الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاروقة الداخلية ( الاشراق النفسي)

علي الرديني

2022 / 5 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتسائل الكثيرون ان التفكير الإيجابي لم ينفعهم ولم يلمسوا تغيرا واضحا في أنفسهم ومازالوا ضعفاء أمام الافكار الغاضبة والعواطف المضطربة وحتى القيام بأفعال لترويح عن النفس كان أثرها وقتيا بممارسة العبادة ولعب الرياضة وسماع الموسيقى ومزاولة الهوايات والخروج للتنزه ومصاحبة الاصدقاء المرحين ومشاهدة البرامج الكوميدية سرعان ما تختفي نتائجها ثم يعودوا الى قوقعتهم الذهنية السابقة.
نعم نحن لا نستطيع تغير احساساتنا وعواطفنا بسهولة بمحض ارادتنا او بمجرد التفكير بشكل إيجابي مالم يصاحبه تغير في الأفعال التي تجلب مايسرنا او محاولة العمل على إسعاد انفسنا ولو اصطنعنا ذلك فاللاواعي يصدق ذلك فيعطي أوامر للجسم لتظهر مردوداته بشكل آلي وفقا لذلك مع تقبل المشاعر التي تظهر بدون ارادتنا فعند التعرض لأزمات واحداث مقلقة وامور نرتعب منها يتم إفراز ھرمون الأدرينالین فى مجرى الدم فنشعر بعدم الراحة ولمنع تدفق مزيد من هذا الهرمون ينصح بلعب دور المراقب الصديق وبدون ابداء أي مقاومة لكبح هذا الشعور.
وجدير بحالتنا العاطفية المتطرفة ان تجعل المزاج يتطابق معها فالحزن ينشط الذكريات المؤلمة والمقلقة ويزيد مخاوفنا من استمرار ذلك في المستقبل أما المشاعر الايجابية السعيدة تجلب الذكريات السارة وتجعلنا ننركز على توقعاتنا الجيدة في المستقبل.
إحداث اي تحول في حالتنا النفسية مالم ننفذ الى مستويات أعمق لنصل الى نواة ذاتنا وتغير طبعنا الباطني سيكون تحولا ظاهريا هشا لاننا مازلنا نتمركز حول الأنا الظاهرية التي تولد تيارا مستمرا من الأفكار يجرف وعينا معه فيتحكم بنا ويستنزف طاقتنا بدلا من نكون نحن المتحكمين بهذا التيار ونوفر طاقتنا لشئ انفع للنفس.
فاعزم النية على تصفية باطنك من المشاعر السلبية بمراقبة النفس ومحاسبتها باستمرار وتربيتها على الحب أولا والمشاعر الطيبة والخلق الحميد.
فعملية التغير يصاحبها ألم ولا ننسى ان الحياة لا تعطيك شيئا بدون مقابل و الألم هو المقابل الذي له دور كبير في نمونا وتطوير ذاتنا وايصالنا الى اليقظة والاشراق الروحي ومن المحزن ان نرى ان الالم عند الكثيريين اودى بهم الى المعاناة والاكتئاب الشديد لانهم لم يتعرفوا على ذاتهم الحقيقة ويغوصوا في عمقها الساشع ويدركوا مدى هشاشة الأنا الظاهرية الأنانية التي تريد التملك والسيطرة والتحكم والاستحواذ والتعالي والثأر والانتقام ومالم تحصل على ما تريد فتشعرنا بالندم وبتالي الشعور بالذنب وحزن والاستياء وعدم الرضا عن المصير فتمرض نفوسنا ثم اجسادنا ويختفي نور كينونتنا بهذه الغيوم السوداء.
حتى تصلوا الى الاشراق ورؤية الضوء الساطع في جوهركم اقشعوا عنه ضباب الأفكار والعواطف السلبية وغيروا عاداتكم الخاطئة التي تعود عليكم بالالام والاحباط والتزموا باعظم الطاقات وهي طاقة الحب واعظم حب هو حب نور الأنوار (الله) وتحقيق الاتصال به بدون واسطة على الدوام وشعور بحضوره هو الأمر الاعظم وبدونه لن ترى النور الحقيقي.
نرى الغالبية من البشر يقولوا نحن نحب الله اكثر من غيره ولكن افعالهم تدل على العكس
فذكر الله ليس هو الاكثر على السنتهم ولا طاعته متجلية في أفعالهم يذكرونه في صلوات كعادة بدون خشوع ولا يستشعروا عظمته وكماله وعليائه وإن ألمت بهم المصائب التجؤوا اليه ليحل مشاكلهم و رفعوا ايدهم في الدعاء لقضاء حوائجهم ودفع البلاء عنهم ولا نرى نفس الهمة اذا كان حالهم متيسرا وصحتهم جيدة , اتصالهم في الله عند الحاجة والمصلحة وكانهم شئ ثانوي في حياتهم.
مالم يعبد الله حق عبادته سيعبد غيره من من قيم مبادئ روحية ومذهبية وقومية وعرقية او ملذات دنيوية وجسدية وهذا سيولد العدائية والاحقاد والبغض و الحسد والطمع والجشع ونحو وتصل الى الاقتتال الحروب.
فاذا حل التعلق بغير الله اظلمت النفس , والتعلق باي شئ اكثر من الله مهما طال سيزول وعندها تصبح النفس خاوية تريد ارجاع من فقدته بعد التعلق به فتحل الأمراض فيها وربما تهلك.
ومن الامور التي تطمس نور داخلنا عدم الرضا بالقضاء والقدر وتقبل الارادة الهية والجزع والندم والشعور بالذنب والتذمر من الحظ ومن سوء الحياة واللقاء اللوم على الناس والمواقف والغيرة مما لدى الاخرين من اشياء وامور لا نملكها وقلة الصبر بدلا العمل على تغير مجرى حياتنا وتحسين مصيرنا فيها بعد الاتكال على الله وطلب التوفيق منه والتوبة من افكارنا السلبية.
بعد محبة الله يجب محبة النفس والاهتمام بها لا احتقارها بل تقديرها والرضا عنها ومحبة الاهل والاصدقاء والناس نابع من حب الله والصفح والعفو عن الاساءة ومسامحة من آذاك وظلمك وان كان هذا بينك وبين نفس حتى تحرر الطاقة السلبية المرتبط بهذا الشخص مع التمني الخير للجميع والامتنان لكل نعمة حصلت عليها سواء نعمة مادية او معنوية ونشر الخير والرحمة بين الناس والتعاطف معهم يساعد كثيرا على تفتح النفس واشراقها حتى ترى نورها بين يديك ويمتد الى غيرك فيعود اليك بكل خير.
ممارسة الحكمة يساعدنا على فهم طبيعتنا وتصفية ذهننا وضبط النفس وتخليصها من رواسبها اضافة الى الحكمة الالتزام بالسلوك الاخلاقي وطرق كسب العيش الصحيح والسيطرة على رغباتنا وشهواتنا وتحقيق الاتزان ومعرفة المسار الروحي للدخول الى ذاتنا.
وزهد مطلوب ايضا بحدود وكثرة التعبد والذكر والصوم والتأمل والعزلة لتعزيز الطاقة الداخلية والوصول بسرعة الى الاشراق الروحي
ولا تنسوا ان تتخذوا من آلامكم دافع للحب لا البغض ومن خساركم وفشلكم دافعا للتغير نحو الأفضل والنمو ومن محبة الله نبراسا لأنفسكم يضئ ظلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا