الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثروة المجهولة في الصحراء العراقية

جونا صبحي جميل

2022 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


عند الحديث عن ثروات العراق يخطر على بالنا النفط والغاز، فأول معادلة صورية نتخيلها في اذهاننا هي شعلة المصافي وانابيب النفط، وهذا منطقي لأن العراق المصدر الرابع للنفط عالميا فضلاً عن امتلاكه الاحتياط النفطي الخامس والسابع للغاز عالمياً، بعيدا عن النفط والغاز دائما نسمع عن الثروات الكبيرة التي يتمتع بها العراق في مجال المياة والزراعة والموقع الجغرافي المتميز. هنا الى جانب هذه الثروات في العراق، نتسائل عن ماهية الثروة المجهولة في العراق وهي "الصحراء"والتي توجد في اكثر من نصف مساحتها وغير مستغلة الى وقتنا الحاضر من خلال عدة تساؤلات:-
- اين تقبع المناطق الصحراوية في العراق؟
-ماهي الثروات التي توجد في الصحراء العراقية؟
- كيف يمكن الاستفادة من الثروات التي توجد في الصحراء العراقية؟
تغطي الصحراء الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية من العراق، وهي تتكون من تلال من الحجر الجيري والكثبان الرملية التي تمتد إلى داخل بادية سورية والأردن وصحراء المملكة العربية السعودية، وتنتشر في هذه الصحراء الأودية الجافة التي تمتلئ بالمياه بعد سقوط الأمطار. هنا نتحدث عن اماكن غير متوقعة للثروات في العراق وهي الصحراء، إذ تشكل نسبة (60%) من مساحة العراق، مما يعني عمليا ان (40%) من الذين يعيشون في العراق حالياً تعمل وتزرع فقط بهذه النسبة بالمقابل تجاهل ثروة الصحراء، في حين يمكن الاستفادة من هذه الثروة في الصحراء العراقية التي ينسب اليها كونها مجرد مساحات مهملة بفقر الموارد اي "صحراء"، هنا يجب الاخذ بنظر الاعتبار الموراد في الصحراء إذ تم اكتشاف مناجم في العراق تحوي كميات كبيرة من الكاولين الأبيض التي يستخرج منها مادة الالمنيوم عالي النقاوة ضمن محافظة الانبار القريبة من الحدود العراقية – السعودية، كذلك احتياط رمال السيليكا في صحراء النجف (220) مليون متر مكعب صالح لصنع الزجاج، و(385) مليون متر مكعب صالح لصناعة الزجاج الملون، كذلك في محافظة الأنبار احتياط (330) مليون متر مكعب، وبالكبريت يقدر احتياطها العالمي حوالي (600) مليون طن، والعراق وحده يمتلك (360) مليون طن من الكبريت الموجود في العالم، اي انه (60%) من الكبريت الموجود في العالم نجدها في العراق، وفي صحراء جنوب غرب الرمادي يقدر احتياطي الحديد تحت الارض بنحو (60) مليون طن، اي (15000) مرة بقدر حديد التسليح الذي استخدم لبناء برج خليفة في دبي، كما صنف العراق في المرتبة ثانياً عالميا من الدول التي تمتلك اكبر احتياطيات الفوسفات في العالم، ورمال الفلدسبار في محافظة النجف ضمن طبقات الرملية ويقدر احتياط البلاد نحو (2,3) مليون طن، والذي يدخل في صناعة الرخام والزجاج والطلاء واستخدامات اخرى.
امام هذه الثروات المجهولة في الصحراء العراقية، يمكننا الاستفادة منها في الزراعة خصوصا الحنطة والنخيل وغيرها، إذا نحتاج زراعة فقط ثلث مساحة صحراء النجف لتغطية حاجة (18) محافظة عراقية من القمح خلال نصب المرشات الزراعية، اما زراعة زهرة عباد الشمس فهي تزرع في المناطق الصحراوية وبالتالي من الممكن صناعة الزيت بشكل كامل وعدم استيراده من الخارج، علاوة على استثمار الصحراء للصناعات وانشاء محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بسبب وجود الشمس باغلب ايام السنة تقريبا (300) يوماً في السنة، كذلك من المفيد انشاء مصانع تعتمد على الموراد الاولية الموجودة في الصحراء بالقرب من هذه الموراد، وبالتالي سنتجنب تكاليف النقل وفي نفس الوقت من الممكن استثمار المساحات الشاسعة، فاذا ما اقيمت الزراعة والصناعة ستوفر فرص لانتاج مشاريع سكنية كبيرة ومناطق تجارية حرة، وهذه الصحاري تتمتع بوجود حيوانات وطيور نادرة، بالتالي من الممكن انشاء محميات طبيعية لكثير من انواع الحيوانات الامر الذي سيشجع سياحة السفاري، الفكرة هنا انه حتى الصحراء التي نرمز لها هي مكان للفقر من الممكن ان تكون ثروة تغيير الاوضاع في العراق اذا ما استغلت بشكل مناسب، فالمشكلة في العراق ليس افتقارنا الى الموراد وانما في كيفية استثمارها وتوظيفها بشكل صحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس