الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي الدميني وريح المتنبي

حسن مدن

2022 / 5 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الدميني وريح المتنبيفي الحفل التأبيني الذي أقامه المنبر التّقدمي في أربعينية الأديب المناضل عبدالله علي خليفة، في العام 2014، وقف علي الدميني على المنصّة مرتجلاً كلمة في وداع الفقيد، حيّا فيها مناقبه، منجزه الأدبي والفكري والصحفي، ودوره الكفاحي في تبني قضايا شعبه والذود عنها، وحيّا المنبر التّقدمي على دوره الوطني وحضوره السياسي، وحيّا البحرين بالكثير من الإعتزاز، هو الذي ربطته بناسها، وبأرضها علاقات أخوّة ومحبة.

اعتدت أن أرسل له يومياً مقالاتي في جريدة "الخليج" التي كان حريصاً على التعليق عليها دائماً، وعندما ساء وضعه الصحي كان يكتفي بقراءتها، دون أن يمنعه ذلك من أن يكتب لي، بين الحين والآخر، تعليقاً كذاك الذي كتبه في 29 يناير/ كانون الأول الماضي على مقالٍ لي عنوانه "واقع مصفى من الشعر" استشهدت فيه بتجربة الشاعر الإسباني لوركا.. كتب أبوعادل يقول: "كلامك جميل على الواقع المصفى بدون قطرة واحدة من الشعر. ولعلّ لوركا يرى شفافية الشعر لمكانه مبكراً خارج ما اعتدنا من سمات وروايات شعريّة في الصورة والإحالة والتخييل وربما في الموسيقى أيضاً".

منحتني هذه الرسالة منه جرعة تفاؤل حول وضعه الصحي، وحين سألته عنه، أجابني بالتالي: "الأحوال تتأرجح مثل ريح المتنبي لكني آمل في تجاوزها رويداً رويداً"، وهو هنا يشير إلى بيت المتني الشهير: "على قلقٍ كأن الريح تحتي . . أوجهها جنوباً أو شمالاً"، ومفهوم أن شاعراً بقامة علي الدميني لا بدّ وأن يكون مأخوذاً بشعر المتنبي، فيستشهد بشعره في وصف حاله الصحية القلقة، وطالما أننا ذكرنا المتنبي فلا بأس أن نقف على الفرق بين حالي الشاعرين المنتسبين إلى زمنين مختلفتين وتجربتين حياتيتين وشعريتين مختلفتين انطلاقاً من قول المتنبي: "أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ . . وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتاب"، فالدميني مثل المتنبي جليس الكتاب، لكن إذا كان المتنبي ذرع الفيافي والديار متنقلاً من حاضرة إلى أخرى، فإن الدميني فقد طويلاً حرية السفر والتنقل، إما لمكوثه سنوات بين الجدران الأربعة التي نعرف، أو للحيلولة بينه وبين السفر لمدة بلغت خمسة وعشرين عاماً، كما قال هو نفسه في الفيلم التكريمي الذي أنتجته عنه جمعية الثقافة والفنون بالدمام.

في رسالة جوابيّة أخرى منه رداً على سؤالي عن صحته، في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، اكتفى بهذه الكلمة الموجعة: :تعبان"!. كانت تلك المفردة اليتيمة، المحزنة، أمارة أنه يحضر نفسه للرحيل. لكن من قال إنه رحل أو سيرحل. مثله لا يرحل ولا يغيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا