الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حمار حمورابي وشيخ زياد بن أبيه4

ابراهيم أحمد السلامي

2006 / 9 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


القسم الرابع
لابد لي أن اكرر بأني اتحدث هنا عن ظاهرة كان قد ادركها قبلي مفكرون كبار كالدكتور علي الوردي عندما تحدث عن شخصية الفرد العراقي وماتحمله تلك الشخصية من عقد نفسيه وازدواجية في الشخصية , ولاندري ماذا كان سيتحدث على الوردي عن شخصية الفرد العراقي لو كان حيا يرزق لحد اليوم ( لكان لطم على رأسه) فالدين والدم والايمان والموت وخشية الله والذبح واشياء اخرى تسير جميعها جنبا الى جنب في العراق وكانها وليدة من رحم واحد فلم تعد المساجد أماكن للعبادة أو للصلاة فحسب بل اصبحت أماكن لخزن الاسلحة والمتفجرات والمفخخات ولم تعد صلاة الجمعة على القاء الخطب من اجل التذكير بالله وبالقيم الروحية الاسلامية بل اضحت تلك الخطب منبرا لتأجيج الصراعات وتذكية نيرانها واذا بدا لك الخطيب وكأنه بخطبته يدعو الى الاخوة والمحبة والتآلف ونبذ الخلافات فأنه يقصد بنو طائفته فقط ولايقصد الطائفة الاخرى لانها في عرفه عدوة له يجب فنائها تحت مسميات عديدة فأن اضطر أن يتحدث صراحة عن التآلف بين الطوائف فأن حديثه محض نفاق .

أن أكثر العراقيين حينما يتحدثون عن القيم تراهم بشر في هيئة ملائكة ملائكة أو قديسون ورعون فكثيرا مايتحدث العراقي عن نفسه بقوله مثلا ( أنا لاآكل حق أحد) أو ( أنا ماكذبت في حياتي) أو( أنا لاأخاف الآ من الله) , اليست هذه هي صفات القديسين , أحذركم اذا واجهتم شخصا يقول لكم مثل تلك الجمل فلا تصدقوه لآنه يأكل حقوق الكل ولايخشى الله وكلما اشتد بيمينه وقسمه ومدحه لنفسه فأزدد بعدا عنه , وعندما يعد العراقي شخصا ما بشيء ما فسيقسم بشاربه أو بشرفه أو سيقول له ( من هل عين وهل عين) , وأكثر هؤلاء لايفون بوعودهم غالبا .
أما طقوس العراقيين الدينية التي يمارسونها فهي لاتنبع حقيقة من ايمانهم الا من حباه الله منهم بشيء من الايمان الحقيقي المسالم , فهذه الطقوس اصبحت عادات اجتماعية يمارسونها وترسخت تلك العادات بينهم حتى أضحت عرفا متأصلا في نفوسهم , كالقروي الذي يحفظ الاية القرانية ولكن لايفهم منها حتى كلمة واحدة .
العراقي عصبي المزاج في اغلب الاحيان , ولايقبل النقد ويعتبره تجريحا , ولايفهم لغة الحوار الا اذا كانت لصالحه , ويعتبر كل شيء ينتمي اليه أو يؤمن به هو أفضل من غيره فقوميته أفضل من قومية غيره وتدينه أفضل من تدين غيره و طائفته أفضل الطوائف وأتقاها وصلاته أكثر ورعا من غيره .
وقد يذهب العراقي الى مرجعه الديني ليستوضح منه هل حلال حلاقة اللحية يوم الجمعة أم حرام , ولكنه لايتردد بالاعتداء على جاره دون الرجوع الى مرجعه أو الشعور بوخز الضمير.

وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن