الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتاسلمين 38 – خرافة ( الفتوحات ) الإسلامية

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2022 / 4 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يتفاخر ( المتاسلمين ) ويرددون دوما القصص عما اسموه ( الفتوحات ) العربية وكيف انها كانت لنشر الدين وكيف وصلت الى الاندلس غربا والصين شرقا . بل انهم حتى في صواتهم يتغنون بالعودة مرة أخرى الى الاندلس . ولكن فلننظر ما تقول كتب اهل التراث عن تلك (الفتوحات ) والرحمة التي تعامل بها ( الفاتحين ) مع اهل تلك.
اول سؤال يتم طرحه هل كانت تلك ( الفتوحات ) من اجل نشر الدين ؟ الجواب نراه في حديث افتروه على لسان من بعث رحمة للعالمين كما جاء في تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي في تفسير الاية 49 من سورة التوبة وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اغزوا تغنموا بنات بني الأصفر. فقال ناس من المنافقين: إنه ليفتنكم بالنساء. فأنزل الله { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني } " وهو نفس الحديث الذي رواه الالباني عن مُجاهدٍ في قول اللهِ { ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي } قال قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اغزُوا تبوكَ تغنَموا بناتِ الأصفرِ ونساءَ الرومِ فقال الجدُّ ائذنْ لنا ولا تفتنَّا بالنِّساءِ ) الراوي مجاهد بن جبر المكي ، المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة 6/1228 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح مرسل عن مجاهد . فهل هذا كلام يصدر عن الذي بعث رحمة للعالمين ؟ كذلك جاء في كتاب " حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" ج1 الصفحة 106 ، المؤلف: الجلال السيوطي(كان عمرو بن العاص يرحل الى مصر للتجارة فيها و ذلك قبل الاسلام, فلمّا زار الخليفة عمر بن الخطّاب الشام لقسمة المواريث بعد طاعون عمواس, اختلى به عمرو و قال: ائذن لي ان اسير الى مصر, فانا ان فتحناها كانت قوّة للمسلمين و عونا لهم, و هي أكثر الأرض أموالا, و أعجزهم عن القتال) فهذا سبب الغزو ( المال ) و (السبايا ) واستغلال ضعف اهل البلاد واخذ الجزية التي يدعي البعض انها كانت ( مبلغ رمزي ) في حين ان السيوطي في نفس المصدر يذكر في الصفحة 159 (قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له : أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو، لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم، وإن خفف عنا خففنا عنكم) . اذن هو المال والسبايا وليس نشر الدين .
اما عن معاملة اهل البلدان التي تعرضت للغزو فيذكر كتاب فتوح مصر واهلها لابن عبد الحكم "إن عمرو ندم على كتابه فى الحمل إلى المدينة فى البحر وقال: إن أمكنت عمر من هذا خرّب مصر ونقله إلى المدينة .فكتب إليه ( اي الى عمر بن الخطاب): إنى نظرت فى أمر البحر فإذا هو عسر لا يلتأم ولا يستطاع. فكتب إليه عمر: إلى العاص بن العاص، فقد بلغنى كتابك تعتلّ فى الذي كنت كتبت إلىّ به من أمر البحر،وأيم الله لتفعلنّ أو لأقلعنّك بأذنك أو لأبعثنّ من يفعل ذلك، فعرف عمرو أنه الجدّ من عمر بن الخطاب ففعل ،فبعث إليه عمر ألا تدع بمصر شيئا من طعامها وكسوتها وبصلها وعدسها وخلّها إلا بعثت إلينا منه "أخرب الله مصر في عمار المدينة وهي نفس القصة التي رواها الطبري والمقريزي لمواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية) 1-4 ج1 أبي العباس تقي الدين أحمد بن علي/المقريزي الصفحة 313 منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت لبنان . وبالرغم من ادعاء البعض ان الاحتلال العربي انما جاء لتخليص اهل البلاد من الاحتلال الروماني والفارسي فلننظر كيف تم التعامل مع اهل البلاد عن كتاب فتوح البلدان للبلاذري ص 151: أنه قد أمر عمر عمرو بن العاص بختم رقاب أهل مصر في وقت جباية جزية الرؤوس. ويذكر المقريزي في الجزء الأول (4) صفحة 140:ثم كتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن تختم في رقاب أهل الذمة بالرصاص، ويظهروا مناطقهم، ويجزوا نواصيهم، ويركبوا على الأكف عرضا... ولا تدعهم يتشبهون بالمسلمين في ملبوسهم. وعليهم من أرزاق المسلمين من الحنطة والزيت مدان من حنطة وثلاثة أقساط من زيت في كل شهر لكل إنسان من أهل الشام والجزيرة، وودك، وعسل ومن كان من أهل مصر فإردب في كل شهر لكل إنسان، وعليهم من البز الكسوة التي يكسوها أمير المؤمنين الناس، ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام . ولم يكتفوا بذلك فلقد وصف أحدهم بعد ذلك أهل مصر وصفا قاسيا، وصفهم بأنهم لا ناس، فقد قال معاوية بن أبي سفيان: وجدت أهل مصر ثلاثة أصناف: فثلث ناس، وثلث يشبه الناس، وثلث لا ناس. فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب، والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي، والثلث الذين لا ناس المسالمة، يعني القبط. المقريزي الجزء الأول (3) ص 91 . وماذا عن المستقبل ؟ يقول عمر ابن الخطاب عن مستقبل اهل مصر فليأكلهم المسلمون ما داموا أحياء فإذا هلكنا وهلكوا أكل أبناؤنا أبناؤهم ما بقوا " المرجع نص الرسالة الدورية التى أرسلها عمر بن الخطاب للولاة منقولة من الكتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء تأليف أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي دار النشر عالم الكتب - بيروت - 1417هـ الطبعة : الأولى عدد الأجزاء / 4 تحقيق : د . محمد كمال الدين عز الدين علي . بالنسبة للكنائس حينما اراد ابن العاص بناء ذلك الجامع طلب من مهندس او كما يقول الكتاب امر ابن العاص مهندس قبطى يدعى بقطر ببناء الجامع واخذ عمرو الاعمدة من الكنائس التى دمروها اثناء الغزو وكانت هذه اول حادثة للعرب فى تدمير والاستيلاء على اعمدة الكنائس وسار هذا الامر مع الولاة الذين تبعو عمرو ذكر تلك الواقعه المؤرخ المسلم المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار البلاد التالية فى الجزء الأول 42 / 167ويعلق المقريزى فيقول وقد كان ابن الطحاويّ يصلي في جامع الفسطاط العتيق وبعض عمده أو أكثرها ورخامه من كنائس الإسكندرية وأرياف مصر. ونقراء فى كتاب محمد حسين باشا فى الفارق عمر ج2 ص 94-950 وكتاب الكاشف فى كتاب عبد العزيز مروان ص123 ان العرب هاجمو مدينة الفرما احرقو السفن وخربو الكنائس التى فيه . كان العرب ينظرون إلى مصر من الناحية المالية على أنها بقرة حلوب وقعت تحت أيديهم، ويختلفون فيما بينهم حول من الذي يمسك بقرون هذه البقرة ومن الذي يحلبها ويأخذ لبنها، وأن خراجها فيئا للمسلمين وقوة لهم على جهاد عدوهم. فلما هزم الله الروم أراد عثمان رضى الله عنه أن يكون عمرو ابن العاص على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج، فقال عمرو: أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها .( المقريزي الجزء الأول(8) صفحة (309 و 314 ) . وكان الغزاة يتحدثون عن مصر بكلمات يندى لها الجبين ذكر المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية) 1-4 ج1 الصفحة 93 والصفحة 94 منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت لبنان (وعن ابن عباس رضي الله عنهما: المكر عشرة أجزاء. تسعة منها في القبط وواحد في سائر الناس. ويقال: أربعة لا تعرف في أربعة: السخاء في الروم، والوفاء في الترك، والشجاعة في القبط، والعمر في الزنج. ووصف ابن العربية أهل مصر فقال: عبيد لمن كلب. أكيس الناس صغاراً، وأجلهم كباراً. وقال المسعودي: لما فتح عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه البلاد على المسلمين من العراق والشام ومصر، وغير ذلك، كتب إلى حكيم من حكماء العصر: إنا لَناس عرب قد فتح اللّه علينا البلاد، ونريد أن نتبوأ الأرض، ونسكن البلاد، والأمصار. فصف لي المدن وأهويتها ومساكنها وما تؤثره الترب والأهوية في سكانها. فكتب إليه: وأما أرض مصر، فأرض قوراء غوراء ديار الفراعنة، ومساكن الجبابرة ذمّها أكثر من مدحها، هواؤها كدر، وحرّها زائد، وشرّها مائد تكدر الألوان والفطن وتركب الإحن وهي معدن الذهب والجوهر، ومغارس الغلات. غير أنها تسمن الأبدان وتسودّ الإنسان وتنمو فيها الأعمار وفي أهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة. وهي بلدة مكسب ليست بلدة مسكن لترادف فتنها واتصال شرورها. وقال عمر بن شبه: ذكر ابن عبيدة في كتاب أخبار البصرة عن كعب الأحبار: خير نساء على وجه الأرض: نساء أهل البصرة إلا ما ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم من نساء قريش، وشرّ نساء على وجه الأرض: نساء أهل مصر. وقال عبد اللّه بن عمرو: لما أهبط إبليس، وضع قدمه بالبصرة، وفرخ بمصر. وقال كعب الأحبار: ومصر أرض نجسة كالمرأة العاذل يطهرها النيل كل عام " .
اما في العراق فيكفي للدلالة على ( رحمة ) الفاتحين ذكر ( مذبحة ) اليس وهي أليس” قرية من قرى الأنبار على الفرات في العراق حيث ذبح خالد ابن الوليد سبعين الف من ( العرب ) ( العراقيين ) ( المسيحيين ) من قبائل عجل وتيم اللات وتميم وبكر كما ذكر الطبري وابن الاثير . كذلك يروي الطبري ( فلما لبثنا بالمدائن إلا قليلا حتى بلغنا أن الأعاجم قد جمعت لنا بجلولاء جمعا عظيما وقدموا عيالاتهم إلى الجبال وحبسوا الأموال ، فبعث إليهم سعد ( ابن أبى وقاص القائد العام ) عمرو بن مالك بن عتبة بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة . وكان جند جلولاء اثني عشر ألفا من المسلمين، على مقدمتهم القعقاع بن عمرو وكان قد خرج فيهم وجوه الناس وفرسانهم. فلما مروا ببابل مهروذ صالحه دهقانها على أن يفرش له جريب أرض دراهم ففعل وصالحه . ). أى استرضاهم حاكم بابل مهروذ بأن فرش لهم مساحة جريب دراهم ، فتركوه . ويقول عن قائد معركة جلولاء القعقاع بن عمرو : ( وأصاب القعقاع سبايا فبعث بهم إلى هاشم من سباياهم، واقتسموهم فيما اقتسموا من الفيء، فاتخذن فولدن في المسلمين . وذلك السبي ينسب إلى جلولاء فيقال سبي جلولاء ، ومن ذلك السبي أم الشعبي ، وقعت لرجل من بني عبس فولدت فمات عنها ، فخلف عليها شراحيل ، فولدت له عامرا ،ونشأ في بني عبس. ) أى أرسل القعقاع هذا السبايا الى هاشم مندوب سعد بن أبى وقاص ، وتم تقسيم السبايا ضمن الاسلاب أو المنهوبات أو ما أسموه بالفىء . وتحولت الفتيات والنساء الحرائر الى سبايا ، تم توزيعهن ضمن الأسلاب على الجنود ، واشتهرن باسم سبى جلولاء . ومن ذلك السبى أم الشعبى ( عامر بن شراحيل ) .وكالعادة تم بعث الباقى أو ( الأخماس أو الأربعة أخماس ) الى الخليفة عمر فى المدينة : ( وبعث بالأخماس مع فضاعي بن عمرو الدؤلي من الأذهاب والأوراق والآنية والثياب وبعث بالسبي مع أبي مفزر الأسود فمضيا ) وكانت السبايا من النساء والأطفال ضمن الأخماس التى أرسلت الى عمر فى المدينة .

اما في شمال افريقيا وعن سبي موسى بن نصير فيها وعن سبايا موسى بن نصير، يورد أحمد بن خالد الناصري: "قال أبو شعيب الصدفي: لم يُسمع في الإسلام بمثل سبايا ابن نصير، ونقل الكاتب أبو إسحاق بن القاسم القروي المعروف بابن الرقيق أن موسى بن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك أنه صار لك من السبي مائة ألف رأس، فكتب إليه الوليد: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقاً فهذا محشر الأمة"، أحمد بن خالد الناصري، الاستقصاء/ 1954. اما عن الغرض من ( فتوح ) افريقيا كتب هشام بن عبد الملك الى عامله على افريقية » : اما بعد فان امير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير الى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى اراد مثله منك وعندك من الجواري البربريات المالئات للاعين الآخدات للقلوب ما هو معوز لنا بالشام. فتلطف في الانتقاء وتوخ انيق الجمال وعظم الاكفال وسعة الصدور ولين الاجساد ورقة الانامل، وسبوطة العصب، وجدالة الأسوق، و جثول الفروع، و نجالة الأعين، وسهولة الخدود، وصغر الأفواه، وحسن الثغور، وشطاط الأجسام، واعتدال القوام، ورخامة الكلام « . تاريخ الخلفاء للسيوطي باب عبد الملك بن مروان. وقد تحدث ابن خلدون عن تلك (الفتوحات ) في مقدمته الفصل 26 بقوله "والسبب في ذلك أنهم أمّة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة، وكان عندهم ملذوذ لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد لسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران .... أيضا طبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس، وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه". كذلك وصف ابن خلدون الغزاة الجدد بقوله انهم حتى عندما سيطروا على البلدان المفتوحة ظلوا "أبعد الأمم عن سياسة الملك" و "أبعد الناس عن الصنائع" ومن كان يقوم بالتعمير والصناعات والعلم أغلبهم إن لم يكن كلهم من العجم" . وقد جاء في كتاب "مرآة الجنان وعبرة اليقظان " أحداث سنة خمس وتسعين "وقال أبو شبيب الصدفي لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير وكانت البلاد في قحط شديد فأمر الناس بالصلاة والصوم وإصلاح ذات البين وخرج بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات وفرق بينها وبين أولادها فوقع البكاء والصراخ والضجيج فأقام على ذلك إلى منتصف النهار ثم صلى وخطب الناس ولم يذكر الوليد ابن عبد الملك فقيل له ألا تدعو لأمير المؤمنين فقال هذا مقام لا يدعى فيه لغير الله عز وجل فسقوا وقتل من البربر خلقاً كثيراً وسبى سبياً عظيما حتى انتهى إلى السوس الذي لايدافعه أحد ونزل بقية البربر على الطاعة وطلبوا الأمان وولي عليهم والياً واستعمل على طنجة وأعمالها مولاه طارق بن زياد البربري . كذلك ورد في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير احداث سنة 22 ذكر فتح طرابلس الغرب و برقة " في هذه السنة سار عمرو بن العاص من مصر إلى برقة فصالحه أهلها على الجزية وأن يبيعوا من أبنائهم من أرادوا بيعه. كذلك يروي ابن الاثير "وكان أهل حصن سبرة قد تحصنوا لما نزل عمرو على طرابلس، فلما امتنعوا عليه بطرابلس أمنوا واطمأنوا، فلما فتحت طرابلس جند عمرو عسكراً كثيفاً وسيره إلى سبرة، فصبحوها وقد فتح أهلها الباب وأخرجوا مواشيهم لتسرح لأنهم لم يكن بلغهم خبر طرابلس، فوقع المسلمون عليهم ودخلوا البلد مكابرةً وغنموا ما فيه وعادوا إلى عمرو. ثم سار عمرو بن العاص إلى برقة وبها لواتة، وهم من البربر. وسار عمرو بن العاص، كما ذكرنا، فصالحه أهلها على ثلاثة عشر ألف دينار يؤدونها جزيةً وشرطوا أن يبيعوا من أرادوا من أولادهم في جزيتهم" . اما في تاريخ ابن تاريخ ابن خلدون ج2 باب وفاة المغيرة "ان عمرو بن العاص قبل وفاته استعمل عقبة بن عامر بن عبد قيس على افريقية وهو ابن خالته انتهى الى لواتة ومرانة فاطاعوا ثم كفروا فغزاهم وقتل وسبى. ثم افتتح سنة اثنتين واربعين غذامس. وفي السنة التي بعدها ودان وكوراً من كور السودان واثخن في تلك النواحي وكان له فيها جهاد وفتوح. ثم ولاه معاوية على افريقية سنة خمسين وبعث اليه عشرة الاف فارس فدخل افريقية وانضاف اليه مسلمة البربر فكبر جمعه و وضع السيف في اهل البلاد لانهم كانوا اذا جاءت عساكر المسلمين اسلموا فاذا رجعوا عنهم ارتدوا"
يقول الامام و المؤرخ ابن قتيبة الدينوري (أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ) المتوفي سنة 276 للهجرة في كتابه : الامامة والسياسة طبعة 2001 دار الكتب العلمية ,ص 229 . (فتح زغوان) , "فوجه لهم موسى خمس مئة فارس عليهم رجل من خشين يقال له عبد الملك فقاتلهم فهزمهم الله و قتل صاحبهم ورقطان ,و فتحها الله على يد موسى ,فبلغ السبي يومئذ عشرة آلاف رأس ,وانه كان أول سبي دخل القيروان في ولاية موسى ,ثم وجه ابنا له يقال له :عبد الرحمن بن موسى الى بعض نواحيها فأتاه بمئة ألف رأس ثم وجه ابنا له يقال له مروان فاتاه بمثلها فكان الخمس يومئذ ستين ألف رأس" . قال "و ذكروا أن موسى بن نصير كتب الى عبد العزيز بن مروان بمصر يخبره بالذي فتح الله عليه ,وأمكن له , و يعلمه أن الخمس بلغ ثلاثين ألفا و كان ذلك وهما من الكاتب ,فلما قرأ عبد العزيز الكتاب ,دعا الكاتب و قال له :ويحك !اقرا هذاالكتاب ,فلما قرأه قال هذا وهم من الكاتب فراجعه .فكتب أليه عبد العزيز :انه بلغني كتابك و تذكر فيه أن قد بلغ خمس ما أفاه الله عليك ثلاثين ألف رأس ,فاستكثرت ذلك , وظننت أن ذلك وهم من الكاتب ,فاكتب الي بعد ذلك على حقيقة ,واحذر الوهم ,فلما قدم الكتاب على موسى كتب اليه بلغني أن الأمير أبقاه الله يذكر أنه استكثر ما جاءه من العدة,التي أفاه الله علي ,و أنه ظن أن ذلك وهم من الكاتب, فقد كان ذلك وهما على ما ظنه الأمير , الخمس أيها الأمير ستون ألفا حقا ثابتا بلا وهم .قال :فلما أتى الكتاب الى عبد العزيز و قرأه ملأه سرورا" .
وفي (فتح هوارة و زناتة و كتامة) "قال و ذكروا أن موسى أرسل عياش بن أخيل الى هوارة و زناتة في الف فارس فأغار عليهم و قتلهم و سباهم ,فبلغ سبيهم خمسة آلاف رأس و كان عليهم رجل منهم يقال له كمامون فبعث به موى الى عبد العزيز في وجوه الأسرى,فقتله عند البركة التي عند قرية عقبة فسميت بركة كمامون . وفي (فتح صنهاجة) قال :و ذكروا أن الجواسيس أتوا موسى فقالوا له : ان صنهاجة بغرة منهم و غفلة وأن ابلعهم تنتج و لا يستطيعون براحا ,فأغار عليهم بأربعة آلاف من أهل الديوان و ألفين من المتطوعة و من قبائل البربر (التي دخلت في الاسلام و انضمت للجيش ) ,و خلف عياشا على أثقال المسلمين و عيالهم بظبية في ألفي فارس , و على مقدمة موسى عياض بن عقبة ,و على ميمنته المغيرة بن أبي بردة ,و على ميسرته زعة بن ابي مدرك ,فسار موسى حتى غشى صنهاجة و من كان معها من قبائل البربر و هم لا يشعرون ,فقتلهم قتل الفناء فبلغ سبيهم يومئذ مئة ألف رأس ,ومن الابل و البقر والغنم والخيل و الحرث والثياب مالا يحصى ,ثم انصرف قافلا الى القيروان . وفي (فتح سجوما) يقول ابن قتيبة "فحمل عليه مروان فرده حتى الجأه الى جبله ثم انه زرق مروان بالمزراق فتلقاه مروان بيده و أخذه ,ثم حمل مروان عليه و زرقه به زرقة وقعت في جنبه ثم لحقت حتى وصلت الى جوف برذونه فمال فوقع به البرذون ثم التقى الناس عليه فاقتتلواقتالا شديدا أنساهم ما كان قبله ,ثم ان الله هزمهم ,و فتح للمسلمين عليهم ,وقتل ملكهم كسيلة بن لمزم,و بلغ سبيهم مئتي ألف رأس ,فيهم بنات كسيلة,وبنات ملوكهم ,ومالا يحصى من النساء السلسات,اللاتي ليس لهم ثمن و لا قيمة .قال فلما وقفت بنات الملوك بين يدي موسى ,قال :علي بمروان ابني .قال :فأتى به قال له :أي بني اختر .قال فاختار ابنة كسيلة فاستسرها(أي أخذها سرية أو جارية ) ثم انصرف موسى و قد دانت له اليلاد كلها ,جعل يكتب يكتب الى عبد العزيز بفتح بعد فتح ,وملأت سباياه الأجناد "و قال : و بعث موسى الى عياض و عثمان و الى عبيدة بن عقبة ,فقال :اشتفوا ,وضعوا أسيافكم في قتلة أبيكم عقبة .قال :فقتل منهم عياض ست مئة رجل صبرا من خيارهم وكبارهم ,فأرسل اليه موسى أن أمسك .فقال :أما و الله لو تركني ما أمسكت عنهم , ومنهم عين تطرف" . وفي غزوة السوس الأقصى قال و ذكروا أن موسى وجه مروان ابنه الى السوس الاقصى ,و ملك السوس يومئذ مزدانة الأسواري, فسار في خمسة آلاف من أهل الديوان فلما التقى مروان و مزدانة اقتتل الناس اذ ذاك اقتتالا شديدا ,ثم انهزم مزدانة و منح الله مروان اكتافهم ,فقتلوا قتلوا الفناء ,فكانت تلك الغزوة استئصال أهل السوس على يدي مروان ,فبلغ السبي أربعين ألفا ,و عقد موسى على افريقية حتى نزل بميورقة فافتتحها.واستخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى، فلما عبر البحر إلى سبتة استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك، واستخلف على إفريقية وأعمالها ابنه الكبير عبد الله، وسار إلى الشام، وحمل الأموال التي غنمت من الأندلس والذخائر والمائدة، ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم، ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى، فورد الشام، وقد مات الوليد بن عبد الملك، واستخلف سليمان بن عبد الملك، وكان منحرفاً عن موسى بن نصير، فعزله عن جميع أعماله، وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته. الكامل في التاريخ لابن الأثير (4/43) .

وقيل: إنه بعث ابنه مروان على جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس، وبعث ابن أخيه في جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس أيضاً من البربر، فلما جاء كتابه إلى الوليد وذكر فيه أن خُمس الغنائم أربعون ألف رأس، قال الناس: إن هذا أحمق، من أين له أربعون ألف رأس خمس الغنائم؟ فبلغه ذلك فأرسل أربعين ألف رأس وهي خمس ما غنم، ولم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير أمير المغرب، وقد جرت له عجائب في فتحه بلاد الأندلس وقال: ولو انقاد الناس لي لقدتهم حتى أفتح بهم مدينة رومية، وهي المدينة العظمى في بلاد الفرنج، ثم ليفتحها الله على يدي إن شاء الله تعالى، ولما قدم على الوليد قدم معه بثلاثين ألفاً من السبي غير ما ذكرنا، وذلك خمس ما كان غنمه في آخر غزوة غزاها ببلاد المغرب، وقدم معه من الأموال والتحف واللآلي والجواهر ما لا يعد ولا يوصف. (البداية والنهاية)
يقول ابن عبد الحكم عن عقبة ابن نافع "قدم ودان فافتتحها، وأخذ ملكهم فجدع أذنه، فقال: لم فعلت هذا بي؟ وقد عاهدتني، فقال عقبة: فعلت هذا بك، أدبا لك، إذا مسست أذنك ذكرته، فلم تحارب العرب". عن ابن عبد الحكم، كتاب "فتوح إفريقية والأندلس"، ص-51. الفعل الإجرامي للحاقد الأعرابي المتوحش يتكرر مرارا ما يكشف مرضه النفسي, يقول نفس الكاتب"فمضى إلى قصور خوار فإفتتحها حتى انتهى إلى أقصاها وفيه ملكها فقطع أصبعه فقال: لم فعلت هذا بي؟ قال أدبا لك إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب", نفس المرجع ص. 52. وقال ابن عذاري المراكشي عن عقبة ابن نافع في كتابه "البيان المغرب في أخبار الاندلس والمغرب", ص.19: "فوصل عقبة إلى إفريقية فإفتتحها ودخلها ووضع السيف في أهلها...وأوغل في الغرب يقتل و يأسر أُمّة بعد أُمّة وطائفة بعد طائفة" ... وفي نفس المرجع, ص. 24:"...فمضى إلى المُنستير فقاتلهم قتلا شديدا حتى ظن أنه الفناء". وقال ابن خلدون" فسار عقبة وفتح وغنم وسبى وأثخن فيهم وانتهى إلى السوس وقاتل مسوفة من أهل اللثام وراء السوس ووقف على البحر المحيط" تاريخ ابن خلدون. كما أشار القيرواني الى ان غزوة عقبة للمغرب, بعد قتله للاهالي ونهب ثروات البلاد: " أصاب نساء لم يرى الناس في الدنيا مثلهن, فقيل ان الجارية منهن كانت تبلغ بالمشرق ألف دينار ونحوها, كما ارسل حسان بن نعمان, ما عدده خمسة وثلاثين ألفا, أما النساء البربريات فكن مشهورات في قصور الخلفاء والأمراء ، فكانت إحداهن تباع بما لا يقل عن ألف قطعة ذهبية " عن السيوطي ( تاريخ الخلفاء) . يذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه فتوح البلدان عن أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث ابن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص كتب في شرطه على أهل لواتة من البربر من أهل برقة "إن عليكم أن تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الجزية " . وورد في كتاب " البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب " لابن عذاري ص22 "ثم خرج موسى رحمه الله من افريقية الى طنجة فوجد البربر قد هربوا خوفا… فتبعهم وقتلهم قتلا ذريعا وسبى منهم سبيا كثيرا " . اما في وفيات الاعيان لابن خلكان الجزء الثالث الصفحة 160 فيقول " ثم خرج موسى غازيا وتتبع البربر وقتل فيهم قتلا ذريعا وسبى سبيا عظيما " . كما ورد في كتاب (البيان المغرب في اختصار اخبار ملوك الاندلس والمغرب) ص24 ”وغزوته الى مدينة باغاية… فقاتلهم قتلا ذريعا “( نفسه، ص24)، وذكر ابن خلدون بلاد سوس لدى ابن خلدون ” وبلاد السوس كانوا على دين المجوسية ولم يدينوا بالنصرانية فسارا عقبة وفتح وغنم وسبي واثخن فيهم وانتهى الى سوس” ( تاريخ ابن خلدون،ج4، ص222).
فهل بعد هذا يمكن ان يقال ان تلك ( الفتوحات ) كانت لنشر الدين ؟ وعندما نقارنها بالاستعمار الروماني والفارسي والاوربي هل نجد فرق ؟ اليست أفعال الغزاة واحدة ؟ ولكن الفرق هو بين من يستنكر الغزو والاحتلال والنهب والسلب وبين من مازال الى اليوم يفتخر بها ويدافع عنها ويصنع المسلسلات تفاخرا بها . نعم هي كانت انتصارات للجيش العربي ولكن فلنتذكر ان انتصارات جنكيزخان كانت أوسع واكبر فهل يعتبر جنكيزخان قدوة للدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا