الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصيدلي المتشدد والعمل الإرهابي في سيناء

مجدي مهني أمين

2022 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


- هل ينتمي الصيدلي على أبو سعدة، الذي صفع السيدة نيفين صبحي يوم الخميس 21 أبريل 2022، للمجموعة التي قامت بالعمل الإرهابي في سيناء؟

الإجابة هي "أنه نعم ينتمي"، وهنا قد يثور الصيدلي أبو سعدة على هذا التصنيف، ولسان حاله يقول:
- أنا آخري صفعة صفعتين لهذه السيدة أو تلك، ولكن الأمر لا يصل بي للانتماء لتنظيم يهاجم الجيش المصري.

وكأن لسان حاله يقول انه "إرهابي على صغيَّر"، بل أنه عندما وجد مقاومة من نيفين وإصرار على مواجهته في ساحات القضاء، أسرع في طلب المصالحة، فلسان حاله يقول:
- أين أنا من الإرهابيين الكبار؟

وقد يكون كل هذا صحيح، ولكن تبقى علاقة ما تربط الصيدلي بالإرهاب؛ فالصيدلي يكتفي الآن بدوره في نقابة الصيادلة وقد يتطلع في دولة الإرهاب لدور أكبر، ولكن العلاقة الراسخة الأكثر قوة هي أن الصيدلي يمثل طليعة الشعب الذي يريده الإرهابيون، شعب اللون الواحد، هذا اللون الذي يثير الرعب فيمن حوله كي يكون الجميع على شاكلته، أو أن يكونوا موضع اضطهاد. وقتها يكون الصيدلي أكثر ارتياحا يصفع من يشاء وتدعمه أجهزة الإرهاب، بل قد تضيف من عندها المزيد من الصفعات تقربا لمعتقداتها المتشددة.

- ولكن الفضيلة يا سادة مش في المظهر، الفضيلة في الجوهر، تلك التي تُرْوى بالسهر على، وتتحقق بالمثل والعمل الصالح، فالفضيلة جهاد مع النفس، نكسب فيه الجولة مرات، ونفشل مرات إلى أن نتمكن منها وتصبح جزء أصيلا من تكويننا. إنها مسيرة نضج تستغرق كل حياتنا.
فعلي مر العصور، لم تكن الدولة الدينية هي دولة الشعب الفاضل، كل الدول التي تُحْكَم، أو لا تُحْكَم، بالدين بها الصالح والطالح، بل أن المواطنين في الدول التي تُحْكم بالدين كثيرا ما يلجأون للتدين السطحي الشكلي، وهو ما يزيد المظهرية بَلَّة، على حساب الرحمة، والتقوى، والإنسانية، والسلام مع النفس.

وبالطبع هذا كلام فلسفي، لا يغني ولا يسمن من جوع، فالجوهر ليس غاية الصيدلي ولا غايتهم. الفضيلة ليست الهدف، ولكن الهدف يكمن في المظهر الموحد الذي يعبر عن سطوة النظام المتشدد، ولسان حالهم يقول:

- توقف يا أخي عن المزيد في وصف صورتك المثالية على حساب صورتنا العملية، فهل ترى في أدواتنا للوصول للحُكْم أية رحمة، أو تقوى، أو إنسانية؟
- في الحقيقة لا، ولكن الرحمة والتقوى والإنسانية، والسلام مع النفس، هم الأدوات الحقيقية لبناء الحضارة الإنسانية.
- وهل ترى مشروعنا حريض على فكرة الحضارة الإنسانية؟
- صحيح، لا أرى، فمشروعكم يتسم بالعنف، والعنف مدعاة لتدمير الحضارة الإنسانية برمتها.

نعم، الصيدلي فعليا متهم بصفع نيفين صبحي، بما يمثل اعتداء على كرامتها الإنسانية، كما أنه معنويا ينتمي لفكر يؤمن بالعنف يسعى نحو وطن متشدد يكون فيه، هو ومن معه، ترس صغير في عجلة كبيرة تجتث الأخضر واليابس من أمامها.
يستغيث الكثيرون بالرئيس، ولكن الغوث الحقيقي يتمثل في إصلاح الخطاب الديني، و مراجعة مناهج التعليم النظامي، ومناهج الأزهر حتى لا تُخْرِج لنا مناهجه أمثال الصيدلي أبو سعدة.

كما أن الأمر يتطلب أيضا محاسبة أصحاب الهوى المتشدد من المسئولين ورجال الشرطة. فهؤلاء جميعهم طابور خامس يدعم الإرهابين في مشروعهم دون أن يدعم الوطن.. هنا أتذكر عبارة "أحمد زكي" في فيلمه العظيم "ضد الحكومة"،
- كلنا فاسدون لا أستثني أحد.

نعم كلنا؛ بالصمت، أو التواطؤ، أو الكراهية، أو النبذ، أو العنف، أو الأعمال الإرهابية التمهيدية الصغيرة كتلك التي قام بها الصيدلي، ولا نملك إلا الانحناء احتراما "لنيفين صبحي" التي وقفت في وجه "الإرهاب الصغير" وجعلته يهرول طالبا الصفح والغفران، ونكرر أن الأمر يتطلب من الصيدلي "مراجعة" ولا يقف عند مستوى "إعتذار". يتطلب مراجعة من كافة الأطراف المعنية كي تتطهر فعلا، كي نبني معا وطنا مسالما قويا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر