الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو هيئة دول متحدة جديدة

كامل عباس

2022 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



هبت رياح تغيير على العالم اوائل هذا القرن جعلت كل المعنيين بحياة اقل بؤسا وأكثر نعيما- يتفاءلون بالمستقبل . ذادت جرعة التفاؤل بعد حديث الكثير من المسؤولين داخل هيئة الأمم المتحدة عن انسانيتنا المشتركة الجديدة في سوق كونية اصبحنا فيها رغما عنا نتحرك فيها جميعا من أجل احتياجات الحياة بغض النظر عن جنسنا ولون بشرتنا وطائفتنا وديننا وقوميتنا واثنيتنا . كان على راس المتحدثين الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة كوفي عنان الذي طرح التساؤل التالي على هيئته عام 2001 . «إذا كان التدخل العسكري لحماية حقوق الإنسان تعدياً على السيادة الوطنية للدولة ذات العلاقة، كيف يمكن لنا أن نتعامل مع إمكانات وجود راوندا جديدة أو سريبربنتسا أخرى، حيث يجري انتهاك منظّم ومنهجي لحقوق الإنسان في شكلٍ يتناقض مع كل مبدأ من مبادئ بشريتنا المشتركة؟»..
نتج عن تلك التساؤل تشكيل لجنة من خبراء `,ذوي الاختصاص بإدارة مارك مالون براون وعضوية جوزيف شامي وجيفري ساكس قدّمت مشروعها الذي ربط بين الارهاب والفقر ومما جاء فيه
- تخفيض الفقر بنسبة النصف بحلول عام 2015 مقارنة بخط أساس عام 1990
- انهاء الفقر المدقع بحلول عام 2025 .
- مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة كي تستطيع أن تحقق تقدما على سلم التنمية الاقتصادية قبل عام 2025 .
قدمت اللجنة مشروعها الى الرئاسة وبدورها دعت الى انعقاد الجمعية العمومية لمناقشته في عام 2002 ووافق عليه 191دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة , لكن العمل على اساس توصيات الجنة لم ير النور حتى الآن. كما هو معروف للجميع.
كان تفاؤلنا مبنيا على حسن النية كون تلك الهيئة جاءت نتاج صيرورة انسانية صاعدة بدأت باتفاق وستنفاليا ومرّت بعصبة الأمم المتحدة وانتهت بهيئة الأمم المتحدة بعد حروب عديدة وامبراطوريات لاحدود لها سوى مدى مدافعها كان آخرها حربان عالميتنا ازهقت فيها ملايين الأرواح البريئة . لم تقصر هيئة الأمم المتحدة التي انشئت بعد الحرب العالمية الثانية في عملها اول تشكلها فنتج عنها الميثاق العالمي لحقوق الانسان وكثير من المنظمات الأخرى المشابهة.
كثرت الدراسات والاقتراحات من النشطاء السياسيين حول ضرورة اصلاح الهيئة بما يتناسب مع قريتنا الكونية الجديدة ليتقدم فيها القانون الدولي خطوة على حساب قانون القوة القديم وخاصة بعد هبوب رياح التغيير اوائل القرن الحالي لكن الرياح جرت بما لاتشتهي السفن . ليتبين لنا الآن أن القوى الطبقية الفاسدة في التاريخ كانت وما زالت تعمل بنفس الطريقة , طريقة الانحناء للتطور بادئ الأمر لترتد عليه بالنهاية عندما تواتيها الظروف .
أعتقد شخصيا أن عشرين عاما لا تعادل اكثر من لحظة في عمر التاريخ والظرف موات الان للضغط باتجاه اصلاح الهيئة من جديد وسأفعل ذلك بمجموعة مقالات متلاحقة تبين كيف وصلنا الى حالنا الحالي , حال عودة قادة الدول الى القوة العارية لمنع أي تغيير لا يأتي كما يريده الأغنياء والأقوياء في كل مكان .
اقدم مثالا واحدا الآن هول لبنان جنة الله على الأرض اراده الأغنياء والأقوياء ليكون محطة استجمام يمارسون فيها كل نزواتهم من اجل ذلك فصّلوه على مقاسهم و والآن تجاوز التاريخ ذلك النظام الطائفي البغيض ولكنهم مصرون عليه والانتخابات الأخرة بنفس طريقة المحاصصة الطائفية خير شاهد على ذلك , اما ان يسمح للبنان ان يتجاوز طائفيته ويلتحق بالعصر فهذا ما لايناسبهم لو لم يظل فيه واحد من عامة شعبه ,اقول عن قناعة تامة لن يسمح لأي ثورة او تغيير اَن يتم اِن لم يكن تحت اشرافهم , هذا يعني ان علينا ان نتحد جميعا كديمقراطيين معنيين بإعلاء الانساني على الطبقي لتشكيل هيئة جديدة من دول تجتمع فيما بينها على طاولة واحدة لا يسمح فيها لدولة او قطب ان يكون هو السائد , بل يكون الهّم هو تعمير ما خربوه عن طريق تنمية اجتماعية عريضة لا تسمح لمليارديريين أن يسيطروا على ثرواتنا من جديد , فقط في ظل هيئة كتلك يمكن للتغيير أن يتم لصالح الشعوب , هذا يعني أنني مازلت امينا لكل كتاباتي السابقة كون العطب في الموضوع وليس في الذات ولن تنجح ثورة الا بعد تغير هذا النظام الفاسد , كما اقول ايضا انني لست من دعاة اسقاط النظام الرأسمالي واقر
بأن واقع البشرية الحالي تسود فيه ملكية غير متساوية في المجتمع ,والحرية تعزز هذا التفاوت بسبب مواهب وقدرات الأفراد الشخصية, هنا يأتي دور الدولة لجعل هذا التفاوت في الملكية معقولا وقائما على ما يبذلون من جهود في العمل.
اعتقد شخصيا ان حرب عالمية جديدة بدأت ولن يستطيع الغرب بزعامة الادارة الأمريكية الحالية أن يُرقّع نظامنا الحالي تحت يافطة حقوق الانسان كما فعل في السابق , هم من حمى المجرم بوتين وعندما تبين له أنهم يريدونه مطية لهم اراد ان يقلب الطاولة عليهم ولنتذكر ان اول قنبلة نووية القيت على الأرض هي من امريكا وان القنبلة الثانية ربما تكون من روسيا . تك الدولتان اللتان كانتا تديران العالم بما يحفظ مصالحهما ولكن ثقافة وحضارة البشر التي وضعت بن يدي الشعوب وعيا يّصر على التغيير الاجتماعي يجعل من المستحيل ان يقبل العالم من جديد بالفيتو الذي كان ممنوحا لتلك الدولتين في السابق . لا أعرف كيف ستنتهي حماقة بوتين في غزوه لأوكرانيا بل ما اعرفه ان علينا ان نتحد كديمقراطيين بنفس القدر من اتحاد اولئك الفاسدين كي نجعل من المستحيل تركيع الشعوب كما كان الامر في السابق , ارحب باي نقد او نصائح على كتاباتي القادمة واقتراحاتي حول شكل النظام العالمي الجديد المخول بحماية المدنيين من حروبهم وقنابلهم المتنوعة واعتقد ان الفضاء العام المتاح لنا من قبل مواقع التواصل الاجتماعي يسهل علينا عملنا رغما عنهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي