الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشار الفصول:12458 رسالة إلى الإخوة في جميع أحزاب الأمة ومؤسساتها ومنتدياتها .

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2022 / 5 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الأخوات والإخوة.
تأتيني العديد من الدعوات والمناشدات والمطالبات بأن أنضم إلى فصيل من فصائل أحزاب الشعب البيت نهريني بكل مسمياته الآرامية( السريانية) الآشورية والكلدانية وحتى المارونية. وما أكثرها من أحزاب ٍ وروابط ولجان ٍ .
في البداية لابدّ من توضيح هام وهو أنني تركتُ الانخراط في حزب البعث منذ عام 1991م.ومع هذا أؤمن بسوريتي على أنها الحامل الوحيد لطموحاتنا ولكنها هي الأخرى مصادرة ومغتصبة. أي نعم مغتصبة مالم أسمع وأقرأ عن تحقيق المواطنة الكاملة بموجب دستور سوريّ فيه من العلمية والمدنية ما يُجسد التاريخ الحقيقي لسورية التي منها مبدأ الأبجدية والعلوم ومنطلق الحياة ، مالم يرتسم فيه اسم أمتنا ( قوميا) كباقي القوميات وعلى سوية واحدة في الواقع وليس في الدعايات .
وهذا موضوع جئنا عليه بشكل أولي حتى لا تبدأ الجراء والثعالب تنبش في جسدنا.
أما بالنسبة لكم يا إخوتي :
ممن نسمي أنفسنا بأننا على الآشورية والكلدانية والسريانية الآرامية أصلا وفصلا. ومن الموارنة السريان وندين بالمسيحية عبر طوائف مختلفة. وهنا أتمنى أن نأتي على توحيد مناسباتنا الهامة أقل مايمكن .
أقولها لكم بكل صراحة ووضوح ،دون اللجوء إلى الدبلوماسية أو المداهنة .وأكتبها للتاريخ والعالم . عليكم أن تُعيدوا النظر في جميع أنظمة أحزابكم ومؤسساتكم وأهدافها ومنطلقاتها ومطالبها . لأنّ ما قامت عليه ومن أجله آنذاك هو اليوم غير منطقي أقل مايمكن في هذه الظروف وهذا الزمن بالذات .لا بل أجد أنه حالة فصامية ما بين ما تريدون وتأملونه ومابين الواقع الحقيقي سواء أكان في أرض أجدادنا الواقعة في العراق الحالي (( أرض أشور نينوى وسهلها )). أو ما جاورها من أرض الجزيرة السورية اليوم والتي هي أرض أجدادنا بلا منازع ومابين باقي أرض بلاد مابين النهرين التي فقدها شعبنا على إثر المجازر والتصفيات عبر التاريخ وأخرها مجازر عام 1915م ( سيفو) سفر برلك .أو ماتعرض له شعبنا في شمال العراق أو الجزيرة السورية خلال عشرة أعوام وأكثر...
أخواتي إخوتي الأعزاء.
أريد أن أسألكم ولن أطيل .
أيّ وطنٍّ تريدون وعلى أية أرض ستبنونه؟!! وبين أية مجتمعات ٍ تريدون أن تعيشون ؟!!
إنّ أرض أجدادكم ياساتي أشور وغيرها ليست خالية من أصحابها الذين يمتلكونها بالتقادم وهم أكثرية وغالبية دينية تختلف في رؤيتها الدينية حول معتقداتكم أصلا ً .
ثم هناك قوانين دولية تحكم الواقع .وإذا ضربنا بتلك القوانين عرض الحائط كما تتخيلون فهل تستطيعون أن تُزيحوا الشعوب الموجودة على أرض أجدادكم؟!! سؤال لابد منه حتى بالنسبة للجاهل والمعتوه.علينا أن نسأل أنفسنا بجدية واقعية.
يا إخوتي أنتم أقلية قومية ودينية ولم يتبقى منكم على أرض أجدادكم سوى الآلاف التي أرى أنها ستُهاجر تباعاً لكونها تتعرض إلى مضايقات واضطهادات مختلفة الأشكال والألوان .وأما الذين توزعنا على قارات العالم فالضياع في طريقه إليهم مالم تحققوا فكرة(( الوطن البديل ))التي طرحناها سابقا.
ونعود إلى فكرة النضال القومي للأحزاب والمؤسسات واللجان والروابط التابعة لأبناء شعبنا على مختلف تسمياته التي لم نتفق حتى اليوم على تسمية واحدة وعلى لغة واحدة ولا على علم واحد يمثلنا.
فالنضال القومي أعتقد بأنّ صلاحيته قد انتهت كلياً لأنّ الأهداف العامة والخاصة الموجودة في دساتير تلك الأحزاب والمنظمات والهيئات لم تعد تجدي نفعاً مع تزايد هجرتنا وتهجيرنا ومن ذهب يا إخوتي لن يعود . عليكم أن تتيقنوا أن من هاجر واستقر في وطنه الجديد لن يعود مهما كانت المغريات.
وعلى أيّ أساس يعود؟!! هل أجمع العالم برمته عبر مؤسساته وقوته العسكرية والاقتصادية على إعطائنا وطناً خاصاً بنا على أرض أجدادنا التاريخية والتي لايختلف على حقنا حتى أعدائنا ؟!!! أشك ُ في معتقدي كله إن كان العالم يُفكر فينا لأنّ المرض موجود بنا ولايمكن أن يُشفى بكل أدوية العالم ومكتشفاته ومخترعاته نحن لانحترم مفكرينا و مثقفينا فكلنا ندعي بالثقافة والعلوم والمعارف وكلنا شعراء وأدباء ومهندسين وأطباء وعلماء وفنانين ومغنين وصيادلة حتى الراعي والفلاح ياسيدي أصبح محللاً سياسياً ولمَ لا؟!! هكذا يقول لسان الجهلة ناسفين عرض الحائط مفهوم أن الثقافة لاتأتي من خلال سنة أو سنتين بل هي جهد طويل الأمد تَعبَ صاحبها على نفسه واجتهد لعشرات السنين وصاحبنا يريدها بكبسة زر كما لدى أصحاب الموجة التي تتجسد عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بشهرين يُخلق من الساعي أديب وبشهرين نجده معلماً يتبعه المئات ومسكين ذاك الذي أضاع عمره في العلم ووراء الثقافة. إنها مهزلة مابعدها مهزلة وهي تعبير عن حالة مؤثرة ؟!! .
أجل سيقول قائل دعنا فنحن من علّم شعوب المنطقة السياسة والحضارة والعلوم . فكيف تتحدث بما أنتَ فيه .نحن نقرّ بذلك ولكننا نجدها تحقق شخصيتها القومية قبلنا ياسادتي ونحن لازلنا ننادي بأنّ لنا أرض أشور وبلاد مابين النهرين ونعتلي المنابر كأننا فرسان أخر الزمان .
الحقيقة يا إخوتي نحن نعيش حالة الفصام في شخصيتنا وتتملكنا الأمراض من حقدٍ ونميمة وعمالة ٍ واستهتار ٍ وتنصل من مسؤوليتنا القومية والروحية ونكيل بمكاييل غير واقعية لأبناء شعبنا بمكوناته ونحن عشائريون وقرويون وطائفيون ومنهزمون . وأنا أتحمل كامل المسؤولية عمّا أقوله مالم تثبتوا لي العكس وتتوحدوا في خطابكم السياسي والروحي وتجتمعون في مؤتمر توحدون فيه تسميتكم ولغتكم وعَلَمكم. وعندها إذا تريدون أن تقلبوا الموازين رأساً على عقب لايمكن لكم مالم تتوحدوا وتزلزلوا مدن العالم الفوضوي الذي ظلمكم عبر التاريخ عندها سأرفع لكم قبعتي وأمزق كلّ ما كتبته منذ مايزيد عن الستين عاماً.
إنّ تحقيق الأفكار الوجودية لأيّ قوم ٍ كان يستلزم وجود مقومات عدة . وأفكارنا الحزبية والنضالية تفتقر لأبسط المقومات .
والسؤال كيف نحقق أفكارنا التي تتلبسها المثالية على أرض الواقع؟!!
إنّ القراءات الميدانية والواقعية والموضوعية تُفضي إلى حقيقة واحدة لاغير تقول: علينا أن نُبدع مدرسة نضالية جديدة في كلّ شيء .ومفادها وحقيقتها لاتقوم على فكرة النضال من أجل تحقيق ((وطن الأجداد)) بل على كيف لنا أن نُحافظ على شخصيتنا القومية في المغتربات الحالية بعد عشرين عاماً.؟!!!
لهذا أقترح عليكم وأنا أقبل ُ جباهكم أن تنصرفوا لفكر ٍ يعمل على تحقيق آليات (فكرة الوطن البديل ).الذي يمكن لو عَملنا عليها فهي الأجدر والأجدى في الحفاظ على أجيالنا التالية من الاندثار والضياع عبر حضارات العالم .هذا إذا أعطتنا الظروف الحالية والواقع الحالي بكل إرهاصاته إمكانية التفكير وتحقيق فكرة الوطن البديل .لأنّ العالم يعيش المتغيرات السونامية بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ولكي لا أُطيل عليكم .
إنّ جميع أفكارنا التي عَملنا عليها عبر تجارب حزبية ومؤسساتية سابقة كانت مرحلة مقدسة ومهمة ولايمكن أن نُقلل من أهميتها وشأنها ونحترم المناضلين من أبناء شعبنا بكل تنوعه وتسمياته ولكنها لم تعد صالحة على ضوء الواقع الحالي يا إخوتي.
وإذا كُنا نحرص على متابعة أهداف تلك الأفكار علينا أن نقرأ واقعها قراءة تتناسب مع المتغيرات .فالأفكار الناجحة بحسب المدرسة الأمريكية البراغماتية تقول (( الأفكار الناجحة هي الأفكار المفيدة)).
إنّ استحالة قيام وطن ٍ على أرض أجدادنا تُشابه استحالة صعودنا للقمر بدون أداة .
لهذا علينا ألا ننخدع ونخدع أبناء شعبنا ونكون على الواقعية حتى نتجنب المهازل المستقبلية وعلينا أن نبتدع أفكاراً جديدة ً تُعالج واقعنا المشرذم والمتشظي وغير المنضبط في كلّ شيء.
ولدي أقوالاً أخرى لا أريد أن أنشرها هنا أو هناك حرصاً على حقيقة ما نعيشه وسنعيشه .
فمنذ أكثر من مئة عام والفكر القومي كان قد بدأت نواته .وخلال هذه الفترة الطويلة ماذا فعلنا غير تجارب تتراوح مابين الطموح والتغرب والانشقاقات والانقسامات ؟
في ختام هذا الموضوع الذي سنختلف فيه وأنا على يقين هناك من سيقر في أعماقه بأنه القول الحق ومنهم من سيقول مالي ولهؤلاء ولكن سيأتي أغلب المراهقين يرشقوننا بحجارتهم وهم بالأساس لا يستطيعون فك ألسنتهم أمام من أغتصب بيوتهم وقراهم وأرض أجدادهم هم أسود على بعضهم ولكنهم أخر المتنفسين أمام جزاريهم .
وهذه هي الحقيقة . إذْ لن تقوم لنا قائمة على أرض الأجداد سوى من يريد أن تعيش كمواطن من الدرجة العشرين فله . والسؤال ومثالنا العراق . ألم يكن بريمر النصّاب والجزار يعرف تاريخ العراق والمكوّنات القومية العراقية ويعرف دستور الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان بأن أيّ أقلية قومية أو دينية يحق لها أن تُجسد شخصيتها على الأرض التي تعيش عليها؟ وشعبنا يعيش على أرضه التاريخية أصلا؟ لماذا العراق فدرالي ويُعطى للمكوّن الكردي ولا يُعطى لقوميتنا الحق في فدرالية خاصة بنا؟ إنهم ياسادتي مع الأكثرية ومع القوة ألا نفهم المعادلة حتى اليوم وإذا لم نستوعبها فالمرض فينا لهذا جاءت أحداث داعش لتؤكد على أنكم سترحلون إن شئتم أم أبيتم وكل الدعايات الكرتونية من سياسيين مغمورين هي محض حرق لجهودكم .ستُهاجرون اليوم أو غداً بحكم الزيادات السونامية للآخرين أصلاً . وبحكم فكرة الأغلبية والديمقراطية وغير ذلك ولن أطيل.
رحم الله من عرف نفسه وقرأ واقعه وخطط لمستقبله.
بكلّ أسف ٍ أوقع .%
اسحق قومي. ألمانيا في الأول من أيار عام 2022م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار