الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ينبغي أن اكون أخلاقيا ؟

محمد رضوان

2022 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا ينبغي أن أكون أخلاقيا ؟
تأليف / بيتر كروبوتكين

ترجمة / محمد رضوان

قبل سنوات ، أثار هذا السؤال بالذات شغف شباب روسيا : "سأكون غير أخلاقي!" جاء شاب عدمي وقال هذا لصديقه ، وبالتالي ترجم إلى أفعال الأفكار التي لم تمنحه أي راحة. "سأكون غير أخلاقي!" ، ولماذا لا يجب أن أفعل؟ لأن الكتاب المقدس يريد هذا ؟ لكن الكتاب المقدس ليس سوى مجموعة من التقاليد البابلية والعبرية ، والتقاليد التي تم جمعها ووضعها معًا مثل قصائد هوميروس ، أو كما هو الحال مع قصائد الباسك والأساطير المنغولية، هل يجب أن أعود إلى الحالة الذهنية لشعوب الشرق نصف المتحضرة؟
هل يجب أن أكون أخلاقيًا لأن كانط يخبرني عن حتمية قاطعة ؟ ، عن أمر غامض يأتي إلي من أعماق كوني ويطلب مني أن أكون أخلاقيًا ؟ لكن لماذا يجب أن تُمارس هذه "الحتمية القاطعة" سلطة أكبر على أفعالي من تلك الحتمية الأخرى ، والتي قد تأمرني أحيانًا بالثمالة. في الواقع هي كلمة ، لا شيء سوى كلمة ، مثل كلمات "العناية الإلهية" أو "المصير" ، ابتكرناها لإخفاء جهلنا، أو ربما لأن هذا كان تعليمي؟ لأن والدتي علمتني الأخلاق؟ هل أذهب بعد ذلك وأركع في الكنيسة ، وأُكرم الملكة ، وانحني أمام القاضي الذي أعرفه كوغد، ببساطة لأن أمهاتنا، أمهاتنا الجاهلات الصالحات، علمتنا مثل هذه الحزمة من التفاهات ؟

أنا متحيز - مثل أي شخص آخر. سأحاول تخليص نفسي من التحيز على الرغم من أن الخلود مكروها ، إلا أنني سأُجبر نفسي على أن أكون غير أخلاقي حيث أنني عندما كنت صبيا أُجبرت على التخلي عن الخوف من الظلام وفناء الكنيسة والأشباح والموتى، كلها تعلمت أن أخشاها.

"سيكون من غير الأخلاقي التقاط سلاح يساء استخدامه من قبل الدين. سأفعل ذلك، لو كان ذلك فقط للحماية من النفاق المفروض علينا بأسم كلمة أُطلق عليها اسم الأخلاق! "
كانت هذه هي الطريقة التي فكر بها شباب روسيا عندما انفصلوا عن الأحكام المسبقة في العالم القديم، ورفعوا راية الفلسفة العدمية أو الأناركية هذه: عدم الركوع لأي سلطة على الإطلاق، مهما كانت محترمة، وعدم قبول أي مبدأ طالما أنه لم يتشكل بالمنطق .
نحتاج إلى أن نضيف أنه بعد أن وضعوا تعاليم آبائهم في سلة المهملات، وأحرقوا جميع أنظمة الأخلاق، وطور الشباب العدمي في وسطهم نواة من العادات الأخلاقية، متفوقة بشكل لا نهائي على أي شيء مارسه آباؤهم تحت سيطرة "الإنجيل"، أو "الضمير"، أو "الحتمية القاطعة"، أو "الميزة المعترف بها" للنفعية....

... خذ صاحب العمل الذي يخون عماله لشراء مجوهرات لزوجته أو عشيقته. خذ أي وغد تافه تريده ، مرة أخرى يُطيع الدافع فقط، فيسعى إلى إشباع الرغبة الشديدة ، أو يسعى للهروب مما قد يسبب له المتاعب.
نحن نشعر بالخجل تقريبًا من مقارنة هؤلاء الأوغاد التافهين بمن يضحى بكل وجوده لتحرير المُضهدين ، ومثل العدمي الروسي الذي يصعد على السقالة. تختلف نتائج هاتين الحياتين اختلافا كبيرا بالنسبة للبشرية لدرجة أننا نشعر بأننا منجذبون نحو أحدهما ونصد الاخرى .

ومع ذلك ، لو تحدثت إلى مثل هذه الشهيدة ، إلى المرأة التي على وشك أن تُشنق ، حتى وهي تقترب من حبل المشنقة، لأخبرتك أنها لن تستبدل حياتها أو موتها بحياة الوغد الصغير الذي يعيش على الأموال المسروقة من العاملين لديه. في حياتها ، في صراعها ضد القوة الوحشية تجد أعلى أفراحها. كل شيء آخر خارج النضال، كل أفراح البرجوازية الصغيرة ومشاكلها الصغيرة تبدو لها شيء حقير وممل جدا، مثيرة للشفقة! كانت تجيب: "أنت لا تعيش! لقد عشت."


المصدر : https://theanarchistlibrary.org/library/petr-kropotkin-why-should-i-be-moral








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران