الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية المشرقية: تأملات في الكمائن والتلاقي والضد النوعي.

مظهر محمد صالح

2022 / 5 / 13
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ا- تمهيد : تبقى الكمائن هي سلوك في تربص البعض للبعض وواحدة من اخطر مظاهر بناء الديمقراطيات المشرقية المتعثرة.
وان اخطر الكمائن هي التي يكون فيها الانسان عدو نفسه حقاً .فعندما تتربص النفس الباغية صوب العقل سيحصل الهجوم المفاجيء من عدو ذاتي داخل النفس وهو في وضع خفي ليطلق طلقة الاحباط والياس. فحصانة النفس من الانغماس بالباطل تقي شرور التصرفات من ان تتحرر من مكامنها نحو غايات ملمسها هو الخذلان . واكبر الكمائن النفسية قوة هي عندما تستريح التصرفات البشرية على زهو الباطل والفخر الكاذب واللهاث وراء سطوح المطامع،عندها تنكشف التصرفات العقلية ويبان من ينزع عنها سلاح الدفاع عن النفس بقوة النفس السالبة ذاتها. وبهذا فان اخطر سلالم التسلق والصعود هي عندما تكون الادراج في وضع افقي ليمارس عليها التسلق نحو المجهول، فعندها ستفعل فواعل الخذلان فعلها في الكمائن النفسية وتكون اقوى مَن يفاجئ الانسان نفسه بالاحباط والتراجع الى اللاشيء .
2-يطالعنا المفكر السياسي العراقي حسين العادلي بكلمات هي اقرب الى (بارومتر )فحص السلوك الديمقراطي المشرقي الشديد القبلية في درجة تربص البعض للبعض ولاسيما في النوع السياسي المتقارب في القبلية والاثنية والدين والطائفة مقارنة بالضد السياسي النوعي المقابل ليحل محل التنافس الديمقراطي الحر قائلاً:
• كَمِين (الذّلة) الطَمع. (إزهد)، تزدهر لديك الفِطنَة.

• الغَفْلة (أمّ) الكَمائن، الغَفْلَة نوم الحَذَر!!

• كَمِين الجَهل (الإستغناء)، كَمِين العِلم (الخُيَلاء). كَمِين النَّفس (الجَزع)، كَمِين الغَرائز (الجَشع).

• كَمِين العَامَّة (الشِّعار)، كَمِين الخَاصّة (الإمتياز)،.. والمصيَدة (الأيديولوجيا).

• بثلاثة، (تكثُر)الكَمائن: الحَرب، السّياسة، والتجارة.

• كَمِين القيادة (الغُرور)، وكَمِين الغُرور (التَعَاظُم)، وكَمِين التَعَاظُم (الزهْو).

• إذا كان (القائد) خَبير كَمائن، نجت الدولة من مَصَائِد الأعداء.
• إن غدت (السّياسة) حَقل كَمائن، تطاول الشك، وازدهرت المؤامرة وفشلت الدولة.
3-وبهذا فان اصعب التجانسات السياسية هي داخل الطيف الديني او المذهبي او القومي الواحد واسهلها تجانسا عندما تقسم المصالح السياسية بين المشارب ذات النوع المكوناتي السياسي الضد ، حيث يعود التصلب في درجات الانسجام من عدمها الى عقدة السيادة او التفرد في الزعامة القبلية احيانا والروحانية احياناً اخرى او الاثنين معا في المعادلة المجتمعية المشرقية العربية على وجه الخصوص . فالتوازن بين القبائل السياسية المنفصلة في المعتقدات والاصول لبلوغ التفاهمات في ادرة اللعبة السياسية وادارة توازناتها في الديمقراطية الشرقية هي اكثر يسراً من التفاهمات الذاتية التي يتزعمها نوع ديني او مذهبي او قومي واحد متصلب معتقدياً …. لذا فهي واحدة من اخطر مشكلات ممارسة الحياة الديمقراطية بعقدها الشرقية وسيادة قيم ما قبل الدولة .فعندما تتغلب المعتقدية وعقدة التفوق والجذر القبلي على التنافس الديمقراطي فانها ستوفر ،مجتمعةً ،سيكولوجيا سياسية هي ( التَسيُد الروحي او الاصولي )على النوع العرقي او المذهبي او القومي الواحد نفسه دون تنازل ! وبهذا تبقى الديمقراطية المشرقية بحاجة ماسة الى ممارسات طويلة وتطبيقات عميقة داخل افرع الشجرة المذهبية او القومية السياسية الواحدة حتى تتخلى عن هيراركياتها الاحادية الموروثة في الفردانية قبل ولوج المجتمع الديمقراطي التعددي وتوازناته وقبل قبول الاخر من الضد السياسي النوعي .
4- يتناول المفكر السياسي العراقي ابراهيم العبادي في حواراته في تحليل الديمقراطية المشرقية بالقول:
(الحياة السياسية المشرقية لاسيما العربية منها ،مليئة باشواك التزعم والبطولة والسيادة والفردية والتاريخ المجيد ،بعدها تصاب الاحزاب بالتشظي والانقسام وصعوبة التلاقي لانها تمارس السياسية بمعايير الصواب والخطا والتقابل الفكري والسياسي الضدي .
انها محنة مجتمعات السياق القبلي الديني ).
5- بذلك تبقى الديمقراطية المشرقية تتعاطى في سلوكها السياسي في مسألتي الغنيمة والغلبة ( المحاصصة) كاسلوب لجفاف الحياة المجتمعية وكانها تحاكي المجتمع وسط جفاف الصحراء واتربة الاستبداد المشرقي في تطبيقاتها للمسالة الديمقراطية التي يزداد تفككها مع عواصف صحارينا التي لاترحم …وتبقى اجمل الكنايات السياسية التي ساقها المفكر السياسي حسين العادلي في تفسير اهمية (الحضن ) بمعنى حضن الدولة -الامة .قائلا:

• حُضن الوطن كحُضن الأُمّ، لا (يخونه) سوى اللَّقِيط.

• الحقيقة حُضن الصِّدق، الأمانة حُضن الشَّرف، وبالصّدق والشَّرف (تَعرِف) النَسَب والنِسبة والتَناسب.

• الحُضن انتِماء، (يخلَعه) ثلاثة: العَاقّ، الظالِم، والمَاجِن.

• (تحتاج) الحُضن عند البَرد والغربة والأسف، الحُضن وطن!!

• الأيديولوجية حُضن (الهَيمَنة)، والهَيمَنة حُضن (الإستبداد).

• الدولة حُضن (السّلطة)، السّلطة حُضن (القانون)، القانون حُضن العدل والمسؤولية والإلزام.

• الشعوب القَاصِرة تحتاج (دار حَضانة).

• حُضن (السّلطة) دافِئ دوماً، حُضن السّلطة رِيش نَعَام!!

6- ختاماً، يبقى الحضن او المحيط في عالميّ الطبيعة و المجتمع شرط الضرورة لنشأة الأشياء والحياة واستدامتها ، فاي ظاهرة دون محيط او حضن ستفقد شرط كينونتها واستمرار بقائها . ويبقى المحيط ونوعيته وصلابته وتبدلاته وتكيفه هو السبب الذي يمنح الاشياء هويتها وتشكيلاتها ووظائفها بالنوع والتطور . فالتفاعلات (كمتغيرات داخلية endogenous )لا تتحرك الا عندما تتلقى اشارة من المحيط او الحضن وهو (المتغير الخارجي exogenous )كرحم الام … فالبيضه التي تتحول الى كائن حي لاتحصل على تفاعلاتها الداخلية الحياتية المكتملة الا بفعل حرارة المحيط الخارجي وهو الاحتضان الدافئ. فعندما يفقد الحضن حرارته تموت الحياة داخل البيضة.انه مثال ينطبق على الشواهد والظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحياتية كافة من الاسرة الى الدولة.
فالحضن الصالح للدولة يولد تطورات لنتائج صالحة في رفاهية وازدهار الحياة ، و باختفاء الحضن تنفلت الاشياء وتضطرب التصورات وتضمر الحياة خارج مرتسماتها في التطور والصيرورة المستمرة .
(( انتهى))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد


.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض




.. Britain & Arabs - To Your Left: Palestine | الاستعمار الكلاس


.. الفصائل الفلسطينية تسيطر على طائرة مسيرة إسرائيلية بخان يونس




.. مسيرة في نيويورك لدعم غزة والشرطة الأمريكية تعتقل المتظاهرين