا وامراة وحدهما ولا يفرقهما كلام عجيب جدا ، وغير صحيح كقضية منطقية .
ان ما ينطبق على آدم وحواء لا ينطبق عل ذريتهما .
لأن آدم لو قرر تطليق حواء فلن يجد كل منهما البديل للزواج من آخر بتاتا . بعكس ذريتهم جميعا
فهل حقا المسيح وقع في هذا الخطأ المنطقي الغريب كعدة أخطاء منطقية وانثروبولوجية في تلك النوعية والتي لم تكن تناسب الا الرهبان البوذيين والهرامسة في هذا العصر كنوع من إحراق الذات في ( شامانية ) تبحث عن الاتحاد بالاله ؟... ام انها ازمة ترجمة من التعاليم الاصلية التي كتبت قد تكون لم تصلنا مضبوطة او كاملة ؟ .
وهذا الهدف الشاماني واضح في آية :
"لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي." (يو 17: 21).
مع الاخذ في الاعتبار انه لم يتحقق فيها جمع كل الاناجيل الغير قانونية بالنسبة للكنيسة _ الابوكريفا _ المعروفة والغير معروفة لدراسة صيغة موعظة الجبل فيها جيدا ، لنقارن ما المنطقي والمناسب فيها للواقع الابراهيمي والواقع العصري في عولمة العصر الهيللنستي .

ما علينا ليس هذا موضوعنا

لو رجعنا لانجيل مرقس في الاصحاح ١٠ سنجد ان الامر ابتعد اكثر عن مجرد التفكير في تحريم الطلاق بشكل أوضح
https://www.biblegateway.com/passage/?search=%EF%BB%A3%EF%BA%AE%EF%BB%97%EF%BA%B2%2010&version=NAV
و من الواضح ان من ترجم آيات الطلاق بنى كل كلامه على الافلاطونية ان كل رجل وامراة كانوا ملتصقين ببعض في عالم الملكوت ثم انفصلا وجمعهما الرب في الارض . وعندما يقابل كل انسان حبيبه يتذكر لحظة الالتصاق في الملكوت وبامكانك اختبار ذلك بالحضن .
فلسفة اخذت شكلها الرومانسي ونبذت العلاقة بين الذكر والانثى ، وتحولت لعلاقات ذكور ببعضهم البعض ، واعطاها العصر الفيكتوري في اوروبا اسما قد لا يناسب الا اصحاب التوجه اللاجنسي او اللاانجابي فقط هو ( الحب العذري ) .

وما لا يعرفه كثيرون ان أسطورة الالتصاق ذكرها الكاهن والمؤرخ المصري #مانيتون_السمنودي في القرن الثالث قبل الميلاد في كتاب الجييتانا ، لكن لان الأسطورة مصرية فجعل ( رع ) هو من فصل بين الرجل والمرأة الجبتيين الاوائل بشعرة واحدة ، ان صح نسب هذا الكتاب له كاملا .

الافلاطونية والتصاق الرجل بالمرأة _ كآدم وحواء في ادياننا الابراهيمية _ لا يمكن ان يحدث في ذريتهم ، لأن قوانينهم في تعدد البشرية وتعقد الحياة والظروف والذين قد يجعلوا الحياة بين الزوجين مستحيلة ، فيستلزم الطلاق.
لكن الناس تبرر لتفسير الكهنة حتى يطمئنوا للحفاظ على الموروث ولضمان التحكم الكامل في حياتك وروحك حتى تستقر السلطة في مجموعة من المنتفعين بتلك السلطة ، والناس تضحي بسعادتها وراحتها لنفسية من اجلهم .
الا لو ضحى احدهما من أجل الاولاد او لمصلحتهم هذا امر آخر .

((( الشعب المتدين مندوب ممتاز لتدوير راس المال الديني لمصلحة المؤسسات الدينية وتسليم رقبة قطيع كامل للسلطة السياسية بالتالي ))) .

اما الافلاطونية القديمة والحديثة التي استوردوها ، فلسفة مثالية لا علاقة لها بشريعة الرب ولا علاقة لها بالواقع البشري اساسا .
يعني حتى المسيح نفسه لم يقحم نفسه في وضع شريعة تحريم الطلاق . بل تفضيله الشخصي لافكار فلسفية في عصره انتشرت بسبب خليط الافكار الغنوصية مع الفلسفة الافلاطونية وانتشار الزهد والرهبنة في هذا العصر .
الكهنوت المصري القديم و والبوذية والرواقيون
كانت مناهجهم اللاهوتية متجهة جميعها لهذا الاختيار بداية من القرن الثالث قبل الميلاد .

يعني تخيل المتنيح البابا شنوده لما وضع كلمة ( لا طلاق الا لعلة الزنا ) هي شريعة جديدة لم يعرفها موسى ولم يعرفها المسيح .
هل من المعقول ان يعتبر المسيحي رمز الرحمة والمحبة والخلاص الذي ينقذ الناس من الامهم ، ان يجعل حياة شخصين بأولادهم واسرهم مستحيلة وشاقة ، ويدمر كل من نفسية المرأة والرجل والأطفال واهاليهم بسبب ان الكاهن فهم خطأ ان الطلاق ممنوع ؟
بل هو تضييق على شعب الكنيسة ليزداد تحكما وسيطرة فيهم . وهذا سلوك يدعم من كانوا يتهمونه انه كان يتصرف كأن الكنيسة المصرية منفصلة عن شعب مصر .

لا حل لكم ان اصرت الكنيسة على تعنتها الا الزواج المدني مسلمين قبل مسيحيين

ولن يحل لكم اي مشكلة خاصة بالاسرة الا لو نظرتم اليها بعين العقل والدراسة العلمية .
وليس بالدروشة واساطير والكهنوت وبتفسير الاساطير وتأويلها تفسيرات وتاويلات غير عقلانية .

في هذا الرابط مختصر لتعدد الترجمات من النسخة الاصلية اليونانية لانجيل ماثيوس او بالعربي ( متّى ) من موعظة الجبل عن قضية الطلاق :
https://en.m.wikipedia.org/wiki/Matthew_5:32








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س