الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُلخص كتب غُوستاف لوبون 2/ 2

داود السلمان

2022 / 4 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(10)تحوّل الشّعوُب الذّهني
بحث لوبون في هذا الكتاب في أنّ ثمة تطورات ذهنية حدثت بين الشعوب، منها التغيرات التي حددتها الحرب في فرنسا، ومنها كذلك التغيرات التي لاحظها المؤلف في ألمانيا والنمسا خلال الحرب العالمية الأولى، وتغيرات ذهنية أخرى كالحرب في بلدان مختلفة، بحثها لوبون من خلال نظريات علم النفس.
واعتبر لوبون أنّ التطول الذهني هو قيمة ينعقد عليها تطور أي بلد، وأي شعب، بمعنى أنّ توفر البنية الذهني نفسها في الظروف نفسها، كما عبرّ المترجم، أو في خضم ظروف مختلفة، من شأنه أن يُقضي إلى التبعات نفسها.
لوبون هنا يعرض الذهنية السلمية، بداية، والتي حكمت أوروبا بعامّة، وفرنسا بخاصة، الذهنية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالاشتراكية العامّة، وسعيها الحثيث إلى المناداة بالسلم، وعدم الانخراط في الحرب.
(11)روح السياسة
استعرض لوبون في "روح السياسة" الانظمة الدكتاتورية، متناولا الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية بخصوص مصادر الأموال وسعي الأخيرة للاستثمار بمقدرات الدولة التي تحكمها.
وتحدث عن تطوّر الفوضى والانحلال الاجتماعي، موضحًا ما معنى الفوضى الاجتماعية وما مدى تأثيرها على الأوضاع السياسية والاجتماعية، وكيف استفحلت الجرائم والقتل السياسي في ظل تحرك الفوضى، مبينًا حالة الاضطهاد الديني والنزاع الاجتماعي، ثم يضع حلولا جذرية لتلك النزاعات محذرًا في الوقت ذاته، من عواقب ما تأؤول اليه الامور، وكيف تتفاقم إذا لم تُحل تلك القضايا بالطرق المتاحة لتلافي ما تفضي اليه من عواقب وخيمة.
كما استعرض لوبون العوامل الفكريّة في عالم السياسة، مبينًا مصدر القوانين والأوهام الاشتراكية، والمساوئ التي تفرزها تلك القوانين الخاطئة، مارًا بكيفية نشوء القوانين الإلهية، في الوقت الراهن، وتأثير تلك القوانين، ايجابيًا وسلبيًا، على بناء الدولة والواقع المتغيّر في أحوال السياسة بشكلها العام، موضحًا العوامل النفسية والاقتصادية في الحروب، وكيف نحرز الانتصار وفق هذه المعطيات.
(12)روح الاشتراكية
اعتبر لوبون في "روح الاشتراكية" إنّ الاشتراكية هي خلاصة كثير من المعتقدات ومبادئ الاصلاح التي تستهوي العقول، حيث تهابها الحكومات، والمشترعون يدارونها، والامم ترى فيها فجر جديد.
كما يوضح لوبون تفاصيل مذاهب الاشتراكية، مكتفيا بدرس جوهراها وبيان أسباب ظهورها والعوامل التي ساعدت على انتشارها، مبينا النزاع القائم بين المبادئ القديمة، التي تأصلت بالوراثة بالنفوس، والتي ماتزال المجتمعات تستند اليها وبين المبادئ الحديثة التي هي بنت البيئات الجديدة الناشئة عن تطور العلوم والصناعة، مُعبرًا أن من شاء الوقوف على التأثير الشديد الذي تؤثره الاشتراكية الحديثة، فعليه أن لا يدقق النظر في عقائده، موضحا أنّه لو بحثنا عن اسباب نجاحها لرأينا إنّه لا صلة بين هذا النجاح، وبين ما تُثبته تلك العقائد وما تنفيه من النظريات، مؤكدا أن الاشتراكية التي تجري الآن في انتشارها على ما يخالف العقل والبرهان، وتلك الطرق التي سارت عليها الاديان، باتت ضعيفة.
(13)حياة الحقائق
وفيه بحث المؤلف في مصادر بعض المعتقدات الدينية والفلسفية والخُلُقية العظيمة التي وَجَّهَت الناس في غُضُون التاريخ، والبحثُ في تَحَوُّلات هذه المعتقدات، وكيف كان تأثيرها على المجتمعات.
وفي هذا الكتاب درسٌ وَافٍ لأُسُس المعتقدات، وما تتألف منه هذه المعتقدات من العناصر الدينية والعاطفية والعقلية والجَمْعِيَّة.
وفيه يرى المؤلف أنّ المعتقدات مَثَّلَت دورًا أساسيًّا في التاريخ على الدوام، ويَتَوَقَّف مصير إحدى الأمم على المعتقدات التي تُسَيِّرها، وتنشأ التطورات الاجتماعية وقيامُ الدُّوَل وسقوطُها وعظمةُ الحضارات وانحطاطُها عن عدد قليل من المعتقدات التي عُدَّت من الحقائق، فالمعتقدات هي مطابَقَةٌ بين مزاج الشعوب النفسيِّ الموروث ومقتضياتِ كلِّ دَوْر.
وزعم لوبون أنّ من أشدِّ أغاليط الزمن الحاضر خَطَرًا هو العَزْم على نَبْذ الماضي، وكيف نَقْدِر على ذلك؟ تُهَيْمِن أشباح الأموات على نفوسنا، ويَتَألَّف من هذه الأشباح مُعْظَمُ كِياننا، ومنها تُنْسج لُحْمَةُ مصيرنا، فحياةُ الأموات أبقى من حياة الأحياء. فلوبون يحثنا على دراسة حوادث الماضي، لأخذ العبرة والاعتبار.
(14)حضارة العرب
وهو اضخم كتاب تقريبًا ألفه لوبون، إذ بلغ عدد صفحاته 614، بحث فيه المؤلف بحثا شاملا حول حضارة وتاريخ العرب وبشكل واسع ومستفيض، مستعرضًا الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، موضحًا كيف تأسست الدول العربية في أوج حضارتها، ولم يفته حول ما طرأ على العرب من تغيير علمي وفلسفي وفني، وكذلك ما امتازت به العرب في المعرفة والرياضيات، وعلوم الفلك والفيزياء والعلوم الطبيعية والطب وفن العمارة والطرق التجارية، معرجًا عن الأحوال الدينية والاخلاقية، وحقوق المرأة.
مستعينا بطريقة التحليل العلمي على الخصوص، فأوضح في هذا الكتاب الصِّلة بين الحاضر والماضي، ووصَف فيه عِرْقَ العرب وبيئاتهم، ودرس فيه أخلاقَهم وعاداتِهم وطبائعهم ونُظُمهم ومعتقداتِهم، وعلومَهم وآدابهم وفنونهم وصناعتهم، وتأثيرَهم في المشرق والمغرب، وأسبابَ عظمتهم وانحطاطهم.
ويؤكد لوبون على إن العرب قد أبدعوا، بعد أن استعانوا بحضارة اليونان وحضارة الرومان وحضارة الفرس، حضارةً جديدة أفضلَ من الحضارات التي جاءت قبلها، وكانت عقول البرابرة عاجزةً عن إدراك كُنه الحضارة التي قهروا أهلها، وكان انتفاعهم بها ممسوخًا في بدء الأمر، ولم يسيروا بها نحو الرقيِّ إلا بعد أن صُقلَت أدمغتهم فصارت قادرةً على إدراك معانيها بعد زمن طويل.
وذكر أنّه ما على المرء إلا أن ينظر إلى آثار العرب الأدبية والفنية؛ ليعلم أنهم حاولوا تزيين الطبيعة دائمًا، وذلك لما اتَّصف به الفن العربي من الخيال والنضارة والبهاء وفَيض الزخارف والتفنن في أدق الجزئيات.
(15)روح الثورات والثورة الفرنسيّة
يتحدث المؤلف في هذا الكتاب حول الثورات، بشكل عام، وعن الثورة الفرنسية بشكل خاص. فالمؤلف يحاول أن يفلسف الثورات التي وقعت عبر التاريخ، على اعتبار الثورات ظواهر عامة تحدث نتيجة صراعات داخلية، تخللتها تراكمات معرفية واجتماعية حتى عدها لوبون بأنها اصبحت عقيدة لدى الكثير، والسبب أن هدف تلك الثورات هو التغيير، والتغيير الشامل، وقد نجحت كثير من الثورات وحققت اهدافها المرصودة، ولولا هذا الايمان لم تنجح وتعطي ثمارها.
وبحث عن الثورات المهمة التي زلزلت بنيان التاريخ، وفصَّل، على الخصوص، أمر الثورة الفرنسية التي هي أهمها؛ لقلبها أوربا مدة عشرين سنة، ولأن صداها لا يزال يرنُّ.
وركز لوبون على القضايا النفسية التي سادت تلك الثورات، منها تقلبات الخلق أيام الثورات، حيث روح العنصر كان أقوى هذه الزواجر، فهي تحدد تقلبات الأمة وتسيرها على الرغم من ظواهر الأمور، فلو نظرنا إلى ما قصَّه التاريخ لظهر لنا مثلًا أن النفسية الفرنسية تبدلت كثيرًا في قرن واحد. فصاحب الإيمان الديني أو العاطفي يميل إلى حمل الناس على إيمانه دائمًا، وهو لا يتأخر عن القتل في سبيله إذا استطاع ذلك.
وعلل النفسية الدينية التي لها دور في تعزيز الروح الثورية، حيث المنطق الدينيُّ مُشبعٌ من المشاعر وسائر العواطف، والفتن الشعبية الكبيرة تنال قوتها منه، وإذا كان الناس لا يبذُلون من حياتهم في سبيل المعقولات إلَّا شيئًا قليلًا فإنهم يبذُلونها كلها طوعًا في سبيل خيال دينيٍّ يعبدونه.
ولم ينس المؤلف أن يثير ظاهرة تأثير العقل والعاطفة والتدين والاجتماع أيام الثورة الفرنسية، ويوضح أنّه عندما تغلغلت تلك الثورة في الشعب تقهقر عنصر العقل أمام عناصر العاطفة والاجتماع، ودفع عنصر التدين الجيوش إلى التعصب وأوجب انتشار المعتقد الجديد في العالم.
(16)روح التربية
في "روح التربية" انتقد المؤلف المناهج التعليمية في الجامعات والمعاهد والمدارس ببلد المؤلف، واشار إلى أن تلك المناهج غير نافعة ولا يرتقي إلى مستوى المرموق، التي يجب أن تتمتع به تلك المؤسسات التعليمية، خصوصا كبلد عريق مثل فرنسا، وطالب بإصلاح تلك المناهج، ورفع من المستوى العلمي حتى يصير ذو شأن عظيم، لا هذا المنهج الذي وصفه لوبون بالمتدني البائس.
وركز المؤلف في أحد فصوله على تربية الأخلاق، وبأنه يجب أن تكون التربية الخلقية ككل نوعٍ من أنواع التربية معتمدةً على التجربة وحدها، لا على المواعظ والحِكم التي امتلأت بها الكتب والتي يستظهرها الأطفال في غير جدوى. مبينا أنّه ليس في التعليم الخلقي خيرٌ إذا لم يستطع الأستاذ أن ينبه تلميذه إلى الخير والشر بواسطة التجربة؛ ذلك أن التجربة هي التي تُعلم الرجال وهي التي تعلم الأطفال أيضًا.
(17)اليهود في تاريخ الحضارة الأولى
وهو أصغر كتاب للمؤلف والمؤرخ غوستاف لوبون وبلغ عدد صفحاته 95 صفحة من القطع المتوسط.
وأهم المسائل التي بحث فيها لوبون هي: البيئة والعرق والتاريخ لليهود، ونصيبهم في تاريخ الحضارة، ونظم العبريين وطبائعهم وعاداتهم.
فأشار إلى أن تاريخ اليهود الكئيب لم يكن غير قصة لضروب المُنكرات، فمن حديث الأسارى الذين كانوا يُوشَرون بالمنشار أحياءً، أو الذين كانوا يُشوَوْن في الأفران، فإلى حديث الملِكات اللائي كنَّ يُطْرَحْن لتأكلهن الكلاب، فإلى حديث سكان المدن الذين كانوا يُذبَحون من غير تفريقٍ بين الرجال والنساء والشِّيب والولدان.
وبيّن إلى أن اليهود قد ظلوا حتى في عهد ملوكهم بدويين "أفَّاقين مفاجئين مُغِيرين سفَّاكين مُولَعين بقِطاعهم مندفعين في الخِصام الوحشي، فإذا ما بلغ الجهد منهم ركنوا إلى خيالٍ رخيصٍ، تائهة أبصارهم في الفضاء، كُسالى خالين من الفكر كأنعامهم التي يحرسونها".
ويبحث لوبون في وقائع اليهود فيصفها بالهزيلة، وسَدَاها ضروب التوحش والمنكرات، حيث "حوادث تافهةٌ كتلك لا يُعنى بها التاريخ، وإذا ما عُني بها التاريخ فلأسباب مستقلة عن أهميتها؛ ومن ذلك أن حصار عصابة من البرابرة لمدينة تِرْوادة الصغيرة واستيلاءهم عليها قبل الميلاد باثني عشر قرنًا، مما غدا حادثًا ذا بال في تاريخ العالم؛ لأن أُوميرُوس تغنَّى به، لا من أجل نتائجه".
وختم بحثه عنهم بأنّ تأثير اليهود في تاريخ الحضارة صِفْرٌ، وأن اليهود لم يستحقوا بأي وجهٍ أن يُعَدُّوا من الأمم المتمدنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي