الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهض واقتل اولا

مهند طلال الاخرس

2022 / 4 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قُم واقتل اولا، (انهض واقتل اولا) كتاب مترجم للصحفي الاسرائيلي رونين بيرغمان، والكتاب من ترجمة الهدهد للشؤون الاسرائيلية، وهو كتاب يقع على متن 670 صفحة من القطع الكبير ، والكتاب صدر بطبعته الاولى سنة 2018.

وقد استوحى الكاتب بيرغمان عنوان الكتاب من عبارة وردت في كتاب التلمود تقول: "إذا جاء شخص ما ليقتلك، انهض واقتله أولًا".

ويضيف الكاتب : "إن نسبة كبيرة ممن قابلتهم ذكروا هذه العبارة كمبرر لعملهم". وبناء على ألف مقابلة وآلاف من الوثائق، يروي الكاتب قصة العديد من الشخصيات السياسية والإستخباراتية، مثل عملاء الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. وقد استخدم بعضهم أسمائهم الحقيقية، والبعض الآخر استخدم أسماء مزيفة.

لقد قام طاقم مختص في مركز الهدهد بترجمة الكثير من الكتب المهمة في هذا الاطار، وهذا الكتاب "قم واقتل اولا" كتبه رونين بيرغمان عن تاريخ الاغتيالات التي قامت بها اجهزة المخابرات الاسرائيلية خلال المائة عام الاخيرة، بما فيها عمليات الاغتيال قبل تأسيس كيانهم وبعد التاسيس وحتى عام 2018.

هذا بالاضافة الى استعراض لتاريخ تاسيس اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وفروعها المختلفة، اضافة الى استعراض السيرة الذاتية لابرز قادة اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ، ودورهم في التاسيس والاغتيال، اضافة الى استعراض لكثير من العمليات الفدائية الفلسطينية، ليس من باب الانصاف والافتخار بها طبعا، بل من باب خلق الذرائع وتوفير المبررات لعمليات القتل والتصفية والاغتيال التي تقوم بها اجهزة المخابرات الاسرائيلية.

يقول مؤلفه ان عدد من اغتالتهم اسرائيل اكثر ممن اغتالهم اي بلد غربي منذ الحرب العالمية الثانية، ويسلط الكتاب الضوء على اغتيال مسؤولين بريطانيين من ايام الانتداب او وسطاء دوليين، و زعماء وقادة منظمة التحرير الفلسطينية، وحماس والجهاد، وحزب الله، وايران وسوريا والعراق، والعلماء النوويين والمهندسين والفنيين، وصناع الترسانة العسكرية العربية بمن فيهم من يساعدهم من العلماء كالالمان العاملين في برنامج الصواريخ المصري ابان عهد عبد الناصر.

في الصفحات الاولى يروي الكاتب قصة هذا الكتاب على الصفحات 5/6، ويشرح فيه حجم الصعوبات الجمة التي واجهها في اعداده، ومنها الرقابة القانونية والرقابة العسكرية ومشاكل مع رئاسة الاركان وقيادة اجهزة المخابرات والتي سعت كلها لايقاف اصدار هذا الكتاب وافشال ومنع عديد اللقاءات مع الشهود والعاملين في اجهزة الاستخبارات المختلفة، لكن كل هذا لم يمنع الكاتب من الحصول على الاف الوثائق التي قدمتها كل هذه المصادر بطرق او باخرى للكاتب.

يبدأ الكتاب حول منظمة بارجيورا التي تأسست عام 1907 بواسطة إسحاق بن تسفي. ثم خلفتها هاشومير، ثم الهاغاناه وأخيرًا جيش الدفاع الإسرائيلي(IDF). وفقا لبيرغمان، قامت الوكالات السرية الإسرائيلية باغتيالات مستهدفة ضد خصمائها العرب طوال هذه الفترات.

وقد اغتالت منذ الحرب العالمية الثانية، عدداً من الأشخاص يفوق ما نفذته أي دولة غربية أخرى، حيث نفذت ما لا يقل عن 2700 عملية اغتيال في 70 عاما من وجودها.

وقد انتهج الموساد الإسرائيلي العديد من الأساليب والأدوات لتنفيذ عمليات الاغتيال. حيث أشار بيرغمان إلى بعض هذه الأدوات مثل استخدام معجون الأسنان المسمم، الذي يستغرق شهرا لإنهاء حياة الهدف المنشود، والطائرات المسلحة بدون طيار، والهواتف المحمولة الملغومة، والإطارات الاحتياطية مع قنابل التحكم عن بعد واغتيال علماء العدو واكتشاف الحياة السرية لرجال الدين المسلمين.

من نافلة القول التذكير بان الكاتب اسرائيلي، وهذا يجب اخذه بالحسبان عند اخذنا لاي معلومة، فهذا الكتاب بما فيه من معلومات جزء من المعركة، معركة الوعي والمعلومة، وقد لا يخفى على المتفحص كثرة المبالغات التي يطرحها الكاتب، وتلك الهالة الكاذبة التي يطرحها الكاتب لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، حتى ان كثير من الحوادث المطروحة في ثنايا الكتاب جرى تكذيبها واثبات عكسها تماما، ورغم ذلك فالكتاب يقرأ ويمحص ويؤخذ منه ويرد عليه.

وقد يصلح هنا الاستدلال لما نعتقد ونذهب اليه ما قاله بعض المختصين ممن راجعوا هذا الكتاب، فيقول المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) كينيث بولاك إن الكتاب "ذكي ومدروس ومتوازن، والترجمة الإنجليزية رائعة"، ويصف الكتاب إيثان برونر، المحرر الرئيسي في بلومبيرغ نيوز، بأنه "أول نظرة شاملة على استخدام إسرائيل لعمليات القتل التي ترعاها الدولة"، ويقول الكاتب والصحفي والمذيع والناشر المتخصص في شئون الشرق الأوسط، تشارلز جلاس بانه "كتاب بحث دقيق".

الكتاب ورغم اسهابه في العرض عبر 670 صفحة إلا انه لا يشكل اي اضافة جديدة!؟ طبعا هذا الامر بالنسبة للباحثين والمهتمين، اما للعامة فقد يكون مهما لضبع وكسر ارادة كل من تسول له نفسه مقاومة هذا الاحتلال الفاشي والعنصري.

هذا الكتاب ورغم الدعاية والضجة التي رافقت الكتاب والترويج له باساليب شتى، بما فيها تلك المقدمة التي كتبها المؤلف نفسه، الا انه عند قراءة الكتاب تكتشف بنفسك انه لا يستحق كل هذا العناء ولا هذا الاهتمام، حتى ذلك الادعاء بكثرة الوثائق والمقابلات والابحاث التي اجراها الكاتب لانجاز هذا الكتاب لم تأت على شيء مهم او غير معروف.

وانتهت الأبحاث التي قام بها بيرغمان إلى أن الاغتيالات التي قام بها جهاز «الموساد» الإسرائيلي، وصلت في القرن العشرين وحده إلى 500 عملية اغتيال، قتل خلالها 1000 شخصية، مشيرا إلى أن هذه الأبحاث تحدث خلالها مع نحو الف شخص، بينهم 6 رؤساء سابقين للموساد و6 من رؤساء حكومات صهيونية مثل إيهود باراك، وإيهود أولمرت، وبنيامين نتنياهو.

الكتاب لا يعدو كونه وثيقة جرم وادانة لهذا المحتل الغاصب، وقد يكون من مآثره القليلة انه يُظهر الوجه القبيح والحقيقي للصهيونية وكيانها الزائف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا