الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فخاخ التنمية

عزالدين عفوس

2022 / 5 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعمل الرأسمالية النيوليبرالية على البحث والتنقيب عن الدول التي لها موارد
طبيعية(دول الجنوب) مهمة تريدها الشركات الكبرى متعددة الجنسيات مثل المعادن والبترول.
ثم تقوم بترتيب قروض ضخمة من البنك الدولي أو من المنظمات المشابهة لهذه المؤسسة التابعة للنظام الرأسمالي العالمي، لتلك الدول الفقيرة/الغنية، تحت مسمى التنمية، أوالتنمية المستدامة ...
لكن المال المقرض لا يذهب الى البلد نفسه بل يذهب الى الشركات الكبرى الغربية (خصوصا)، لبناء مشاريع ضخمة للبنية التحتية، مثل محطات الكهرباء والطرق والموانئ والسكك الحديدية... التي تستفيد منها أولا تلك الشركات، وتحصل من خلالها على أرباح طائلة، كما تستفيد منها كذلك قلة قليلة من العوائل ذات النفوذ (مهيمنة) في هذه الدول.

المشكلة هي أن ضمان هذه القروض وفوائدها، هو الثروات التي لا تزال تحت الأرض في تلك الدول مثل النفط والمعادن وغيرها.
والخطة تقتضي أن يأخذوا القرض ثم يسمحوا لهذه الشركات النيوليبرالية أن تستغل مواردهم، وخلال ذلك يجب عليهم دفع فوائد طائلة على تلك القروض، مما يسبب معاناة كبيرة لسكان البلاد، حيث تذهب أموال التعليم والصحة والبرامج الاجتماعية لتسديد فوائد القروض.

ثم تعود لهم هذه المؤسسات عادة وبقيادة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتقول لهم: إذا عجزتم عن دفع مستحقات هذه القروض لا مشكلةفقد فكرنا لكم في حل يريحكم!!!، بيعوا نفطكم ومعادنكم بثمن زهيد لشركاتنا، ودون حدود منظمة بيئيا واجتماعيا، واسمحوا لنا ببناء قواعد عسكرية (أمريكية أوفرنسية...) على :أراضيكم؛
اسمحوا بخوصصة القطاعات العامة لديكم مثل التعليم والصحة والمياه... وبيعوها لمستثمرين خواص، حتى تستطيعوا بذلك سداد مستحقاتنا عليكم؛
صوتوا معنا في الأمم المتحدة ضد روسيا و الصين و...ما الى ذلك.

أليس هذا شكل من أشكال الاستعمار غير العسكري؟
لكن التهديد العسكري حاضر دائما في الخلف!!!
إذن أليس ذلك استعمارا جديدا؟؟؟
وحينما تعجز هذه الدول عن سداد ديونها وفوائدها المتراكمة، فان ذلك يفرح هذه المؤسسات النيو ليبرالية أيما فرح، فتتدخل مرة أخرى لإعادة جدولة الديون ...
، وهكذا ذواليك، حتى يصبح البلد مفلسا، غير قادر على مزيد من الديون، فيهلف موعده مع التنمية الموعودة، ليدخل في مواعدة جديدة تنتهي كسابقاتها، دوامة مفرغة من المشاريع التي لا تخدم إلا النيولبرالية ومؤسساتها الجشعة. إنه فخ التنمية الذي تنصبه الرأسمالية (الامبريالية) لدول الجنوب الفقيرة/ الغنية بثرواتها، والتي ليس مشكلتها موارد مادية وإنما سوء تسيير وفساد ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية