الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤوس بدون ذاكرة تاريخية

عذري مازغ

2022 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في تعليق سابق قلت بان الرؤوس المنتخبة في أوربا، رؤساء الجيل الجديد، هم رؤوس مفعمة بالحيوية، لكن بدون ذاكرة تاريخية:
بايدن مثلا رئيس كهل وهذا ينفي قولي السابق لكن المشكلة هي أنه رئيس بذاكرة زهايمرية لدرجة انه اصطدم بعرض الحائط اكثر من مرة.
جونسون البريطاني سكير وحتى ان القنوات الإعلامية الغربية لا تصفه بسكير، بالنسبة لي تنطبق عليه ملامح بوريس إلتسين الروسي. شخص "سلقوط" بالتعبير المغربي
ماكرون: مراهق سياسي، لم يتموقع بعد، احيانا يبدو انه حكيم (وربما هذا تأثير مستشاريه) واحيان تبدو ان كمية التستوستيرون في جسمه اقوى من اللازم . ربما يبدو قوي في عيون زوجته وليس في عيون الفرنسيين.
ألمانيا فقدت الفها الاقتصادي والسياسي بعد غروب أنجيلا ميركل، ألمانيا تفتقد إلى امرأة تشد أذن زيلينسكي وتقول له بأنه صغير على الحرب مع دب روسي (لقد فعلت ذلك مع الرئيس الأوكراني السابق: "لا نستطيع محاباة طموحاتك").
ظهر أمس رجل بذاكرة تاريخية في ألمانيا وقال حرفيا انهم يقدمون فوهاة بنادقهم إلى أرجلهم (التصريح لرئيس الحزب الديموقراطي الإجتماعي الألماني:" "موسكو تتحدث منذ 20 عاما عن استحالة انضمام أوكرانيا إلى الناتو. وتشدد على أنه لا يجوز نشر صواريخ أمريكية على الحدود الأوكرانية- الروسية" ثم ذكر بامر خليج الخنازر بكوبا).
فنلاندا والسويد تسقطان في حرب مجانية تحت ضغط ظاهرة الزهايمر الأمريكية والسكير جونسون تحت يافطة الأمن القومي. الأمن القومي عندي هو ان أكون محايدا وتصريح القائم بسفارة أوكرانيا في المغرب انه يريد دعما عسكريا منا هي وقاحة سياسية وليست ديبلوماسية: في فيلم وثائقي لمؤسسة جيوغرافيك صدمنا بأمر غريب: لبؤة تحتضن حمل غزال عوض ان تفترسه بسبب غريزة الأمومة: الفيمينزم احيانا شكل للرقي الإنساني ضد غريزة التوحش: لا أقصد ان تكون اوكرانيا حملا، اقصد أن على سياسيي اوكرانيا تقييم وزنهم: العلاقات الدولية تفترض على الدول ان تحمي مصالحها وليس ان تخوض حروبا بالوكالة ، هذا المسؤول الاوكراني يعرف حجم بلده ويعترف في تصريحه ان روسيا دولة قوية عالميا "ويتطلب الأمر مواجهتها عالميا" إنه وحي التستوستيرون: بوحي امركي انتفخت قرونه ونسي انه يدمر كل العشب تحته .
ولد الفكر التركيبي بشكل قوي في اوربا بعد الحرب العالمية الثانية او إبانها، نعم ولد قبلها في زمان الثورات الأوربية لكن لم يكن بنفس الحدة كما في الحرب العالمية الثانية وكان مبدأه التالي: لماذا نتقاتل؟ لم يكن هناك جواب مقنع إلا بعد إحصاء الضحايا، هناك مقولة ماركسية متجدرة: "إن الصراع الإنساني بشكل عام هو حول الطعام" هذ قبل أن يسميه فيما بعد بأنه صراع طبقي: الآن الرأسمالي (دائما هذه المقارنة لا تعجب احدا لكن لا بأس ان نستأنس بها مادامت تتناسب في التحليل)، الرأسمالي دائما ينفث بوله في كل بقاع الأرض: يسمي ذلك ب"الامن القومي".
التوهج الإنساني في القرن الحالي يفترض ما يناقض هذا، لم نعد وحوشا: كل الناس لها الحق في العيش: كنت ضد الحرب الأمريكية في العراق ليس لاني اؤيد صدام حسين وهو بالمناسبة أسد صغير له نفس عقيدة التبول، بل لاني ضد قتل الإنسان مهما كان في مساحة بول اسد معين. السؤال التركيبي هو: هل نحن لم نترقى إلى فهم حق عيش الآخرين؟ ماذا يعني الأمن القومي؟ إنها ببساطة نازية وعنصرية اخرى (عولمة العنصرية). والسؤال بشكل عام هو: هل نحن متوحشون لم نغادر بعد غريزة التبول في مناطق الآخرين؟
السيد القائم بأعمال أوكرانيا: خض حربك، ليست حربنا: إسرائيل أيضا قوة عالمية، أنت ساندتها وليس ساندت قوة ضعيفة مثلك: التعايش بدون حدود امر رائع، الأرض كالشمس، كالهواء والماء، ليسوا ملكا لأحد، هذا هو الموقف الإنساني .
بالحدس فقط، في مقال سابق لي بالحوار المتمدن، تكلمت على ان حرب اقتصادية ضد روسيا هي حرب فارغة، لست خبير اقتصادي لكن لي حدس وتقييم للاقتصاد الحقيقي: القيم الحقيقية للإقتصاد هي السلع والمتوجات الحقيقية وليس طبع تلك الاوراق الملونة الساحرة التي تسمى اليورو أو الدولار أو حتى تلك النقط الرقمية: التجارة في البورصة بالحدس عندي تعني لعبة قمار "بوكر" آخر. هذه ليست عقيدة ابي وهو برغم أميته إنسان اركيولوجي رائع، سالني ذات يوم لماذا ادخن، اجبته بأن الدخان له نكهة خاصة، قال لي ببساطة أنه ترف، قال لي بأني اتمثل بالآلات البخارية.
روسيا قارة بحد ذاتها وتستطيع ان تتكامل اقتصاديا مع اتحاداتها دون الغرب وامريكا، إن المشكل الرئيسي في العالم هو المجاعة: ان تجبر دولة في حصار اقتصادي على أن تكون جوعانة وروسيا تملك القمح وتملك المصادر الطبيعية وتملك القوة البشرية وتملك الطاقة والصناعة: يمكنها ان تغلق حدودها دون هذا العالم وهي لم تمارس حتى الآن هذا الأمر: بوتين يعرف قيمة بلده ولا يحرق الاوراق كلها مرة واحدة، هو سادي يعجبه العبث مع الرؤوس الساخنة: في كل مرة يفاجئهم بورقة ما وهذا ما لا يدركه شبان السياسة في أوربا الذين أقول عنهم بانهم بدون ذاكرة تاريخية، شبان بذاكرة المحفظة المدرسية والنفخ في ال"أنا" المفعمة بالتستوستيرون ، ذلك الهرمون الذي ينفخ في القرون عند ذكور البقر . سأنهي هذا المقال برغم ان لي طاقة أكثر في الثرثرة!
لا تزعلوا مني كما يقول المصريون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر