الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي أساسيات القوة؟

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)

2022 / 5 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


العالم يتغير، كل يوم، ربما بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، لكن القوة باقية حاضرة على الدوام. تطل القوة ، لكنها تتغير أيضًا ، كل يوم ، في أشكالها وتداعياتها. ومع ذلك، هناك أساسيات، لا مناص من الإلمام بها ومحاولة فهمها أو على الأقل التعرف عليها لإدراك التغيير الحاسم في لحظته الحاسمة. فبينما تريد الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي جلب "قوة أوروبا" وروسيا تستأنف حربها على أوكرانيا ، فإن مفعول القوة قد يكون حاسما. إن القدرة على المسايرة المستبصرة لمثل هذه الأحداث في عالم تستدعي وضع العمق والكثافة في فهم القوة الفاعلة، إن علنا أو في الخفاء.
إن "القوة" مفهوم متعدد الأوجه ومتطور ومعقد.

إن القوة متعددة الأوجه، لذا من الضروري التفريق بين :
- القوة العظمى،
- والقوة الناشئة أو في طور النشأة أو في طريقها لإعادة النشأة،
- والقوة القديمة.

إن القوة قابلة للتطوير، فقوة الأمس ليست قوة اليوم. وقوة اليوم ليست قوة الغد. وهذا له تداعيات وعواقب وخيمة سواء بالنسبة للمحللين وصناع القرار أو المستشارين.

إن مفهوم القوة مفهوم معقد. فالقوة ليست أبدا نتاج لا لعامل واحد، ولكن هي دائمًا نتاج لمزيج من العديد من العوامل التي قد تدخل، أو لا ، في عملية التآزر بينها.

وهنا تكمن صعوبة صناعة القرار وشعور الفاعلين السياسيين والقائمين على التنفيذ بالدوار والدوخة، لأن عليهم الالتزام بالتوجهات والموارد المحدودة خلال 5 أو 10 أو 20 سنة.

نعم، يتغير العالم، و القوة تتغير، فهل هناك معايير أساسية من الواجب التنبه لها دائمًا؟

هناك ثلاث أساسيات للقوة:
- الأرض، الوطن،
- النساء والرجال الذين ينتسبون إليها،
- الرغبة أو الإرادة أو الحلم

فهناك الأرض أو المجال الجغرافي المحدد ، كقاعدة دائمة لجمع الموارد وإنتاج السلع وإنجاز المشاريع وتهييئ الوسائل والأدوات لتحقيق وإنتاجها ومشروعها.

وهناك رجال ونساء ذلك الحيز الجغرافي، وليس الأهم عددهم – قلتهم أو كثرتهم – وإنما الأهم يكمن في الديناميكية الديموغرافية ، التي قد تكون تصاعدية ، راكدة أو متناقصة.

وأخيرًا ، الرغبة أو الإرادة أو الحلم ، لأنه لا قوة دون الرغبة الشديدة أو الإرادة الصلبة أو التمسك بالحلم. وأولئك الذين ليس لديهم هذا القلق يمكنهم أن يتوقعوا – بل من المؤكد - أن يصبحوا ألعوبة مرنة بين أيدي من هم مدفوعون بالرغبة في السلطة والقوة. علما أن أولئك الذين لديهم تلك الرغبة، أو تلك الإرادة أو المتمسكين بذلك الحلم، لا ينجحون دائمًا في مسعاهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال