الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....33

محمد الحنفي

2022 / 5 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الوضوح في الممارسة يستلزم الوضوح في الفكر:.....4

ومعلوم: أن الفكر، والممارسة، متناقضان، أو متقاطعان، أو منسجمان؛ لأن المناضل الحزبي، لا يمارس ممارسة متناقضة مع الفكر الحزبي، كيفما يكون الفكر الحزبي: اشتراكيا، والممارسة إقطاعية، أو بورجوازية، أو مجسدة للتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف. وقد تكون الممارسة مختلفة عن الفكر، في نقط معينة، ومتفقة مع الفكر، في نقط أخرى، وقد تكون الممارسة منسجمة مع الفكر الحزبي، جملة، وتفصيلا.

ولذلك، فالحزبيون، في أي حزب، قد يكون من بينهم، من لا يجمعه بالحزب، إلا الادعاء، كما يدل على ذلك: كون الفكر الحزبي، في واد، والممارسة، في واد آخر. ومثل هؤلاء، يسيؤون للتنظيم الحزبي، ولا يفيدونه بأي شيء، سواء كان هذا الحزب إقطاعيا، أو بورجوازيا، أو حزبا للتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، أو حزبا للبورجوازية الصغرى، أو حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

أما إذا كانت الممارسة متقاطعة مع الفكر العلمي، فإن الحزبي، من الذين قال قيهم الله تعالى: (يومنون ببعض، ويكفرون ببعض). أي أنه يقتنع ببعض الفكر الحزبي، ولا يقتنع بالبعض الآخر، مما يجعله، في ممارسته، قد يكون حزبيا، وقد لا يكون كذلك. وهؤلاء قد يقومون بعمل يضر أي حزب ينتمون إليه، وقد يقومون بعمل يقيد ذلك الحزب.

وبالنسبة للممارسة المنسجمة مع الفكر الحزبي، الذي يقتنع به، ويمارسه، سواء كان هذا الفكر إقطاعيا، أو بورجوازيا، أو فكرا للتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، أو حزبا بورجوازيا صغيرا، أو حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ومثل هؤلاء، الذين تنسجم ممارستهم مع الفكر الحزبي، لا يعرفون إلا إفادة الحزب: أيديولوجيا وتنظيمأ وسياسة.

ولإزالة الخلط بين الفكر، والممارسة، والغموض، الذي قد يسود بينهما، لا بد من الحرص على:

1) أن يكون الفكر الحزبي واضحا، وضوح الشمس في كبد السماء، حتى لا يختلط الأمر على كل من يتعامل مع هذا الفكر، في مختلف القطاعات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة، وأن وضوح الفكر، يجعل الممارسة، كذلك، واضحة للعيان، باعتبارها تجسيدا للفكر الواضح، المنتج للممارسة الواضحة، الذي يضمن أمرين أساسيين:

الأمر الأول: المحافظة على المناضلين الأوفياء، الذين ألفوا الاقتناع بالوضوح الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، في الفكر، وفي الممارسة، التي يوجهها الفكر.

الأمر الثاني: اعتبار الوضوح الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، وسيلة للتأثير في الجماهير الشعبية الكادحة، والتفاعل معها، في أفق التأثر بها، وضمان وفود مناضلين جددا، إلى الحركة اليسارية، من صفوفها، خاصة وأن نهج الوضوح، في الفكر الموجه للممارسة، يعتبر، أيضا، وسيلة للارتقاء بالحزب، وبالمناضلات، والمناضلين الحزبيين، على أساس: أن الحزب ينمو أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، وعدديا.

2) أن تكون الأيديولوجية واضحة، حتى يستطيع المنتمون إلى اليسار، والمتعاملون معه، استيعابها بسهولة، حتى تنتشر، عن طريقهم، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ومن أجل أن يصير الوضوح الأيديولوجي، وسيلة لتوسع دائرة المتعاطفين مع الحزب، الذين يعتبرون وسيلة لإفراز مناضلين جددا، من بينهم، يصيرون منتمين إلى الحزب اليساري، أو إلى الأحزاب اليسارية، حتى يطمئن المناضلون الأوفياء، على كون الوضوح، وسيلة لتطور الأيديولوجية، وتوسع، وتطور التنظيم، بالإضافة إلى جعل التنظيم اليساري، قاطرة تقود النضال الجماهيري الواسع، في أفق تحقيق المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق الصمود، من أجل تحقيقها.

3) أن يكون التنظيم واضحا، تبعا لوضوح الأيديولوجية، من أجل أن يصير التنظيم الواضح، وسيلة لاستعاب المناضلات الجديدات، والمناضلين الجدد، في أفق التوسع المرن، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ووضوح التنظيم، المرتبط بالوضوح الأيديولوجي، ينتقل بالتنظيم اليساري، من مسنوى الانحسار، إلى مستوى التوسع التنظيمي، الذي يتحول، بفعل التطور السريع، الذي يعرفه اليسار، إلى تنظيم جماهيري، لا يفصله عن التنظيم الجماهيري، إلا كون التنظيم الحزبي، يصير سياسيا، بحكم طبيعته، سواء كان إصلاحيا، كما هو الشأن بالنسبة للتنظيم اليساري الإصلاحي، أو إلى اليسار الاشتراكي، الذي يسعى إلى تحقيق الاشتراكية، والنظام الاشتراكي، أو ألى اليسار الشيوعي، يعتبر التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الاشتراكية، مجرد مرحلة ما قبل الشيوعية.

4) أن يكون الموقف السياسي واضحا، حتى يتمكن المستهدفون من استيعابه، بسهولة، من أجل أن يصير مشاعا بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين جميع أفراد الشعب، أنى كان هذا الشعب، وكيفما كان، خاصة، وأن الموقف السياسي اليساري، هو خلاصة اليسار، المؤثر في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، خاصة وأن الموقف السياسي الواضح، يهدف إلى تحرير الإنسان، وإلى تحقيق الديمقراطية، وإلى تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، وبناء النظام الاشتراكي، إذا كان الحزب اشتراكيا، وفي أفق الوصول إلى تحقيق المجتمع الشيوعي، إذا كان الحزب شيوعيا.

5) الحرص على الوضوح، في العلاقة مع الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها: الطبقة العاملة، حتى يصير الوضوح الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، جاذبا للجماهير، وفاعلا فيها، ومتفاعلا معها، من أجل أن تزداد ارتباطا بالجماهير، وأن يصير من الجماهير، ومعها.

فالحزب اليساري، عندما يرتبط بالجماهير، ويناضل من أجل الجماهير، ويقود نضالاتها، ويعمل معها، حتى يصير حزبا جماهيريا، بامتياز، لا يمكن أن يتواجد إلا في صفوف الجماهير، ومعها، أملا في تحرير الإنسان، وتحقيق الديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف جماهيرية كبرى.

والعمل من أجل التناقض، بين الفكر الحزبي، والممارسة الحزبية، في المسلكية الفردية، والجماعية، يقتضي منا أن نبني الفكر الحزبي، بناء سليما، لا وجود فيه، لما يجعل الممارسة الحزبية الموجهة بالفكر الحزبي، كنتيجة للاضطراب الحاصل في الفكر، وفي الممارسة، في نفس الوقت، حتى يسود الانسجام بينهما، نجد ضرورة:

1) الحرص على الوضوح في اللغة، وفي الفكر، بصفة عامة، وفي اللغة الحزبية، والفكر الحزبي، بصفة خاصة، أملا في إنتاج ممارسة حزبية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، تنسجم فيها الممارسة مع الفكر، نظريا، وعمليا، حرصا منا على سلامة الإنسان، في الفكر الحزبي، وفي الممارسة الحزبية، خاصة، وأن حزب اليسار، لا يكون إلا واضحا: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا. وهذا الوضوح، ومن هذا النوع، هو الذي يقف وراء بناء الفكر الواضح، والممارسة الواضحة، اللذين يقفان وراء ربط الحزب اليساري، بالجماهير الشعبية الكادحة، وجعل الإشعاع الحزبي، يمتد في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الشعب الكادح، بل وتقف وراء تحويل الحزب اليساري، إلى حزب جماهيري، بقيادة الطبقة العاملة.

2) الحرص على الوضوح الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسين باعتبار هذا الوضوح، الثلاثي الأبعاد، يجعل حزب اليسار واضحا، في علاقته مع الفكر، وفي علاقته مع الممارسة، وفي علاقته بالجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها: الطبقة العاملة؛ لأن الوضوح، بصفة عامة، والوضوح الحزبي، بصفة خاصة، وخاصة: الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، ليقف وراء كل أشكال الوضوح الأخرى، الصادرة عن الحزب.

3) أن يكون الفكر الحزبي واضحا، والممارسة الحزبية واضحة، مما يجعل الحزب واضحا، في كل مناحيه، ويجعل النضال الحزبي واضحا، ويجعل الأهداف التي يسعى الحزب اليساري إلى تحقيقها، واضحة، ويجعل العلاقة بالجماهير، والنضال فيما بينها، ومعها، واضحا، والسعي إلى تربية الجماهير، على الفكر الاشتراكي العلمي، واضحا، ويجعل الممارسة الحزبية، في الميدان، واضحة، حتى يصير الحزب السياسي اليساري، مبدعا في الوضوح، وعاملا على جعل الوضوح سمة للحزبي، أن يكتسب سمعة طيبةن عربية إسلامية عالمية، ويصير الفكر الحزبي، ممتدا بين الجماهير، ومع الجماهير، وعبر الوطن، وعبر البلاد العربية، وعبر باقي بلدان المسلمين، وعبر العالم.

4)أن يكون الإعلام الحزبي الداخلين والعام، واضحا، حتى يستطيع المنتمون إلى الحزب، استيعاب ما يصدر عن الحزب، وما يمكن أن يصدر عنه، واضحا، مما يجعل الجماهير، تستوعب بسهولة، من أجل جعل هذه الجماهير، ترتبط بالحزب، وتعمل معه، على تحقيق أهدافه المرحلية المسطرة، في برنامجه المرحلي، وأهدافه الإستراتيجية؛ لأن الوضوح في الأيديولوجية الحزبية، وفي البرنامج الحزبي، وفي الفكر الحزبي، كالشمس في كبد السماء، وتجعل كل ما في الكون، واضحا، وضوح الشمس.

5) أن تصير الأهداف الحزبية / المرحلية، والإستراتيجية، واضحة. فوضوح الأهداف، يشجع على النضال، من أجل تحقيقها، سواء كانت مرحلية، أو إستراتيجية، أو مرحلية / إستراتيجية، كما هو الشأن بالنسبة للأهداف الكبرى، التي حددها الشهيد عمر بنجلون، التي لا يمكن أن تتغير. فهي أهداف مرحلية / إستراتيجية، والمتمثلة في:

تحرير ـ ديمقراطية ـ اشتراكية.

ومعناها: أن النضال من أجل التحرير، هو، في نفس الوقت، نضال من أجل الديمقراطية، والاشتراكية. والنضال من أجل الديمقراطية، هو، في نفس الوقت، نضال من أجل التحرير، والاشتراكية، والنضال من أجل الاشتراكية، هو، في نفس الوقت، نضال من أجل التحرير، والديمقراطية. فهذه الأهداف، مرتبطة، فيما بينها، ولكن، في نفس الوقت، تشكل كل منها، هدفا مرحليا، واستراتيجيا، وفي ارتباطها، فيما بينها، تشكل أهدافا مرحلية / إستراتيجية. والعمل على تحقيق ما هو مرحلي منها، هو، في نفس الوقت، عمل من أجل تحقيق ما هو استراتيجي. وبالتالي، فإن النضال، يصير من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

ومعلوم، أن النضال من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف مرحلية / إستراتيجية، هو نضال واضح، أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، وبرنامجيا، وعلى مستوى الأهداف الكبرى، سواء كانت مرحلية، أو إستراتيجية، أو مرحلية / إستراتيجية؛ لأن كل شيء في الحزب اليساري، سواء كان إصلاحيا، أو اشتراكيا، أو شيوعيا، واضح، وضوح الأشياء في النهار.

ويمكن أن يكون المناضل الحزبي، لفكر يسير في واد، والفكر الحزبي في واد آخر. وهذا المناضل الحزبي اليساري، قد يكون إقطاعيا، أو بورجوازيا، ملزما بالدفاع مصالحه الخاصة، وبدون الاستفادة من عمله، وقد لا يلتزم بحقوق الإنسان، وحقوق العمال، خاصة، عندما يتعلق الأمر بالمنتفضين معه، في مزرعته، وفي معمله، مع أن انتماءه الحزبي اليساري، يلزمه بالدفاع عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

واقتناعه بالاشتراكية العلمية، يلزمه بالدفاع عن مصالحهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومحاربة ممارسة الاستغلال عليهم. وإذا ثبت بالملموس، أنه لا يلتزم بالتوجيه الحزبي، فإن على الحزب اليساري، أن يسائله، فيما ينسب إليه، وبعد الالتزام بالتوجيه الحزبي، وبعد احترام حقوق الإنسان، وحقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا مساءلة.

فإن ثبت في حقه ما ينسب إليه، فإن استمراره في التنظيم الحزبي، يسيء إلى الحزب، وإلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو ما يفرض ضرورة اتخاذ الإجراء اللازم، الذي يجعله يلتزم بأداء حقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وإلا فإن وجوده في الحزب يعتبر لاغيا.

ولذلك، نرى أن على الحزب، وعلى الحزبيين، أن يتحروا الدقة في إلحاق المناضلين الجدد بالحزب، حتى لا يوجد بالحزب، مروجو الممارسة، التي لا علاقة لها بالحزب، والتي يمكن اعتبارها ممارسة حزبية: جملة، وتفصيلا، حتى لا يوجد في الحزب، إلا من يصير حزبيا، عندما يرتبط بشؤونه الخاصة، وعندما يتحرك كحزبي، لتسقط ازدواجية الممارسة، من سلوك المناضل الحزبي، مهما كانت الشروط، التي يتواجد فيها. فهو حزبي، وكفى.

ويمكن أن نوفق، بين كون المناضل الحزبي، مزدوج الفكر، ومزدوج الممارسة؛ لأن كل مناضل يساري، حزب محكوم بما هو عام، وما هو خاص، في الانسياق مع ما هو عام. وعدم مراعاة ما هو خاص بالحركة، فإن مساءلته، في حالة ثبوت ذلك، صارت واجبة.

أما إذا كان يراعي ما هو خاص بالحركة، فإن الانسان المنتمي إلى الحزب، لا حرج عليه، في حق الحزب، أو الحركة التي ينتمي إليها، ما دام لا يحمل إلا فكر الحركة، على مستوى الممارسة، وما دام لا يحرم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية؛ لأن الحزبي، في جميع الأحوال، لا يهمه إلا القيام بالإشعاع للحركة، مهما كان هذا الإشعاع، وفي أي زمان، وفي أي مكان، سواء كان مقررا حزبيا، أو تم القيام به، بمبادرة من المناضل الحزبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا