الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مراجعة لمفهوم الدين
عدنان إبراهيم
2022 / 4 / 24العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ماهو مفهوم الدين في عرفنا العربي؟
علاقة مع الله.. وقد تتخلل هذه العلاقة علاقة أخرى – بالناس - متقاطعة معها في حالة العبادات المتعدية كالزكاة والصدقة وبر الوالدين.
لكن من منا يفهم أن الدين هو المنهج اللذي تسلكه لتتطور كإنسان؟
من فهم أن الأمر بالإحسان إلى الجار والتبسم في وجه أخيك (وقولوا للناس حُسناً) والمعاملة الحسنة والأخلاق الفاضلة هي روح الدين وأكبر وأهم خصائصه، إن فكرنا في ترتيب الأولويات؟
الدليل على هذا قول النبي ص: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) إنما أداة حصر وقصر، أي أن هدف البعثة يتلخص في هذه المهمة: إتمام مكارم الأخلاق، لأنها هدف الخلق ومعنى العبادة الحقيقي وهو أن تتغير وتكون على صورة الرحمن في أخلاقه وأسمائه.
**
فكرة التقرب من الله من خلال تقديم العبادات بغير تغيير هي فكرة عقيمة لا تؤثر في الروح ولا تنيرها، بل يجب أن يكون الهدف هو المشاعر، لأن هدف الروح الذي أتت – لأجله – إلى هذا العالم هو أن تتطوّر وتنمو وتتلمّس صفاتها ومعارفها وتشعر بها في الواقع المادي، المصمم لتحقيق هذا الهدف.
**
وإذا كان الدين الفطري البسيط هو مكارم الأخلاق: فأنت لست بحاجة إلى أن تسأل مفتياً واحداً في حياتك، فكل ما هو واقع في كتب الفقه والحديث تم اختلاقه بعد النبي ص وانتشار الفتوحات الإسلامية وحلولها محل امبراطوريات عملاقة مثل الفرس والروم، فكان لابد من وضع النظام الفقهي لإدارة حياة الناس باسم الدين، وبغض النظر عن كون هذا صواب أو خطأ، فقد كان هذا هو الواقع الذي فرض نفسه في تلك الآونة.
لكننا الآن لسنا في دولة دينية، ولا يحكمنا ملالي ومشايخ يفرضون علينا اللحية والنقاب ونظام معين نسير عليه في حياتنا يظنون أنه من عند الله.
وهنا يجب أن ننتبه إلى احتياج الفقيه والمحدث والمفتي وعلماء الدين بوجه عام إلى المؤرخ، لأنه بدون دراية بالتاريخ لن يفهموا أن معظم هذا مختلق، وستظل شوكتهم قوية بسبب العقيدة، لكن حين يتسع علمهم لن يكون عليهم إلا التخلي عن السلطة الدينية إن استطاعوا.
لكن إن لم يستطيعوا، فيكفينا أن نعلم أهمية التخصص وتكامل العلوم، فرجل العلم الديني يفتقر للمؤرخ الباحث في التاريخ، وأن أي شاب متعلم قاريء قد يكون أرقى فهماً للدين من رجل الدين، إذا علم هذا وأن البذرة هي الأخلاق.
**
هل يمكن أن نقول بناء على هذا أن الدين ليس شأناً عاماً ولا نظام شمولي له رؤية مستقلة في إدارة الحكم والإقتصاد ؟ بالقطع هذه هي الحقيقة.. فماذا هو نظامه في الحكم أو في الإقتصاد؟ هناك خطوط "أخلاقية" عريضة نعم، ولكن ضع تحت كلمة أخلاقية عدة خطوط ولا تقل نظام اقتصادي مستقل، فلم يُعرف حتى الآن نظام اقتصادي "إسلامي" بحيث يكون نظرية متكاملة الأركان، لا على أرض الواقع ولا حتى في النظرية.
**
الدين شيء جميل.. خفيف الظل، وسيلة لسعادة وتنمية الإنسان وأمن المجتمعات، من خلال ضبط المعايير الأخلاقية، بأن يرتقي البشر ويحب بعضهم بعضاً..
هو مهم من هذا الجانب، جانب تغيير النفس البشرية من خلال رغبتها الداخلية.. ولا بأي أن تسميه دين أو منهج حياة أو مدرسة النبي محمد ص أو المسيح أو موسى الخ
المهم أن نفهم أنه جمال الحياة وأمنها وليس ما في رؤوسنا.
يبقى بعد هذا أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي مدني حُر، نؤدي أعمالنا بإتقان ونحن نؤمن أننا حين نتعامل بالصدق والأمانة وقول الحق والرفق والتواضع والحِلم، لا نكذب ولانغش ولا ننافق، نكون بذلك قد أدينا ما علينا وزيادة، وهذا ليس بالأمر السهل، فقد قال لقمان لابنه بعد وصيته له: (إن ذلك من عزم الأمور).. فوداعاً للتدين السلفي النقلي الأعمى، ومرحباً بعالم جديد مبني على التراحم والسعي للكمال في صمت، دون شنشنة وهذر وكلام كثير عن الدين لم يقدم شيئاً لا في دين حق ولا دنيا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك