الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفيون الشعوب !!

حسن مدبولى

2022 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سأظل مقتنعا بأن مقولة الدين أفيون الشعوب مقولة هلامية ساقطة لا تمت للواقع بصلة، وذلك لإن العصر الحديث قضى ببساطة على كافة محاولات إستخدام المصطلحات والعبارات الدينية بواسطة الساسة لإرغام الناس على تقبل الواقع وتحمله انتظارا وصبرا لنيل المثوبة والأجر والفرج، وكذلك أنهى على أى فرصة لإستخدام نموذج رجل الدين الموالس للفساد والمؤيد للطغيان فى التضليل والتعمية والإلهاء ، وعلى العكس من ذلك فقد أصبح الدين المقبول والمطاع لدى معظم الناس خاصة فى العالم العربى والإسلامى، هو ذلك الدين الذى يؤكد على نصرة الحق ورفض الظلم والفساد و يدفع رجاله دفعا لكى يردوا على تغول السلطات الحاكمة وقهرها للناس،وقد وصلت الرسالة مبكرا إلى قوى الفساد المحلى والإقليمى والدولى ، فبادرت فى كل مكان بالتخلى عن إستخدام الدين بشكل عام،و عملت بكل قواها على تهميشه ومحاصرته والسخرية منه والتنكيل بمن يجرؤ على مصمصة الشفاه حزنا عليه،ثم ولملء الفراغ الروحى تحول الإتجاه إلى البحث عن طرق أخرى أشد تأثيرا على سلوكيات وتصرفات وردود أفعال البشر وليس لها أية أعراض جانبية ،وكان من بين الطرق الناجزة فى هذا الخصوص إستخدام كرة القدم ومنافساتها المزيفة وتعاليمها وقوانينها المقدسة وكهنتها وشيوخها ومفتوها وحكامها الذين يملكون مفاتيح السعادة ، وذلك كبديل آمن ومضمون للسيطرة على الناس وتدجينهم وحرف توجهاتهم ،وتحويلهم إلى سفهاء وفاسدين بمعنى الكلمة يأكلون السحت ،ويهللون للباطل،ويقاومون الحق ويحاربونه ،وبالتالى مرت كوارث عظيمة مرور الكرام دون مسائلة أو عقاب ،وبات الناس على إستعداد للتنازل عن أعز ما يملكون من أجل الفوز المبين ببطولات وهمية لا تثمن ولا تغنى من جوع،
فالعودة مرة أخرى لإستخدام الدين ومفرداته للتغطية على الأحوال المتردية التى ستصل بنا إلى مرحلة طهي وأكل أوراق الشجر ، تعتبر مسألة عجيبة معادية لحركة التاريخ، ومعاكسة لإتجاه الريح ،وغير مجدية ، ومتقادمة لا يمكن إعادة تدويرها ، ولن يجنى أحد من ورائها سوى المزيد من السخرية والسخط والفشل الذريع ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مولانا
عدلي جندي ( 2022 / 5 / 23 - 21:06 )
فضيلتك عايز تقول ايه بالضبط..!!؟
يمكن فضيلتك عايز توضح و تقول انه لولا الدين الصحيح (.....)ف بلادنا لصرنا مفسدين ف الارض زي المانيا وسويسرا ويمكن زي فساد اليابان كمان


2 - الخليفه
كامل حرب ( 2022 / 5 / 24 - 04:02 )
من الواضح ان الاخ حسن يتوق الى دوله الخلافه البدويه اياها , تأكد اخ حسن ان هذا زمن ولى وانتهى ولامكان للخلافه الاسلاميه بأى حال من الاحوال فى زماننا , لامانع ان تسرح فى الخيال وتتوهم اشياء لاوجود لها لزوم الفرفشه والتفاريح واحلام اليقظه

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س