الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب - الحياة اليومية في بلاد ما بين النهرين قديماً -

هاشم نعمة

2006 / 9 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر باللغة الانكليزية كتاب بالعنوان المذكور للكاتبة والأكاديمية الأمريكية كارن ريما نيمت-نجاة ويتكون من اثنتي عشر فصلا اشتملت على رسوم وتخطيطات وصور عن أثار حضارة بلاد ما بين النهرين الموجودة في مختلف متاحف العالم إضافة إلى الببلوغرافيا. ويقع الكتاب في 346 صفحة. الناشر دار كرين وود، وست بورت، لندن.

يرصد الكتاب بشكل مفصل الحياة اليومية لسكان بلاد ما بين النهرين قديما ويزود القارئ بمعلومات قيمة تتوفر على عنصري البحث العلمي والمتعة. هذه المعلومات التي قلما نجدها في كتاب واحد. وتخصص الكاتبة الفصل الأول الذي احتوى المقدمة لدراسة الاكتشافات الأثرية الحديثة في المنطقة أما الفصول الأخرى فقد بحثت في معلومات عامة، نظرة تاريخية، الكتابة، التعليم، الآداب، العلوم الصيدلية، الرياضيات، الفلك،التكنولوجيا،العلوم الطبيعية، رسم الخرائط والجغرافيا، المجتمع، الحياة في المدينة والريف، حياة البدو وأشباه البدو، الحياة الخاصة، التسلية والترفيه، الدين، الحكومة، الاقتصاد، وإرث بلاد ما بين النهرين.

كانت مدن المنطقة كبيرة الحجم نوع ما متوسط مساحتها 100 أيكر أو أكثر ( الهكتار= 2,5 أيكر ) وذات كثافة سكانية واضحة. إذ تراوح عدد سكان المدن الرئيسية في جنوب ما بين النهرين بين 10,000 إلى تقريبا 100,000 نسمة. وكانت وظائفها سياسية وتجارية ودينية. وكانت المناطق المسكونة من المدينة تزدحم بالمنازل ومحلات العمل وأماكن العبادة وتراكيب أخرى. وكان مكان السكن لا يستند إلى الثروة فيمكن أن تجد منزل موظف بارز يجاوره منزل صياد أسماك فقير. أما منازل الفلاحين فقد كانت بسيطة جدا تتكون من غرفة واحدة أو غرفتين مع أثاث قليل. وكانت المنازل تبنى بنفس مواد البناء المستخدمة حاليا في العراق.

وكانت المؤسسات الرئيسية في كل مدينة هي المعبد والقصر الملكي. وخلال فترات السلطة المركزية كانت المدن تحكم من قبل الملوك أما المدن الأخرى فكانت تدار من قبل الحكام. وكانت السلطة في الواقع بيد ثلاث مجموعات هي: المعبد والملك وعلية المجتمع التي تتكون من العائلات العريقة والثرية.

ولم تسجل المصادر المسمارية أي نزاع بين ساكني الريف المفتوح وساكني المدن بل في الحقيقة كان ساكنو المدينة يملكون المزارع والأملاك في المناطق الريفية. وفي الفترة البابلية الأولى كانت القرى تدير أراضيها بصرف النظر فيما إذا كانت مستقلة أو تابعة من الناحية السياسية. وقد اشترطت قوانين حمورابي أن تكون المدن والقرى مسؤولة من الناحية القانونية عن الجرائم التي تقع في أراضيها.

وكان البدو من الرعاة الذين يهاجرون مع قطعان الماشية عبر الأراضي غير الصالحة للزراعة. وكانوا ينتمون إلى مجموعات اجتماعية أكبر من العائلة مثل القبيلة والعشيرة. وقد تباين التنظيم السياسي للبدو من الصغير اللا مركزي ذي المجموعات " المتساوية الحقوق" إلى الكبير الهرمي الذي يقوده الزعماء. وكان الكثير من القبائل والعشائر يزرع ويربي الماشية في ضواحي المستوطنات ويطلق على هؤلاء بأشباه البدو.

وتدرس الكاتبة البنية الاجتماعية والطبقية وترى إنها كانت تقوم على الاقتصاد حيث ينقسم المجتمع إلى مجموعتين الأولى تضم أولئك الذين يملكون وبالأخص الأراضي والثانية تضم التابعين إلى الأثرياء من الفقراء والمعدمين. وقد حددت شريعة حمورابي ثلاث طبقات اجتماعية-سياسية: الأولى تضم الرجال الأحرار الذين ليس بذمتهم ديون ومن الممكن أن يكونوا من ملاكي الأراضي أو رؤساء العائلات. والثانية تشمل الطبقة التي تعمل بخدمة القصر الملكي من الموظفين وهي أقل منزلة من الناحية الاجتماعية من الأولى. والثالثة تتكون من العبيد الذين يأتون من الأسر في الحروب من الرجال والنساء أو من الذين لا يستطيعون إيفاء ديونهم. ولم تكن الحدود الاجتماعية ثابتة فالعبيد يمكن أن يصبحوا أحرارا والأحرار يمكن أن يصبحوا عبيدا بسبب الديون والذين لا يملكون يمكن أن يصبحوا مالكين.

أما الحياة العائلية فكانت تقوم على ما يطلق عليه بالعائلة النووية التي تتكون من الرجل والمرأة المتزوجين وأطفالهم. ويمكن أن تتوسع العائلة لتشمل الأخوات غير المتزوجات، الأمهات الأرامل، الأخوان القصر. وكان يطلق على العائلة "بيت الأب" وأعضاء العائلة يخاطب كل واحد منهم الآخر "بالأخ" أو لحمي ودمي. وكانت العائلة بطرياركية حيث الأب يعتبر رئيس العائلة وفي يده السلطة على زوجته وأطفاله. وقد عكست شريعة حمورابي المواقف الثقافية تجاه هذه السلطة وحددت " إذا ضرب الابن والده يجب أن تقطع يده." وإذ توفي الأب وترك أطفالا غير متزوجين فإن أكبرهم سنا يصبح رئيسا للعائلة. وإذا كان الأطفال صغار السن فيمكن أن تعطى لوالدتهم صلاحية الأبوة.

وكان الزواج عموما أحادي حتى وسط الآلهة إلا في حالة عدم إنجاب الزوجة للأطفال فيمكن في هذه الحالة أن يتزوج الرجل امرأة ثانية أو أن تكون له خليلة أو أن يتبنى الزوجان الأطفال. وكان سكان بلاد ما بين النهرين مثل غيرهم من البشر يقعون في حب عاطفي شديد وأشارت النصوص إلى أنه في حالة الرفض من أي من الطرفين المتحابين كانت تحل الكآبة.

وقد اختلفت عادات الزواج عبر الزمان والمكان لكن عملية الزواج كانت تشمل أربع مراحل: الأولى تتمثل بالخطوبة والثانية دفع المهر من قبل عائلتي العروس والعريس والثالثة انتقال الزوجة إلى بيت والد الزوج والرابعة الاتصال الجنسي. وكان الزواج يتضمن إقامة حفلة. ويقوم على أساس عقد موثق.

كان الطلاق في المعتاد يبدأ به الرجل فهو يستطيع أن يطلق زوجته لكن عليه أن يعيد جميع ممتلكاتها وفي بعض الأحيان يدفع غرامة. إلا أن الطلاق لم يكن محبذا وكان يعتبر وصمة اجتماعية لذلك لا يتم بدون أسباب وجيهة مثل الخيانة الزوجية أو عدم إنجاب الأطفال. وقد منعت الكثير من عقود الزواج في بابل القديمة الزوجة من طلب الطلاق بتهديدها في الغالب بالعقاب الذي يمكن أن يصل إلى حد القتل أو أن تباع لتصبح ضمن العبيد. لكن عددا من عقود الزواج السومرية والبابلية سمحت لكلا الزوجين بطلب الطلاق على أن يغرم كل واحد منهم نفس الكمية من الفضة. ويبدو أن الوضعية الاجتماعية لنساء معينات أعطتهن حقوقا متساوية مع الرجل مثل انتمائهن إلى عائلات ثرية.

كان الصوف الأكثر استخداما في صناعة الملابس قبل دخول المنسوجات. وكان الكتان يستخدم لخياطة الملابس الجيدة للكهنة وتماثيل الآلهة. أما القطن فلم يصبح متوفرا حتى جلبه الملك سنحاريب إلى آشور في حوالي 700 ق.م. كذلك جلب الحرير فيما بعد. وقد أصبحت صناعة المنسوجات من الصناعات الرئيسية في بلاد ما بين النهرين وكانت هناك معامل لهذا الغرض.

كان الرجال بشكل معتاد يحلقون لحاهم ولكن كان عدد منهم يطلقها. وخلال فترة السلالة الأولى 2900 -2350 ق. م شهد تصفيف شعر النساء وغطاء الرأس تنوعا كبيرا فكان الشعر يضفر على شكل ضفائر ويجمع في أعلى الرأس بواسطة شبكة أو وشاح ويغطى بغطاء الرأس. وكانت النساء تزين شعورهن بالحلي.

وكانت الحلي تستخدم من قبل الرجال والنساء والأطفال وتستخدم لتزين ثياب تماثيل الآلهة. وقد وردت في النصوص السومرية والاكدية الكثير من المعلومات حول الحلي والمجوهرات ومحلات صناعتها. وكان يتم تبادل الحلي والمجوهرات كهدايا بين القادة وفي الأعراس وعقد القران والمهر.

ويورد الكتاب تفاصيل هامة عن نمط تغذية السكان التي كانت تقوم على الشعير وحبوب أخرى مثل الدخن والقمح والشيلم والتي تطحن بالطواحين الحجرية لإنتاج أنواع مختلفة من الدقيق الذي يستخدم في صناعة الخبز. وفي الألف الثالث ق.م استخدم الرز في التغذية. وكان السومريون يشربون حليب البقر والماعز والأغنام وكانت هناك صناعة مشتقات الحليب مثل الجبن وهو ذي أنواع كثيرة منها الجبن الأبيض والأجبان الحلوة والحادة المذاق. وعرفت صناعة البيرة وبأنواع مختلفة والنبيذ الذي كان يصنع من العنب.

وكانت اللحوم جزءا من تغذية السكان وكانت غالية الثمن وتشمل لحوم الأغنام والبقر والماعز. ولم يكن هناك تحريم على استهلاك لحوم الخنازير التي توجد بأعداد كبيرة في أهوار جنوب العراق. إلا أنه يبدو أن استهلاكها لم يكن محبذا. وكانت الأسماك أيضا جزءا من التغذية وتورد النصوص أصنافها الكثيرة حيث كانت انهار العراق زاخرة بها ويعود تدوين المعلومات حولها إلى الألف الثالث والثاني قبل الميلاد. كذلك استخدم السكان لحوم الطيور المختلفة في التغذية ومنها الحمام.

والملاحظ أن السومريين لم يستخدموا السكر أبدا وبدلا من ذلك استخدموا الفواكه وبالأخص عصير العنب وعصير التمر (الدبس). أما العسل فكان استخدامه مقصورا على الأثرياء وكان يستورد ويسمى "عسل الجبال" وهو ذو أنواع مثل العسل الأسود والأحمر والأبيض.

وكان الكثير من المواد الغذائية يحفظ إلى وقت استهلاكه مثل الحبوب والبقوليات بعد تجفيفها في الشمس. وتكبس أنواع مختلفة من الفواكه في قوالب. أما اللحوم والأسماك فكانت تحفظ بواسطة الملح والتجفيف والتدخين.

ويولي الكتاب اهتماما للترفيه والتسلية التي كانت جزءا من حياة السكان اليومية منها الصيد والرياضة والعاب التسلية. وقد استخدم سكان بلاد ما بين النهرين التقويم الشهري القمري الذي يتكون من 29 أو 30 يوما ستة منها كانت مخصصة للعطل وثلاثة للاحتفالات القمرية وثلاثة أخرى للراحة. وكانت كلا من العطل الشهرية والسنوية اوقاتا للألعاب والتسلية.

وقد اشتهر الملوك الآشوريون بالصيد كصيد الأسود والفيلة والنعام والثيران الجبلية. وأصبح الصيد ظاهرة عامة واستمر حتى عهد ملوك الفرس. وكان هذا النوع من الرياضة يتمتع بشعبية وهذا واضح من المعلومات التي دونت حوله في الألواح وكذلك من صور الصيد الحية على جدران قصور الآشوريين.

وعُرفت رياضة الملاكمة والمصارعة وكانت الأولى رياضة شعبية. وفي ملحمة كلكامش دليل على لعبة المصارعة بين كلكامش وانكيدو. وكان هناك شكل من لعبة البولو الحالية. وعُرفت العاب الطاولة التي كانت تصنع من الحجر أو الطين وكانت بأنواع مختلفة تتكون من قطع وحتى من زهر النرد. اثنتان من هذه الألعاب كانتا مشابهتين لتلك الموجودة في مصر القديمة. الأولى تتكون من عشرين مربعاً والثانية من 58 حفرة وهي النموذج المبكر للعبة الكريبج - لعبة من العاب الورق أو الشدة- . وعُرفت لعبة تشبه التوي الحالية لكن كانت تستخدم فيها أسلحة مصغرة تعود لذلك الوقت.

ويبحث الكتاب في الموسيقى ودورها في حياة السكان التي كانت جزءا من الاحتفالات الملكية والدينية. وكان المغنون من الرجال والنساء يؤدون الغناء بمرافقة الآلات الموسيقية التي كانت بعدة أنواع منها التي تعود إلى المجموعة الوترية والنفخ والنقر مثل القيثارات والطبول بأنواع والناي والصفارة والأجراس والصنج ( صحيفتان مدورتان من النحاس تُضرب واحدة على الأخرى ). وقد عُثر على مجموعة من القيثارات في المقبرة الملكية في أور. ووصفت الألواح العائدة إلى الألف الثاني قبل الميلاد قيثارة تتكون من تسعة أوتار واستخدام سلم موسيقي.

كان الموسيقيون في بعض الأوقات يعزفون أو يغنون على انفراد لكن العديد منهم تظهر صورهم سوية وهم يحملون القيثارات وأدوات موسيقية أخرى وهذا دليل على وجود الفرق الموسيقية. ويمكن أيضا أن يرافق الموسيقيون الراقصين أو المغنين في الاحتفالات الدينية وفي بعض الأوقات حتى الموسيقيين كانوا يؤدون الرقص. وكانوا أيضا يرافقون الجيوش أثناء سيرها.

يُظهر النحت المجسم تأدية الرقص مصاحبا للموسيقى والغناء والتصفيق. وكان الرقص في المعتاد مرتبطا بتأدية الطقوس الدينية وليس كنشاط مستقل كما دلت على ذلك الألواح المكتشفة. وفي الاحتفال السنوي للآلهة مثل عشتار وغيرها يؤدى الرقص على شرفها على شكل حركة دائرية يشارك فيها الرجال والنساء. وكان الرقص الدائري يؤدى في المعتاد من قبل النساء. وكان الراقصون الكروباتيك يؤدون رقصاتهم في الطقوس الدينية أيضا.

كانت الأعمال الأدبية تنشد أحيانا. وتُظهر التراتيل قوة الملكة الشعرية من ناحية البناء والإيقاع. وكانت المقاطع الشعرية تتكون في المعتاد من أربعة إلى أحد عشر مقطعا وأحيانا أكثر. وكان الملوك موضوع التراتيل والأناشيد والقصص والبطولات القديمة عن الملوك والفرسان. وكان الملك وحاشيته في الغالب يصغون للأعمال الأدبية إضافة إلى القطع الموسيقية الجديدة. وقد أصبح عدد من الأعمال الأدبية جزءا من العبادة مثل ملحمة الخلق.

بالنسبة للأعياد الدينية تتلخص العلاقة الدينية بين المدينة وإلهها بالأعياد الدورية مثل عيد السنة الجديدة وعيد كل معبد وإله. وكانت الأعياد تدور في المعتاد حول الدراما الدينية. وهذا نص يخص الطقوس و الشعائر الدينية. " سوف يشعل ناس الأرض النيران في منازلهم وسوف يقيمون الولائم لكل الآلهة وسوف ينشدون الأناشيد ". وكان أعظم الأعياد التي يُحتفل بها في العصور البابلية هو عيد السنة الجديدة خلال الأحد عشر يوما الأولى من شهر نيسان ( أبريل ). وكانت الأيام الأولى منها تخصص للوضوء الديني والصلاة وفي مساء اليوم الرابع تتلى ملحمة الخلق كاملة على الملأ التي تبين كيفية خلق العالم من خلال نصر مردوك الذي زود البابليين بالضمان بأن العالم الذي عرفوه سوف يستمر ولن يتغير. واليوم الخامس يخصص أكثره للتطهر الديني. وفي هذا العيد يُحتفل في الزواج المقدس في مدن معينة. وهو دراما الخصوبة الذي يُعتقد بأنه القوة التي تنمي التمور والنباتات والفواكه وقطعان الماشية في المراعي. في هذا الطقس الديني يمثل الحاكم، الكاهن-الملك أو الملك الإله واتصاله الجنسي مع الآلهة انانا التي تقوم بدورها كاهنة أو ربما حتى الملكة ينتج عنه الخصب في كل الطبيعة.

رسم البابليون الخرائط للأراضي المحلية مثل مخططات الحقول والممتلكات والمعابد والمنازل إضافة لمساحات أكبر مثل الأحياء والمدن والأنهار والقنوات. وقد رسموا خارطة مشهورة للعالم (موجودة في المتحف البريطاني) تبين تصورهم للعالم حيث تحتل بابل مركزه. وكانت الخرائط ذات قيمة عملية في الحياة اليومية. فقد استخدموها لمسح الأراضي والبناء وعقد الصفقات التجارية والضرائب والسفر والحملات العسكرية. وفي بعض الأوقات شهدوا بها أمام القضاء. وكان رسم الخرائط يعطي عناية قليلة للزوايا والأحجام والاتجاهات حيث تُستخدم في الغالب الخطوط المستقيمة وهذا يعود لصعوبة رسم الخطوط المنحية على الطين.

وقد عُرفت المهن الطبية في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد. وكان المرضى من سكان بابل يستخدمون نمطين من العلاج : الأول بواسطة السحر والثاني يستخدم الأدوية بشكل أساسي . وهناك مثل بابلي سائر يدل على وجود الأطباء يقول " العدوى بدون طبيب تشبه المجاعة بدون غذاء ". والخط الفاصل بين هذين العلاجين لم يكن ثابتا. لذلك أحيانا يستخدم الساحر الأدوية ويستخدم الطبيب الشعوذة وممارسات أخرى من السحر. الحقيقة يمكن أن يُستخدم الصنفان معا كما ورد في نص رسالة آشورية.

فيما يخص الرياضيات كُتبت الأعداد على شكل نصوص مسمارية منذ حوالي 3100 ق. م إلى آخر نص وجد في عام 75 م. وقد تطورت طريقة كتابة الأعداد مثل بقية الخط المسماري وأصبحت تمتلك أسلوبا عبر الوقت. كان نظام الأعداد دائما إتحاد من النظام العشري (العد بالعشرات) والنظام الستيني (العد بالستينات). واستخدمت الرياضيات البابلية النظام الستيني وكان النظام العشري نادرا ما يستخدم في الحسابات الرياضية. وكانت القاعدة هي 60 تخبرنا بالوقت حيث 60 ثانية تكون الدقيقة و60 دقيقة تكون الساعة وقياس الدائرة 360 درجة. واستخدمت الأعداد البابلية من 2000 ق.م إلى 75م نظام العدد المكاني الذي كان قد تطور في الألف الرابع قبل الميلاد. هذا النظام يستخدم عددا محدودا جدا من الرموز حيث يتقرر مقدارها بواسطة موقعها (القيم العالية في اليسار والقيم القليلة في اليمين). وفي كل مكان العدد المتحرك إلى اليسار تُضرب قيمته بـ60 والعدد المتحرك إلى اليمين تُقسم قيمته على 60 .

لقد تفوق البابليون على جيرانهم في الشرق الأدنى القديم في معرفتهم في الفلك والرياضيات. واحتفظ البابليون والآشوريون بسجلات مفصلة لملاحظاتهم عن مواقع وحركات الأجرام السماوية. وربطوا هذه المعلومات مع كفأتهم في الرياضيات ليعطوا ولادة علم الفلك الرياضي. وعرف السكان القدماء التقويم القمري والشمسي لكن كانت للأول الأسبقية . وفي الحقيقة يصف السومريون القمر بأنه أب الشمس في الميثولوجيا (الأساطير).

حاول سكان بلاد ما بين النهرين فهم وتنظيم العالم المحيط بهم. وقد عملوا قوائم مسح بالحيوانات والنباتات والمعادن وغيرها وحتى بالآلهة! ودونت قوائم بالأشياء في بداية الألف الثالث ق.م لكن تسلسلها المحدد في أصناف لم يتأسس حتى وقت متأخر. وأنتجت المحاولات الأولى للتعامل مع العلوم الطبيعية قوائم السومريين التي تطورت على يد البابليين. فعلى سبيل المثال كانت هناك قائمة شاملة للحيوانات البرية تشمل الحشرات والديدان. وخلال الألف الأول ق.م كانت هناك قوائم للأدوية المصنوعة من الحيوانات والورد والمعادن مع الأمراض التي تعالجها.


Daily life in Ancient Mesopotamia عنوان الكتاب الأصلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سلمان رشدي لشبكتنا: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وما هو


.. جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي




.. بين الحية وأبو عبيدة.. تناقض في خطابي حماس السياسي والعسكري


.. عودة هجمات الحوثيين بعد هدوء نسبي.. الأسباب والأهداف | #الظه




.. مصر تعمل باتجاه دفع المفاوضات مع حماس قدما لمنع العملية العس