الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسودة قابلة للتغيير حينما عدت من شارع الموت قبل ثلاثين سنة

رياض قاسم حسن العلي

2022 / 4 / 21
الادب والفن


هل تذكرين؟
حينما عدت في ذلك النهار الجهنمي
قادماً من تلك الاجواء التي اخبرتكِ عنها فيما بعد حينما كنتِ تصففين شعركِ بزيت معطر..
كلما ادق باباً يخرج ساكنوه ويطردوني ،
ماخطب هذه الابواب؟
ابواب العراق الخائفة
وانا القادم من شوارع الموت
بل هو شارع للموت
وكلنا نعرفه
يتوزع على جانبيه الحديد واللحم..
وانتِ حينما كنتِ معي..
فيما بعد...
تصففين شعركِ بذلك الزيت المعطر الذي اخبرتكِ عنه...
هل تذكرين؟...
سماء مليئة بالغربان شبعت من اللحم المتناثر بسخاء..
كل الطرق محفوفة بالدماء،
والاشلاء
وانا بلا ذاكرة
وحتى تلك الابواب المصنوعة من حديد بلا روح،
وبلا ذاكرة
بيوت حائرة بين الصور
صورة من يحكي بلا يقين
وصورة اخرى بلا مستقبل
تذكرين حينما أخبرتكِ وانتِ تصففين شعركِ بذلك الزيت المعطر ؟
ان كل الصور والشعارات زائفة
وانه لا يقين في العراق
حتى الانسان صار بلا صورة
هل تذكرين؟
كنتُ مع ضياء نشرب ذلك السم الابيض في ركن البستان...
حينما مررتي بعبائتكِ الجميلة...
وكنتُ في الغدِ على موعد مع الموت...
الموت المعبّد ببيانات التعبئة الهرمية والمقولات الجاهزة وخطابات بلا يقين
الموت الذي يأتينا نحن العراقيين بلا سبب..
كنت اريد ان اخطف منكِ قبلة تبعد عني الخوف الذي أعتصر قلبي حينما حل الغروب،
الخوف من الغد
كل شئ يتقزم في وطني
وكل الابواب تتشابه...
وكل الوجوه تحمل في سيماها سخام الذل والنفط المحترق ومواقد الخشب المقطوع من الاشجار القريية...
هل تعرفين ماذا حل بضياء؟
اتذكرين؟
كيف كنت اريد ان اختبئ في عبائتكِ السوداء..
وهذا الصمت الغرابي الذي يصرخ في كل الازقة الخربة...
كأن كل الاسماء مقابر
هل تعرفين ماذا حل بذلك البستان الذي شهد أول قبلة سرقتها منكِ وانتِ تنظرين الى اعالى الشجرة بعد ان خدعتكِ...
كان الهواء مليئ باكاذيب الانسان
وتلك الرصاصة التي اخطأتني
كانت تكذب
يقال ان الرصاصة تحمل في داخلها اسم من ستستقر في جسده
وهذه الرصاصة العقيمة
كانت بلا اسم
حينما يأتي بسام ويقول لي صباح الخير وبعد خمس دقائق أجده بلا لسان
لأن انسان ما قرر ان لا يقول انسان اخر صباح الخير مرة اخرى
هل عرفتي بشاعة هذا العالم وسرياليته
‏حينما ألتقي بكِ في مدينتي البشعة سأختار الركوب في حافلة كبيرة وأدفع عُمري بدل النقود حتى لا ينتهي المشوار معكِ،

اخبريني...
ماذا حل بضياء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا