الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاوست - جوته

محمد زكريا توفيق

2022 / 5 / 17
الادب والفن


من هو جوته؟

ولد يوهان فولفجانج فون جوته في فرانكفورت بألمانيا لعائلة ثرية. بسبب ثراء عائلته ووضعها الاجتماعي، كان جوته يتمتع بحياة مريحة وتعليم جيد، سمح له بدراسة جميع الموضوعات السائدة في ذلك الوقت، والتخصص في اللغات والأدب.

التحق جوته بجامعة ليبزج حيث درس القانون، بالرغم من أنه تركها لكي يكمل دراسته في ستراسبورغ. وجوده في ستراسبورغ، سمح لموهبته الأدبية والفلسفية بالازدهار. فلقد حققت مسرحيته الأولى، "جوتز فون بيرليشينجن"، نجاحا فوريا في جميع أنحاء ألمانيا.

كان جوته هو رجل عصر النهضة، كشاعر وروائي وعالم وإداري وناقد. نعته البعض ب شكسبير الألماني. خلال حياته المهنية، شغل معظم المناصب الرئيسية في حكومة فايمار، بما في ذلك منصب المستشار الخاص في بلاطه، حيث نسق مشاريع التعدين وبناء الطرق والري الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، كان رساما، وملما بعلم التشريح وعلم النبات، وأنشأ نظرية في الألوان، وأيضا مديرا مسرحيا لمدة 26 عاما.

كان جوته صديقا للعديد من المفكرين والفلاسفة الأوروبيين المهمين خلال حياته. عندما كان طالبا، كان على صلة ب يوهان جوتفريد هيردر الذي كانت له نظرياته في علم الجمال، وبخاصة أعمال شكسبير. هذه الصلة، ظهر تأثيرها في أعمال جوته المبكرة.

من هيردر وتأثيره على جوته، ولدت حركة "العاصفة والإندفاع" الألمانية. في وقت لاحق من حياته، كان لجوته صداقة وثيقة مع الشاعر الألماني فريدريش شيلر، الذي حاول عمله توليف فلسفة كانط مع مدارس الفكر الأوروبية الأخرى.

أعمال جوته ورسائله ويومياته تملأ 143 مجلدا. روايته "أحزان فيرتر"، التي اكتملت عام 1774، لها قوة تأثير قوي لدرجة أنها حثت العديد من الشباب والشابات على الانتحار. فقد تم العثور على القصة بجوار العديد من جثثهم. اثنان من أعماله الدرامية اللاحقة، إفيجينيا في توروس (1787)، توركواتو تاسو (1790)، مشهوران بالانضباط الكلاسيكي.

ومع ذلك، فإن تحفة جوته هي فاوست، التي تركز على البحث عن معنى الوجود والروح. سرعان ما أصبح فاوست هاجسا مدى حياة جوته. فقد استغرق تأليف المسرحية أكثر من 60 عاما، وأكمل المسودة النهائية قبل أشهر فقط من وفاته في 22 مارس 1832.

كان عمره في ذلك الوقت 82 عاما. المسرحية توضح الأفكار القائلة بأنه لا يوجد نظام فلسفي يمكن أن يفسر هذا العالم، وأن الإنسان لا يمكن اختزاله في مفاهيم فردية، وأن الأدب يمكن أن يعكس تعسف الحياة. دعمت كتابات جوته شعراء وفلاسفة مثل نيتشه، بيكيت، كافكا، وألهمتهم الكثير من الأفكار.

المسرحية:

تعد مسرحية فاوست ليوهان فولفجانج فون جوته واحدة من أعظم أعمال الأدب الألماني في العصر الحديث، وواحدة من أعظم القصائد الملحمية في الأدب الغربي. استهلكت الكثير من فكر جوته طوال حياته.

حدد جوته الخطوط العريضة للمسرحية عندما كان طالبا شابا يدرس القانون، ولم يكمل الفصل الأخير من المسرحية إلا قبل عام واحد من وفاته، بعد حوالي ستين عاما من بدايته الأولى.

تأتي مسرحية جوته من الأساطير الشعبية التي انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، من القرن السادس عشر فصاعدا. يعتقد دارسو الأدب أن رجلا يدعى فاوست، ربما طبيب أو مشتغل بالروحانيات، كان موجودا بالفعل في ألمانيا في القرن السادس عشر. وقد أشار إليه مارتن لوثر، المصلح الديني البروتستانتي، باعتباره "مشعوذا أو مستحضرا للأرواح، قد انخرط في خدمة الشيطان. ربما كان يشتغل فاوست الحقيقي بالكيمياء، يكسب رزقه كساحر متجول، ويقدم عروضه لجماهير أوروبا في العصور الوسطى.

صارت أسطورة فاوست أكثر شعبية بكثير من سيرة الرجل الحقيقي، الذي كان على قيد الحياة، بسبب وجود الطباعة الرخيصة التي جعلت مثل هذه الكتيبات في متناول الطبقات الشعبية في ذلك الوقت.

في الأسطورة، باع فاوست هذا روحه للشيطان للحصول على أسرار السحر والثروة. ومع ذلك، كانت حياته منذ البداية، محكوما عليها بالفشل. وانتهى به الأمر أن أضحى ضحية لمكر الشيطان. لقد باتت حياته أسطورة، تتحدث بها الركبان وتروى في كل مكان، تحذر الناس من مغبة البعد عن الفضيلة والأخلاق الحميدة، والسير في طريق الشيطان.

لكن جوته، يروي لنا قصة أكبر عمقا وأكثر فلسفة. كتب جوته المسرحية تناقش مواضيع فلسفية ودينية وسياسية وثقافية وأدبية في إطار شعري، فضلا عما تعنيه هذه الموضوعات في أضواء عصر مستنير.

فاوست، في مسرحية جيته، ليس ساحرا. لكنه، أكاديمي وصل إلى حدود التعلم والمعرفة. إنه يبحث عن حياة أكمل، ومعرفة بالطبيعة والكون أعمق، من خلال الرهان مع الشيطان. إنه يبحث عن إجابات عن الكون والحقيقة، لم يجدها في كتبه ودراساته.

أسلوب جوته في المسرحية غزير ومتنوع، مثل الموضوعات التي تزخر بها. فهو ينتقل بحرية من الشعر الموحد، إلى أنماط الشعر غير المنتظمة، إلى الأغاني والترانيم، إلى الشعر الحر، إلى أبسط القوافي والأمتار.

تنتقل المسرحية من مشاهد الحزن الشديدة إلى مشاهد من المرح الهزلي. وتختبر حدود الأشكال الحديثة للأدب، وطريقة وصفها للحالة الإنسانية.

مسرحية فاوست، هي مأساة. يظهر هذا السياق المأساوي بوضوح أكبر من خلال قصة الحب بين فاوست وجريتشن. يلعب فاوست دورا معقدا في هذه العلاقة. فهو الذي قام بإغراء الفتاة العذراء البريئة، وأبعدها عن القيم الدينية والأخلاقية، وجعلها تغير من أسلوب حياتها البسيط.

من ناحية أخرى، يرى فاوست لأول مرة أن حياته الفانية كلها، لا تقارن بلحظات من الحب الخالد. ومع ذلك، حتى هذا الإدراك، لم يمنعه من تنفيذ اتفاقه المبرم مع الشيطان. فاوست، الذي يمثل الإنسان الحديث، يدفع بنفسه دائما إلى الهاوية، ويتراجع عن لحظة التنوير الحقيقي.

أصبحت مسرحية فاوست لجوته، جنبا إلى جنب مع مسرحية "دكتور فاوستوس"، لكريستوفر مارلو، هما الروايتان القياسيتان لأسطورة فاوست في الأدب الحديث.

في القرون، التي تلت وفاة جوته، ظل العلماء والكتاب مفتونين بإعادة سرد جوته للأسطورة، والموضوعات التي يقدمها من خلال العمل. لقد أشادت الروايات والمسرحيات وحتى أجزاء من الثقافة الشعبية بعمل جوته، ولا تزال أسطورة فاوست واحدة من أكثر القصص المعترف بها في العصر الحديث.

ملخص مسرحية فاوست لجوته:

تبدأ قصة فاوست في السماء. بينما كانت الملائكة تعبد الرب لأنه خلق الإنسان، يشكو الشيطان، ميفيستوفيليس، من الوضع في هذا العالم. يدعي أن الإنسان فاسد بطبعه، يستمتع بالشر ويصنعه.

يراهن ميفيستوفيليس مع الرب على أنه يستطيع تضليل أحد عبيده، الدكتور فاوست، وجره إلى الخطيئة والشر. يوافق الرب على ذلك، معتقدا أن فاوست سينجح في الامتحان وسيبقى عبدا مخلصا للرب.

تبد المسرحية، وفاوست جالس في مكتبته بين كتبه، وهو غارق في اليأس والكآبة. لقد كان عالما وكيميائيا، يشعر بأنه قد وصل إلى نهاية كل المعارف. لم تعد الكتب والكيمياء قادرة على جعله يعيش حياة سعيدة.

يتوق فاوست إلى أن يعيش حياة روحية في وئام ووفاق مع الطبيعة ومع الكون. يحضر روحا، فتأتي له لكي يتعلم منها الحقيقة العليا. لكنه وجد أن هذا يعزز فقط حقيقة أنه إنسان وليس روحا، وبالتالي لا يمكنه تحقيق هدفه.

في يأسه، يخلط فاوست سما لكي ينتحر. وبينما هو على وشك تناول السم، تظهر جوقة من الملائكة، لتعلن يوم عيد الفصح، وتمنعه من إكمال فعله.

يسير فاوست خارج مدينته مع فاجنر، وهو باحث زميل له. يصف فاوست لزميله شغفه بالطبيعة وتطلعه لمعرفة الحقيقة العليا، لكن فاجنر لا يستطيع فهمه. يحتفل سكان المدينة بعيد الفصح، وعلى الرغم من أن فاوست يشعر أنه يجب أن يكون معهم، إلا أنه لا يستطيع التخلص من يأسه بسبب وضعه الحالي.

احتشد سكان البلدة حول فاوست، وهتفوا له لأنه عندما كان شابا ساعد هو ووالده الناس بالأدوية خلال فترة الطاعون. ومع ذلك، يشعر فاوست أنه ربما أضر أكثر مما نفع بأدويته الخام. عندما يعود فاجنر وفاوست، يلتقيان بكلب أسود على الطريق، الذي قام بتتبع فاوست عائدا إلى غرفته.

يلجأ فاوست إلى إنجيل يوحنا محاولا إيجاد إلهام جديد. يبدأ في قراءة ترجمته الخاصة للكتاب المقدس، لكن الكلب يقاطعه بالنباح. ثم يتحول الكلب، ويظهر الشيطان ميفيستوفيليس مكانه.

يبدأ فاوست والشيطان في محادثة حول عمل فاوست وعن اليأس من وضعه الحالي وعدم فهمة لمعنى الحياة. لكي يظهر الشيطان شيئا من قدرته لفاوست، قام بتحضير مجموعة من الأرواح، التي أخذت فاوست في رحلة هلوسة وهو نائم. ثم يغادر الشيطان مع وعد بالعودة لكي يبين لفاوست ما يستطيع فعله من معجزات.

عندما يستيقظ فاوست، يعود الشيطان، هذه المرة ببرهان. يواصل فاوست مناقشة عدم قدرته على العثور على قوة علوية مرضية، فيقدم له الشيطان عرضا. يعده بأن يكون في خدمته وإعطائه برهة يحقق له فيها ما يريد. برهة، يأمل فيها فاوست أن يعيش شابا إلى الأبد.

الثمن، أن يكرس فاوست نفسه في خدمة الشيطان إلى الأبد. يقبل فاوست الرهان، معتقدا أن الشيطان لا يمكن أن يعطيه مثل هذه الفرصة. ثم يطلب الشيطان من فاوست أن يستعد للقيام برحلة معه.

بينما يستعد فاوست لذلك، يصل أحد الطلاب، فيتظاهر الشيطان بأنه الطبيب. يتحدث الشيطان إلى الطالب عن عدم جدوى التعليم، ويغريه بترك الدراسة وإقامة علاقات غرامية مع النساء.

يأخذ الشيطان فاوست أولا إلى حانة للشرب. ثم يحاول إقناعه بأن الرجال هناك قد وجدوا متعتهم الحقيقية. فهم يستمتعون بحياتهم في الحانة. إلا أن فاوست لم يكن مقتنعا بذلك.

هناك، يعرض الشيطان حيله على الرجال في الحانة. يحفر ثقوبا في جانب إحدى الطاولات، ويصب النبيذ من الثقوب. لكن بمجرد أن يسكب أحد الرجال نبيذه وهو يقلد فعل الشيطان، تظهر ألسنة اللهب من السائل المنسكب. فيقومون بملاحقة الشيطان ومحاولة قتله. لكن ينقلهم الشيطان إلى واقع بديل، بينما يهرب هو وفاوست.

ثم يسافر فاوست والشيطان إلى كهف الساحرة حيث يواجهان قردين يطبخان وصفة سحرية في مرجل. يبدأ القردان في الحفاوة بالشيطان، ويعاملانه على أنه ملك وهما خادماه. عندما تعود الساحرة، لا تتعرف في البداية على الشيطان، لكنها سرعان ما ترى أنه سيدها.

يطلب الشيطان من الساحرة إعطاء جرعة من الوصفة إلى فاوست، فيقوم بشربها. في الخارج في أحد الشوارع، يلتقي فاوست بفتاة صغيرة، ويقع في حبها على الفور. مارجريت، أو جريتشن، تتجنبه لكنها لا تستطيع الكف عن التفكير في الغريب النبيل، الذي قابلته على الطريق في ذلك اليوم.

فاوست والشيطان، يتسللان إلى غرفة نوم جريتشن. في غرفتها، يدرك فاوست أن مشاعره تجاه الفتاة تتجاوز الرغبة الجنسية البسيطة. مشاعره معقدة، ويتوق إلى أن يكون بالقرب منها.

عند رؤية سريرها، يسبح بحمد الطبيعة التي جاءت بمثل هذا المخلوق الجميل. عندما تعود جريتشن إلى غرفتها، يخرجان بسرعة، لكن الشيطان يترك وراءه صندوقا من المجوهرات. عندما تجد جريتشن المجوهرات، لا يمكنها أن تصدق أنها لها، لكنها لا تستطيع أيضا إلا أن ترتديها وتعجب بها. يطلب فاوست من الشيطان أن يلتقي بها مرة أخرى.

تزور جريتشن جارتها مارثا، لكنها تعجبت من تصرفات والدتها. فعندما رأت والدتها جواهر جريتشن، أخذتها على الفور إلى كاهن، للتأكد من أنها ليست من مصدر شرير. في وقت لاحق، وجدت جريتشن صندوقا آخر من المجوهرات. نصحتها مارثا بعدم إخبار والدتها هذه المرة.

يطرق الشيطان على الباب ويدخل على الفتاتين متنكرا في زي مسافر. ثم ينسج قصة لمارثا، ويخبرها أن زوجها قد توفي في أحد رحلاته الطويلة. تحزن مارثا وتغضب، وتطلب من الشيطان وهي لا تعرفه، وأيضا من شاهد آخر، أن يأتيا لكي يشهدا قانونيا على وفاة زوجها.

يوافق الشيطان على إحضار شخص ما، طالما أن جريتشن ستكون حاضرة أيضا.
في ذلك المساء في حديقة مارثا، تلتقي جريتشن وفاوست لأول مرة. فاوست يسحرها بكلامه ويتودد إليها. وهي تخبره عن حياتها الصعبة وكيف اعتنت بأختها الرضيعة المريضة حتى توفيت.

ليس لدى جريتشن من الأقرباء سوى شقيقها، الغائب بسبب الحرب، ووالدتها. يغازل الشيطان مارثا، ويقوم بإغرائها. في الوقت نفسه، يعلن فاوست عن حبه لجريتشن، فتقوم بقطف زهرة ولعب لعبة "إنه يحبني / لا يحبني" وهي تنزع بتلاتها. تنتهي ب "إنه يحبني"، وتركض إلى غرفتها. يتبعها فاوست ويقوم بتوديعها.

يخشى فاوست، من أن يفسد الفتاة بمشاعره الملتهبة، فيهرب إلى الغابة، حيث يعيش لفترة من الوقت في كهف. إنه يشكر روح الطبيعة على إعطائه مثل هذه المشاعر، لأنه الآن لديه لحظة وفهم للحياة لا يريد أن يفتقدها.

يجد الشيطان فاوست في الكهف، ويسخر من سلوكه الأحمق، واختبائه من المرأة التي يحبها. ثم يخبر فاوست أن عليه أن يجد هذه الفتاة، لأنها حزينة ممتنعة عن الطعام، يهزل جسمها يوما بعد يوم. يوافق فاوست، بعد أن زاد حنينه إليها وتغلبت عليه عاطفته، ثم ترك كهفه.

يعود فاوست إلى جريتشن، وفي إحدى الليالي يزورها في غرفتها، ويناقش مشاعره حول الدين. جريتشن مسيحية مخلصة، وهي تعرف أنها لا هي ولا والدتها تستطيعان قبول الزواج من رجل لا يؤمن بنفس الدين.

يحاول فاوست إقناع الفتاة بأنه يؤمن أيضا بالله ويعبده، لكنها لا تصدقه تماما. يقنعها فاوست بالسماح له بإعطاء والدتها جرعة منوم، ويكملان علاقتهما. سرعان ما تعلم جريتشن أنها حامل من فاوست.

في أحد الأيام، بينما كانت تسحب المياه من بئر البلدة، سمعت ثرثرة الفتيات عن فتاة أخرى أقامت علاقات جنسية وأصبحت حاملا. أجبرت الفتاة على قتل طفلها وهي الآن تعيش متسولة ومنبوذة. فتخشى جريتشن أن تشارك الفتاة مصيرها. تصلي جريتشن إلى مريم العذراء لكي يرحمها الرب.

يأتي فاوست إلى منزل جريتشن لرؤيتها ويلتقي بشقيق جريتشن، فالنتاين. سمع فالنتاين عن سلوك شقيقته المخل بالشرف، وجاء للانتقام من الرجل الذي غرر بها. يبدأ هو وفاوست في الجدال والقتال، فيغرس فاوست خنجرا في قلب فالنتاين.

بينما هو يموت، تأتي جريتشن لإسعاف شقيقها، لكنه يعاملها كعاهرة، ويخبرها أنها ستكون ملعونة بسبب أفعالها. تركض جريتشن إلى الكاتدرائية للصلاة، فتحل في جسدها روح شريرة، تؤكد لعنتها.

يترك فاوست جريتشن لحضور ليلة "والبورجيس" مع الشيطان. وهي ليلة واحدة من السنة، يجتمع فيها كل السحرة والكائنات الشريرة والمخلوقات السحرية في العالم على جبل بروكين.

يشهد فاوست الاحتفال ويبدأ في الرقص مع إحدى الساحرات. يتحدث فاوست والشيطان، والنار مشتعلة حولهما، مع مجموعة من الفنانين والسياسيين، حول حالة العالم. يقوم فاوست برؤية "ليليث"، الزوجة الأولى الأسطورية لآدم، التي هددت بسحره. كما أنه يرى أيضا "ميدوسا"، المرأة ذات الرأس المليئة بالحيات، والتي يحذر الشيطان من أنها ستقوم بإغراء فاوست. مع قرب انتهاء الليل، يرى فاوست مسرحا صغيرا أقيم أعلى الجبل ويذهب لحضور العرض.

المسرحية المعروضة، هي "حلم ليلة والبورجيس"، وهي عبارة عن نسخة من مسرحية شكسبير "حلم ليلة منتصف الصيف". تحكي المسرحية قصة الزفاف الذهبي للملك أوبيرون على زوجته تيتانيا.

حضر حفل الزفاف مجموعة من الشخصيات الهامة، بما في ذلك السياسيين والفنانين والفلاسفة وشخصيات من الأساطير القديمة، وأيضا شخصيات عادت إلى الحياة بعد موتها. تمثل سلالات مختلفة من الفكر والفلسفات ووجهات النظر الفنية حول الحياة. كما تعكس المسرحية المشاكل الأكاديمية والفكرية المتنوعة للحداثة.

ثم يعلم فاوست عن مصير جريتشن. فقد قتلت طفلهما الرضيع، ونتيجة لذلك تم القبض عليها، ووضعت في السجن وحكم عليها بالإعدام. يقع فاوست من جديد في اليأس، ويلعن الشيطان، لأنه هو السبب في تعاسته هذه.

لكن يذكره الشيطان بأنه هو، فاوست، الذي أبرم الاتفاق. يأمر فاوست الشيطان بأخذه إلى سجن جريتشن حتى يتمكن من إطلاق سراحها. يأتي الشيطان بالخيل، ويركبان نحو القرية، بالرغم من أن الشيطان كان يحذر فاوست من أن كل السلطات والأرواح الانتقامية موجودة في المدينة، تبحث عنه وهي مستعدة للانتقام منه، لقتله فالنتين أخو جريتشن.

يتسلل فاوست إلى السجن، فيجد جريتشن وقد أصيبت بالجنون. هي الآن لا تتعرف على فاوست. بدلا من ذلك، تعتقد أنه جلادها. يتوسل إليها فاوست للهروب معه، لكن إحساسها بالذنب والعار، وخوفها من الحياة اليائسة التي تنتظرها خارج السجن، يمنعانها من الهرب.

بينما تسلم جريتشن الروح، يدخل الشيطان ميفيستوفيليس لكي يخبر فاوست أنه يجب عليهما المغادرة في الحال، أو القبض عليهما وإعدامهما من قبل السلطات. يفر فاوست والشيطان من زنزانة جريتشن وهي تصرخ باسمه.

ملحوظة:
يمكن مشاهدة الفيلم الصامت الرائع فاوست المنتج عام 1926، الموسيقى التصويرية أكثر من رائعة.

https://www.youtube.com/watch?v=Flnxq2HMOqA

مسرحية فاوست ترجمة محمد عوض

https://foulabook.com/ar/book/فاوست-pdf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا