الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الأمريكي المُسلّح بالدّاخل

الطاهر المعز

2022 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مصائب قوم عند قومٍ فوائدُ
مع كل إطلاق نار جماعي جديد ، يعود الجدل حول حرية شراء وحمل الأسلحة في الولايات المتحدة، ويدافع أعضاء لُوبي السلاح عن الحق الدّستوري في حمل السلاح، بشكل مُطْلَق، مُرَدِّدِين مَقُولَتَهُم المَمْجُوجة: "إن الطريقة الوحيدة لإيقاف رجل سيء بمسدس هي ملاحقته من قِبَل رجل طيب يحمل سلاحًا"، وتظهر قُوّة "مُجَمّع الصناعات العسكرية" ولوبي حمل السلاح في الولايات المتحدة من خلال ما يحدث في بورصة "وول ستريت"، فبعد ساعات قليلة من المذبحة التي خلفت 21 قتيلاً في مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس، ارتفعت معظم (إن لم تكن جميع) مؤشرات الأسهم المتعلقة بقطاع الأسلحة النارية والذّخيرة في وول ستريت يوم الأربعاء 25 أيار/مايو 2022، بنِسَبٍ تراوحت بين 4% و 7% وهي ظاهرة تحدث غالبًا بعد عمليات إطلاق النار القاتلة في الولايات المتحدة حيث يخشى المواطنون من لوائح أكثر صرامة بشأن الأسلحة ويسارعون لشراء المزيد من المعدات، وفق وكالة بلومبرغ
الثالوث الأمريكي المُقَدّس
التّطرّف الدّيني والعنصرية والسّلاح
يَنُصُّ الدُّسْتُورُ الأمريكيُّ على حق المواطنين في امتلاك وحَمْل السّلاح وإنشاء الميليشيات كشرط لضمان الحّرّية وأمن البلاد، ويسمح القانون لكل من بلغ 18 سنة بشراء الأسلحة النّارية الفَرْدِيّة والذّخيرة، وتعتبر بعض الكنائس والطّوائف الدّينية البروتستانتية شراء وحمل السلاح، حتى داخل المَعَابِد أَمْرًا مَحْمودًا، بل واجبًا دينيًّا، وَيُشَكِّلُ زعماء هذه الطّوائف أحد أضْلُعِ ثالوث لوبي السلاح، إلى جانب شركات صناعة وتسويق الأسلحة والمجموعات العُنصرية، وتَضُمُّ الجمعية الأمريكية للبندقية ( إن آر إيه ) نحو خمسة ملايين عضو، ينتمي معظمهم إلى المجموعات العنصرية والطّوائف الدّينية المُتطرفة وإلى الحزب الجمهوري، ويتطلّب توسُّع تجارة السّلاح تأسيس النّوادي الخاصّة بالرماية وتعليم استخدام السلاح وجمعيات الصّيّادين، وغيرها من الجمعيات والمُؤسّسات التي تضم عشرات الملايين من الأمريكيين الرّاشدين (ما فوق 18 سنة من العُمر)، ويمتلك الشعب الأمريكي ( 5% من عدد سُكّان العالم) الرقم القياسي العالمي في امتلاك المَدَنِيِّين للأسلحة النارية (42% من الأسلحة التي يمتلكها المدنيون في العالم)، واشترى المواطنون، سنة 2021، نحو عشرين مليون قطعة سلاح، فيما يقتل السّلاح الفَرْدي، سنويًّا، حوالي 45 ألف شخص (منهم أكثر من أربعة آلاف قاصِر) على يد المواطنين المُسلحين، فضلا عن ألف مواطن تقتلهم عناصر الشرطة سنويا (معظمهم من السود )، بحسب المجلة الأُسبوعية "نيو إنغلاند جورنال أُوف ميدسين" (The New England Journal of Medicine ) التي تُؤكّد على عدد ضحايا السلاح من الأطفال، وعلى خطر السلاح، بالمُقارنة مع حوادث السّير أو مرض السّرطان...
تُشكل إيرادات تجارة السلاح قرابة 250 مليار دولارا، منها حوالي 75 مليار دولارا، داخل الولايات المتحدة، ما يزيد من قُوة ونُفُوذ لوبي السّلاح الذي يُعرقل النّقاش حول مَشْرُوعية شراء وحمل الأسلحة أو حتى النقاش حول وضع قيود على اقتنائها واستخدامها، بذريعة "إنّ السلاح لا يقتل بل من يقتل هو من يستخدم السلاح" أو "إن أفضل طريقة للقضاء على الرجل السّيّء المُسلّح هي مُطاردته من قبل رجل طيّب مُسلّح"، والواقع أن هذا اللّوبي يَعْكس تاريخ نشأة الولايات المتحدة وتأسيسها على جماجم عشرات الملايين من السّكّان الأصليين، وبِعَرَقِ العَبيد، وعلى الإستخدام المُفْرِط للسّلاح، وأدّى الإستيلاء على أرض ووطن الشعوب الأصلية واستغلال عمل العبيد إلى تسريع عملية "التّراكم البدائي" لرأس المال، وتطوُّر الرأسمالية لتبلغ مرحلة الإمبريالية في وقت قياسي، مُقارنة بتطور الرّأسمالية في أوروبا أو اليابان، وتطوّرت صناعة الأسلحة الأمريكية لتستحوذ الولايات المتحدة على قُرابة 40% من عائدات تجارة الأسلحة في العالم.
يُشكل السّكّان البيض أهم زبائن تجارة السّلاح، بذريعة "الوقاية من عُنْف السود والمهاجرين"، بينما نبّه المكتب الإتحادي للتحقيقات (إف بي آي) منذ سنوات عديدة أن المجموعات العُنصرية المُسلحة تُمثّل الخطر الرئيسي الداخلي للولايات المتحدة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن