الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منطقةٌ آمنة أم ميثاقٌ مُلّي

حسين فرمان

2022 / 5 / 27
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بعد الحرب العالمية الأولى قلّص الحلفاء حدود الدولة العثمانيّة لتنحصر بالاناضول، فعقد اتاتورك اجتماعاً في برلمانه وأقر حدود دولته التركيّة الجديدة التي يجب الحرب من أجلها أيّ الميثاق الملي وهي المناطق التي يتحدث سكانها بالتركية ومسلمون والتي تشمل بحسب ميثاقهم تركيا الحالية، شمال سوريا ( الشريط الحدودي بالكامل)، شمال العراق، جزر بحر ايجه، قبرص وكذلك أجزاء من كل من أرمينيا، وإيران، وجورجيا، واليونان، وبلغاريا.
ففرض الحلفاء على اتاتورك معاهدة سيفر في العاشر من آب (أغسطس) 1920م والتي قُبلت بالرفض وخاضت تركيا على إثرها مواجهة مفتوحة مع القوّات اليونانيّة لتنتهي الحرب في تشرين الأول (أكتوبر) 1922م بانتصار الجيش التركي وتوقيع معاهدة لوزان في الرابع والعشرين من تموز (يوليو) 1923م.

ما شهدناه ونشهده من عمليات عسكرية قامت بها تركيا في شمال العراق ورغبتها في المشاركة في حرب موصل في أكتوبر 2016م التي رفضتها الحكومة العراقية ورد أردوغان حينها:"عليهم قراءة الميثاق الملّي ليفهموا معنى الموصل بالنسبة لنا الموصل كانت لنا".
وما كشفه موقع المونيتور عن نية تركيا إنشاء منقطة آمنة بعمق 30 كم في عمق العراق والعمليات العسكرية الثلاثة التي قامت بها في الشمال السوري ومنح الجنسية التركية للسوريين المتشددين من بقايا جبهة النصرة وداعش وأحرار الشام لأكثر من 76 ألف شخص وتصرّيح وزير الداخليّة التركي سليمان صويلو في أكتوبر من عام 2019 بأنّ 62% من اللاجئين السوريين في تركيا قد جاؤوا من "أراضي حدود الميثاق الملّي" حسب وصفه بأن ذلك يخولهم ليصبحوا أتراكاً، وإضافة إلى كل ذلك خطته التي تقضي بتوطين 3 مليون سوري، ولا ننسى تصريحيّ أردوغان قبل غزو عفرين: 1-"شمال سوريا كانت ضمن حدود الميثاق الملّي، ولن نسمح بقيامة كيان إرهابيّ هناك".
2- "لا تنسَوا حساسيتنا تجاه حدود الميثاق الملّي. حدود الميثاق هي حيث يوجد الآن الإرهاب في شمال سوريا وشمال العراق".
وأيضاً العمليات الممنهجة التي تقوم بها في عفرين ورأس العين وتل أبيض واعزاز والباب وجرابلس من تغيير ديمغرافي وتوطين المجنسين وبناء المستوطنات هناك وفرض اللغة والعملة والمناهج الدراسية التركيّة وربطها إدارياً بتركيا.
كلها ما هي إلا خطة لتطبيق الميثاق الملي لا أكثر، الأمر لا علاقة له لا بالحزب العمال الكوردستاني PKK ولا النظام السوريّ ولا المخلوقات الفضائيّة، تركيا دولة احتلال وتريد الاحتلال وستبقى تريد الاحتلال ، إنّ بقينا نحن شعوب المنطقة من عرب وكورد وسريان بهذه النظرة السطحية الضيقة والتخوين وإلقاء اللوم على بعضنا البعض سنتحول لأرقام على دفاتر أمم المتحدة كما حدث مع الفلسطينين وستبقى مدننا محتلة، هذا إذا لم تقم تركيا بإجراء استفتاء فيها على غرار لواء الإسكندرون وضمها بشكلٍ علني.
فأفلا تعقِلون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل