الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رابطة الشعر العربي ومنشورها العلني / للكاتب علي عبدالنبي الزيدي

عقيل الواجدي

2022 / 5 / 13
الادب والفن


رابطة الشعر العربي ومنشورها العلني
علي عبد النبي الزيدي( 1)

سنوات العقد التسعيني عصيبة بآلامها وخوفها ووجعها وقلقها وانتظارات الخلاص فيها والتي كانت هي الأمل أو الحلم بتغيير سلطة الموت، انتظارات أخذت أعمارنا ونحن ننظر الى نهاية الشارع علَّ شمعة تشعل في نهاية النفق، أو تغييراً ما سيحدث لا نعرفه شكله أو حتى ملامحه! تلك السنوات الدموية التي يعيش فيها الأغلب على حافة البئر، لم يكن من السهل العيش في وسطها حرائقها على الإطلاق وتحافظ على حياتك خاصة وأن ظلك راح هو الآخر يراقب تحركاتك ويحسب عليك كلماتك وأنفاسك أو هكذا يتخيّل الناس بعد أن هيمَ الخوف بشكل واسع، هي سنواتُ المحنة بتفاصيلها المرّة بعد حربين كارثيتين قتلت كل الأحلام وأطفأت جذوة الأمل في دواخلنا، وقد كانت (الكلمة الشجاعة) فيها كانت شحيحة وأعني هنا (الموقف)، خاصة وأن النظام الدكتاتوري آنذاك قد أحكمَ السيطرة الأمنية بشكل بشع ودون رحمة على الحياة في الداخل العراقي، لذلك راح النتاج الأدبي يجرّب بآليات جديدة يمكن لها أن تكون حاضرة في المشهد الثقافي وأيضا تمتلك الجرأة وتسجّل موقفها الإنساني ورفضها للنظام القمعي بالكلمة على أقل إيمان، وتمرُّ من بين يدي الرقيب الأمني الذي يمتلك القدرة والسلطة باتهامك على الكلمة الواحدة والأدلة بهذا الجانب لا تعد،! وهكذا نجد تجربة (رابطة الشعر العربي) في مدينة الناصرية واحدة من تلك التجارب الشبابية المهمة والمؤثرة التي يفترض التوقف أمامها ودراستها خاصة وأن مجموعة من الشباب المثقف والواعي يقف وراءها عُرف بتوجهه المُضاد لتلك السلطة والمعروف أيضاً توجههم الفكري بالنسبة لنا على أقل تقدير وقد بنينا جسور من الثقة المتبادلة على مدى سنوات وبات الأمل يوحِّدنا بتغيير نظام الموت آنذاك، ومن تلك الآليات التي اشتغلوا عليها، هو تفكيرهم بإصدار منشور (سري - علني) في نفس الوقت رغم العقبات الأمنية والمالية إزاء هذا المنشور الذي يبدو مغامرة ربما لم يحسبوا حسابها بدقة مع نظام يستفز من هذه التحركات (المكتوبة) خارج مؤسساته الثقافية المعروفة، وأنا –هنا- أميل لتسميته بالمنشور لأنه أقرب للسياسي بطريقة طبعه ومادته وتوزيعه رغم طابعه الأدبي (شعر، قصة، مقال، دراسة،) في تلك المدّة حالكة الظلمة مع نظامٍ لا يسمح على الإطلاق بأيِّ اصدارٍ دون أن يمرَّ بموافقات أمنية على اعتبار ان هذا المنشور سيوّزع على شرائح مختلفة من المجتمع ولا يملك صفة رسمية من وزارة وما شابه ذلك سوى صفة معنوية من جهة شبابية غير معنية بالأدب أو الفن إلا بحدود قليلة، وهكذا فعلا بدأ هذا المنشور بالإصدار كلما سمحت الظروف المادية لهؤلاء الشباب، ويتم توزيعه بشكل علني في المقاهي والتجمعات الأدبية والفنية، ولكنك مباشرة ستجد في متن المنشور شحنات من الغضب والرفض لنظام أكل يابس العراق وأخضره خاصة وأن فترة التسعينيات كان الأكثر قسوة كما أرى، حيث الناس تعيش الجوع والعوز والفاقة بشكل كبير، وهو ايضا هذا العقد عاش ردود افعال السلطة على ما حدث بعد انتفاضة عام 1991 وسقوط محافظات الوسط والجنوب بالكامل وقد جُوبهت تلك المحافظات بمختلف الاسلحة الفتاكة من مدفعية ودبابات وأسلحة متوسطة وخفيفة إضافة الى استخدام الطائرات المروحية بقمع الجميع دون استثناء، وأخذ يُنظر لهذه المدن بكونها ضد النظام تماما ووضع محافظة ذي قار كلها مثلاً في قائمة النظام السوداء. وبدأ التعامل وفق هذا السياق حتى سقوط النظام عام 2003، فقد عَرف النظام أن شبابها رافض للدكتاتور واتباعه ولابدَّ من ممارسة شتّى أنواع القتل والاعتقالات على أيّةِ تهمةٍ كانت أو بدونها، لذلك وجود هذا المنشور وتوزيعه وقراءة المُضمر في النتاج الأدبي المطبوع لم يكن أمراً صعب اكتشافه من قبل اجهزة النظام وهي تستعين ببعض الأدباء في هذا المجال للتفسير والتحليل بحسب علمنا، وأعني هنا بالأدباء ممن ينتمون للبعث والنظام وهنا تكمن خطورة تحليل هذا المنشور من وجهة نظرهم! ولكنها المغامرة النبيلة لهؤلاء الشباب كانت هي الحافز الكبير لهم، والذين كانوا يضعون أسماءهم الصريحة في صفحات منشور الرابطة بشكل علني ودون اسماء حركية على النقيض تماما من قوى المعارضة التي تعيش في خارج العراق وقد كان الأغلب منهم ينشر بأسماء مستعارة رغم بعده عن الدكتاتور والوطن، ولكنهم كما يبدو لي كانوا يخافون من ظلّهم وعندما جاءوا ما بعد 2003 تحوّلوا الى أبطال وأحزاب معارضة وسواها وتعاملوا مع المواطنين الذي يعيشون في الداخل بكونهم خونة وعملاء! وهذه التُهم أيضاً وجهت لكل الأدباء من قبل سلطة ما بعد الاحتلال.
تجربة رابطة الشعر العربي في مدينة الناصرية التي ظهرت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي فيها اصرار غريب من نوعه من قبل أولئك الشباب الذين تجد في أغلب شعرهم وقصصهم (قصدية) أن تكون معارضاً للسلطة بأدبك وما تحمله من وعي أمام ما يحدث من جحيم يومي واعتقالات وتهميش وتجويع وتخويف، وهو موقف كنّا نشعر به تماما ونحن نقرأ منشورهم العلني، ونشير الى مواضع مهمة في تجربتهم الابداعية هنا وهناك ونتفحص القصدي منه وهو الأغلب، وصار صوتهم الأدبي على قدر كبير من الحضور في المشهد الثقافي في محافظة ذي قار فهم الجيل الذي برز مطلع التسعينيات بصمت ولكنهم سرعان ما أخذوا يسجلون حضورهم في المشهد الناصرية الثقافي، وهو جيلٌ مختلف والأكثر غضباً واحتداماً ومشاكسة، وقد استقطبوا الكثير من الأصوات الأدبية الشابة التي أخذت تسير في نفس الطريق الرافض للسلطة، أو تأثروا بخطواتهم ومواقفهم فأصبحوا جزءً من هذا المشروع التنويري. المثير في الأمر أن سؤالاً جوهرياً يجب أن يُسأل الآن بعد مضي اكثر من 25 عاماً على تأسيس هذه الرابطة وتوقفها ما بعد الاحتلال هو: لماذا هذا الاصرار من قبل الأدباء الشباب بتأسيس الرابطة؟ واصدار هذا المنشور نصف الشهري تقريباً؟ ربما الإجابة تحتاج مني وأنا القريب من تلك الأصوات الأدبية والمراقب لتحركاتهم، والمناقش باستمرار لأفكارهم ومعارضتهم للنظام آنذاك أن أكون دقيقاً لكوني أكتب شهادة تاريخية في عصر مضطرب نعيشه الآن ضاع فيه الحابل بالنابل وضاعت معه الحقيقة وسط أصوات تدّعي البطولة والمواقف وسواها. الجواب، ان وجود هذه الرابطة يتيح لهم ان يتواجدوا في مكان هو أشبه بالاجتماع (السري - العلني) الاسبوعي للتداول في آليات تحرّكهم الشعري، وكيف ممكن أن يكونوا فاعلين في ثقافة هذه المدينة، بالرغم وجود اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة وهو الاتحاد الرسمي بالتأكيد، ويمكن أن يكون هو المكان الخصب لكل ادباء المحافظة وبمختلف اعمارهم، وهو حاضر بقوة في المشهد الثقافي ولم يكن هؤلاء الشباب قد انتموا إليه بعد بسبب أن تجربتهم ما زالت في أول الطريق كما يزعم الاتحاد بالتأكيد في وقتها، وهذا المكان، أي الرابطة، أيضاً فيه يتم تداول الشعر وآخر كتاباتهم بشكل خاص ومناقشتها فيما بينهم. أما إصرارهم على إصدار (المنشور) ومن جيوبهم الخاصة دون خوف أو تردد، هو كما أراه لتسجيل موقفهم من تلك المرحلة الصعبة ونظامها القمعي رغم الطابع (المُضمر) لنتاجهم الابداعي الذي لا يُخفى على القارئ من الأدباء والفنانين وسواهم، وكأنهم ينظرون الى الأفق البعيد ونهاية النفق وسقوط النظام في آخر المشوار وتحوّل هذا المنشور فيما بعد الى دليل مادي على تلك المواقف النبيلة والشجاعة. ومن هنا تأتي هذه الشهادة التي أكتبها اليوم بحق هذه الرابطة لكوني شاهد عيانٍ على ما حدث فعلاً في تلك المدة الحرجة والمظلمة والدقيقة جداً في حياة الناس خاصة في الجنوب، وما يعنيني فعلاً هو (قصدية) أن تكون معارضاً فعلاً بالكلمة، وتكرس حياتك لهذا المشروع غير عابئ بالنتائج التي يعرفها الجميع ممن عاش جبروت نظام البعث الدكتاتوري ونظامه الأمني الذي تتحوّل فيه الى خائن للثورة والحزب بلمح البصر بتهمة أو من دون تهمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) علي عبد النبي الزيدي
– مواليد العراق – الناصرية 1965
– عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين – بكالوريوس فنون مسرحية – جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة
النتاج الروائي: 1-رواية بطن صالحه 2-رواية تحوير روايات مخطوطة 1-هي التي رأت 2-رواية خبال.
النتاجات المسرحية
1- ( ثامن أيام الأسبوع ) 2001/ 2- ( عودة الرجل الذي لم يغب ) 2005/ 3- ( عرض بالعربي ) 2011/ 4- كتاب جمرات ( مشترك ) 2011/ 5- مختارات من المسرح العراقي ( كتاب مشترك مترجم للانكليزية ) 2011 / 6- كتاب ( الالهيات ) 2014/ 7- كتاب مشترك يحمل عنوان ( عناء الماس ) مع مجموعة من كتاب المسرح العراقي 2015.

2- 1- سيمياء الموازيات النصية في الرواية العراقية المعاصرة رواية بطن صالحة نموذجا، للدكتور الباحث ضياء غني العبودي. 2-قراءة في رحم رواية ( بطن صالحه )*لـ علي عبد النبي الزيدي … للناقد جاسم الصافي 3-رواية (بطن صالحه) قيامة الخبل المتوارث وخط دوران رحى الجماجم … للروائي والناقد محمد حريب والعديد من البحوث والدراسات

الجوائز التالية في التأليف المسرحي والروائي: 1- جائزة مجلة الأقلام العراقية الأولى للتأليف المسرحي عن مسرحية ( الذي يأتي ) عام 1993 2- جائزة ( يوسف العاني للتأليف المسرحي ) الثانية عام 1996 عن مسرحية ( قمامة ) 3- جائزة ( أفضل نص مسرحي ) في مهرجان البصرة المسرحي عن مسرحية ( كوميديا الأيام السبعة ) عام 1996 4- جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية ( ثامن أيام الأسبوع ) في مهرجان منتدى المسرح في البصرة عام 1998 5- الجائزة التقديرية في مسابقة الشارقة للإبداع العربي عام 1999 6- الجائزة الأولى في مسابقة ( حامد خضر للتأليف المسرحي ) عام 2000 عن مسرحية ( ما كان الآن من أمر السندباد ) 7- جائزة أفضل عمل متكامل عن مسرحية ( ثامن أيام الأسبوع ) إخراج الدكتور فيصل عبد عودة – في دولة اليمن 2004 8- جائزة ( الجيل الواعي ) عن مسرحية ( مطر صيف ) في دولة الكويت عام 2005 9- جائزة درع الإبداع ( الأولى ) عن مسرحية ( ثامن أيام الأسبوع ) مهرجان الجامعات العربية إخراج الدكتور فيصل عبد عوده في جمهورية مصر 2007 10- جائزة جريدة المدى العراقية عن نص مسرحية ( يبوووي ) عام 2007 11- الجائزة الاولى في مهرجان البصرة السينمائي عام 2008 عن فلمه ( دكان الثقافة ) 12- الجائزة الاولى في مسابقة الدكتور ( عون الخشلوك ) الابداعية عام 2008 عن نص مسرحية ( لعنة عنترة ) 13-جائزة دبي للرواية العربية عن رواية ( بطن صالحه) 14- جائزة الابداع العراقي في مهرجان التربيات في كركوك عام 2010 15-جائزة افضل نص مسرحي في مهرجان التربيات عن نصه ( ابن الخايبه ) عام 2011 16- جائزة افضل عمل متكامل وجائزة افضل مخرج وممثل ومممثلة في مهرجان طقوس المسرحي الدولي في الاردن عن مسرحية ( مطر صيف ) من تأليفي واخراج كاظم النصار 2012 17-جائزة افضل عمل متكامل في مهرجان الجزائر المسرحي للمحترفين عن مسرحية (افتراض ما حدث فعلا ) من تأليفي واخراج لطفي بن سبع – الجزائر 2012 18-جائزة افضل نص مسرحي في مهرجان البصرة المسرحي الاول عن مسرحية ( مطر صيف ) اخراج علي عادل 2012 19-جائزة افضل نص مسرحي عن مسرحية ( جيل رابع ) في مهرجان البصرة المسرحي الثاني 2013 اخراج علي عادل – البصرة. 20-جائزة افضل نص مسرحي في مهرجان مسرح تربيات العراق عن نص مسرحية ( قمامة ) البصرة – 2013 21-افضل عرض مسرحي متكامل لمسرحية ( ثامن ايام الاسبوع ) مهرجان مجلس التعاون الخليجي في الرياض 2013 22-الجائزة الاولى في مسابقة نعوم فتح الله سحار للتأليف المسرحي التي نظمت من قبل كلية الفنون الجميلة في بابل عن نص مسرحية ( وعاشوا عيشة سعيدة ) 2013 23-جائزة افضل عرض مسرحي عن مسرحيتي ( الحفار – ثامن ايام الاسبوع ) في مهرجان المسرح العربي في القاهرة اخراج المخرج الكويتي هاني النصار 2013 24-جائزة افضل نص في مهرجان المسرح العراقي لفرق التربية عن مسرحية واقع خرافي 2014 25-جائزة افضل نص عن مسرحية ( ربي كما خلقتني ) اخراج مهدي الظويهري في مهرجان معاهد الفنون الجميلة في العراق 2015 26-جائزة التأليف المسرحي التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح عن نصه ( فلك اسود ) عام 2015 – تناولت رواياته العديد من الدراسات من قبل رسائل الماجستير والدكتوراه في العراق. – كُتبَت عن أعماله المسرحية ( تأليفا وعرضا ) العشرات من الدراسات والبحوث من قبل نقاد المسرح في العراق والوطن العربي. – قدمت العديد من نصوصه المسرحية في مهرجانات دولية. – شارك كمحكم في العديد من المسابقات الخاصة بالتأليف المسرحي في العراق – أخذت العديد من نصوصه المسرحية كعينات تطبيقية في رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات العراقية ومنذ منتصف التسعينيات الى الان. – نوقشت رسالة ماجستير للطالب -”علي منير -” تحت عنوان ( الكوميديا السوداء واللامعقول في نصوص علي عبد النبي الزيدي ) في جامعة البصرة – كلية الفنون الجميلة عام 2014 – نوقشت رسالة ماجستير في جمهورية مصر العربية جامعة المنصورة بعنوان ( بناء الشخصية والتشكيل الدرامي في مسرح علي عبد النبي الزيدي) لطالب الماجستير رائد حسين 2015 – ستناقش رسالة ماجستير في كلية الفنون الجميلة في بابل – العراق للطالب بشار صباح جابر بعنوان ( الخطاب الفكري والجمالي في العروض المسرحية لنصوص علي عبد النبي الزيدي) – شارك في العديد من المهرجانات المسرحية الدولية والعربية والعراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا