الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايو: أحداث وأسماء جزائرية

سعيد هادف
(Said Hadef)

2022 / 5 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في هذا الزمن الرقمي، ولاسيما بالنسبة للأنترنوت (Internaute) فلا مجال للنسيان، كل شيء في سجل محفوظ فرضته تكنولوجيا التواصل. ثمة أحداث جزائرية وقعت في هذا الشهر، ذات بعد أممي وأخرى قومية وجهوية، كل حدث له ثقله التاريخي والإنساني.

أحيى الجزائريون يوم 8 مايو ذاكرة المجزرة التي اقترفتها فرنسا عام 1945 في حق جزائريين تظاهروا دفاعا عن حقهم المهضوم وسالت دماؤهم لتدشن عهدا جديدا في تاريخ الكفاح الجزائري ضد المحتل الفرنسي لم يتوقف حتى نال الجزائريون استقلالهم عام 1962، كما أحيوا يوم إضراب الطلبة الجزائريين المصادف للتاسع عشر مايو، تخليدا للإضراب الطلابي الذي دعا إليه الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بتاريخ 19 مايو 1956، وكان هذا الإضراب جزءًا من دعم الطلاب لثورة التحرير الجزائرية وبداية إلتحاقهم بها.

وللكفاح الجزائري محطات عديدة نذكر منها تمثيلا لا حصرا بعض الأيام، كان للغرب الجزائري قسط وافر منها في تلاحم مع تضحيات الجهات الأخرى.

تحتفل الجزائر بذكرى وفاة الأمير عبد القادر، ابن مدينة معسكر، الذي خاض منذ مقتبل العمر غمار السفر طلبا للمعرفة من فقه وتصوف وأدب، وخاض غمار الحرب ضد الاحتلال الفرنسي كما كان له في السلم مواقف سجلها التاريخ. بعد 15 سنة من وفاته ولد ابن مدينة تلمسان مصالي الحاج الذي مرت ذكرى ميلاده يوم 16، وهو الملقب بأب الأمة الجزائرية الذي انخرط في النضال السياسي وساهم في تأسيس التنظيم المغاربي "نجم شمال أفريقيا"، ثم أسس سنة 1926 "حزب الشعب"، وواصل النضال إلى أن وقع ما وقع بين رفاق الدرب، فلم ينعم بالحياة في جزائر الاستقلال ومات في المنفى.

مع جيل الاستقلال واصل جيلنا مسيرة النضال على أكثر من صعيد، واضعا آثار الأسلاف تحت مجهر النقد والتأمل، محاولا فهم التحولات ومُنقّبا عن معالم وإحداثيات تدل على درب مأمون الوجهة، درب التطور والحرية والحداثة.

مسيرة النضال في الجزائر المستقلة ظلت متعثرة ومأساوية، وكانت المنافي من نصيب سياسيين ومثقفين ستبقى أسماؤهم راسخة في التاريخ، نستعيد هنا أحد أبرز المبدعين في عالم الرواية، محمد ديب الذي خلد ذاكرة تلمسان وذاكرة الجزائر في ثلاثيته الشهيرة (الدار الكبرى، الحريق والنول)، واختار المنفى الأوروبي وطنا له إلى أن وافته المنية في الثاني من مايو 2003 في سان كلو بفرنسا. وتشاء الصدف أن ترحل اليوم السيدة شافية بودراع بطلة مسلسل الحريق (لالة عيني)، المسلسل التلفزيوني المقتبس من روايتي محمد ديب (دار السبيطار والحريق) حيث تناول مرحلة من مراحل الاحتلال الفرنسي للجزائر قبل الحرب العالمية الثانية.

ويوم أمس، مرت ذكرى رحيل بختي الذي جمعتني به صداقة قوية منذ نهاية الثمانينيات. كان بختي بن عودة ابن مدينة وهران واحدا من أبرز فرسان تلك المرحلة التي كشفت عن عطب اعتور مسار التحرر الذي دشنه أسلافنا، فتزود بما يكفي من الأسلحة الفكرية مقتحما مجال الإعلام والنقد والترجمة، محاورا وكاتبا ومدرسا حتى سقط شهيد مواقفه السلمية يوم 22 مايو 1995.

ظل بختي محمولا في ذاكرة الجزائريين والمغاربيين، ورغم كل إكراهات التخلف ظلت وهران تحمله في ذاكرتها باحثة عن معبر يفضي إلى زمن السلم والحرية والتعايش؛ إلى أن تمخضت قريحة ثلة من أبناء المدينة واقترحت يوما أمميا للتعايش السلمي تحت شعار "العيش معا في سلام"، يوم 16 مايو وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة واحتفل العالم بذكراه الرابعة هذا العام.

تلك الأيام التي خلت بقيت تزداد ضياء لتنير طريق الحرية والسلم، ولتبقى مصدر إلهام لكل من أحسن قراءة الماضي واستشرف المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في