الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي نظرية المؤامرة؟

داود السلمان

2022 / 5 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الكثير يطرح هذا التساؤل، ويحاول أن يجد الجواب الشافي؛ وثمة أجوبة مختلفة وآراء متعددة، هنا وهناك، وكلٌ يجيب بحسب وعيه وثقافته.
حينما ظهر فايروس كورونا (كوفيد/ 12) في الصين، ثم أنتشر حتى وصل إلى أقصى بقعة في بقاء المعمورة؛ وحصد ملايين البشر، حتى أنّ كاتب هذه السطور لم يفلت من قبضة هذا الفايروس، ألّا بقدرة قادر. تعالت الأصوات من هنا وهناك، معلنة بأنّ هذا الفايروس لم يكن ظهوره أمر طبيعي، بل هو جاء بفعل فاعل!. وأتجه العالم صوب الصين وامريكا، هذا يتهم الصين وذاك يتهم امريكا، وآخر يتهم غيرهما من الدول الأخرى، والكُل يعتبر ظهور الفايروس ما هو إلّا مؤامرة مفتعلة على البشرية!. ألّا أن ازيح الستار عنه بإيجاد لقاح ناجح.
وتعالوا، قبل كل شيء، نعرّف معنى نظرية المؤامرة، كي يتسنى لنا الخوض فيها.
روب براذرتون في كتابه "عقول مُتشكِّكة" يعُرّف نظرية المؤامرة بستة عشرة مفهومًا، ومنها هذا المفهوم: "أن نظريات المؤامرة لا تهدف إلى مجردِ وصف شيء قد حدَث، لكنها تزعم أنها تكشف مكائدَ خفيةً على أملِ إقناع الناس الذين لا يزالون يغفلون عن الحقيقة المزعومة. فهي تأتي مصحوبةً باعترافٍ ضِمني بأن الحقيقةَ المطلَقة لا يمكن الوصولُ إليها، وأنها مخبوءةٌ عن الأنظارِ وأننا يُمكن أن نلمحها، لكن لا يُمكننا أن نضع أيديَنا عليها. ومن ثَم فإن المؤامرة تظلُّ عصيةً على الكشف إلى الأبد، لكن الأدلة القاطعة بعيدةُ المنال؛ أو بعبارةٍ أخرى الأدلة الحاسمة التي ستوقظ الجمهور وتقلب الموازين في نهاية الأمر، لم تُكتشف بعد. وسواءٌ تبيَّنت صحة هذه النظريات أو عدم صحتها، ستظلُّ في أعماقها أسئلةً تبحث عن إجابات".
ورغم التعريفات والاطروحات التي قدمها صاحب كتاب "عقول متشككة" لكن تبقى هذه النظرية غامضة وذات هوة سحيقة، وكذلك تاريخيًا متى ظهرت؟، وكيف ظهرت؟ وما هي اسبابها الكامنة وراءها على وجه الدقة واليقين، فهناك من يرفضها، وثمة من يصدّقها، وآخر من يقف موقف المتفرّج. بل وحتى الكاتب يقول في نهاية كتابه، أنا لا أريد منكم التصدق بنظرية المؤامرة أم بتكذيبها، فلربما أن كتابه هذا هو أيضًا عبارة عن مؤامرة.
يريد أن يقول إن نظرية المؤامرة غامضة، أو مشوهة، فلا نستطيع أن نكذبها من جهة، ولا نستطيع أن نصدقها من جهة أخرى، فالمصدق بها لديه أسباب وكذلك ميول، والذي يُريد تكذيبها، أيضا لديه مبررات وأسباب.
وفي خاتمة الكتاب المذكور قال: "نظريات المؤامرة تنسجمُ مع نقائصِ أدمغتنا. لكن هذا لا يجعل نظرياتِ المؤامرة منحرفةً أو فريدةً من الناحية السيكولوجية. بل على العكس تمامًا. فقد رأينا أن التحيُّزات والشذوذات نفسَها التي يُمكن أن تجعلنا نقتنعُ بإحدى نظريات المؤامرة تُشكِّلان تفكيرنا بطرقٍ شتَّى؛ بدءًا من الطريقةِ التي نرمي بها حجر النرد، ومرورًا بالطريقة التي نُفسِّر بها شِجارًا في حانة، ووصولًا إلى اختيارِ الطرفِ الذي نؤيِّده في صراعٍ محتدم بين دولتين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي