الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعود اليسار الفرنسي إلى الحكم بعد خسارته في الدورة الأولى الرئاسية،عبر بوابة انتخابات الجمعية الوطنية/ البرلمان شهر يونيو ؟

أحمد كعودي

2022 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعيد ساعات من إجراء الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية والغائب عنها الرفيق "ميل أن شو" والذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور الثاني وربما لعودة اليسار في طبعته الجديدة ، لقصر" الإليزيه"، بدا لي كمراقب أجنبي ويساري معجب بتجربة فريق" فرنسا الأبية"، أن " ميل لون شو" أعاد لليسار الفرنسي دوره التاريخي ، بعد الانتكاسة والاتقسامات التي عرفتها تجارب الاشتراكيين الديمقراطيين في فرنسا وخاصة PS الحزب الاشتراكي ،بأن عمل " ج .ل.ميلان شو" وفريقه بتجميع اليساريين على المشترك ،الاجتماعي الأيكولوجي والسياسي غير التبعي للأمريكي.
بالرغم من احتلال مرشح " فرنسا غير الخاضعة " ، المرتبة الثالثة وعدم تأهل مرشحها ، للجولة الثانية للانتخابات الرئاسية؛ التي جرت يوم الأحد 19فبراير بحصول على 22°-° أي: ما مجموعه 7714574 ناخب(ة)، صوت للاتحاد الشعبي ، وأصبح بحكم مقتضى نتائج استحقاق الدورة الأولى رقما صعبا في المعادلة السياسية ، بدليل مجيء" ميل لان شو" على رأس اللوائح إما في؛ المرتبة الأولى أو الثانية في 400 دائرة انتخابية ، لم تفصل ممثل اليسار الجذري عن" مارين لوبين "إلا 5000 ألف صوت ،كسب خلالها ميلان شو ثقة جزء كبير من الفرنسين وبالأخص ذوي الدخل المحدود ، وحتى داخل الفئات البورجوازية كما حدث في المقاطعة الأولى لباريس، إذ نال" ميل أن شو"، المرتبة الأولى ب(% ، 54, 34 )متقدما على مانويل ماكرون % 35,33 و"ماربن لوبين" % 20, ، وما وفر فرص حصوله على الرتبة الثالثة هو ؛ أولا البرنامج الذي ضم ما هو اقتصادي و إيكولوجي واجتماعي وسياسي _ كالانتقال إلى الجمهورية السادسة - في وحدة متكاملة معززة بالأرقام ، وموارد التمويل ، ثانيا تصويت جزء كبير من المأجورين والعاطلين والفقراء،و رجح الكفة الفرنسين من العقيدة الإسلامية %69صوتوا على برنامج فريق" فرنسا الأبية" لمناهضة رفاق ميل لونشو للعنصرية و مضايقة المسلمين من طرف أطراف في الحكومة واليمين المتطرف ؛بعدم التميز بين الإرهاب والإسلام ، ، ثالثا كفاءة الحملة الانتخابية ، وعما أبانه منتسبي" الاتحاد الشعبي " من دينامية و قدرة على التواصل مع أوسع الفئات ، إن كان على المستوى الإعلامي أو الاتصال المباشر بالمواطنين، أو من خلالها التجمعات العامة الناجحة ، الحملة التي أدارها بنجاح كل فريق" فرنسا الأبية " وعلى رأسهم ، مدير الحملة النائب ، "مانويل بوبارد" " Manuel Boupard " ،كما حصل على الدعم الذي تلقاه من بعض الايكلوجين ومن القيادية في حزب الاشتراكي" ،سيغولين روايال " ومن معها لعبوا ،دورا بارزا في توسيع الاتحاد الشعبي ، بناء على التعبئة المنظمة ومصداقية الفريق في الجمعية الوطنية والتواجد في كل المعارك الاجتماعية ، كل المؤشرات كانت ترشح " ميل أن شو"، للدور الثاني "، وحتى بداية فرز الأصوات في المدن الصناعية ، أظهرت النتائج تفوق "ميلان شو" في معظمها على منافسته " ماري لوبين" لكن جرت الرياح بما لا تشتهيها السفن كما يقال ، بعد نصف ساعة من عملية الفرز ، بأن مالت الكفة لصالح" التجمع الشعبي" للسيدة" لوبين" ممثلة اليمين المتطرف ، بعد الثامنة ونصف ويفسر إعلاميون المحللون ، خروج" ميل أن شو" من الجولة الأولى بأن أرجعوه إلى عملية تشتيت أصوات الجسم اليساري وبالأخص أصوات الخضر (%/59 ,6 ) والشيوعين(%36 , 2 )+ (95 ,21 ) سيكون ميل أن شو قد حصل على =% 95 ، 30 مما كان سيؤهله حتما للدورة الثانية، ومن موقع قوة لأنه يمثل نصف الأصوات المعبر عنها ،ولكن لصناديق الاقتراع كلمتها ، و للعبة الديمقراطية قوانينها ،حيث جدد الخزان الانتخابي لليمين المتطرف ، ثقته في مرشحته لوبين، وكمثال %60 من المسيحين الكاثوليك صوتوا لصالحها، وليعاد في 2022 ,نفس سيناريو 2017 منحصرا في ؛ منافسة اليمين لبعض البعض من أجل الرئاسة وتكريس سياسة ، النيو ليبرالية ،ولهذا أتت المناظرة التي دامت ثلاث ساعات ، و جمعت الرئيس المنتهية ولايته، و"ماري لوبين" ،باهته طغت على النقاش خلالها الأزمة ، الأوكرانية وقد أخذت حصة الأسد أكثر من 20 دقيقة تبادل ، أثنائها الاتهام ؛ ماكرون و لوبين ، من مع أو ضد أوكرانيا في "حربها " ، كما أعيد النقاش مرة أخرى عن الاتحاد الأوروبي ، لمن الأولوية الذوبان في الاتحاد الأوربي وقيادته للتغلب عن الأزمات التي تعاني منها البلاد بالنسبة ماكرون ،أم الأولوية لفرنسا القوية ولمواطنيها ، ولمنتوجاتها المختلفة ، النقطة الثالثة التي استأثرت بالسجال هي العلمانية والحجاب ، حاول خلالها ماكرون دغدغة مشاعر الناخب الفرنسي المسلم؛ _بتمريره لهذه العبارة؛" فرنسا هي البلد الوحيد الذي يمنع الحجاب في الأماكن العمومية" _ قصد الحصول على الأصوات التي صوتت لصالح ميل أن شو" فلانستغرب أن المرشح " ماكرون" أول مقاطعة قام بزيارتها صباح يوم الخميس، بعد المناظرة هي "سين سان دوني " أما لوبين فقد أعادت تكرار مواقفها من الحجاب ومن الخلط بين الإرهاب والإسلام ،والكف عن دعم المساجد عن السماح ببنائها ، والتأكيد على طرد المنحرفين والمجرمين حسب تعبيرها، والارهابين من أصول أجنبية ، والمهاجرين غير الشرعيين، وعدم استفادتهم من الخدمات الاجتماعية ... لم يتعرض المترافعان ، إلى عمق الأزمة ، كلاهما دافع عن برنامجه ، ولم يطرح أحدهما بدائل قابل للتطبيق ، ولا طرحا مصادر التمويل ، بقي النقاش محصورا بينهما في قيمة تخفيض الضرائب عن الأثرياء ؛ بينما في برنامج مرشح الاتحاد الشعبي، كانت من أهم نقط في برنامجه هي، الضريبة عن الثروة ، والتوزيع العادل للثروة أو الإنتاج ، كما طرح" ميل أنشو" وذات الشيء حدث مع تناول العارضين للقدرة الشرائية فلم يطرحا حلولا عملية قابلة ؛ للحفاظ عليها من الزيادة المهولة في الأسعار الذي تشهده فرنسا والاتحاد الأوروبي وضبابية وسن التقاعد ، لا أحد منهما طرح الرجوع آلى 60سنة ، كما طرحه قيادي" فرنسا غير الخاضعة" ،مجمل القول المناظرة الغائب عنها هو" ميل أنشو" ، لو تأهل لأصبح المواطن الفرنسي ، أمام مواجهة بين طرفين، متناقضين _بدل حوار ضمن المنظومة الرأسمالية كما حدث ؛اليمين مع نظيره اليمين المتطرف ، ولكانت متعة المتابعة ورغبة الاختيار للناخبين بين توجهين: الرأسمالية اليمينية و اليسارية أو الاشتراكية ، لم يستسلم فريق فرنسا غير الخاضعة ، ذهب قدما بالاستثمار في شعبيته ،بأن عمل على الاستمرارية و الأعداد لانتخابات البرلمانية التي ستجري في يونيو والتي ستحدد تشكيلة الحكومة المقبلة .
ليلة إعلان النتائج ،بعد أن شكر" ميل أن شو" الناخبين، الذي صوتوا لصالحه ، دعا إلى عدم إعطاء أي صوت" لمارين لوبين" ،وفي الغد ،دعا الحزب الشيوعي والخضر الايكلوجين، إلى الوحدة بالانضمام للاتحاد الشعبي، لخوض انتخابات الجمعية الوطنية /البرلمان ، وفي حالة حصول هذه الوحدة ، واكتساحها البرلمان ، يرى المراقبون أن الحكومة المقبلة ستكون يسارية .
فهل تجربة فريق" فرنسا غير الخاضعة"، صالحة لليسار المغربي ، للاستفادة من نتائجها بتطويرها وملائمتها_ بالرغم من اختلاف النظامين و المجتمعين ، لكن اليسار واحد كهوية ورؤية للعالم والإنسان في كل القارات..._ : إخفاقاتها ونجاحاتها في التجميع وخوض كل المعارك _ليس فقط الانتخابية-- لإثبات مشروع اليسار في المجتمع المغربي وجعل هذا الأخير هو من يحتضن يساره بعد أن كسب ثقته ؟.



.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو