الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل العراق المائي بين مطرقة إيران وسندان تركيا...هل أصبح العراق على أجندة العطش كواقع حال.!؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2022 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في قضايا المياه محل النزاع تلعب القوة دورًا مهمًا، ولكن الحكمة التقليدية حول الصراع والتعاون تستحق التفكير النقدي. لأنه يمكن أن يكون التعاون مدمراً، ويمكن أن يكون الصراع بناءاً، وقد يحدث هذا وفي وقت واحد. حتى الاتفاقيات المكتوبة قد لا تضمن نهاية النزاع ، حيث قد يتم توقيعها لعدم وجود بديل أفضل. لأن النتائج العادلة تعتمد على العمليات العادلة ، لا سيما عندما يكون عدم تناسق القوة هو المعيار، لانه في أي ترتيب من المرجح أن تكون النتائج لصالح بعض المجموعات والمصالح على حساب الآخرين ويمكن وبالتالي بالنسبة لبعض الجهات الفاعلة ، قد لا يكون الإتفاق هو "البديل الأفضل" على الإطلاق. ليست كل الأطراف في وضع يمكنها من التعاون أو حتى المهتمة بالقيام بذلك. على هذا النحو ، وقد لا يعكس مواقف الضعف دائمًا عن الافتقار إلى الطموح. في الواقع ، يتطلب وضع الترتيبات الإقليمية بوجود مؤسسات إدارة ثنائية أومتعددة الأطراف ويفضل تواجد طرف ثالث محايد.
فيما يحاول المسؤولون الإيرانيون تصوير مشاريع السدود التركية على أنها السبب الرئيسي للجفاف ليس فقط في إيران ولكن أيضًا في العراق وسوريا. حتى أن البعض اتهم تركيا بالتحريض على الانتفاضة في سوريا، التي كان سببها عامل الجفاف. ومن ثم فهم يربطون بين سدود تركيا والأمن القومي الإيراني.
مبدأ التناقض في التصرفات التركية والايرانية تجاه بعضهم البعض وتجاه العراق يختلف تماماً فهم يبررون لأنفسهم حقوق بناء السدود داخل اراضيهم على الأنهار المشتركة ويتهمون الطرف الآخر بينما كلُ من تركيا وايران لا تنظر الى العراق بهذه الأحقية في الحصول على حصصها المائية من الانهار المشتركة معهم ، تشعر إيران أنه يحق لها حتى تغيير مجرى نهر أراس ، لكنها تدعي أن تركيا لا يحق لها بناء الكثير من السدود. إنهم يصورون ذلك أيضًا على أنه مؤامرة ضد إيران.
إيران ترتكب أخطاء جسيمة في إدارة مواردها المائية وتحاول الآن التستر على ذلك من خلال تحويل الغضب الشعبي إلى تركيا. حيث ليس لدى الحكومة الإيرانية أي تخطيط زراعي واختيار المحاصيل على أساس الموارد المائية. لا يستخدمون تقنيات الري الممكنة ولا يجرون أي تقييمات للتأثير البيئي للسدود. الحرس الثوري الإيراني يسيطر على كلٍ هذه المشاريع الحيوية.
السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن للدبلوماسية العراقية الإستفادة من دخول تركيا وإيران في خلافات جديدة حول المياه وملفات أخرى لا يحصى وتشمل الكثيرمن القضايا وخاصة في السنوات الأخيرة ، من حروب النفوذ في سوريا والعراق إلى اللاجئين ومحاربة الإرهاب. ومع ذلك ، فان مشكلة المياه هي التي تسبب في إظهار كلُ هذه المشاكل على السطح لأن مشكلة المياه لا مثيل لها. وهي تنطوي على إمكانية تصعيد العلاقات الثنائية وتوتيرها. ربما طهران تنوب أيضًا عن بغداد في انتقاد تركيا ، لكن سياسات إيران المائية هي أيضاً تثير سخط العراقيين لدرجة أن وزير الموارد المائية أعلن مراراً وتكراراًبانهم يخططون لمقاضاة إيران في محكمة العدل الدولية.
وفي الوقت الذي نرى غياب العراقيين على ساحة الدبلوماسية المائية مع دول التشارك المائي ، فان المطلعين على دبلوماسية تركيا المائية، يذكرون أن المسؤولين الأتراك والإيرانيين يجتمعون كل ثلاثة أشهر لقياس تصاريف المياه بشكل مشترك من تركيا إلى إيران في ثلاث محطات منفصلة - وهو إجراء يستند إلى بروتوكول تم توقيعه في عام 1955.
وهنا يجادل الكثير بأن إيران فشلت في إظهار قلق مماثل لجيرانها العراق، مشيرين - على سبيل المثال - إلى انخفاض كبير في تدفق أنهار الكرخة والكارون والزاب الاسفل وسيروان "ديالى" إلى العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس