الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتعدد الوسائط والحصار واحد !

محمد بلمزيان

2022 / 5 / 3
الصحافة والاعلام


بقدرما أصبحنا نعيش في زمن تتعدد فيه القنوات والوسائط المتاحة للتعبير عن الرأي ومشاركته مع العموم، مقارنة مع الماضي حيث كان الأمر مقتصرا على النشر الورقي خاصة في الجريدة والمجلة والكتاب ، بقدرما أصبحت هذه المساحة معرضة للتضييق والمحاصرة بشكل مقلق ومنهجي، إنها مفارقة غريبة فعلا أنه بالتوازي مع هذا التقدم التكنولوجي وما أتاحته وسائل الميديا من طفرة و فرص للتعبير والنشر بالسرعة القصوى ، والعرض الهائل للمعلومات المختلفة بفضل الإبتكارات المتعددة والمتجددة التي يتم الإعلان عنها والإسثتمار الهائل في هذه المشاريع التي أصبحت تجني أرباحا خيالية للشركات التي تكتسح هذه المجالات والوسائط المختلفة، لكن ما يلاحظ هو أنه بالرغم من هذا التعدد الموجود في مساحة التبعير وقدرة الإنسان على الأختيار، إلا أنها أي ( هذه الوسائط ) ك الفايسبوك تويتر على سبيل المثال لا الحصر تعاني من نقص في كيفية تدبيرها وتعاملها مع الزبناء والمنخرطين في شبكاتها، و ينعدم لديها الحس الأخلاقي وأدبيات الحوار والتواصل، فتلتجيء الى إغلاق الحسابات أو إعلانها مغلقة في وجه أصحابها لمجرد أن المرء قد يخربش تدوينة أو انطباع قد ( يختلف مع توجهات ) الفايسبوك أو تويتر، وهو تبرير ضعيف وتافه للغاية، فكيف يعقل أن يتم محاصرة الرأي وحرمانه من التعبير عن رأيه لمجرد أنه اختلف في تقدير ( الحرب الجارية حاليا في أوكرانيا ) مثلا، فبمجرد أن يكون موقفك مخالف لما يسميه هؤلاء ب ( قواعد النشر لديها ) سيكون حسابك في الفايسبوك وتويتر معرض للتعليق والإغلاق، هذا ما حدث لي مؤخرا، حيث فوجئت بتعليق حسابي على تويتر والذي فتحته منذ مدة، ولم أنشر فيه سوى تدوينة واحدة على ما أعتقد منذ ما يقارب من عام، لسبب بسيط هو أنني لم أنجذب للنشر في تويتر مقارنة مع الفايسبوك في بداية فتحي لحسابي في هذا الأخير،الذي حاولت فيه عرض بعض المنشورات التي تعبر عن وجهة نظري أو انطباعي حول القضايا التي تستأثر باهتمام المجتمع، ولم يسبق لحسابي في الفيسبوك أن تعرض للإغلاق أو التعليق بالرغم من منشورات كثيرة ومتفرقة منذ سنة 2013 ، لكن المفاجأة الأخيرة جاءت من تويتر حينما حاولت الولوج الى المنصة وإخباري بأن حسابي مغلق، مع إشارة يتيمة تفيد بأن ذلك يرجع الى( منشراتي تعارض توجهات وقواعد النشر في تويتر ) ، فحتى لو سلمنا جدلا بوجود منشورات من هذا القبيل والتي تعارض توجهات وقواعد النشر فما محل حق الإختلاف من الإعراب والإبداء للرأي المخالف عند هؤلاء الذين يحاولون ابتزاز المنخرط وترويضه مقابل حق النشر والظهور في تويتر ؟ والحال أنني لم أنشر قط باستثناء تدوينة واحدة يتعلق بانطباع عام حول شأن ثقافي ولا علاقة له بالتوجه السياسي أو راي في العلاقات الدولية والشؤون الحارقة الجارية في العالم، فاي مكسب حققته البشرية في مجال اّلإعلام والإتصال على يد هؤلاء الذين أصبحوا يخافون من التعابير والكلمات ويرتعدون من انتشار الرأي المخالف لتوجهاتهم ؟ وأي قيمة راكمتها هذه الوسائط بفضل التكنولوجيا الدقيقة الى مجال الإعلام والإخبار، بعدما أضحى مقص متدلى على قلم لا ينساب حبره على إيقاع عزف تويتر ، وجاهز للإنقضاض والتصويب وإطلاق النار على الضحية بلا رحمة و لا شفقة. كنا نعتقد واهمين بأننا قطعنا أشواطا في مجال حقوق مكتسبة بفضل نضالات إنسانية عبر حقب تاريخية مختلفة، والآن فقط نكاد نجزم بأننا كنا نجاري اعتقادا خاطئا باننا قد تخطينا زمن الحجر عن الرأي ومحاصرة حرية التعبير بعدما حققت البشرية انتصارات متتالية في مجال الإبتكارات المحققة في مجال اكتساب المعرفة والإختيارات الواسعة أمام الراغبين في الإبحار بحثا عن المعلومة، بل وأصبحنا والحالة هذه ما زلنا لم نراوح مكاننا، وما تزال العقلية الردئية والقديمة تتحكم في دواليب هذه الوسائط، لم تتشبع بعد بقيم التواصل والحوار وتقبل الرأي الآخر، وما تزال عقلية ( معيارية) تريد أن تشكل براديغم يجب على العالم أن يحذو حذوه، وفق نموذج واحد وواحد ، مشتغل ب( عقلية ) مغلقة ومغلفة وفق قواعد صاحبها، خدمة لأجندة ذاتية وبراغماتية ضيقة، لا علاقة لها بالشعارات الفارغة والمنافقة التي ترفع هنا وهناك في تلك الوسائط، والتي لا تعدو أن تكون شعارات لمزيد من المشاهدة والإنخراط في برامجها المربحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست