الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكومبارس جاهزون ؟

حسن مدبولى

2022 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن لأى وطنى حقيقى أن يزايد أو يندد بأية محاولات تتعلق بالدعوات السلمية للمصالحة السياسية التى تستهدف إجراء حوار وطنى شامل لإنهاء حالة التشاحن و الإحتقان والقهر السائدة ، وأنا أستطيع أن أزعم بأننى أحد الذين كتبوا وطالبوا بضرورة إجراء مثل ذلك الحوار ، وضربت المثل مرارا بالتجربة الكولومبية وإمكانية إستنساخها لإحداث إنفراجة سياسية تعيد الحرية للمعتقلين وتنقذ من بقي منهم على قيد الحياة من الموت المتتالى الذى يجتاح السجون ،وتفتح الباب أمام تحول سياسى ما ، حتى ولو كانت هناك تنازلات كبرى من أطراف المعادلة السياسية خصوصا المعارضين وفقا لواقعية فن الممكن وحرصا على المصالح العليا للبلاد ،
وقد كانت هناك أكثر من مناسبة سياسية كبرى كان من الممكن أن يبدأ ذلك الحوار الوطنى خلالها، مثلا عند بداية الضغوط السعودية للإستيلاء على جزيرتى تيران وصنافير،والأحكام القضائية الباتة التى قضت بمصريتها ،
ثم كارثة إتفاقيات ضياع نهر النيل ونكوص أثيوبيا عن تعهداتها كما قيل ، وكذلك مناسبات الملء الأول والملء الثانى لسد النهضة ، وأيضا إنفجار الأزمات الإقتصادية الخانقة ومفاوضات وضغوط صندوق النقد الدولى ، فتلك المناسبات كانت تستدعى تصدير صورة للخارج بأن المصريين قد توافقوا وأنهم على قلب رجل واحد ولن يقبلوا بأية تنازلات !؟
لكن أحدا لم يستجب فى أروقة النظام لأية دعوات أو مبادرات ، بل تم التنكيل ببعض من بادروا وطالبوا بالتوافق الوطنى مثل الدكتور حسن نافعة والدكتور محمد محي الدين الذى لايزال رهن الإعتقال ؟ وبالتالى أصبح اى حوار فى الوقت الحالى هو حوار ماسخ لا لون له ولا طعم بعد أن فقدت مصر غالبية معاركها الخارجية ،،
ومع ذلك ورغم ميوعة الواقع ومساخته فإنه من الممكن القبول بإجراء حوار غير حماسى فى الوقت الراهن، لكن مع الأخذ بالإعتبار أن أى حوار فى العالم له شروط وقواعد، أهمها أن يكون حوارا وطنيا شاملا لايقصى أحدا ، وأن يكون علنيا أو على الأقل ذو أجندة واضحة ومعلومة لجميع أبناء الشعب ومنهم عشرات الآلاف من المعتقلين من كافة الاتجاهات، كما أنه فى ظل حالة عدم الثقة التاريخية المثبتة فإن الأمر يتطلب حضورا أو وساطات إقليمية أو دولية ولو رمزية لكى يتم تنفيذ المخرجات بسلاسة، كذلك فإن أى حوار أو سعي حقيقى للتوافق الوطنى ينبغي أن تسبقه إتصالات بين المعارضين أنفسهم بحرية كاملة لتحديد أجندة واضحة معلنة على الناس ،
أما ماجرى على مائدة إفطار رمضان السلطوية التى حضرها بعض المعارضين الرسميين جنبا إلى جنب مع رموز وقادة وممثلي النظام الحالى والنظم التى سبقته ،فلا يمكن وصفه سوى بأنه مجرد إستجابة غرائزية لا عقلانية تجاه إغراءة سلطوية لها أهدافها وحساباتها الذاتية ، والأمر هنا يتشابه تماما مع سعى مخرج متخصص فى الأفلام الهابطة لإستدعاء نفس الكومبارس الذين شاركوا فى فعاليات كافة أفلامه الرئيسية ،و التى تشهد ركودا وتراجعا شعبيا قاتلا ،رغبة منه فى إمكانية قيام هؤلاء الكومبارس بالمساعدة فى عمليات التهييص والتهجيص والتطبيل والترويج والبروباجندا التى تتم أمام دور السينما والشوارع المحيطة عسى أن يعيد إهتمام الجماهير بأفلامه ذات النهايات المتطابقة والوجوه المحفوظة !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير