الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا: بين مطرقة التاريخ وسندان -الجيوبوليتيكيا-

محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)

2022 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


"هناك بوتين.. وهناك أنا.. وهناك الشعب". ‏"أنا منظّر وبوتين مطبّق". ‏"هناك من هو أقرب مني لبوتين، ولكن نفوذهم صفر أنا أبعد منهم لكن نفوذي أكثر"؟!*
يقولون في روسيا "ليس الخطر في عدم قتل الدب. بل في إدراك أن قتله ليس سهلاً ". فما بالك لو أصبت هذا الدب و لم تقتله؟.
من زار موسكو (سواء الآن أم في الحقبة السوفيتية) لابد له أن يندهش من التشدد في المواقف التي يتخذها الروسي بطريقة لا تعرف المهادنة، إلى درجة أن يطلق عليها البعض "متلازمة عنف" لا فكاك منها أصابت روسيا، فروسيا عاشت طيلة تاريخها تقريباً وهي تحارب ، وأن هذه الحقيقة صنعت من الروسي شخصية تعاني "عجزاً أساسياً في العيش حياة مدنية سلمية". وبدلاً من ذلك ينظر الروس، إلى كل شيء بمنظار النصر أو الهزيمة، فضلاً عن تلاقح غريب عجيب لنظريات المؤامرة والتناقض بين الانبهار بكل ما هو غربي وبين فوبيا الغرب والعداء له مع القناعة التامة لدى المعظم بأنه ينبغي إعطاء روسيا مدخلاً لفرض مقايضة تاريخية مع الغرب. وكثيراً ما يُسمع من الروس إن حياة الانسان لم تكن لها قيمة تُذكر في الفترة السوفيتية، وأن البلد لم ينتصر على النازية إلا لأن ستالين أدخل في روع السكان بأن النصر يستحق كل التضحيات مهما كانت جسيمة، ونتيجة ذلك كانت عروض النصر العسكرية في الساحة الحمراء، على الرغم من جمالها و انضباطها، ليست سوى تعبير عن ذلك الخوف من "فقدان القوة".
لقد راجت مثل هذه اللامبالاة كثيراً في الحقبة الغورباتشيفية وعكست نفسها في النكتة الشهيرة آنذاك التي تقول بأن صحفياً غربياً يسأل عاملاً روسياً عن رأيه في "تظاهرات" عيد العمال الضخمة فيقول العامل: "يتظاهرون بأنهم يدفعون لنا ونتظاهر نحن بأننا نعمل".
بحثت روسيا، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، عن استراتيجيّة كبرى جديدة، عن شيءٌ جديد-قديم لتعريف و تحديد من هم الروس؟ و إلى أين هم ماضون؟ وماهي العقيدة الجديدة الواجب تبنيها والتي تحتاجها روسيا لتعزيز مكانتها في العالم، والبروز كمركز رئيسي للتأثير في العالم الحديث، وهي الفكرة التي تشغل بال الاستراتيجيين الروسيين المؤمنين بأنه لن يتم حل أي قضية سياسية "كبرى" في العالم دون الأخذ بمصالح موسكو ومشاركتها المباشرة، ولتحقيق هذا ينبغي لروسيا أن تكون امبراطورية.. هكذا دفعة واحدة وليس "دولة جهوية" أو نموذجاً مطوراً عن كيان سيادي ثقافي و إثني أو دولة-أمة، تستمد شرعيتها السياسية من تمثيلها القومي لأمة ما مستقلة، فمثل هذا -على حد زعم دعاة الإمبراطورية تلك- سوف يصيب روسيا بأضرار لا يمكن إصلاحها، في سعيها للتوجه الإمبراطوري القومي المتعمق، وسوف يقود الروس إلى متاهة التناقضات الجيوسياسية والاجتماعية التي لا حل لها، وهذا بدوره سيجعل البناء الإمبراطوري المنطقي، العقلاني أمراً مستحيلاً. فروسيا لن تكون مستقبلا مجرد دولة كبيرة، بل عليها أن تكون شيئاً مختلفاً، من قبيل حلف استراتيجي جيوسياسي يتجاوز المعاملات الخاصة بالدولة الاعتيادية، إنها ما فوق الدولة. وهذا لا يتحقق بثورة اجتماعية كما حصل قبل قرن، بل بثورة "جيوبوليتيكية"** تخلق دولة لا مادية، لا إلحادية، ذات اقتصاد لا مركزي يكون شريكاً استراتيجياً في الاقتصاد الموجه وامتداداً غير قابل للجدل على الأرض القارية المجاورة والحدود البحرية.
تتميز هذه الصيغ التحالفية ببنية مرنة تأخذ في الحسبان الخصائص المحلية العرقية، والدينية، والثقافية، والأخلاقية بالنسبة لكل منطقة وتضفي الصفة القانونية على هذه العناصر، إذ لا معنى لوجود الشعب الروسي، كجماعة تاريخية عضوية، دون إبداع قاري يقوم على البناء الامبراطوري. ولن يغدو الروس شعباً إلا في إطار الامبراطورية الجديدة التي عليها -وفق المنطق الجيوسياسي- أن تتفوق من الناحية الاستراتيجية والفضاء المكاني على الحالة السابقة (أي الاتحاد السوفييتي). وعلى هذا فالإمبراطورية الجديدة ينبغي لها أن تكون قارية وعالمية. لذلك استوجب الأمر إعطاء الأولوية لمعنى الهوية الوطنية وقومية القوة العظمى الروسية، كعوامل دفع ضرورية لأي مغامرة عسكرية قادمة "وهذا ما روّج له بوتين لاحقاً إثر غزو أوكرانيا". فالقول "ما حاجتنا إلى هذا العالم بدون روسيا" إنما يعبر عن رؤية القوميين الروس إلى روسيا ما بعد السوفييتية، فالعالم، بالنسبة لهم يُرى من عتبة موسكو، ومن هذا المنظور يكرر الروس، بالأحرى يرددون ما يقوله بوتين، بأنهم والأوكرانيون شعب واحد، "أوكرانيا جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا وفضاءنا الروحي".. هكذا يقول بوتين -عبارة مرعبة غارقة في أكثر من ألف عام من التاريخ الديني الروسي-. فالشعب الأوكراني، مثله مثل شعب بيلاروسيا، هما فرعين من الشعب الروسي، وبعيداً عن العمق التاريخي للعلاقة بين هذه الشعوب، تبدو هذه المقولات ترجيع نوستالجي لما كان سائداً في عصر ستالين عن "صداقة الشعوب" السوفييتية منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي. ومع إعجابه بالنموذج الستاليني، لم يكن بوسع بوتين سوى إلقاء اللوم عليه (وعلى لينين من قبله وخروتشوف وبريجينف من بعده) حين ضمّن هؤلاء شرق وجنوب أوكرانيا، فضلاً عن القرم، إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية، فالهوية الروسية على حد قول بوتين في لقاء بوخارست (نيسان 2008) الذي جمعه بمجلس الناتو: الروس ليسو فقط من يسكنون في حدود الاتحاد الروسي ، بل أن الروسي هو كل من يتكلم الروسية، المنشقون القوميون في الاتحاد السوفييتي هؤلاء روس، الكتاب والمشاهير الذين سحبت منهم جنسية الاتحاد السوفييتي هؤلاء أيضا روس، سكان دونباس وخاركوف والقرم هؤلاء جميعهم روس، الأوكراني الذي يتحدث الروسية هو روسي، فالهوية الروسية تقوم على اللغة والثقافة.
وعلى هذا لا يمكن لهؤلاء أن ينظروا إلى أوكرانيا باعتبارها دولة ذات سيادة، فأوكرانيا الحالية، بزعم بوتين وفريقه، ليست سوى كيان مصطنع صممته الأوليغارشية اليهودية الأوكرانية المحلية وبدعم خارجي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وثمة خدعة كبيرة أو وهم، يشبه أي وهم قومي متطرف، يتقمصه بوتين يرى بأن الشعب الأوكراني يريد أن يعيش متحداً مع روسيا، لكن الغرب والطبقة المتنفذة في كييف تحول دون ذلك. مثل هذا الانتفاخ القومي الروسي تعود جذوره إلى ما ذكرته سابقاً من نظرة هؤلاء إلى العالم من خلال أسطورة الإنجاز السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، والتي يطلقون عليها هناك "الحرب الوطنية العظمى".
من الصعب علينا أن نفهم دوافع الغزو الروسي لأوكرانيا ما لم نتعرف على هذه المسائل الأساسية للقومية الروسية والهوية الوطنية في الفكر السياسي الروسي البوتيني الحالي وانعكاسه على التصورات الروسية لما هو قائم في أوكرانيا، إن تجاهل هذه العناصر سوف لن يقود إلى حل في المستقبل القريب وسوف يبقي مصير أوكرانيا معلقاً، فمعركة الروس من أجل السيادة على العالم لم تنته بعد وهي تعتمد على قدرتهم على التحمل، وهذا لا يدخل في حسابات مثل الحق و الباطل و الفضيلة وعلاقات الاضطهاد، لأن الأهم هو ما سيحدث وليس ما هو حاصل. وهناك في روسيا من يرى أن عدو بوتين الحالي هي النخب السياسية المحابية للغرب ولأمريكا تحديداً كما يوضح ذلك ألكسندر دوغين في كتابه "بوتين ضد بوتين". (2014) الذي يرى أن عدو روسيا الآني هو "الولايات المتحدة" التي يراها مجرد "ثقافة متخيلّة غير أصيلة منقطعة الجذور عن مداها المكاني في أرضها الحالية [فهي نقلت من أرضها لتزرع في أرض أخرى] و ليس لدولتها حالة من القداسة [ربما يقصد تبجيل السكان لدولتهم] أو التقاليد أو التربة الثقافيّة، و لكن و مع كل ذلك تحاول أن تفرض بالقوة نموذجها العنيف والفوضوي والمعادي للتقاليد والأعراق بالقوة على القارات الأخرى". مثل هذا التصور يجعل روسيا اليوم تتعبد في شرنقتها الذاتية وتنحشر في نمطين من التفكير الجيوسياسي، روسيا الأوروبية؟ وروسيا الآسيوية؟ أو في أحسن الحالات في منزلة بين المنزلتين (أوراسية). فالسؤال الذي يستوقف غلاة القومية هناك، هل روسيا دولة عظمى لأنها هي كذلك؟ أم لأن الغرب، عموماً، والولايات المتحدة، خصوصاً، سمح لها، وظيفياً، أن تكون عظمى بهذا القدر أو ذاك، لحين انتهاء الدور المنوط بها ؟
يرى ألكسندر دوغين، والذي عارض انهيار البنية السوفيتيّة وآمن-كما بوتين اليوم-، بأنّ انهيار الاتحاد السوفيتي كان أعظم و أخطر الكوارث الجيوسياسية، خلال القرن الماضي، ويجنح بخياله إلى ما يصل إلى نوع من الشطط الرومنسي حين يصف الصراع الجيوسياسي الحالي بأنه صراع بين قوتين عالميتين : قوى "الأرض القارية" و يسميها "روما الخالدة" - و التي تستند إلى مبادئ الاستقلاليّة و التكافليّة بين الجماعات المحليّة والمثاليّة، ومنح الأولويّة القصوى للصالح العام. وبين قوى "حضارة البحر" أو "قرطاج الآثمة"- المستندة إلى النزعة الفردية و التجارة و النزعة الماديّة في استحضار غريب ومنافٍ لأي منطق لتعبير "حضارة البحر" وهو ما يمكن أن يفهم منه أيضاً "شعوب البحر" بما يحمله من خلفيات تاريخية وثقافية عن الهمجية والتدمير الحضاري، ويرى دوغين أن "قرطاج السرمدية" تجسدت تاريخيّاً في الديمقراطيّة الأثينيّة والإمبراطوريتين الألمانيّة والبريطانيّة، واليوم يعاد تمثيلها من قبل الولايات المتحدة . أما "روما الخالدة" فتجسدها روسيا القوية الإمبراطورية والمزيج السلافي الآسيوي الأرثوذكسي، وبالنسبة له سيستمر الصراع بين القوتين حتى تتدمّر إحداهما تماماً كما حصل سابقا في التاريخ. ولا يمكن لأي نوع أو نمط لنظام سياسي ولا لمقدار من التجارة أن يوقف ذلك. ويؤكد أنه من أجل أن يتمكن الخير، أي "روسيا"، في نهاية المطاف من هزيمة الشر، أي "الولايات المتحدة"، فإن الثورة المحافِظة يجب أن تأخذ مكانها الجديرة به، وبهذا القدر أو ذاك يرى دوغين الحرب في سوريا على أنها المرحلة الثالثة من الصراع بين الأوراسيين "محبي روسيا" والأطلسيين "محبي الغرب"، بعد حربي الشيشان وجورجيا، وهي بالتالي قد تكون اللحظة النهائية في انكشاف الصراع مع الغرب. ويستنتج بمنطق قومي شديد التعصب بأنه إذا قبلت روسيا بالدور الأميركي في سوريا، وخانت بشار الأسد، سيكون ذلك عصفاً شديداً بهوية روسيا السياسية، وإذا حدث العكس ستكون بداية النهاية للولايات المتحدة كقوةٍ عظمى متفردة. فهزيمة روسيا في سوريا بالنسبة لدوغين ستتبعها حروب في مناطق أخرى متاخمة "للقارة الروسية" مثل إيران والقوقاز، ما يعني أنه يتوجب على بوتين عدم التخلي عن الأسد، وإلا سيكون ذلك انتحاراً جيوسياسياً له و للبلاد. فالحرب في سوريا لا تقبل حلاً وسطاً أو تفاهماً من أي نوع غير التفاهم الروسي، بل هي الطريقة الوحيدة لتأكيد الوقائع. ولهذا انسحبت روسيا من عدة معارك جيوبوسياسية للحفاظ على موقع متقدم هناك.
ويرى دوغين أن أوكرانيا، كدولة مستقلة مع طموحات جغرافية إقليمية، تمثل خطر على كل أوراسيا، وسوف يكون أي كلام عن جيوبوليتيكيا روسية بلا معنى ما لم يتم حل "المشكلة الأوكرانية"، وهو يعتقد أن الوجود المستقل لأوكرانيا بحدودها الحالية التي ورثتها عن الاتحاد السوفييتي السابق، سوف يكون أيضاً وجوداً بلا معنى ما لم يمثل حزاماً آمناً Buffer zone لحماية روسيا، وإلا سوف ينبغي إنهاء هذا الوجود الذي يمثل بؤرة عمالة وتجسس جيوبوليتيكية لصالح الغرب ومعادية لروسيا. ويميز دوغين بين غرب أوكرانيا ( أقاليم فولينيا وغاليسيا وزاكاربايتا ) "المعادي لروسيا" وهي جزء من التكوين التاريخي السلافي الغربي "الكاثوليكي"، ويلحظ دوغين النزعة الاستقلالية لهذه المنطقة بعكس شرق ووسط أوكرانيا ( دونباس وخاركوف وزاباروجيا وأوديسا ودنيبروبيتروفسك، بالإضافة إلى كييف) وهي جزء من التكوين التاريخي السلافي الشرقي" الأرثوذوكسي"*** ويعتقد دوغين أن تأمين شرق ووسط أوكرانيا ضرورة استراتيجية للحد من التأثير السلافي الكاثوليكي خصوصاً والأوروبي عموماً.
يرى دوغين أن وجود دولة أوكرانية مستقلة بحدودها الحالية ليس فقط خطر على روسيا، بل هو بمثابة إعلان حرب جيوبوليتيكية على روسيا، ولذلك ينبغي على الطبقة السياسية الحاكمة في موسكو أن تساهم بفعالية ( الحرب والغزو يعني؟) في إعادة ترتيب الوضع الأوكراني وفق النموذج الجيوبوليتيكي الوحيد المنطقي من وجهة نظر روسيا. لا شك أن مثل هذه المزاعم ليست، في الحقيقة، غرور وطموح قومي أكثر منه مشروع إمبريالي استعماري، فما يدعوه دوغين على أنه "حقيقة روسية" ليست سوى أسطورة مريحة لتبرير رؤية بوتين الإمبراطورية، على حد قول الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك****
هذه هي التربة التي غُرست فيها فلسفة روسيا السياسية الراهنة. وعبر عنها السياسي اليميني الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي حين قال إن النزاع في أوكرانيا "منحنا فرصة للعودة الى دائرة القوى العظمى. ومن الضروري أن تصبح روسيا مرة أخرى امبراطورية كما كانت في زمن القياصرة أو الفترة السوفيتية. وعندما نحقق ذلك نستطيع التركيز على تطوير اقتصادنا. ولكن علينا ان نتحرر أولاً من الغرب". ولكن هذه "الروسيا" التي حققت وتحقق عائدات ضخمة من تصدير مواد أولية، عاجزة (عمداً؟ أم سهواً ؟) عن شق طريق حديث بين موسكو وسان بطرسبورغ.. وفي عمق المدن الروسية تغلق معامل ومستشفيات ومدارس أبوابها ويرحل الرجال إلى شرق أوكرانيا للقتال من أجل عالم روسي وهمي. وتُقام لهم احتفالات توديع بمباركة من السلطات. ومازال بوتين -وهو يدرك أنه يحظى بإعجاب كل ديكتاتوريات العالم-يصر على أن يبدو أمامهم كقيصر زمانه، وهذه ما يجعله موضع إعجاب وتحبب من قادة شعبويين يمينيين مثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي أثنى على "عبقرية" الغزو الروسي لأوكرانيا. دون أن ينتبه البعض أن بوتين نفسه وفي سياق البروباغاندة عن "تطهير أوكرانيا من النازية"، أقام علاقات متينة مع اليمين الأوروبي الذي يدعم توجهاته "القومية" فمازال يقدم الدعم لماري لوبين في فرنسا، وماتيو سالفيني في إيطاليا، وغيرهما من الحركات الفاشية والنازية الجديدة الفعلية التي تنظر بحذر إلى "العولمة" بمحتواها الديمقراطي الليبرالي على الأقل، إذ ترى هذه الحركات أن القيم الثقافية تتركز اساساً في الملامح القومية للأمة وليس في معنى هذه القيم على المستوى العالمي، كما يسعى بوتين لمنح إيران "مكانة خاصة" في قيادة العالم الإسلامي (ينظر بوتين "المؤمن" بصورة إيجابية إلى الكتلة الإسلامية الشيعية: مثلما كان يرى أوباما ذلك أيضاً"، ولا عجب أن يكون الأسد جونيور من أشد المعجبين به. "هو يشبهه على كل حال"، ولا عجب أيضا أن يكون المعجبين ببوتين هم ذاتهم المعجبين بحاكم دمشق.
فإذا كانت روسيا تساهم الآن بموت السوريين بطريقة فعالة، فإنها لاشك -إذا ما تابعنا التفكير بمنطق دوغين الجيوسياسي-ساهمت ومازالت تساهم في" القتل البطيء لفلسطين والفلسطينيين" *****. وقد بات من الواضح أن الاستراتيجية السياسية الخارجية الروسية أو ما يعرف بـ"العقيدة الجديدة للسياسة الخارجية الروسية"، كما أقرها الرئيس بوتين، حذفت وللمرة الأولى، فيما يتعلق بتسوية النزاع العربي الإسرائيلي، نقطة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. لقد قررت موسكو على الأرجح ترك مسألة الدولة الفلسطينية خارج نطاقها عبر حجج تبدو "فلسفية" في معظمها حول خصوصيات مختلف الشعوب والثقافات والحضارات و أن مثل هذه القضايا "الخلافية" لا ينبغي لها أن تُستخدم كأداة لتصعيد التوتر السياسي، وهذا ، كما يقول البعض، يساعد في فهم الضراوة التي تكتسبها المعارك السياسية اليوم.
باختصار، لوثة الانتقام السياسي والأحلام الجيوسياسية الإمبراطورية أصابت النخبة السياسية الروسية، وهي لوثة انتقلت عدواها إلى أولئك الذين لا يريدون بناء حياة طبيعية داخل بلدهم أو غير قادرين على بنائها، كما كتب صحافي ذات مرة على موقع غازيتا الروسي مضيفاً أن هذا لا يمكن أن ينتهي إلا "بكارثة قومية هائلة". لم تعد موسكو تدار من قبل "مكتب سياسي" ؛فقد حلت فكرة "روسيا القوية" باعتبارها منتج نهائي لليمين المتطرف محل الشيوعية وتتشارك أفكار القومية المتطرفة مع سمة القداسة للعقيدة الأرثوذكسية المسيحية "رش الماء المقدس على أحدث نسخة من الكلاشينكوف" في إضفاء المزيد من التشدد على الموقف الروسي لتمكين روسيا من لعب دوراً مميزاً وإسباغ لقب "روما الخالدة" على روسيا. وإذا كانت الحرب من الخطورة بمكان أن تترك بيد العسكريين وحدهم، وإذا كان السؤال يدور عمن يحكم العالم، فالحرب وحدها هي التي يمكن أن تقرر ذلك، وبالتالي يمكن للحرب أيضاً أن تكون، بطريقة ما، "تصحيحاً" لأخطاء رجال السياسة، ويرى البعض أن الغزو الروسي لأوكرانيا أحد المراجعات الكبرى للنتائج الخاطئة للحرب العالمية الأولى، مثلما كان توحيد ألمانيا أحد تصحيحات أخطاء الحرب العالمية الثانية. ويخطأ بعضنا حين يظن أن هدف روسيا البوتينية هو زعزعة النظام العالمي القائم، بل كل ما في الأمر أن حاكم الكرملين يطمح بزيادة حصته "وهو يعتقد أنه جدير بذلك ويستحقه" من الكعكة العالمية، إما بالذوق أو بالعافية على رأي المصريين، ومن الخطأ عدم رؤية هذه المطامح، كما يفعل الرئيس الأوكراني، وطاقمه الحاكم، الذي يعتبر بوتين مجرد لاعب سياسي ثانوي لا يختلف عن سلفه يلتسين، ومن هنا نرى الخطاب الرسمي الأوكراني يراوح بين التصريحات غير الواقعية والمطالبات اللاعقلانية بالدعوة إلى "شطب" روسيا والحضارة الروسية وكل ما هو روسي، بل التدمير المادي لكل ما هو روسي، من التاريخ، بالمعنى الحرفي للشطب والتدمير، دون أن يعيروا انتباههم لتحذير بوتين " ما حاجتنا إلى عالم ليس به روسيا!". يريد هؤلاء أن يكرروا ما فعله الرومان بقرطاج ذات حرب حين رشوا أرضها بالملح بعد الاستيلاء عليها كي لا ينمو شيء على أرضها . يقول أرنست رينان" ليست الأمم جديرة بالعناية الإلهية، فهي بدأت وستنتهي".. نعم بدأت وتبدأ وستبدأ الأمم دون تدخل الآلهة.. وبعكس الحكمة التي يطرحها جوزيف ياكوب ******بأن (الحركات الأقلوية تتكاثر في كل مكان بطريقة معبرة , فتترنح الأسس القومية للدولة و تتفكك الدول الاتحادية)، نجد روسيا تسير في طريق الإمبراطورية. ربما يكون ما سبق صحيحاً في سياق انهيار الاتحاد السوفياتي و ما تلاه من نزاعات الدول "الصغيرة" ما بعد الكولونيالية.
ولكن، هل فعلاً روسيا ستتفكك إلى ما بعد دول قومية أقلوية؟. مازال هناك من يزعم أنها ستبقى بفضل هذه الآلهة التي تحدث عنها رينان، إذ يكفي أن نلتفت جنوب الشام، على طريق الحجيج، لنلحظ ذلك
................................
*عبارة كررها المفكر الروسي المشهور ألكسندر دوغين أكثر من مرة خلال برنامج الإعلامي علي الظفيري "المقابلة" الذي عرضته قناة الجزيرة (https://www.youtube.com/watch?v=YKlLoEKpcZw : روسيا بين مطرقة الجغرافيا وسندان الأيديولوجيا، وكذلك https://www.youtube.com/watch?v=t1hTmdy1fe8: المقابلة | تأثير نظريات المفكر الروسي ألكسندر دوغين على سياسات بوتين في الحكم - الجزء الأول، و https://www.youtube.com/watch?v=UnMIDGZv8tw: المقابلة | المفكر الروسي ألكسندر دوغين يتحدث عن النظرية السياسية الرابعة - الجزء الثاني). تقوم أفكار دوغين على ما يدعوه "النظرية الرابعة" The Fourth Political Theory كمقولة سياسية وفلسفية تتجاوز العقائد الإيديولوجية التي سيطرت على الفكر السياسي "الأوروبي الغربي" طوال العقود الثلاث الماضية وهي الليبرالية: بصيغتها الحديثة "النيوليبرالية والعولمة والقطبية الأحادية"، والماركسية: بصيغتها "الشيوعية السوفييتية"، والنزعة القومية: بصيغها الفاشية والنازية. ويعتقد دوغين أن هذه النظريات الثلاث تمثل بحق "روح الحضارات الأطلسية البحرية" لخلق نموذج حكم يقوم على الخصوصية الثقافية والحضارية التقليدية المتعددة، لاسيما الدينية المميزة الحضارات الأرضية البرية (يقسم دوغين العالم إلى أربع مناطق متنافسة هي: الأمريكية، الأفروأوروبية، الباسيفيكية الآسيوية، والأوراسية, وهذه الأخيرة هي التي يركز عليها جلّ نشاطه الفكري)، وبالتالي يجب وضع نموذج جديد، وهو النموذج الذي يعتمد على مركزية الدولة والثقافة ضد العولمة والسوق المفتوح التي تدعمها "النيوليبرالية" والدوائر السياسية والاستراتيجية في الغرب، وحتى الشركات الرأسمالية والمشاريع التقنية العالمية التي تحمل داخلها توجهات ثقافية مماثلة لما طرحه هراري حول فكرة الإنسان الإله، التي تزعم بأن الإنسان المعولم هو وحده القادر على تجاوز الدولة والثقافة وحتى الجنس لصالح نموذج إنساني منفتح يتجاوز الضعف والنقص البيولوجي من خلال الاندماج بالتقنية وتطوير قدراته البصرية والسمعية وحتى الإدراكية. وتشكل نظرية دوغين مصدر إلهام للساسة الروس لخلق تحالف أوراسي يجمع كل من روسيا والهند والصين وإيران ضد الهيمنة الأمريكية.
** ألكسندر دوغين: أسس الجيوبولتيكا: مستقبل روسيا الجيوبوليتيكي The Foundations of Geopolitics: Russia’s Geopolitical Future. دار الكتاب الجديد، بيروت 2004، ترجمة: عماد حاتم. (يمكن تحميل الطبعة العربية من الكتاب من خلال الرابط https://t.me/kalam_jadid/870 ). ظهر الكتاب بطبعته الأولى باللغة الروسية في العام 1997، ويتألف من مقدمة وثمانية فصول، حاول الكاتب أن يعرّف معنى "الجيوبوليتيكا" كحقل معرفي قابل للمقارنة مع منظومة العلوم الأخرى، فتظهر "التضاريس الجغرافيّة"، باعتبارها مصيراً محتوماً للشعوب التي تنتمي لها، مكاناُ يلعب دوراً بارزاً في تأسيس الأنطولوجيا الإنسانية، يقع الإنسان في صلبها وهو المعني أصلاً بتعيين المكان، ومن أجل ذلك لابد من وسيلة، ربما تكون ميكيافيلية نوعا ما، لتنظيم هذا الاجتماع الإنساني، لو استعرنا التوصيف الخلدوني، وهذه الوسيلة يدعوها دوغين "الجيوبوليتيكا" وهي توصيف أداتي لوجهة نظر السلطة، وهي أيضاً، باعتبارها حقل معرفي، علم السلطة وغايتها السببية. ويتطرق دوغين، من خلال دمج المفاهيم الإثنية والعرقية والدينية والتكوين الروحي للأفراد والشعوب، والإحالات العديدة والكثيرة إلى المصورات والخرائط وجهود الباحثين المختلفين ليستخلص ما يشير إلى "الفرادة العرقية الروسية" وإلى روسيا باعتبارها قلب الأرض “heartland” كصفة هامة ومميزة لها تحسدها عليها بقية الأمم والأقوام والشعوب والدول. ويصل إلى خلاصة ترى بأن على روسيا أن تستجمع قوتها الجيوبوليتيكية " اقرأها الإمبراطورية"، والحذر من كتلة الأعداء "يجمعهم دوغين في مجموعة غريبة عجيبة تبدأ من الصين ثم الغرب "أوروبا" وصولاً إلى الإسلام"، وهذا ما يجعله يتجه نحو ما يدعوه " تكامل روسيا مع آسيا الوسطى"، وسوف تبني روسيا سياساتها عبر "محاور شعاعية تكاملية" تربطها بالعواصم التي ترى فيها تكاملها الإمبراطوري وهي : محور موسكو -برلين، محور موسكو -طوكيو، محور موسكو -طهران، ومن أجل أن تكون هذه المحاور متساوية الأهمية والفائدة، سوف ينبغي على موسكو ضبط ورسم محيط الدائرة الجيوبوليتيكية تلك من خلال تجميع، أو ربما (إعادة) تجميع الإمبراطورية الروسية، والعودة إلى الدين والقومية، وتوسيع الأفاق الاقتصادية والعسكرية للإمبراطورية.
***منذ أن بدء الغزو الروسي إلى أوكرانيا والحديث يكثر عن تاريخ الشعوب السلافية وإمارة "كييف الروسية". وتقول الحكاية أن ثمة امبراطوراً بيزنطياً يدعى "باسيل الثاني" تعرض لخيانة ضباطه، فخشي من انقلابهم عليه فاستعان، على إخماد تمردهم، بالوثنيين الروس، أعدائه، بزعامة أميرهم "فلاديمير"، الذي كان مقره في كييف، ووعده، إن انتصر عليهم، أن يزوّجه أخته، وافق فلاديمير على الصفقة، غير أن الشرط كان، عدا النصر على المتآمرين، أن يعتنق الأمير الروسي المسيحية.. وهذا ما كان، حيث رجع فلاديمير إلى كييف مزهواً بنصره وبعروسه، وأمر بأن يصطف سكان المدينة على ضفة نهر الدنيبر من أجل أن يتعمدوا ويدخلوا في المسيحية.. تقول الحكاية أن هذا حصل في العام 988 ميلادي. وبعد هذه المعمودية جاء التاريخ ليلعب لعبته "لا يستطيع التاريخ أن يقعد عاقلاً عند الأحداث المفصلية" فانتشرت المسيحية الأرثوذكسية في السهوب الروسية واندمجت بتمجيد روسيا وحبها بوصفها الوطن "الأم" للقبائل السلافية، وهكذا أعلن السلاف "المسيحيون الأورثوذكس" بطلهم القومي فلاديمير قديساً بعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية على يد العثمانيين، واعتبروا أنفسهم الورثة الطبيعيين لها، لقد كانوا، في الحقيقة" ينظرون إلى أنفسهم على أنهم "روما الثالثة" (لاحقاً سيصف ألكسندر دوغين روسيا بأنها روما الخالدة). وفي العصر الحديث، لم تسطع الشيوعية السوفييتية القضاء على "الروح الأورثوذكسية الروسية، فشهدت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بناء و(إعادة) بناء آلاف الكنائس، فبدأت مرحلة ازدهار للمسيحية في شرق أوروبا تقريباً، في الوقت الذي كانت تتراجع فيه في الغرب، والأمثلة أكثر من أن تحصى، ففي العام 2009 تفاخر البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بأنهم كانوا يبنون ثلاث كنائس يومياً، كما أنه تم افتتاح كاتدرائية للقوات المسلحة خارج موسكو في ساعة. وباركت الكنيسة "عودة القرم" في العام 2014. إن معمودية "كييف روس" تلك مازالت تعيش في قلب "الإحياء" المسيحي باعتبارها الحدث المؤسس لتشكيل الروح المسيحية الروسية وبالتالي تكون الحرب في أوكرانيا بمنزلة مهمة روحية يقوم بها بوتين "الرئيس المؤمن" سَمِيّ القديس فلاديمير (لعل هذا يفسر أيضاً الرغبة المحمومة في بداية الحرب للسيطرة على كييف، " أم الوطن السلافي" و "أم المدن الروسية كافة") وهو لا ينكر ذلك، بل يصرح بأن الخيار الروحي الذي اختاره القديس فلاديمير " لايزال يحدد مدى تقاربنا إلى حد كبير اليوم". فالأمر كله يتعلق بأوكرانيا، الموقع المتخيل للكنيسة الأم لروسيا. لكن الخيال العلماني الغربي لا يحب أن يفهم الأمر هكذا. بل هم ينظرون إلى بوتين على أنه شخص مغامر بلا عقل ولا قلب، ويبدو أن هذا التنميط ليس سوى تعبير محبط للقول "إننا لا نفهم ما يجري"، وأن وقوفنا القوي إلى جانب أوكرانيا هو بمثابة هزيمة لبوتين، الذي سنهار عاجلاً أم آجلاً بتأثير العقوبات وهم يعلمون أن كاسترو لم يمت بسبب العقوبات ولا صدام حسين أيضاً.
****انظر ، https://www.project-syndicate.org/commentary/europe-unequal-treatment-of-refugees-exposed-by-ukraine-by-slavoj-zizek-2022-03، يعبر جيجيك في مقالته هذه عن استيائه من تلك المقاربة" الأوروبية" الكارثية والبغيضة التي ترى أنه يجب على أوروبا أن تحمي نفسها من "غير الأوروبيين" (كما تذكر، على سبيل المثال لا الحصر، تغريدة للحكومة السلوفينية في الخامس والعشرين من شباط المنصرم [ حذفت التغريدة بعد احتجاجات عديدة] )من خلال التمييز بين نوعين من المهاجرين، النوع الأول هم "من يشبهوننا، أي الأوكرانيين الذين يعرفون كيف يستخدموا ورق التواليت ولا يطبخون على أرضيات غرفهم لأنهم "يأتون من بيئة تختلف تماماً في معناها الثقافي والديني والتاريخي عن تلك التي يأتي منها الأفغان" وهؤلاء جزء من النوع الثاني من المهاجرين "غير الأوروبيين"، أو ما صرح به علانية رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف: “هؤلاء (اللاجئون الأوكرانيون) ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم… هؤلاء الناس أوروبيون. هؤلاء الناس أذكياء، ومتعلمون هذه ليست موجة اللاجئين التي اعتدنا عليها -أناس لم نكن متأكدين من هويتهم؛ أشخاص لهم ماض غير واضح، والذين يمكن أن يكونوا حتى إرهابيين". ويتابع جيجيك القول أن ما ينبغي أن يثير قلقنا الآن -بالإضافة إلى الموقف البغيض من اللاجئين هو" أن التطرف الذي نشهده، لا سيما لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليس تطرفاً بلاغياً فحسب. وقد حسب كثير من اليساريين الليبراليين، الموقنين أنَّ كلا الطرفين يعلمان أنهما لا يستطيعان تحمّل كلفة حرب كاملة، أنَّ بوتين كان يخادع عندما حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية. وحتى عندما وصف بوتين حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّها “عصابة من المدمنين والنازيين الجدد”، ظنَّ معظمهم أن روسيا لن تحتل سوى جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين المواليتين للكرملين، أو أنها سوف توسع، في أسوء الأحوال، هذا الاحتلال ليطال كامل منطقة دونباس. الآن، إن بعضاً ممن يدعون أنفسهم يساريين (ولستُ منهم[ والحديث لجيجيك]) يلقون باللوم على الغرب لأن الرئيس الأميركي جو بايدن كان محقا بشأن نوايا بوتين. وحجتهم في ذلك معروفة: كان الناتو يطوّق روسيا على مهل، من خلال إثارته للثورات الملونة في المحيط الروسي القريب، دون الأخذ بعين الاعتبار لمخاوف بلدٍ مثل روسيا تعرضت لهجوم غربي في القرن الأخير."
***** العبارة مستوحاة من مقالة لإدوارد سعيد نشرت في جريدة الحياة (10 آب/ أغسطس 2002). والشيء بالشيء يذكر في السياق الأوكراني ، ما أوردته صحيفة "يو إس إيه توداي" من أن صورة انتشرت على نطاق واسع لبناية عالية في أوكرانيا تعرضت لقصف روسي تبين، فيما بعد، أنها بناية سكنية في غزة هدمها سلاح الجو الإسرائيلي في أيار (مايو) 2021. فضلاً عن تذمر وشكوى وزير الخارجية الأوكراني للسفير الإسرائيلي في كييف، في بداية الغزو، من "إنكم تعاملوننا مثل غزة"؛ وعبر الوزير عن غضبه بسبب عدم إدانة إسرائيل للغزو الروسي وأن إسرائيل "لم تهتم سوى بإخلاء مواطنيها من البلد" (هآرتس، 17 شباط /فبراير 2022). وكان ذلك مزيجاً من الإشارة إلى إجلاء النساء الأوكرانيات المتزوجات من فلسطينيين من قطاع غزة أثناء العدوان، وكذلك تذكيراً لإسرائيل بدعم الرئيس الأوكراني الكامل للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة آنذاك، والذي ذكر في إحدى المقابلات التي أجريت معه بعد العدوان أن المأساة الوحيدة في غزة "هي تلك التي عانى منها الإسرائيليون"
****** جوزيف ياكوب" ما بعد الأقليات. بديل عن تكاثر الدول .المركز الثقافي العربي 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع