الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرابطة موقف وانجاز / الجزء الخامس

عقيل الواجدي

2022 / 5 / 8
الادب والفن


قراءة في الحراك الادبي لمدينة الناصرية
المتمثل برابطة الشعر والقصة 1995 -2001

لعل هذا المدخل يقودنا الى تفاصيل المشهد الثقافي في مدينة الناصرية ومؤكد ان لمطبوع ( الرابطة ) اثر في تأطير تفاصيل هذا المشهد فلقد كان لهذا المطبوع الثقافي ومنذ تأسيسها في العام 1998 عنوانا من عناوين التواصل والعناد الايجابي برغم الظروف الصعبة حيث عملت على الاستمرار في انشاء قاعدة صلبة لحركة ثقافية شابة تضفي على المشهد الثقافي في المدينة طابعه المتفاعل مما يعزز ويعطي مبررات الوجود الانساني للكاتب في استخدام كامل ادواته وهو يعلن عوامل هذا الوجود. وما يجعلنا نتفاعل مع هذه ( الرابطة ) هو ذلك الاصرار الذي تنكبت به هيأة تحريرها في سعيها الدائب نحو الاعلاء من سلطة الثقافة كبنية مغايرة يتحدد امامنا دور الادباء والمثقفين الشباب وهم يشكلون ملامح هذه البنية لتصبح بمثابة حركة جديدة يراد لها الاستمرار وان يصاحبها نزوع عند اصحابها في تحقيق الاسمى في الحياة الثقافية في المدينة وعلى صعيد القطر والارتفاع بمستوى العمل الثقافي ليكون هذا السمو شرط الابداع مثلما يكون الابداع هو الشرط العام الذي تخضع له كل الشروط، ومن هنا يتأكد لنا الدور الذي تتطلع اليه ( الرابطة ) باعتبارها بذرة فعل شبابي يظل هاجسه الابداع على الدوام.
ان طريق الابداع سواء اكان شعرا ام نثرا هو المقياس الذي على اساسه تتحدد أهمية الرابطة وهي تعمل في الحاضر والمستقبل. فمطبوع ( الرابطة ) قد عمل وعلى مدى سنوات عمل على مساعدة الادباء والشعراء الشباب وغير الشباب في نشر نتاجاتهم المختلفة وكانت مساحتها منطقة خصبة لتفاعل وتلاقح افكار الادباء فيما بينهم داخل المدينة وخارجها وكانت ايضا محطة نتعرف من خلالها على حركة الادب في عقد التسعينات وما وصلت اليه قدرات الادباء والشعراء الشباب في كتابة القصيدة الحديثة والقصة القصيرة، وساهمت في تفعيل المشهد الادبي من خلال اجراء المسابقات الدورية في الشعر والقصة القصيرة واصدرت اعدادا خاصة كرس بعضها للأدباء والفنانين في المدينة كما حصل مع الشاعر الراحل ( رشيد مجيد ومع الفنان المسرحي جاسم الصكر ) ويمكن ان نشير باهتمام الى اصدارها الاول ( صدى اللقاء ) والثاني ( رماد الالم ) وهما عبارة عن مجموعتين شعريتين اشترك فيهما مجموعة من الشعراء الشباب. وكذلك الاشارة الى اصدارها للمجموعة الشعرية ( الذكرى تشيخ ايضا ) للشاعر عباس ريسان. بقي علينا ان نقف احتراما لهيأة تحريرها المكونة من الادباء الشباب ( عقيل الواجدي، حسين مزهر الحصونة وعلي مكي ) ونقف ايضا للذين تخندقوا معهم في الجانب الاخر وهم: حيدر عبد الخضر، عامر عواد وعلي الشيال. فتحية لهم لانهم حاولوا ويحاولون ازالة الصدأ الذي ينشد البقاء.

إن( 1) المتصفح لأوراق الشعراء في مدينة الناصرية، والذين حُسبوا ضمن حيز شعراء العقد التسعيني، بسبب ظهورهم في تسعينيات القرن العشرين. يمكنه أن يشخص تمثلهم لظاهرة يشار اليها بالبنان، كونها رسخت أحد أهم الظواهر الحديثة في الشعر العربي، والتي تتمثل بتأصيل تجربة الشعر النثر في ساحة الشعر العراقي. متبنين هذا النوع الحديث كقاعدة عمل شكلت أطر مهمة في تجاربهم الشعرية، بما يقتني هذ الشعر من الدفع الايجابي بعيدا لقيود الشعر القديم، والأزاحات الواسعة التي دفعت به ليحوز على قدرات اهلته أن يحقق طموح وتطلعات الجيل الصاعد من شعراء العقد التسعيني وما بعده. يحملهم الهم الانساني، وتضمهم بوتقة المصير الواحد، في عصر عدّ من ابشع العصور الحديثة التي عاشتها التجربة العراقية، بين سلطة دكتاتورية قامعة، وحصار اقتصادي وثقافي، وارث ثقيل لحروب بلا معنى. متحرك ضمن انشطة بعض الروابط الشعرية والادبية، ودافعا لنتاجاته ضمن نشرات كانت تتناقلها الايدي، بعد طبعها على حساب الروابط الخاص، وبدعم بسيط من بعض بأعضاء لهم.
تبقى الناصرية علامة فارقة في كل ما يميزها عن سواها (الناصرية شعرة بيضاء في شارب التاريخ هذا التاريخ الذي غذته هذه المدينة المنتجة والمنجبة والمبدعة دوماً، مدينة المسرح ومدينة الطرب الاصيل ومدينة الهوى والنقاء، كيف لا وفيها ترعرع كبار الشعراء الذين اثروا الساحة العراقية بنتاجاتهم الشعرية المعبرة والتي حفظتها الاجيال على ظهر قلب ولازالت كلماتهم تردد الى اليوم، الناصرية، زامل سعيد فتاح، طالب القرغولي، الناصرية، مجيد جاسم الخيون الناصرية، محسن الخفاجي، ياسر البراك، علي عبد النبي الزيدي، عقيل الواجدي، علي الشيال، عزيز عبد الصاحب وآخرون ( 2)).
وقد حظي العديد من اعضاء الرابطة بتوثيق مسيرتهم الادبية - كونها تمثل رصيدا ادبيا وثقافيا تعتز به المدينة - من قبل اساتذة افاضل كما في كتاب ( سوق الشيوخ مسلة الشعر والانسان ) 2016 للكاتب الاديب حسن الشنون( 3)، وكتاب ( رعشات الحنين لبوابات السنين ) 2017 للأستاذ الاديب حسن عبدالغني الحمادي( 4).


( 1) الكاتب المسرحي والممثل عمار نعمة من مقال له ( شهادة عن قرب ).
( 2) جواد كاظم اسماعيل/ اعلامي وكاتب
( 3) حسن الشنون، مواليد سوق الشيوخ 1940، عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، عضو اتحاد الصحفيين العراقيين، عضو مؤسس في التجمع الثقافي في سوق الشيوخ، كاتب مسرحي وفي القصة والمقالات الأدبية والبحوث.
( 4) حسن عبدالغني الحمادي، مواليد الناصرية 1958، عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب، يكتب في الشعروالقصة والمقالة الادبية والنقد، له عدة إصدارات منها: وتر من قيثارة الألم 2011، همسات لمدينة العشق 2014، مازالت اوجاعي قائمة 2016، من يشتري الورد 2016 و رعشات الحنين لبوابات السنين 2017.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما