الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان حط الرحال ضيفا على بن سلمان! فما هي أهداف كل منهما؟

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


قام الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية أجرى خلالها مباحثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد ورجل السعودية القوي الأمير محمد بن سلمان. وتأتي هذه الزيارة بعد أربع سنوات من التدهور الذي طرأ على العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية بين البلدين لأسباب عدة أهمها موقف تركيا من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 على يد عملاء للمخابرات السعودية في مدينة اسطنبول كشفت تفاصيله الفظيعة أجهزة الأمن التركية، وشجبه أردوغان بشدة ووعد بتقديم المتورطين به للمحاكمة في تركيا وتحقيق العدالة للضحية، وموقف تركيا من أزمة قطر، وتدخلها في ليبيا وسوريا، وعلاقاتها الجيدة مع إيران، ودعمها لحركة الإخوان المسلمين في مصر وغزة وبعض الدول العربية، وتنافسها هي والسعودية على قيادة العالم الإسلامي.
لكن من الواضح ان انقرة قررت العودة إلى سياسة المهادنة البراغماتية المصلحية التي ينتهجها الرئيس التركي بعد سنوات من التدخلات والخلافات مع دول المنطقة، ونجحت في تحسين علاقاتها مع الإمارات والسعودية والبحرين ودول عربية أخرى وإسرائيل. فما هي الأسباب التي دفعت أنقرة لتغيير سياستها تجاه هذه الدول خاصة مع السعودية والإمارات؟
أردوغان يلعب على جميع الحبال المتاحة، ويغير نهجه السياسي وفقا لمصالح بلاده وخدمة لطموحاته الشخصية؛ فهو يريد إخراج تركيا من الأزمة الاقتصادية التي غرقت فيها منذ أكثر من عام وأدت إلى انهيار سعر العملة المحلية " الليرة " وارتفاع نسبة التضخم وأسعار المواد الاستهلاكية، بزيادة حجم صادرات بلاده لدول المنطقة، وتنشيط السياحة، وجذب الاستثمارات المالية خاصة من دول الخليج الغنية. ولهذا فقد زار الإمارات وبدأت أنقرة محادثات رسمية مع أبو ظبي للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة تستهدف مضاعفة التجارة والتعاون بينهما. ومن المتوقع أن تؤدي زيارته للسعودية الى تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين، ورفع الحظر الذي تفرضه السعودية على البضائع التركية، وعودة حجم التبادل التجاري إلى أكثر من خمسة مليارات دولار كما كان عليه قبل الأزمة، ورغبت تركيا في إقامة تعاون عسكري يمكنها من بيع أسلحة وطائرات ميسرة للسعودية قد تحتاجها في حربها على اليمن!
وتعمل تركيا أيضا على تحسين علاقاتها مع مصر، وأعادت علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة الصهيونية؛ والجدير بالذكر أن عداء أردوعان الظاهر لإسرائيل يتناقض مع الحقيقة وهي ان حجم التجارة بين البلدين ارتفع 475% خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه، حيث ارتفعت صادرات تركيا إلى إسرائيل من 860 مليون دولار عام 2002 إلى 6.4 مليار دولار عام 2021.
وعلى الصعيد الشخصي فإن هذا الانفتاح السياسي والاقتصادي مع دول المنطقة يعتبر هاما جدا للرئيس التركي الذي يسعى لإخراج بلاده من أزمتها الاقتصادية الراهنة بطريقة يلمسها الناخب التركي، وتؤدي إلى زيادة شعبيته قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجرى منتصف العام القادم وتعتبر على جانب كبير من الأهمية لحزب العدالة والتنمية، ولمستقبله السياسي.
وعلى الرغم من أن أردوغان هو المستفيد الأكبر من زيارته للسعودية، إلا أن محمد بن سلمان يشعر بالرضى عما حققه من هذه الزيارة التي تشير إلى تمكّنه من امتصاص عداء الحكومة التركية، ونجاحه في دفعها للتعامل معه مباشرة، والتخلي عن حيثيات قضية خاشقجي التي ما زالت تؤرقه بنقلها للقضاء السعودي، ما يعني اسدال الستار عليها في تركيا بعد أن كانت أنقرة قد بدأت محاكمة غيابية في تموز/ يوليو 2020 بحق 26 سعوديا يشتبه في تورطهم بعملية الاغتيال؛ وكذلك فإن تراجع الدعم التركي للإخوان المسلمين، وتقييد نشاطاتهم، واغلاق مؤسسات إعلامية تابعة لهم يعتبر مكسبا للسعودية وحلفائها العرب خاصة مصر والإمارات والبحرين، وتراجعا لطموح أردوغان في منافسة السعودية على " قيادتها " للدول الإسلامية السنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن