الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا

طلال حسن عبد الرحمن

2022 / 4 / 21
الادب والفن





قصة قصيرة جداً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت ذات يوم ، قصة قصيرة جدا ، تقول : استيقظ ، كان الديناصور موجودا .
ترى ماذا لو استيقظنا نحن ؟
إن الديناصورات تزاحمنا حتى في أحلامنا ، وكم أخشى أن ننقرض ، وتبقى الديناصورات ، تسود عالمنا الجميل مرة أخرى .

آخر الليل
ــــــــــــــــــــــــ
في أواخر ليل العمر ، مدت يديها تحاول أن تلمسني ، وهي تقول بصوت واهن : أين أنت ؟
لم تلمسني ، ولن تلمسني ، لكنها سمعتني ربما من أعماقها ، أقول لها : اطمئني ، إنني إلى جانبك ، ولن أفارقك حتى النهاية .



ما وراء الصحراء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أوج الهجير أسريتُ ، لا نجمة في السماء ، ولا قمر ، قيل لي : لا شيء وراء هذه الصحراء .
الهجير نفس الهجير ، والصحراء هي الصحراء ، لكني ما زلتُ أسري ، وفي إسرائي الدائم ، أبذر بذوراً تعِدُ بالحياة ، لعل واحدة منها تنبت ذات يوم .

في المرآة
ـــــــــــــــــــــــــ
حدقتُ في المرآة ، حدقتُ طويلا ، وقلت متسائلا : أصدقني ، من أنتَ ؟ من أين أتيتَ في مثل هذا الليل ؟ وإلى أين ستذهب ؟
لم يجبني ، وإنما خرج من المرآة ، وأمسك بيدي ، ومن غير أن يتفوه بكلمة ، سار بي في الظلام .

الواحة
ــــــــــــــــــــ
من وراء الصحراء ، أشارت واحة لي ، أن تعال ، ومنذ عقود وعقود ، وأنا أضرب في الرمال ، لعلي أصل إلى الواحة .
وتوقفتُ يمضني الجوع والعطش والإعياء ، وتهاويتُ على الرمال ، وقبل أن تنطفىء عيناي ، تراءتْ لي واحة ، وراء الرمال البعيدة ، تقول لي .. تعال .

الكاهنة الفتية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أبلغتها الكاهنة العجوز ، بأنه سيكون لها شرف مرافقة الملكة شبعاد إلى العالم الأسفل ، في اليوم التالي ، علمت الكاهنة العجوز ، بأن الكاهنة الفتية ، هربت مع راع في عمرها ، وهزت الكاهنة العجوز رأسها ، هذه الحمقاء فضلتْ أن تحيا مع راع ، على أن تدفن مع الملكة العظيمة .. شبعاد .

الباب
ـــــــــــــــــ
تحررت المدينة أخيراً ، بعد أن غدتْ بيوتُها كوماً من الحجارة ، أسرعتُ إلى بيتنا ، وفوجئتُ بأن بيتنا المتداعي ، لم يبقَ واقفاً منه غير الباب .
طرقتُ الباب ، وتراءى لي أنّ أمي العجوز ، التي كانت تحت الأنقاض ، تسرع إليّ ، وهي تقول بصوتها الشائخ : مهلاً ، يا بنيّ ، إنني قادمة .


سامحيني
ــــــــــــــــــــــ
بكيتُه دماً ، حين حملوه إليّ من الجبهة ، وأرقدته إلى جانب أمي الراحلة ، فقد كانت تحبه كثيراً ، وهو طفل صغير .
وفي الليل طرق الباب ، وإذا هو بزيه العسكري المضرج بالدم ، فضمني إليه ، وقال : ماما ، سامحيني ، لقد رحلتُ ، وتركتكِ وحيدة ، في هذه الصحراء .

كنزي
ـــــــــــــــــــ
جاءتني مسؤولة إلى البيت ، مقطبة منزعجة ، وقالت لي : ماذا فعلتِ ! يجب أن تعتذري ، كيف تديرين ظهركِ للمسؤول الأول ، وترفضين هديته ؟
قلتُ لها : وما حاجتي إلى الهدية ؟ لقد فقدتُ كنزي في الجبهة ، إن كنوز الأرض كلها لن تعوضني عن كنزي الوحيد في هذا العالم .




تموز
ـــــــــــــــــ
هبطتْ إينانا إلى تموز ، في العالم الأسفل ، وقالتْ له : تموز ، أخرج ، إن العالم بحاجة إليك .
قال لها تموز : لن أخرج إذا لم تخرجي معي .
عانقته إينانا ، وقالت : اخرج أنت ، وانتظرني .
وخرج تموز إلى العالم ، وانتظرها ، انتظرها طويلا ، وهو مازال ينتظرها ، لعلها تأتي في يوم ما .

حوار
ــــــــــــــــــ
قال لي : لا تزرع هذه البذرة ، أنت تقتلها .
قلتُ : بالعكس حين أزرعها ، أطلق الحياة الكامنة فيها .
وأشار إلى ما حوله ، وقال : انظر إلى الليل .. والصحراء .. والعواصف ..
لم أتوقف ، وقلت : إنني أزرعُني إذ أزرعَها ، رغم الليل والصحراء والعواصف .

في الأعماق
ـــــــــــــــــــــــــــ
حدقتْ فيه زوجته ، وهو راقد في فراشها ، مغمض العينين ، وقالتْ له : ناديتك عدة مراتٍ ، أين كنتَ ؟
أجابها : كنت في أعماقي .
قالتْ مرتابة : ليتني أعرف ما في أعماقكَ .
قال دون أن يفتح عينيه : اطمئني ، ليس فيها امرأة .
وبشيء من الارتياح ، قالت : هل أنا موجودة فيها ؟
أجابها : أنتِ امرأة .

الواحة ـ السراب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
استوقفه شيخ وسط الصحراء ، وقال له بصوت واهن : بني ، عد من حيث أتيت .
قال له : إنني أبحث عن الواحة .
قال الشيخ : الواحة ربما وراءك .
قال : ورائي رمال .
فقال الشيخ ، وهو يتكوم رمالاً فوق الرمال : وأمامك سراب .

الماوراء
ـــــــــــــــــــــــ
تساءلتُ : ماذا يوجد فيما وراء النهر ؟
أجبتُني متسائلا : أي نهر ؟
أجبتُني : النهر الذي في داخلي .
قلتُ : ربما بحر الظلمات ، الذي عبره جلجامش ، بمعية اورشنابي ، قاصدا جده اوتونا ـ بشتم .
سكتُ لحظة ، ثم قلت : بحر الظلمات مازال موجوداً ، لكن لا وجود لاورشنابي ولا لاوتونا ـ بشتم .

من هناك ؟
ـــــــــــــــــــــــــ
سُئلتُ ..
من سألني ؟
: من أين جئتَ ؟
أجبتُه ، أم أجبتُني ؟
: من هناك .
وتلفتّ حولي ، وقلتُ : أين هناك ؟
لم أجبه ، أم لم أجبني ؟ وهل أدري ؟

هي
ـــــــــــــــــ
حين طُرق الباب فتحته فرحا ، كما لو أني علمتُ أنها هي ، نعم كانت هي بالفعل ، ابتسمتْ لي محرجة ، وقالت : عفوا ، لم أستطع أن آتيك بشيء .
قلت لها متهللا : بالعكس ، لقد أتيتني بكل شيء .
بدت الدهشة والفرحة في عينيها الربيعيتين ، فقلت لها : نعم ، لقد أتتني بك نفسكِ ، وأنتِ كل شيء .

مردوخ
ــــــــــــــــــــــ
اقتربتُ من الكاهن الشيخ متوجساً ، وقلتُ له : سيدي ، أريد أن أرى مردوخ .
فحدق الكاهن الشيخ فيّ ، ثم قال : مردوخ في داخلك ، يا بني ، فانظر في داخلك وستراه .
قلتُ له : إنني لا أراه .
فأشاح الكاهن الشيخ عني ، وهو يقول : إن لم ترَ مردوخ في داخلكَ ، فلن تراه في أي مكان .

الغائب
ــــــــــــــــــــ
فجأة رأيتُه أمامي ، تمتمتُ بحذر : بني ..
نظر إلي ، وقال : ماما .
دنوتُ منه ، وأنا أحدق فيه ، وقلتُ : بني ، أصدقني ..
ابتسم لي ، فعانقته بقوة ، وقلتُ : أنت حقيقة هذه المرة ، أم كالعادة .. حلم ؟
مسح دمعتي ، وقال : أنتِ ، ماذا ترين ؟
أطبقتُ عليه ذراعي ، كي لا يفلتَ مني ، لكني كالعادة ، أفقتْ ، والدموع تغرق عيني .

الرمال
ـــــــــــــــــــــ
حين خرجتُ إلى الدنيا ، قالتْ لي أمي : انتهى دوري هنا ، لقد جئتُ بك إلى الحياة ، وعليك أن تقطع هذه الصحراء وحدك .
نظرتُ خائفا إلى الصحراء ، رمال .. رمال .. رمال .. لا شيء غير الرمال ، فتمتمتُ : وحدي !
فقالتْ أمي ، وهي تغيب : قد ترافق العشرات والعشرات ، لكنك لن تسير في الصحراء إلا وحدك .

البرابرة
ـــــــــــــــــــــــ
من تحت ركام البيوت ، التي تهاوتْ فوق أصحابها ، انسلوا الواحد بعد الآخر ، بملابسهم الرثة المتربة الدامية ، تلفتوا حولهم ، يبحث كل منهم عمن كان معه ، قبل أن تدهمهم أعاصير البرابرة ، توقف رجل عجوز مترب ، وهتف بصوت مشروخ : تعالوا ..
ساروا جميعا بعد أن نفضوا عنهم الغبار ، واتجهوا إلى بوتهم ، التي نهضت من ركامها ، وعادوا إلى حياتهم ، ينتظرون البرابرة .

الثور المجنح
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
انطلق ثور مجنح ، محلقاً من خورسيباد ، وما إن وصل إلى نينوى ، حتى راح يرفرف فوق الثيران المجنحة ، التي تحرس بواباتها ، وهتف بأعلى صوته : حذار ، الإعصار الأسود على الأبواب .
وظلت الثيران المجنحة ، راسخة الجذور في أماكنها حول نينوى ، وردّ أحدها قائلا : لا عليكَ ، هذه ليست المرة الأولى ، التي يهب فيها إعصار أسود على نينوى ، ولن تكون الأخيرة ، وستبقى نينوى .

ليلى والذئب
ــــــــــــــــــــــــــ
سارتْ ليلى في الغابة ، وهي تحمل سلة من الكعك لجدتها ، وتباطأتْ في سيرها ، متلفتة حولها ، لكنها عبرت الغابة ، دون أن ترى الذئب .
ودخلتْ بيت الجدة حزينة ، وجدتُها ـ كما في الحكاية ـ راقدة في فراشها ، فقالتْ لها : جدتي ، لم أر الذئب في الغابة ، كيف سأقص الحكاية لأحفادي ؟
فابتسمت الجدة ، وربتتْ بيدها الشائخة على رأس حفيدتها ، وقالت : لا عليك ، يا صغيرتي ، قولي لهم إنك رأيت الذئب ، وسيصدقون الحكاية .

هل فات الأوان ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلما رآها مقبلة ، ترفل بطفولتها .. بشبابها .. بنضجها .. وقف يتأملها ، وها هو اليوم يراها مقبلة ، تنوء بشيخوختها ، فوقف يتأملها كالعادة .
وتوقفتْ هذه المرة على مقربة منه ، تتأمله بعينيها الخابيتين ، وهمّ أن يسير مبتعدا ، فهتفت به : توقف .
وتوقف محدقا فيها ، فقالتْ : نحن أغرب قيس وليلى في الحياة ، لم نتبادل الحديث مرة واحدة .
قال لها : لقد فات الأوان .
فقالتْ : الأوان لا يفوت أبدا ، ها نحن نتبادل النظرات بنفس عيون الطفلين ، اللذين كناهما يوما ما .

الناي
ـــــــــــــــــــ
طرقَ نافذتي ليلا ، عرفتُ أنه هو ، ربما جاء في هذا الوقت ليودعني ، فغدا سيذهب مع رفاقه إلى الحرب ، فتحتُ النافذة ، نعم إنه هو ، وقدم لي قصبة ، وقال : جئتك بهذا الناي .
حدقتُ في القصبة ، وقلتُ : لكنها قصبة .
نظر إلي صامتا ، فأخذتُ القصبة ، وقلتُ : أشكرك ، سأحتفظ بهذا .. الناي .
ذهب إلى الحرب ، غاب ، وطال غيابه ، وذات ليلة ، والسماء بلا قمر ، سمعتُ أنين ناي حزين ، يصدر من القصبة ، أمطرتْ عيناي ، آه .. لن يعود .

أنت هولاكو
ــــــــــــــــــــــــــ
رأى هولاكو طفله ، يداعب برفق زهرة تفتحتْ في حديقة القصر ، وينحني عليها ، ويتشممُها فرحاً منتشيا ، فصاح به : بني ، اقطع هذه الزهرة .
رفع الطفل عينيه إلى أبيه مندهشا ، فصاح به هولاكو ثانية : اقطعها بقوة .
وبقوة قطع الطفل الزهرة ، فصاح به هولاكو : ارمها على الأرض ، واسحقها بقدمك .
رمى الطفل الزهرة على الأرض ، وسحقها بقدمه ، فرفعه هولاكو بيديه ، وقال : لن أموت ، يا بنيّ ، أنت الآن أنا .. أنتَ هولاكو .

الفارس
ـــــــــــــــــــ
ركب الفارس حصانه ، الذي رافقه سنين عديدة ، متوغلا عليه في الصحراء ، في الأسبوع السابع نفد ما معه من ماء وطعام .
وتوقف وسط الرمال ، تحت الشمس الحارقة ، وإلى جانبه وقف حصانه جائعا عطشان منهكا ، وتلفت الفارس حوله حائرا ، وتساءل : ما العمل ؟
والتفت إليه حصانه ، وقال : أنت الفارس الإنسان ، والقرار النهائي لك .
ونظر الفارس إلى حصانه ، وقال : لو كنتُ عشبا لقدمتُ نفس لك ، وأنقذتك .
ولاذ الحصان بالصمت ، إنه هو الآخر ليس عشبا ، لكنه لحم وبعد أيام ، وصل الفارس ـ الإنسان إلى الواحة ، وكان وحده .

شيرين
ـــــــــــــــــــ
من بعيد ، تناهى إليّ ليلا ، نداء ناي موجع ، نهضت من فراشي ، ووقف أصغي أمام النافذة ، اعتدلتْ أمي ، وقالتْ : بني ، نمْ ، نحن في منتصف الليل .
قلتُ دون أن ألتفت : شيرين تناديني .
وتمتمتْ أمي خائفة : شيرين رحلتْ ، ولن تعود .
فقلتُ : أصغي ، إنها تناديني ، تقول لي .. تعال .
ولعل أمي أحستْ بأني سألبي نداء شيرين ، فهبتْ من فراشها ، وضمتني بقوة إلى قلبها الخائف ، وقالتْ بصوت يقطر منه الدمع : لن أدعك تذهب ، أنت ابني الوحيد ، ابق إلى جانبي .

العكاز
ــــــــــــــــــ
ركضتْ وسط الجموع الهاربة ، متوكئة على شيخوختها ، ورصاص القناصة يطاردهم ، لم تلتفتْ إليه ، وجاءها صوته اللاهث مع وقع عكازه : اهربي ، القناصة في كل مكان .
وسقطتْ قنبلة على بيت قريب ، وضربها العصف الشديد ، وألقاها على الأرض ، فصاحتْ بصوت ملتاع : محمود ، الحقني ، سأموت .
وشعرتْ بيديه المحبتين تمتدان إليها ، وتنهضانها من الأرض ، وسمعتهُ يهيب بها : هيا ، واصلي الهرب بسرعة ، القناصة لا يرحمون .
وتحاملتْ على شيخوختها ، ومضتْ تركض متعثرة ، وهي تصيح : محمود ، الحق بي ، لا تتركني وحيدة ، لا أستطيع أن أحيا بدونك .
وواصلتْ هربها ، وهي تنصتُ ، وكاد قلبها يتوقف ، حين لم تسمع وقع عكازه وراءها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من أجمل ما كتب للاطفال
صباح كنجي ( 2022 / 4 / 21 - 11:01 )
من أجمل القصص المعبرة التي تحمل من خلال حروفها مفاهيم انسانية راقية تعكس الاجواء المحيطة بالأطفال وما تخلفه الصراعات الاجتماعية من مآسي.. كما هو الحال في قصتي (سامحيني وكنزي) التي تفضح الحروب وتدينها.. وهكذا بالنسبة لقصة (الثور المجنح) والاعصار الأسود الذي حل في نينوى.. الذي يذكرنا باجواء داعش والخراب الذي حصل في المدينة.. وهكذ الحال مع قصة (الباب ) التي هي انعكاس ايضا لحالة القمع والتخريب التي حصلت في عدة عهود.. يمكن ان تكون في الانفال.. او في مرحلة داعش.. فالنتيجة واحدة.. اما قصة (هولاكو) ففيها منحى اخلاقي وتربوي ينبه لمخاطر زرع القسوة في نفوس الاطفال.. الذي يسفر عن تناسل وتواصل البرابرة والطغاة المستبدين .. كأن الكاتب يريد ان يفصح وينبه الى مخاطر توريث ثقافة القسوة للاطفال من ابائهم كما فعل هولاكو مع ابنه .. لا يكتفي طلال حسن في قصصه في التنبيه لمخاطر القسوة والعنف واللامبالاة بين الأطفال.. ويسعى لغرس قيم انسانية تتشبث بالحياة فيهم.. كما هو الحال ..بالنسبة للكاهنة التي اختارت الهروب مع الراعي بدلا من الدفن مع الملكة شبعاد المتوفية

اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/