الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون الواسع والعقول الضيّقة 40

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 5 / 19
الطب , والعلوم


The vast universe and narrow minds 40

أُسأل أحياناً، هل أنّ القارئ لا يُدرك ما تقول كي تكرّر بعض المعلومات؟! بالتأكيد سيكون جوابي ب لا! واسعةً كبيرةً بلا أيّ شكّ. كلّي وليس بعضي يحبّ ويتعلّم من القارئ الكثير الكثير، وليس عدم رغبتي في أن لا أدعو القارئ أن ينقد أو يقيّم ما أقول يدلّ على شيء سلبيّ تجاهه (أو تجاهها) والعياذ بالله! بل لأنّ المثل العراقيّ يقول: ضاع الخيط والعصفور، بعد أن إنتشرت الفوضى بين الكثير من الناس حيث لا أعرف بسهولة أنّ قارئيّ من أيّ نوع؟! ومنهم بعض الأحبّة المثقّفين حيث النوازع الكثيرة التي تلعب الدّور الأكبر فيما يُقرأ وفيما يُكتب وفيما يُعلَّق وفيما يُعلِّق على... لذلك أنقذ قارئيّ الغالي على قلبي من أن تدخل إليه بعض من نوازع فيؤثّرعليّ لأدعو نفسي الأمّارة بالسّوء أن تفتح باب الكراهية لهذا العزيز!
أطرقُ بابك أيّها العزيز كي تقرأني:
لا يمكن بأيّ حالٍ من الأحوال التّغاضي عن ذكر الضّغط الكونيّ في كلّ الأحوال التي يتعلّق فيها الكون مع أيّ تأثير آخر. أي أنّ الدّراسة لا تقتصر على ذِكْر المؤثّرات التي تحدث بمعزلٍ عن تأثير الضّغط الذي يحصل للكون أو من خلال الكون لجميع مكوّناته أو لجميع ما ينتج عنه أو به أو إليه. ولم أقصد بالضّغط السّهل أو البسيط الذي ذكرته في الحلقة السّابقة إلّا للتّمثيل أو لتسهيل المفهوم، لأنّ الضّغط الذي يحصل للمكوّنات أو للكون بسلوك عامّ لكلّ الكون لأنّ الضّغط يحدث لأيّ مجرّة أو لأيّ جسم في الكون. وهذا الضّغط بدوره لا يحدث ما لم يكن هناك فراغ مناسب لحصول مثل هذا الضّغط وقد أشرت إليه. ويجب أن أقول أنّ هذا الفراغ لا يمثّل التأثير أو العامل الوحيد الذي يلعب الدّور في أيّ تغيّر يحصل للكون، إن كان الضّغط موجوداً ومؤثّراً، أم لا، لأنّ المشار إليه في التّغييرات ليس الضّغط لوحده، إنّما هو عامل من عوامل التّغيير التي تحصل للكون. لكنّني هنا أركّز على الضّغط لأنّه موضوعي الذي أريدُ أن أوضّحه. لكنّ الضّغط مهمّ للغاية في أيّ تغيير لأنّه يرتبط بأيّ طاقة حركيّة وبجاذبيّة في الجُّرْمِ أو في الجّسم، وكذلك يرتبط بتلك التّفاعلات النّوويّة أو الكيميائيّة التي تحدث، وبالتّالي سيكون لدينا نواتج عنه، تساعد في التّكوينات الجّديدة وفي التأثيرات التي تنشأ عنها تلك التّكوينات. ويلعب دوراً مهمّاً في إنتشارها في الكون وفي تأثيراتها على الكون عموماً من خلال هذا الضّغط. كما وتلعب الهندسة دوراً مهمّاً في التّعبير عن الوضع الجّديد أو عن الشّكل الجّديد. أي أنّ التّشكيل الهندسيّ الذي يتكوّن، يكون بوضع ما، بحيث يساهم في إزدياد الضّغط أو نقصانه، لذلك ينبغي الحديث عن الشّكل النّاتج المرتبط أساساً بالضّغط المشار إليه هنا. ولا نغفل التّأثيرات التي تنشأ عن الضّغط وعن الهندسة الجّديدة معاً، تلك التي تساهم أيضاً في عمليّة التّغيير القادمة. أي أنّ الضّغط عبارة عن سلسلة من الضّغوطات التي تحدث ما قبل وما بعد. كذلك ينبغي لي أن أحدّد ما إن كان النّظام مفتوحاً أو غير مفتوح، وإن كان النّظام أو المنظومة متفاعلة بالشّكل الذي يجعلها جزءاً من نموذج كونيّ موحّد أم لا؟ حيث أنّ المنظومة التي تشتمل على المادّة الباريونيّة والتي تتشكّل من مادّة مظلمة يكون التّعامل معها ليس فقط على أساس أنّها مفتوحة أو مغلقة، بل أيضاً على أساس التّكوين الذي تتشكّل منه المادّة المظلمة. وحينما تكون هناك القوّة المؤثّرة يكون حينها وجود واضح للكثافة الفعليّة وكذلك للكثافة المفترضة للمادّة المظلمة ويكون التّعامل مع ضغط من نوع آخر ومع هندسة أخرى وكذلك التّأثير المشترك من خلالهما. وكما ذكرنا في الحلقة السّابقة ما للكثافة الحرجة من تأثير هنا في كلتا الحالتين. حيث يذكر فريدمان العلاقة ما بين الكثافة الفعليّة والكثافة الحرجة بشكل يتحدّد في هندسة الكون، وبالتّالي يتحدّد الضّغط الذي سيحدث من خلال الهندسة القادمة. أي كيف ستكون الهندسة وفق أي إحداثيّات، فلربّما تكون وفق منظومة جديدة لا علاقة لها بأيّ من الإحداثيّات الإقليديّة من خلال منطق أن لا وجود للثّابت الكونيّ الذي يُبحَث عنه من خلال الكثافة الفعليّة والحرجة في حالة تمدّد الكون وفي حالة تقلّصه. وفي كلا الحالتين يجب أن نقوم بإدخال النّسبيّة لما موجود من فراغ وطاقة الفراغ وغير ذلك في المعادلة، ولا أقصد فقط النّسبيّة كنظريّة علميّة فيها من الدّقة الرّياضيّة ومن الإحتمال أو الفرض، بل أقصد بالنّسبيّة أن تكون عنواناً بالمعنى أنّ النّسبيّة كمنطق عامّ وليس كمنطقٍ رياضيّ فحسب، أي أنّ التّعامل مع النّسبيّة على أنّها ضرورة في كلّ حين، إلّا من تلك التي لا تدعو إلى الإستمراريّة إلى ما لا نهاية كما أشرنا حول السّببيّة في حلقة من الحلقات.
ونقول كذلك عن الكثافة ما قلنا عن الضّغط، حيث أنّ للكثافة أهميّة كبيرة في التّعامل مع الكثير من التّعبيرات والمفاهيم الفيزيائيّة، ومنها ما يتعلّق بالكون والتّأثيرات فيه ومنه وما يترتّب على أيّ تغيير يحدث. أي أنّ الكثافة التي تحدّد العلاقة ما بين الكتلة والحجم لَهِي مهمّة لو تصرّفنا مع حجومٍ من النّوع الذي يكون فيه (أي الحجم) من إحداثيّات غير الثّلاثة المعروفة وبالتّالي سنتعامل مع كثافة من نوع آخر ومن ثمّ تكون الكتلة التي ترتبط بما ترتبط به من الجّاذبيّة التي تنتج الوزن سيكون لها فعل مهمّ حينما نتعامل مع كون بتغييرات مهمّة نبني له (أي الفعل) علاقات جديدة مع كلّ تغيّر يحدث بفعل التّوسّع أو التقلّص، لأنّ التّغيير الحاصل سيكون على حساب إنتاج توسّع في كلّ الإحداثيّات، بل وحتّى لو تعاملنا مع إحتمال تغيّر عدد الإحداثيّات كلّما توسّع أو تقلّص هذا الكون، وحصل في الإعتبار التّدافع ما بينه وما بين موجات أخرى خارجيّة، إن تصوّرنا وجود أكثر من كون في هذا الوجود. وما أتطرّق إليه ليس رمي حجرٍ هنا أوهناك كي أحدِثَ موجة ما، بل هذا ما يتصوّره الكثير من الباحثين، كما جرى مع ميلن وماككرو مثلاً، واللذين عرّفا القوانين الكونيّة التي وردت عند فريدمان في معادلاته. وعندي من المهمّ جدّاً أن أشير إلى عنوان الزّمن في كلّ التّحوّلات التي تحدث للكون، على أساس أنّ الزّمن نسبيّ بالإضافة إلى ذلك الزّمن المطلق الذي لا ينبغي أن نغفل عنه. أي في كلّ حين وفي كلّ عالم من العوالم يجب أن أضع في الحسبان هذا الإفتراض بوجود الزّمن المطلق الذي يكون عنواناً مهمّاً لدراسة الزّمن في كلّ مكان أو في أيّ شكلٍ من أشكال الكون، بل وفي أي تصوّر من التّصورات إن وُجِدَ الكون المتعدّد. وما أفترضه ليس بالأمر الخياليّ البحت، فنظرة على وضع التقنيّة الجّديدة لتصميمات جديدة لساعات تعتمد على بعض المواد المشعّة والتي تتصرّف في قياساتها على أجزاء الأجزاء من الثّانية بل وأدنى من ذلك إلى حدود الإفتراض الذي ينبغي أن ندرسه، وهو تقنيّة البيكو(!) والتي لا بد ولا محالة ستوصلنا إلى حدودٍ ليس أقلّ من زمن بلانك في يوم ما، ولِمَ لا؟! أي أنّ الإعتماد على وجود الزّمن المطلق أو إفتراض وجوده لا ينفي أيّ تغيير يحصل إذا ما سعينا إلى هذا المطلق المعياريّ والذي سيساعدنا في الطّموح إلى التّعامل مع زمن يستطيع الإنسان أن يغيّر من خلاله الكثير من الموازين، حتى يغيّر مفهوم الموت عنده. فالزّمن لا يتعلّق بالموت بل يتعلّق بإنتهاء الحياة عند فترة ما، أي أنّ الزّمن لم يحدّد كي يكون عنواناً للموت، فالحوادث التّأريخيّة وكذلك المنطق العلميّ يتطرّق إلى إنضاج الخلايا الحيويّة وإلى الحفاظ على تفاعلها وإستمراريّتها، يلعب دوراً مهمّاً في السّعي إلى تطوير الحياة. ربّما سنصل إلى مستوى يمكن للإنسان أن يقيس نسبة التّفاعل في الخلايا حيث يقدّر نشاطها بمعادلة يدخل فيها الزّمن عنصراً نسبيّاً وعنصراً آخر، يكون معياراً، وهو الزّمن المطلق.
لقد أشرتُ في الحلقة 24 إلى قضيّة مهمّة حيث تلعب النّيوترينوات دوراً مهمّاً في التّفاعل النّوويّ المتعلّق بتفاعل بيتا، حيث يكون المنقذ لقوانين الحفظ والإحصاءات ويكون له الدّور المهمّ كذلك مع الإنحلالات الضّعيفة للميزونات والهيبرونات والتي تحفّز فكرة وجود هذا الجّسيم على تطوير نظريّة نشأة الكون وتطوير الكثير من النّظريّات المتعلّقة بالكون من نشأته وتطوّره والتّغييرات التي تحصل عليه وبالتّالي تلك التي تؤدّي به إلى الإنكماش أو ربّما التّهيئة لذلك. لا يخفى ما للفيزياء النّوويّة من دور مهمّ بل الدّور الأهمّ في التّعامل مع مفهومي الحياة والموت وكيفيّة التّعامل مع وضعٍ يجعل الزّمن اللاعب الأساس في فهم هذا التّعامل. وقد أشرتُ إلى إقتراح تسيلارد في كيفيّة علاج الشّيخوخة من خلال الطّفرات التي تسبّبها النّيوترينوات (راجع الحلقة 24). وهذه الجّسيمات مازالت تعدّ من الجّسيمات، بل هي الجّسيمات الأهمّ في دراسة إستمراريّة الكون أو موته من خلال ما يستدلّ عليه لفهم هذه الإستمراريّة من عدمها. وحيث أنّ المجرّات التي تملأ الكون، بل هي الجزء المهمّ في الكون، تحتوي على الغازات المتعدّدة والتي تتكوّن من نواها المتفاعلة سيكون منها ذلك الذي يؤثّر على زيادة أو تناقص المادّة الكونيّة من خلال هذه التّفاعلات المستمرّة، وبالتّالي سيكون لنا رأي في كيفيّة التّعامل مع هذه الجّسيمات من خلال ما نتطرّق إليه من علاقات فيزيائيّة لنسلّط الضّوء على سلوك الكون من خلال هذه التّعبيرات أو هذه العلاقات والتي سنأخذ بنظر الإعتبار التّصوّرات أو الفرضيّات التي تتعلّق بتطوّر الكون عموماً. وقد أشرنا إلى أهمّيّة رأي فريدمان في ذلك. حيث يفترض من خلال رأيه أنّ المجرّات لها القابليّة على التحوّل إلى أجزاء متناثرة من الغازات والتي ستنتشر في الفضاء مع الجّسيمات التي تنتج عنها أو عن التّفاعلات التي تحدث فيها. ولو تمعّنّا قليلاً في مسألة مهمّة وهي أنّ الغازات تعدّ من الموائع التي تنتشر في الكون عموماً، فلو قمنا بتحليل حركة هذه الموائع وفق الرّياضيّات المتعارف عليها سيكون لدينا وضع مهمّ له القابليّة على تغيير الكثير من المفاهيم. فلو أخذنا مثلاً مسألة رايلي وطبّقنا هذه المسألة على جزء معيّن من الكون بوجود المائع سيكون لدينا إستنتاج مهمّ لمعرفة المزيد من صفات أو مواصفات الكون في هذا الوضع.
دردشة!
حين وجود مائع ما في المكان فإنّ المائع يأخذ شكل المكان أو الوعاء الذي يوضع فيه، وبالتّالي سنطبّق هذا على جزء الكون من خلال مسألة رايلي:
هذه المسألة تبحث في مائع يكون بشروط ما، هي أن يكون المائع غير مضغوط وتلعب الكثافة وسرعة المائع دوراً مهمّاً في حركته. وهنا لا أستغرق في تفاصيل التّعامل مع مائع بهذه الشّروط المحدّدة، لكن ما أريد أن أطرق بابه هو أن يكون هناك مائع، أي غاز ما أو سائل ما، يتحرّك في فراغ ما، وتكون له سرعة وكثافة معيّنة علاوة على وجود ظاهرة الجّاذبيّة. دعنا نشرح قليلاً حول ظرف غاز ما قد توفّر في مجرّة ما وكيف يكون الزّمن لاعبا فيه. لقد أشرت إلى موضوع الزّمن وعلاقته بالمنظومة في الحلقة 11. والحديث عن علاقة الزّمن بالمنظومة الكونيّة حديث له عدّة إتّجاهات، منها ما يتعلّق بوضع المنظومة الكونيّة ومنها ما يتعلّق بالزّمن المجرّد من أيّ تأثير، أي الزّمن المطلق الذي ينتظر (!) ما الذي يحدث لتلك المنظومة كي نستطيع الحديث عن أيّ تغيّر في الزّمن وفي ما يحيط به قياساً به. فالتعدّديّة الزّمانيّة التي غالباً ما أتحدّث عنها تلعب دورها هنا كذلك. أي إحتماليّة وجود أكثر من زمن في كون واحد أو في أكثر من كون. ففي التّعدّد التّكوينيّ والهندسة التّكوينيّة للكون هناك إحتمال أن يكون لكلّ حالة زمن نسبيّ ولكلّ وضع يكون هناك شكل من أشكال زمنه. ولأوضّح ذلك: لو إفترضنا أنّ هناك تشكيل أو تكوين هندسيّ من عشرة إحداثيّات أو من إثني عشر إحداثيّ (كلّها مكانيّة وضعيّة لا علاقة لزمن آينشتاين فيها بالشّكل الذي شرحه هو) فسيكون عندنا إحتمال أن يكون هناك زمن لهذا الوضع يختلف عن زمن بإحداثيّات أقلّ أو أكثر (أي أنّ الزّمن مرتبط بهذا الوضع كما هو زمن آينشتاين!) وهناك إحتمال أن يكون هناك زمن غير ذلك، أي لا علاقة له بالمكان أو بالوضع. إذن سيكون هناك تعدّديّة في الزّمن كما هي التّعدّديّة في المكان (كما أشرت إليه في الحلقة 11). ووجود الإنحناء في الكون إنّما هو الحالة التّقليديّة وليس الإستواء هو الحالة التّقليديّة. وبالتّالي سيكون تعاملنا مع زمن بوضع إحداثيّات متعدّدة وبشكل هندسيّ منحن (كما يقول جورج ريمان) وكذلك بوضع المنظومة المفتوح أو المغلق، وفيما إذا كانت المنظومة في حالة فوضويّة أم لا، كي يتمّ الحديث عن الإنتروبيّ لأنّه الوحيد الذي ينبغي أن يكون معتمداً على الإتّجاه الذي يطلق عليه بسهم الزّمان. فلو كان لدينا نظام مغلق نميّز فيه ما بين الماضي والحاضر والمستقبل يختلف عن النّظام الذي يكون مفتوحاً يكون فيه الزّمان متغيّراً مع الإنتروبيّ بشكل يكون فيه التّناسب أن يقلّ الإنتروبيّ مع مرور الزّمن (كما حصل مع تشغيل فلم الفيديو بالإتّجاه المعاكس).
لقد تناولت نظريّة فريدمان نقطة من النّقاط المهمّة التي تتعلّق بالكون ومستقبله والتي ينبغي تسليط الضّوء عليها لفهم الزّمن كما شرحنا العديد من النقاط المهمّة التي وضّحت لنا هذا المعنى وأقصد معنى الزّمن. حيث تقدّم لنا نظريّة فريدمان حلّاً مهمّاً يتعلّق أو يربط ما بين التّوسّع غير المحدود للكون أو التّوسّع المرتبط بالضّغط. يكون الزّمن في الحالة الأولى ليس له نهاية أي بلا حدّ معيّن. ولا حدود لنهايته. وفي حالة مرافقة الضّغط كحالة ثانية يكون الضّغط محلّ التّمدّد أو التّوسّع بعد مرور زمن محدّد. يرافق كلّ التّغيّرات التي تحدث للكون طوال عمليّة التّوسّع، وفي أثناء الضّغط تزداد كثافة المادّة الكونيّة حتّى تصل إلى قيمة كبيرة لا نهائيّة، يتحقّق فيها التفرّد الجّديد
New singularity
ويكون العمر الزّمنيّ للكون ما بين التفرّد السّابق والتفرّد اللّاحق أو الجّديد.
وفي هذه النّظريّة نلاحظ الأهميّة الكبيرة التي تتضمّنها في الكيفيّة التي يتحدّد من خلالها مصير الكون وفق المواصفات الجّديدة. ولا ننسى ما المقصود بالتفرّد الأوليّ أو الإبتدائيّ الذي تنبّأت به بعض النّماذج التي ترتبط بنظريّة الإنفجار الكبير للكون. والتي تنصّ على أنّ التّفرّد هذا، كان موجوداً قبل الإنفجار الأوّليّ أو الإنفجار العظيم الذي حصل للكون، أي ما قبل التّشكيل أو ما قبل بداية التّشكيل لهذا الكون بل ما قبل بداية تشكيل أي كون وفق المواصفات نفسها التي ترافق تشكيل كوننا (حسب نفس منطق نظريّة الإنفجار العظيم لو طُبّق على أيّ كون بشكل مجمل على إعتبار هذه الفرضيّة أو النّظريّة صحيحة في كلّ حال من أحوال أي كون بنفس الأسلوب لنفس المواصفات ولنفس الأسباب التي أدّت إلى حصول الحدث المذكور). والتفرّد الأوّلي الذي يتطرّق إليه الباحثون في هذا المجال هو الإحتواء على الزّمكان كواحد من المكوّنات التي ترافق وجود الكون، بالإضافة إلى التّكوينات الأخرى. علماً أنّ الحديث عن الزّمكان يجب أن يكون حديثاً عن زمن قصير جدّاً يشبه الزّمن الذي تطرّقنا إليه وهو زمن بلانك والذي يكون قد سبق التّفرّد الأوّليّ مباشرة. وإذكّر بالزّمن وعلاقته باللازمن هنا: هذا الزّمن المسمّى بزمن بلانك هو الزّمن الذي تكون علاقته بالحدث لا علاقة له بما قبل الحدث، إن كان قصيراً أو غير ذلك، فاللازمن هو الذي سبق الحدث مطلقاً والذي أطلقت عليه باللازمن لتمييزه عن أيّ ممّا يذكر قبل الحدث). ولا ننسى ما لعبه ميكانيك الكمّ من دور في إظهار الكثير من الحلول للعديد من المشكلات بهذا الإتّجاه وبنفس الوقت أظهر مشاكل جديدة أدّت بالباحثين إلى القول بعدم أهميّة التّفكير بما قبل حدث الإنفجار العظيم، ومنهم هوكينغ الذي كان يردّد أن لا علاقة لنا بل لا يهمّنا أن نتطرّق إلى ماقبل الإنفجار العظيم الذي حصل للكون. بينما أرى فيه الشّيء الكثير للدّليل على الوجود بأجمعه وأهميّة وجود هذا الوجود بحدّ ذاته وليس فقط البحث بالأسباب، وإن كان التطرّق لهذا الشّيء يدخل في حيّز الإبتعاد عن منطق الفيزياء بعض الشّيء! وأقول بنفس المنطق أنّ التطرّق إلى بعض النّماذج بإستخدام الجّاذبيّة الكميّة الحلقيّة (راجع الحلقة 33 من هذه السّلسلة للإطّلاع على الجّاذبيّة الكميّة الحلقيّة)، للكشف أو لشرح بدايات الكون من خلال سلسلة يطلق عليها بسلسلة الإرتداد الكبير حيث تلعب التغيّرات أو التقلّبات الكموميّة في توسّع الكون. والسّلسلة المستمرّة من الإرتدادات إنّما هي وضع من التّكاثر الكونيّ، أي تولّد دوريّ للأكوان، حيث أنّ موتاً لكون ما يكون تهيئة لتكوين كون جديد قادم بمواصفات معيّنة قد تكون مشابهة للكون السّابق وقد تكون بمواصفات جديدة تقتضي دراستها بأساليب أخرى أو بنفس الأساليب السّابقة التي تستند على إحدى القواعد المهمّة بضرورة وجود الثّوابت المعياريّة لغرض الدّراسة مع المتغيّرات الأخرى.
ولنا عودة إن شاء الله تعالى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة: ما حقيقة المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي؟ | بي


.. حديث السوشال | مشاهدة مذهلة لأعماق الكون .. ناسا تنشر لقطات




.. ممرض يشكو سوء الوضع الطبي في شمال غزة


.. اتفاق تشاوري حول المياه الجوفية بين الجزاي?ر وتونس وليبيا




.. غزة: انتشال 332 شهيدا من المقبرة الجماعية فى مجمع ناصر الطبى