الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصدر بينَ الكُرُب:- 

انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)

2022 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ان مسألة الوطن هي قضية شاقة، شاقة بالنسبة للدول المتحضرة فكيف لو كانت بالنسبة للدول التي لازالت تناضل من أجل حياتها وقيمها واستقلالها؟.



المتغيرات العكسية تعصف بين فترة وأخرى بأوضاع البلد، والمستقبل يُنبئ بتقارير ليست مريحة والواقع بدء يتشنج دون مرونة.



عصفٌ سياسي من جهة، وعصفٌ مجتمعي بالجهة الأخرى.

الدول الراعية للمصالح العراقية تتجه وفق سياستها الخارجية على أسس ليست ثابتة،فالمعادلة العراقية واقعة تحت أُس الصراعات.



فصائلٌ موالية وأخرى محابية والشعبُ جميعهُ يمتلك السلاح، تحييد فوضى السلاح مشروطة بقوة الدولة، والدولة التي لا تسيطر على السلاح تسيطر الفوضى عليها.



برلمانٌ ضائع يهش وينش بقوانين " غير ملزمة " لأعضاء البرلمان نفسه، وطاقمٌ برلماني غريب الأطوار لحد اللحظة. تشعر انه جاء الى الامتيازات فقط، وغير مصدقٌ بنفسه إنه صار بمنصب برلماني! واقعٌ تحت زهو القبة وطمع الغنيمة التي ينتظر الفرصة ان يفترسها!.

مع حكومة لاتعرف مصيرها أهي تصريف اعمال ام واقع حال؟.



تجاربٌ سابقة مريرة وكلما يُعادُ سيناريو تجربةٍ ماضية، لا احد يتعض من وقاحة الشر ومصير الأجيال، ويتم إعادةالأخطاء وكأن خطأً لم يكن!.



مقتدى محمد الصدر يراقب الأحداث، ترده التقارير من طاقمه السياسي، ويطلع على مجريات الأمور الأمنية من طاقمه الجهادي، ويشارك الملفات الوطنية مع حلفاءه، ويدير الجانب العقائدي " الشيعي " مع ثقاته بالمذهب.



يتابع التقارير العالمية ومستجداتها ويقرأ آخر الأخبار الداخلية والفاعل الاجتماعي وعادةً ما يكون هذا الفاعل سلبي من جوانب عديدة ضمن أنتهاكات وتجاوزات مدفوعة لزعزعة الاستقرار.



يتابع الواقع الاجتماعي وانفعالاته ودرجات بؤسه.

يقيم الأحداث وفقًا لمرتكزاته التي هي :-

الجانب العقائدي ( الرباني )

الجانب السياسي ( الاصلاحي )

الجانب الاجتماعي ( الوطني )

يدمج مقتدى الصدر بين هذه الثلاثية ليخرج بخطاب متوازن معتدل يهيأ من خلاله مساحة كافية للاحتواء والحل.

فهو يشعر بمسؤولية الجمع، وليس بمسؤولية الجماعة.

بمعنى :- انه مسؤول عن الشعب بكل طوائفه وليس حكرًا على تياره الصدري.

لذلك هو :- يوازن تلك المهمة للحفاظ على بنية الشعب التكوينية بمختلف توجهاتها.

لكنه يصطدم بمعول هدام لتلك البنية من أعداء او مبغضين او خصوم سياسيين، فهولاء وجمهورهم لا تعنيهم تلك التوازنات بشيء ، ولن يهتموا إلى مراعاة النسيج الحاضن للوطن وهي " الهوية الوطنية " هم يرتكزوا على العلاقةالزبائنية بينهم وبين جماهيرهم الذين استحوذوا عليهم بشتى الطرق.



عند هذه الرؤية يقف الصدر ضمن مسافة التحليل للظروف التي استجدت ، من صيفٍ تفيد التقارير بأنه سيكون سيء،وبين متغيرات المناخ والندرة المائية والشحة التي تحاول ان تعصف بالبلاد، وحتى ظروف تشكيل الحكومة الى ملفات الاقتصاد والفساد والتدخلات والامن وفورة الشعب الى مصير هذا البلد ومستقبل الأجيال حتى العامل الإقليمي المؤثر.



هذه كُرُبات وليست ملفات، وهي شائكة ومعقدة وليست قابلة للحل، تاريخيًا وحاضرًا.

يجد نفسه ملزمًا بمسك الخيوط للحل وان كانت مستعصية، اينما وجد متنفسًا لذلك، اينما حصل على مساحة حل يبادر قبل فوات الأوان لشغل الفراغ وايجاد الحلول التي يمكن ان تعبر عتبة الأزمة.



لكن :- الرجل يحاول فيما ابتدأه من مشروع وعلى مستويات عديدة لرأب صدع الفراغ (الخدمي والقيمي والسياسي) لكنه يواجه بآلة الصد الدولية والداخلية.



يشعر الآن بأنه ادى ما عليه واكتسب مهارة النجاح على خصومه وأعداءه، وحاول ان يقدم مافيه مصلحةً للآخرين، لكن الآخرون وسعوا فوهة الانشقاق وتمترسوا ضده بكسر مفاتيح الحلول.

يعلم الصدر ان القوة التي يمتلكوها الآن باتت قوة ليست هينة، فهم مدعمون بقوة ( المال الوفير، والسلاح الكثير ،والرجال بإعداد هائلة ). فضلًا عن ان {ميزان القوى بالاحتكاك المباشر ليست بصالحه}. ألا ان يدخل طرفًا ساندًا….

وبين كل هذا عليه ان يجد حلًا للإنقاذ وتسويةً لصالح مستقبل الشعب ضمن مبادرات السلام التي ينتهجها.



يصر هذا الرجل على ان يكون منتج للحلول، وغيره منتجين للأزمات، وفاعلين مؤثرين في عدم استتباب الأوضاع وتحريك أفعى الانقسامات والتجزئة للهوية الوطنية على اسس طائفية وتبعية وتغذية العنف الاجتماعي لخدمة مصالح دول المنطقة!.

وبالتالي فإن انعكاسات هذا الحال سينتج ربح لمشروع التشدد والتعصب، على حساب مشروع التمدن والمرونةوالانفتاح الصدري.



واقعٌ محزن ان تحاول أستعادة الحياة لأرضك وشعبك، وتجد كل هذه العقبات تقف في طريقك مبعثرة لجهود السلام والنوايا الحسنة.

لايزال ابن محمد الصدر بين الكروب العصيبة منتجًا للحلول، وكلما أشتدت الأزمات اشتد قلقي على سلامته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في