الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملية العسكرية الخاصة هي صدام بين نوعين من النظام العالمي. مقابلة مع الكسندر دوغين

نورالدين علاك الاسفي

2022 / 4 / 26
مقابلات و حوارات


العملية العسكرية الخاصة هي صدام بين نوعين من النظام العالمي. مقابلة مع الكسندر دوغين

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي. (1)
[email protected]

هناك وجهتا نظر رئيسيتان حول ما يحدث في أوكرانيا. البعض يقول إنها "حرب أهلية" والبعض يقول إنها صراع حضارات. ما رأيك؟
تعتبر العملية العسكرية الخاصة (SMO) في أوكرانيا ظاهرة عالمية. يمكن تفسيرها بطرق مختلفة والتفسيرات الفردية لا تتعارض مع بعضها البعض ولكنها تتكامل. إنها صراع حضارات حسب هنتنغتون/ (2) Samuel Huntington. فبعد نهاية العالم الثنائي القطب، بات هناك عالم لبعض الوقت أحادي القطب (نهاية تاريخ. فوكوياما)/ (3) Francis Fukuyama ، لكنه وصل إلى نهايته. تعمل روسيا على ترسيخ نفسها كحضارة منفصلة وترفض الخضوع للغرب والعولمة الليبرالية. إنه إذن صراع بين حضارتين: الغرب الذي لا يزال يطالب بالعالمية والوحدة (الهيمنة، العولمة)، في مقابل كل ما هو روسي و أرثوذكس أوراسي.
العملية العسكرية الخاصة هي حرب أهلية داخل أمة شرق سلافية واحدة. وقع الجزء الجنوبي الغربي منها (المالوروسيون/ Malorussians) تحت تأثير الأطلسي. حيث تم زرع هوية نازية أوكرانية مصطنعة و إنشاء مناهضة لروسيا. اليوم، تقاتل روسيا ضد روسيا، ولكن على أرض واحدة. لذلك، فإن تصرفات الجيش الروسي في أوكرانيا وهجمات القوات الأوكرانية على الأراضي الروسية (بيلغورود، روستوف، كورسك، كراسنودار كراي) حيث تتجمع مساحة أوكرانيا مع روسيا في شيء موحد. .
هنا و ستكون هناك إما قوة أوراسية أو قوة أطلسية، لكن الصراع نفسه يحدث على أرض مشتركة داخل نفس الدولة المنقسمة بشكل مصطنع. هذا هو السبب في أن هذه الحرب حرب أهلية.
العملية العسكرية الخاصة هي معركة بين نوعين من النظام العالمي: أحادي القطب ومتعدد الأقطاب. تقاتل روسيا ليس فقط من أجل مصالحها الوطنية، ولكن أيضًا من أجل نموذج جديد للهندسة المعمارية العالمية، لا يمكن أن تكون القطب الثاني اليوم، فهي تقاتل من أجل الحق في أن تكون أحد الأقطاب وتدعو المشاركين الآخرين ليصبحوا قطبا، مثل الصين، قطب متاح بالفعل، الهند، الدول الإسلامية، أمريكا اللاتينية، إفريقيا وأيضا أوروبا.
روسيا، وفقا لها، تمثل الثقافة التقليدية. من ناحية أخرى، الغرب هو نوع من مناهضة المسيح. لماذا ؟
تمثل روسيا مجتمعاً تقليدياً، لكن بالطبع ليس بالكامل. على أي حال، فإن روسيا تقليدية أكثر من الغرب. لذا فإن القيم التقليدية - الدين، والأسرة، و الإخلاص للتاريخ، والهوية، وحظر زواج المثليين - كلها مدرجة في دستورنا. القيم في الغرب هي على النقيض من ذلك تمامًا، هي مناهضة للتقاليد. لكن من هو العدو الرئيسي للتقليد المقدس؟ من يقلب نظام القيم من خلال وصف الشر بالخير؟ المسيح الدجال. الغرب الليبرالي المعولم الحديث هو المسيح الدجال.
صحيح أنه لا يمكن استخدام كلمة حرب في روسيا. هل هي جزء من الدعاية أم هناك أسباب أخرى؟
العملية العسكرية الخاصة ليست حربا، لأن أوكرانيا ليست العدو. العملية ضد النازية الأوكرانية و الروسوفوبيا/رهاب روسيا/ Russophobia. إلى الحد الذي تدعم فيه الحكومة الأوكرانية النازية وتشجع رهاب روسيا، و لدرجة أنها أيضًا تصبح هدفًا للعملية العسكرية الخاصة.
هل تعتقد أننا نتجه نحو حرب عالمية ثالثة؟
من الممكن جدا. يدعم الناتو ويسلح بنشاط أوكرانيا وكتائب الموت النازية. لذا فإن الناتو لا يحاول إنهاء الصراع فحسب، بل إنه يؤججه. لا يسع موسكو إلا أن ترى الدور النشط لدول الناتو في هذا الوضع. العالم على شفا حرب نووية.
وعلى شفا نظام عالمي جديد؟
النظام العالمي الجديد يعني إنشاء حكومة عالمية. يتم التعبير عن هذه الفكرة علانية من قبل الليبراليين في المنظمات الدولية(OI)(يتم وصفها بشكل علني في كل كتاب مدرسي للمنظمات الدولية OI)، ومنظري منتدى دافوس ومؤيدي إعادة الضبط الكبرى / (4) the Great Reset. روسيا والصين كقطبين سياديين تشكلان عقبتين على طريق النظام العالمي الجديد.
إن العملية العسكرية الخاصة موجهة ضد ذلك بالضبط، ضد النظام العالمي الجديد، والحكومة العالمية وإعادة الضبط الكبرى.
إن المعتدي و ليس المعتدى عليه هو المذنب بالحرب. على الأقل، هذا هو الحال غالبًا. هل يمكن أن يضر هذا بصورة روسيا؟
الطرف المذنب هو الذي خسر دائما. لقد كانت الولايات المتحدة هي المعتدي مرات عديدة في القرنين العشرين والحادي والعشرين، ولا أحد (أو بالكاد أحد) يقبل اللوم عن قصف يوغوسلافيا أو غزو العراق أو احتلال أفغانستان، أو تواطؤ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الحروب الأهلية في كل من ليبيا وسوريا. من يفوز هو الحق. لن يتم تدمير صورة روسيا إلا إذا فشلت في تنفيذ الأهداف المحددة والمعلنة في العملية العسكرية الخاصة: التجريد الكامل من السلاح و استئصال النازية من أوكرانيا. الفائزون لا يحاكمون أبدا؛ و الخاسرون دائمًا تتم محاكمتهم.
أم تعتقد أن الأوكرانيين هم المعتدون؟
المعتدون هم الغرب ونخب العولمة، الذين أنشأوا بشكل مصطنع نظامًا نازيًا عدوانيًا معاديًا للروس في أوكرانيا، دمر السكان المسالمين في دونباس لمدة 8 سنوات و كان يستعد لشن هجوم في المستقبل القريب. لقد اتخذت روسيا إجراءات وقائية.
كيف سيخرج بوتين من هذا الصراع؟
فقط كفائز. ليس لديه مخرج آخر من هذا الوضع لأسباب خارجية و داخلية.
قلتم إن بوتين أجبر على شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا. هل ترغب في شرح هذا الفكرة ؟
اضطر بوتين إلى إطلاقها لأن الجيش الأوكراني كان مستعدًا لشن هجوم على دونباس. لو نجح في ذلك، لكان قد أتبعه بعدوان عسكري على القرم. لم ينتظر بوتين حتى يبدأ هذا و ضربه أولاً. أي حاكم مكانه، ملتزم بسيادة سلطته، كان سيفعل الشيء نفسه.
ما رأيك في كتيبة آزوف؟
إنها كيان إرهابي نازي شبيه بداعش (منظمة إرهابية محظورة في روسيا الاتحادية). تم إنشاؤه وتدريبه من قبل مدربين غربيين. عذب آزوف وقتل واغتصب وأباد بلا رحمة السكان المحليين في دونباس، لأن معظمهم تم تجنيدهم من غرب أوكرانيا، وهي كيان عرقي مختلف تمامًا. يقاوم آزوف الجيش الروسي بشدة اليوم لأن أعضائه قد تم حظرهم من قبل روسيا وهم عرضة للإبادة كإرهابيين.
كشخص مثقف، كيف تتمنى أن ينتهي ما يحدث؟ و على الاخص متى وكيف تعتقد أنه سينتهي؟
لا أحد يعرف. الثقافة لا علاقة لها بهذا. العملية العسكرية الخاصة لا يمكن أن تنتهي إلا بانتصار روسيا. إذا لم يكن هناك نصر، فلن يكون هناك حد للأعمال العدائية. (5)

----------------------------
(1) في البال: المقال مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواه جملة أو تفصيلا. المترجم.
(2)صدام الحضارات أو صراع الحضارات/ The Clash of Civilization/أو بعنوان "صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي"، هو مؤلف لكاتبه صامويل هنتنجتون// Samuel Huntington بنظرية صراع الحضارات، التي تقول بصراعات مابعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية واختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة. ويكيبيديا.
(3)نهايةُ التّارِيخِ والإِنسانُ الأخير/ The End of History and the Last Man كتاب من تأليف العَالِمِ والفيلسوف السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما/ Francis Fukuyama. أطروحته الأساسية أن الديمقراطية الليبرالية بقِيَمها عن الحرية، الفردية، المساواة، السيادة الشعبية، ومبادئ الليبرالية الاقتصادية، تُشَكِّلُ مرحلة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان وبالتالي عولمة الديمقراطية الليبرالية كصيغةٍ نهائيةٍ للحكومة البشرية. بغض النظر عن كيفية تجلي هذه المبادئ في مجتمعاتٍ مختلفة. . ويكيبيديا.
(4)إشارة تلميح من دوغين إلى كتاب كلاوس شواب/ Klaus Schwab - المهندس و الخبير الاقتصادي الألماني مؤسس ندوة الإدارة الأوروبية، التي نظمت في دافوس، سويسرا ، والتي أصبحت في عام 1987 المنتدى الاقتصادي العالمي- الموسوم COVID-19: The Great Reset/ " كوفيد-19 :إعادة الضبط الكبرى ضمنه الإشارة إلى أن ")أزمة كوفيد-19 يجب أن تُعتبر “فرصة [يمكن اغتنامها] لإجراء نوع من التغييرات المؤسسية والخيارات السياسية التي من شأنها أن تضع الاقتصادات على الطريق نحو مستقبل أكثر عدلًا وأوسع اخضرارً. وعلى الرغم من أن شواب كان يروج لإعادة الضبط الكُبرى على مدى سنوات إلا أنه لم يجد ذريعة لتفعيلها سوى أزمة الفيروس التي جاءت أخيرًا. وفقًا لشواب فلا ينبغي لنا أن نتوقع عودة النظام العالمي لما قبل الكوفيد كما كان عليه، بل يقترح شواب بدلًا من ذلك متأرجحًا بين التفسير والحتمية أن التغييرات سوف تتم، أو يجب أن تتم، عبر مجالات متشابكة ومترابطة لخلق وضع طبيعي جديد. انظر: https://tafhim.org
(5) رابط المصدر:
https://www.geopolitika.ru/en/article/special-military-operation-clash-between-two-types-world-order








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام