الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
محمد فياض
2022 / 4 / 25الادب والفن
توالتْ السنين والرسالات بعد هبوط آدم الى الارض ، تلك النقطة التي بدأت عندها رحلة الحياة الشاقّة أو الكادحة كما يُعبَّر عنها القرآن الكريم ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)) .
وإنَّ مُعتقد البشرية في بداية الامر هو التوحيد والخلقُ كلّهم فُطرِوا على ذلك اولاً إلّا ان جميع الانحرافات التي طرأتْ وسادت في ما بعد على مرٍّ العصور كانت غرضاً يستوجبُ إلقاء الحجة على بني البشر لهديهم الى سابق عهدهم .
فكانت الرسل وسيطة الفيض الآلهية والرحمة المتصلة بين عالم الارض والسماء.
فالغاية المشتركة بين جميع الرسالات المنزّلة على اختلاف الامم والزمان هي (التوحيد ) واعادة البشرية الى جادة الصواب والصفاء بعيداً عن تحركات ابليس في ميادينهم .
من تلك الساعة التي بارزَ ابليس فيها ربّه مع كونه في خط الصلاح الاول وموضع الدرجة الرفيعة في الحضرة المقدسة إلّا إنّه ضلَّ في أخر المطاف بسبب كلمة واحدة ( أنا ) ، نوع من الامراض النفسية التي استحوذت على ابليس فجعلته يتخلّف عن امر ربه.
في هذا المشهد الذي يمتلئ خوفا ورهبة من قرارٍ قلب معادلة البشرية وعند ذلك الخطاب بالتحديد بدأت المواجهة بين قوى الخيرِ والشرِّ على مرأى ومسمع من الحضرة المقدّسة .
ولأنّ الانسان نسيّا ، عززَّ الربُّ جُحته وأبانَ أمره برسالة واحدة مُتجزئة على الامم وفق ضوء الزمان والمكان والايدلوجيات البشرية المتغايرة لكلِّ مرحلة .
وقد أولت الاديان الجانب الاخلاقي والتربوي حظاً وفيراً من تعاليمها لكي تُظهِر اهتمام السماء ومباركتِها النفوس الكريمة وسعيها لإصلاح النفوس المريضة بمنهج المنع والعطاء .
وفي يومٍ ما حدّثني احدهم مِمَّن يُلتمس الخيرُ في انفسِهم :- إنّ الله يتولى تهذيبَ خلقه بمواقف شتّى وإنَّ اللبيبَ مِنهم من يُدرِك ويفهم تلك الاشارات والدروس لِيُهذّب نفسه ويستبصِر بعيوبها ومواضع الضعف والعتمة فيها .
قاطعتهُ قائلاً :- يا أخي ، فتحَ اللهُ عليك من فضله وأدامَ عليك نعمه وكيف يُربّي الله خلقه ؟
فأجابَ واعِظاً :- يُربيهم بإن يجعلهم على حضورٍ دائمٍ بمشهدِ انفسهم ، يرونَها على تقلّبِ حالِها في ازدهارها وهفواتِها فإن غفلوا عنها وأسرفوا أبصرهم بما نسوا ، يُضيءَ عُتمتهم فَيُنيروا ويُمسكُ بإيديهم على شفا حفّرِ الضياع فلا يسقطوا فيسيرُ أحدهم مُطمإناً لنداءِ الحقّ :-
( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح