الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلافٌ بعد إختلاف ؟

محمد فياض

2022 / 5 / 14
مقابلات و حوارات


إنَّ الأفكار المترسخة في أذهان البشر والمُتناقَلة خلفٌ عن سلف قائمة على أسس متباينة إستناداً الى مصدر التشريع وعوامل اخرى تتحكم في وضع الحجر الأساس واللمسة الأخيرة في اكمال مبنى هذه الشخصية الإنسانية المختلفة عن نظيرتها من بني الجنس الواحد رغم المشتركات البيولوجية والجغرافية فيما بينها .
فوحدة الموطن والنوع لا تحكم في الضرورة للوصول الى محصلة نهائية مشتركة للتصور المنطقي في الأذهان البشرية .
لذا فالإختلاف من المفاهيم الأساسية للرؤية العقلائية والمستنِدة الى خصائص محددة يمكن من خلالها تفريق كيان عن آخر داخل المنطقة الفكرية الواحدة .
ومن جانبٍ آخر فهو محرك حيوي لديمومة السيول المعرفية وضمان إبقاء عقول البشر على نشاط دائم بعيداً عن الجمود الذي يهدد كيانها في أيّ لحظة.
إنَّ إختلاف الأمم في السابق كانت لِبعدها عن نقطة البداية الصحيحة وتدخل عاملي الزمان والمكان في تضبيب الصورة وتشويه معالم الحقيقة ، وأثر النفس البشرية المنحرفة عن الفطرة السليمة ، وبيئاتها المختلفة وكل ما ذُكِر مجتمعة جعلت من الفرق الإنسانية تتنافرُ فيما بينها ويرى كلّ منها الحقيقة قابعة في جيبه الخلفي فقط .
في حين انّ التلاعب في الالفاظ نشأ عنه تلاعباً في المفاهيم أيضاً ، فإحالة الاختلافات الى خلافات وصراعات تُشحنُ بالعداوة والتباغض اصبح واقع المجتمعات الحديثة في القرون الأخيرة .
فالقراءة المقدّمة من قبل الشريعة الإسلامية كانت موفقة جداً في رسم خارطة جديدة للتعامل مع هذه الظاهرة ، فنجد بإنَّ الإسلام أعطى فرصة كبيرة ووسع دائرة الاختلاف وهذّبَ الأسس التي تستند عليها هذه الظاهرة ومنع التخاصم وأشار الى ضرورة المباحثة والمجالسة وتبادل الأفكار ومشاركة الناس عقولهم من أجلِ إدراك الحقيقة المطلقة التي تستقر عندها النفس البشرية .
وفي الأساس كانت الإرادة السماوية تقتضي منح الجنس الإنساني سمة الإختلاف وفرصة البحث عن الحقيقة ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً)) .
لذا ، فالواجبُ اليوم مراعاة الضوابط الحقّة في هذه المسألة وتقديم قراءة جديدة تجمع بين بني البشر بالإعتماد على المبادئ المنطقية والرؤية الواضحة للمشهد بعيداً عن كل الصراعات القائمة .
فلا خطراً يفتِكُ بجسدِ الأمم وخاصة أمتنا الإسلامية أكثر من العصبية الفكرية وإحالة اختلافاتها من رحمة الى نقمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت