الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والفعل الجماهيري

خالد بطراوي

2022 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


فلسطين
لنفترض جدلا أو بالأحرى لنغض الطرف – مرحليا - عن أن حكومات بعض الدول العربية والاسلامية لا تريد إحراج نفسها مع أمريكا ودول الغرب، لكن ... لماذا ننحرج نحن؟ وأقصد عامة الشعوب العربية والاسلامية بل والشعوب المناصرة لحركات التحرر الوطني في العالم؟
طالما - كما يقولون - أن السياسة هي تعبير مكثف عن الإقتصاد، وطالما أن حكومات الدول العربية والاسلامية مجبرة على فتح أسواقها لإستيراد ما هب ودب من السلع الاستهلاكية من "إبرة البابور" الى العطور العالمية، ناهيكم عن الأسلحة والأدوية. وطالما أن المثل الإنكليزي يقر أنه " بإمكانك أن تأخذ الحصان الى النهر لكن ليس بإمكانك أن ترغمه على ان يشرب منه" فلماذا ... نحن الأحصنة العربية الأصيلة لا نقاطع هذه البضائع المستوردة؟
كل دولة تعترف بضم القدس، وبأنها عاصمة "موّحدة وأبدية" للإحتلال أو تنقل سفارتها الى القدس، تقوم شعوب الدول العربية والإسلامية بمقاطعة منتجاتها في هذه البلدان. ألا تستطيع القوى والأحزاب والمنظمات الشعبية أن تفرض ذلك؟ ألا يستطيع المواطن العربي والإسلامي أن يلتزم بهذه المقاطعة؟ ولنبدأ من الأن "برأس الحية" أمريكا .. مقاطعة شاملة لها ... لمنتجاتها كخطوة أولى، فلتتكدس هذه البضائع على رفوف المحلات، إذ لا تستطيع حكومات الدول أن تعاقب أي مواطن يمتنع عن شراء سلعة ما هو يقاطعها أو أن ترغمه على شراءها.
ألا تستطيع القوى الوطنية والإسلامية والمسيحية في هذا البلد العربي أو ذاك أن تنشيء منصات شعبية شبابية لإعمال هذه المقاطعة الإقتصادية؟
عندما، يمتنع أي سائق مركبة عربي أن ينقل أي أجنبي نقلت حكومته سفارتها الى القدس ويمتنع كذلك صاحب أي بقالة أو مطعم أو فندق أو غير ذلك أن يستقبل ذلك الأجنبي ... فنكون قد أوصلنا رسالة هامة جدا الى العالم أن القدس وأكنافها ... خط أحمر. إن المتضامنين معنا سيتفهمون هذه الخطوة ولن يحتجوا عليها، بل ستحظى بالتأييد.
ذلك أيها الأحبة أن أي فعل جماهيري في الميدان، لا يحتاج الى إجراءات من السلطة الحاكمة .. فالوطن سيادة نمارسها على أرض الواقع والقدس إرادة نفرضها في حياتنا اليومية، كل ما نحتاجه حالة إستنهاض جماهيري شبابي عبر منصات مجتمعية ولا تطلب هذه المنصات شيئا من الحكومات.
أما بالنسبة لمواطني دولة الإحتلال فإن المقاطعة شاملة، لا يتم إستقبالهم جماهيريا في بلادنا، لا نبيعهم من محلاتنا ولا نستقبلهم في مطاعمنا وفنادقنا وعليهم أن يشعروا دوما بالذنب التاريخي الذي سيلاحقهم للنكبة والتهجير الذي أحدثوه للشعب العربي الفلسطيني وللمجازر التي أرتكبوها ولأطول إحتلال عرفه التاريخ المعاصر .. هذا الذنب الذي سيلاحقهم على أن يتوقفوا ويقروا به ويعتذروا ويصححوا، ولتكن صدمتنا جميعا بإغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة لا تقتصر على رد الفعل العاطفي بل الترجمة العملية الميدانية لمناهضة التطبيع.
عناوين للبناء عليها بأفكار أخرى تصب في ذات الهدف ... فالوطن سيادة والقدس .. إرادة، وكما قال الطاهر وطار في روايته " اللاز" .... ما ببقى في الوادي ... إلا حجاره، وكمال يقول المثل الشعبي "ما بجيب الرطل ... إلا الرطلين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار