الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضحكوا مع المؤمنين بالله:

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2022 / 5 / 12
كتابات ساخرة


اضحكوا مع المؤمنين بالله:
نوادر المؤمنين بـ"الله" المزعوم والمفترض وتناقضاتهم كثيرة جداً ومضحكة، ولا يدركها المؤمن، في أحيان كثيرة، ويتصرف معها على سجيته ودونما أي تدقيق...والسؤال الأول قبل الولوج بصلب الموضوع، ولتقريب الفكرة قليلاً، ما تراك فاعل بمن يقتل أعز الناس لديك أمك، أو أباك، أو أخاك، وابنك أو جاراً وقريباً أو صديقاً حميماً؟
والطامة الكبرى وثالثة الاثافي، وأحسن الأشياء عندما المؤمن يذهب في جنازة أو إلى القبر ليشارك بمراسم دفن لقريب أو عزيز أو صديق وجار، كان قد قضى لسبب ما، وهنا يتوجب عليه ان يشكر ربه "ما غيره" مع الجموع ويحمده على ما فعله بتلك الضحية المسكينة التي قد تكون طفلاً أو فتاة بريئة بريعان الشباب أو فتى صغيراً أو رب أسرة كادح فقير منتوف يعيل "كوم لحم" وذرية من القصّار، وقد قعت آلة ضخمة عليه، ليحرمهم هذا الإله من معيلهم بجرة قلم دونما رحمة وشفقة، وعليهم، في طقوس وبروتوكولات الدفن، والعزاء، أن يبتهلوا له لأنه قصف أعمار هؤلاء قصفاً إما دهساً بحادث سيارة أو بمرض عضال لا براء منه كالسرطان أو بالكورونا أو قهراً من الفقر والظلم والحرمان أو بمصيبة، أخرى، ما.
لا، والأحلى، من ذلك كله، انهم على القبر وخاصة رجل الدين، يطلبون لجثة الميت الملقـّح أمامهم الرحمة والمغفرة من هذا الإله الذي فعل الأفاعيل بميـّتهم قبل ان يرسل له ملك الموت المتخصص بقصف الأعمار المدعو عزرائيل (وللعلم، والمصادفة، هو عبراني الجنسية ولا يتكلم العربية)، ليقبض على روحه متسببا له ولأسرته بكل هذه المآسي والمعاناة والآلام...لا افهم كيف يفكر المؤمن فكيف لإله تسبب بكل ذلك للمريض او الضحية ان يكون رؤوفا ورحيما معه؟ وفي العزاء لا بتورعون عن القول الله يرحمه برحمته في نفس الوقت الذي يكون هذا الله قد كسر جمحمته بحادث اليم او حرقه بالكهربا او اغرقه بقارب وهو فار من مضارب احد الطغاة...ولماذا لا يجوز مثلا ان نشكر في هذه الحالة، وعلى نفس المنوال، الطغاة والقتلة والجزارين بالتاريخ الذين تسببوا بوفاة ملايين الناس؟ لماذا فقط يجب ان نشكر الله الذي يعترف بكتبه بانه هو من يحيي ويميت الناس وهو المسؤول المباشر عن قبض الأرواح وكل ما يحصل للبشر عبر آلية القضاء والقدر وما شاء فعل؟ ويقولون لك مبررين عن تلك المآسي التي يصح وصفها بالجرائم الربانية بحق البشر لو كان فعلاً هو فاعلها، إن الله قد "أخذ أمانته التي استودعها لديك" وليس لك حق الاعتراض والشكوى، وأحياناً يعتبرون الحزن والبكاء اعتراضاً على حكمة وقضاء الله وقدره ومشيئته...
اعرف، والتقيت، بعض الأمهات البسيطات المسكينات، ممن ثكلن بأكثر من ابن واحد، ربما اثنان، أو ثلاثة قضوا لأسباب مختلفة، ثم يشكرن ربهن على هذه الكارثة التي ألمـّت بهن، وبعائلتهن، ومن هؤلاء الشبان ممن كان عريساً في شهر عسله، أو ممن لديه طفلان صغيران لا زالا في مرحلة الرضاعة، وتقول لك بكل بساطة : "الله أعطى والله أخد" وهي تشكر الله على فعلته الشنعاء بحق هؤلاء الأبناء...
(ما شغلة بتضحك عن جد؟ وشو الحل برأيكم مع الله؟)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما