الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صبيانية (( تنويريين ))

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2022 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدعوة الى العلمانية والتنوير تصبح نزقاً صبيانيا حين لا تكون لها اهدافا واقعية ممكنة التحقيق، تتلوها أهداف آخرى اكثر تقدما، عند الإقتراب من تحقيق الأهداف الأولى.

بعض من يحسبون انفسهم علمانيون ودعاة تنوير يريدون التصادم الكامل مع المعتقدات السائدة في مجتمعاتهم، ويرفضون ويهاجمون دعاة إصلاح تلك المعتقدات بتهمة السعي الى تجميلها وترسيخها، وتجلى هذا التوجه الصبياني في الموقف الرافض للتضامن مع أصحاب طروحات إصلاحية، مثل إسلام البحيري ومحمد عبدالله نصر وجماعة القرآنيين، الذين دفع بعضهم ثمن الجرأة على نشر تلك الطروحات الإصلاحية ملاحقة، وسجنا وتشويهاً,

ليس مطلوبا من دعاة الإصلاح الديني ان يكونوا دعاة ضد الدين، لأنهم في هذه الحالة لن يتمكنوا من التأثير الإيجابي في أفكار المتدينين، ولن يكونوا سوى أرقاما صغيرة تضاف الى فئة «التنويريين» الضئيلة وهامشية التأثير في مجتمعها، لانها تقفز بعيدا عن تلك المجتمعات في طروحاتها، وحتى في لغتها.

جهد التنويريين في نشر الفكر العلمي والترويج له، مطلوب وضروري، لكنه يصبح مجرد تهريج صبياني اذا صَب اهتمامه على التصادم مع توجهات الإصلاح الديني. لان عمل تلك التوجهات يساعد على فتح آفاق جديدة في أفكار المتدينين تساعدهم في وقت لاحق على قبول نقد الدين.

جبهة التنوير تضم طيفا واسعا من التوجهات، تعبر كل منها بطريقتها ومنهجها عن موقفها من الأفكار والمعتقدات المتحجرة التي تعيق تطور الوعي الجمعي، وليس لنا ان نصادر حق أي منها في التعبير عن رؤيتها لكننا لا بد ان نحذر من الأساليب ذات المردود السلبي على مجرى عملية التنوير، ومنها معاداة توجهات الإصلاح الديني ووضعها في وعاء واحد مع التوجهات المتطرفة.

ليس لنا ان نصادر حق أحد بنقد الدين بالطريقة التي يراها مناسبة وربما لا نراها كذلك، لكن نقد توجهات الإصلاح الديني ضار بالمطلق لانه يحول وجهة الصراع نحو المصلحين والمجددين دينيا بدلا من تركيزه على التيارات المحافظة والمتطرفة، فما كان للعلمانية أن تنتتصر في أوربا بجهد ناقدي الدين فقط، بل كان لحركات الإصلاح الديني دور مشهود في توسيع الأفاق الفكرية لجماهير المتدينين، وإيجاد قواسم مشتركة لهم مع اللادينيين.

إن نحن لم نقدر عمليات الإصلاح الديني حق قدرها، سنفرط بامكانية بالغة الأهمية في توسيع آفاق المؤمن البسيط، فأطروحة الشيخ علي عبدالرازق حول الإسلام وأصول الحكم كانت بالغة الأهمية في مواجهة نظرية سيد قطب حول الحاكمية، ولو لم يتنكر الأزهر لعبدالرازق، ويخرجه من صفوفه. ولو حصلت أطروحته على دعم الأزهر، وأدخلت في مناهجه التعليمية منذ عشرينات القرن الماضي، ربما لم تشهد فكرة داعش بشأن الخلافة، الرواج الذي شهدته بعد نحو مئة عام على إقصاء علي عبدالرازق من الأزهر. بسبب أطروحته الإصلاحية.

ولابد من التذكير انه لا وجه للشبه بين التراث وقطع الغيار التي يمكن أقتلاعها بيسر، وغرس بديل لها في أذهان حاملي المعتقدات الدينية. والتخلي عن التراث الثقافي - الديني عملية شديدة التعقيد بالنسبة للنخبة المثقفة ثقافة علمية. فكيف الحال بالنسبة للملايين التي لم يتح لها توسيع أفاق رؤيتها المعرفية المحدودة؟

وإذا كنا نسعى إلى نظام علماني فأن العلمانية ليست دينا يستهدف أجتثات الأديان الأخرى، ولا هي تسعى الى حمل المؤمنين على التخلي عن إيمانهم بأي دين أو معتقد. بالعكس من ذلك فالعلمانية نظاما ومبادئ، ومن منطلق أحترامها لحرية الأنسان، وسعيها لضمان وحدة المجتمع، تضمن حق الفرد والجماعة في الإيمان وعدم الإيمان، وهي بذلك تضمن حرية المعتقد والفكر، كما تضمن حق نقد الفكر والمعتقد، ونقد حاملهما أن سعى الى فرضهما وأخضاع المجتمع لأحكامهما بأية وسيلة من وسائل الأكراه والعنف، ومنعه من ذلك وفق ضوابط يحددها القانون.



.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التنوير يتسع لكل امكانية ممكنة
خلف البهات ( 2022 / 4 / 20 - 19:37 )
العلمانية تستهدف اجتثاث الية التفكير الديني من عقل المواطن ومن عقل النظام السياسي , الا يكفي 1440 عام من ادوات التفكير اسلاميا علي جميع المستويات حتي وصلنا الي ما نحن عليه حاليا؟
انا شخصيا امارس اشد انواع النقد للدين علي منصة التواصل الاجتماعي Clubhouse اتمني مشاركتي اسراع عملية تنوير العقل العربي بدلا من ظلمته الداكنة.
اسمي علي ال Clubhouse هو: Dr ZELZAL

التنويري: خلف البهات


2 - فهم لا علافة له بالعلمانية
عبدالله عطية شناوة ( 2022 / 4 / 20 - 23:06 )
العلمانية لا تتدخل في عقائد الناس وأفكارهم، بل هي تضمن حقهم في حرية الفكر والعقيدة، كما تضمن حرية نقد الفكر والعقيدة، ما تمارسه أنت يا سيد بهات أو دكتور زلزال، حق تضمنه العلمانية، لكنها كمبدأ ونظام لا تستهدف التدخل في عقول الناس وأجتثاث أفكارهم وعقائدهم، مثل هذا الأمر
ليس من سمات الأنظمة العلمانية الديمقراطية، بل من سمات الأنظمة الشمولي. وهناك بالطبع أنظمة شمولية تنتحل صفة العلمانية.
مع الأحترام والتقدير.


3 - الدين كلمة فضفاضة
إسلام بحيري ( 2022 / 4 / 21 - 00:26 )
أكثر الدول علمانية اليوم على وجه الأرض تتبنى حرية المعتقدات، لأن التضييق على الحرية يجلب فائض احتمال مضاد يزيد تمسك الناس بمعتقداتهم
وأعني بالتضييق على الحرية: إلغاء الآخر.. فالمتدين يلغي العلماني ويعتبره كافر بالله، والعلماني يلغي المتدين من قائمة المثقفين ويعتبره مخدوع ومغيب، بينما العلمانية كما قال الكاتب هي نظام وضعي لضمان حقوق الإنسان (بما فيه الإنسان المتدين أيضاً)
المطلوب هو تحديد مفهوم مصطلح الدين الذي نعنيه ما هو؟ لو كان المقصود الإيمان بالله بمعنى الخالق، فهذا إلحاد وليست علمانية (الخلط بينهما يقع كثيراً) وإن كان المقصود هو التراث، فأي تراث أيضاً؟ هل هو التاريخ أو الموروث الفقهي؟ الأخير نحن لا نحتاجه لأن المجتمع تغير
لكننا نحتاج تاريخنا، لأن أي أمة تتنكر لماضيها فلن يكون لها حاضر أو مستقبل.. ومثال على ذلك: الشعوب الإفريقية لها حضارات معروفة عند المؤرخين ولكن الأفارقة الحاليين لا يعرفونها بسبب الإستعمار الثقافي ونهب ثروات القارة وضمان تخلف أهلها واعتمادهم على غيرهم، لكن لو عرفوا أنهم أبناء منسا موسى الذي اكتشف أمريكا قبل كولمبس،ستتغير نظرتهم لأنفسهم، فالوعي التاريخي مهم للتقدم


4 - فيما ؟! وعما يتكلم أخونا كاتب المقال المحترم ؟
أنور نور ( 2022 / 4 / 21 - 04:13 )
بعد 1400 سنة هجرية , من إحتلال الدين , لأوطان الشعوب وهوياتها !! نتحدث اليوم عن اصلاح ديني !؟
ومن الذين تعنيهم ب صبيانية (( تنويريين )) !؟ يا أيها الفيلسوف الجهبذ
بالمرة .. ألا تتجاسر وتتطاول ,. وتطلق تعبير - طائشية تنويريين ..علي عباقرة , أشك في انك قد قرأت لهم سطراً واحداً , وهم
ِأبو العلاء المعري , القائل : اثنان أهل الأرض : دين بلاعقلِ أو عقلٌ بلا دين
وجبران خ جبران , القائل : الدين في الناس حقل ليس يزرعه غير الأولي لهم في زرعه وطرُ
وشاعر العراق-الزهاوي - : أثبتَّ رباً تبتغي حلاً به
للمشكلاتِ فكان أكبر مشكلِ
وإيليا أبو ماضي .. ورائعته : الطلاسم
وعمر الخيام
والعالم الموسوعي الفذ اسماعيل أدهم / كتابه : لماذا أنا ملحد ؟
هؤلاء العباقرة الرواد , أظنهم في رأي سعادة أخينا كاتب المقال يمثلون : طائشية تنويريين
وهو متحمس لدعاة تنوير خطوة واحدة للأمام ,وخطوتين للخلف ! لاصلاح ما لن ينصلح
وما أفسد التنوير وعطّله سوي هؤلاء
ضريبة النضال بالقلم يتساوي فيها التنويري المتستر في برقع البخاري , و التنويري الواضح
المقال أساء وتطاول علي التنويريين الذين يعلقون الجرس برقبة القط مباشرة
!


5 - طلب تعريف البديهات يقود لأدغال من الجدل
تنوير 4 ( 2022 / 4 / 21 - 11:40 )
العلمانيون والملحدون واللاأدريون يتمنون التعايش مع الأديان
لكن الأديان تكرههم من ناحية
والأديان تكره بعضها
وتكره نفسها ! فمذاهب كل دين لا يعيشون معاً في سلام
في اليمن الآن - وغيراليمن - حرب دينية , الاسلام يحارب نفسه - شيعة وسُنّة
وشاهدت علي الطبيعة جماعات دينية اسلامية ,كراهيتهم لبعضهم أكثر من كراهيتهم لأهل الأديان الأخري
وحروب مسيحية مسيحية دارت في أوروبا من قبل - الكاثوليك والبروتستانت
العداوات والحروب لأسباب - أو تحت رايات - دينية , كثيرة - وتدور عبر العصور
بوتين رئيس دولة كبري .. لديه هلاوس مسيحية أرثوذكسية . وحربه في أوكرانيا ضد المسيحية الكاثوليكية وضد اليهود والمسلمين/ قد تفضي لحرب نووية تفني العالم- الدواعي تبدو سياسية لكن : وراءها أصابع الدين
الأديان يحميها ضحاياها - العامة والبسطاء .. ويداهنهم السياسيون وآخرون ,لأجل مصالحهم
باختصار: الأديان تشريعات عتيقة , ضد العصر الحديث بمنظوماته العلمية والاقتصادية والاجتماعية . لذا فوضع الأديان بالمواثيق الدولية لحقوق الانسان
يجب تعديله, لتقليم مخالبها وأنيابها , وتحريم مخدراتها وحظر أنشطة تُجّارها , لحماية البشر
تحياتي


6 - تعلمكم كيف يكون التنوير
الدكتورة بنت الباشمهندس ( 2022 / 4 / 21 - 16:19 )
https://fb.watch/cx62r4eNa2/


7 - شكر لجميع السادة المعلقين، مع أيضاح
عبدالله عطية شناوة ( 2022 / 4 / 21 - 21:56 )
المقال موجه للعلمانيين التنويريين الذين يحترمون حرية الفكر والمعتقد، أما اللادينيين الذين يتعاملون مع لا دينيتهم كدين جديد ناقض للديانات الأخرى وساع إلى أجتثاثها، فهؤلاء لهم كامل الحق في التعبير عن وجهة نظرهم بالطريقة التي تاسبهم، وهم يمتلكون مثل الآخرين حق التعبير عن الرأي.
تحيات واحترامات للجميع.


8 - لا مستقبل للأديان / انها تقر الرق والعبودية
المستقبل ( 2022 / 4 / 22 - 13:27 )
الأديان ضد المرأة وضد الطفولة , وضد الحداثة , و ضد العدالة والمساواة .. مستقبل الأديان كما هو حالها في الصين الآن .. مطرودة من كل أوجه الحياة العامة .. في متحف التاريخ
كان أحري بالغلام صاحب تعليق 8 أن يعتذر عن سؤ الأدب والعدوانية التي بدت في عنوان المقال .. كن شجاعاً يا غلام , واعتذر

اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #