الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبهلله (3)

محمد أبو قمر

2022 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


اتخلع مبارك ، بس إللي كان عمله السادات وجه مبارك بعده خلاه وصل لدرجة الكارثة زي ماقلت في البوستين السابقين كان خلا البلد هلاهيل ، يعني الأستاذ مبارك مشي وساب البلد متقطعة ومتبعتره ووشها زي قفاها .
المشاكل الاقتصادية كانت كوم ، إنما مصيبة الوعي إللي اتدمر والضمير إللي اتشرمط والعقل إللي اتخرم كان كوم تاني خالص ، رجال الدين علي مختلف مشاربهم كانوا ضلموا الدنيا ، المصريين زي ما يكونوا اتشقلبوا ، الأعضاء الجنسية بقت فوق والدماغ نزلت تحت ، الناس مبقتش عارفه هي مين ، ولا هي ليه ، ولا هي فين ، فصلهم رجال الدين عن العالم ، وخلوا حياتهم مجرد استعداد وتجهيز النفس للموت ، مش مطلوب من الناس تعيش حياتها ، الحياه بس في الآخره ، وإنت موجود هنا بس علشان تموت ، واطمئن لو محدش حس بيك هاتروح الجنة وهناك هاتسكر وتروق خالص وتاكل عسل وعجوه وتمارس الجنس لمدة سبعين سنة في كل مره واحده بس ، إبسط ياعم.
في سنوات مبارك انتشر الدعاه في كل نجع وفي كل قرية وفي كل قناة وفي كل ميكروباص وكل اتوبيس ، كل داعيه خادله شوية ناس وقعد يعجن ويخبز فيهم ، خطاب رهيب مليان عنف وجنس ومساخر وحكايات غريبة وعجيبة ، قتل ودبح وتكفير وكراهية وفتن ودعوات صريحه للارهاب .
قبل إللي عمله فينا السادات وإللي مبارك نيله بستين نيله علي دماغ إللي خلفونا مكناش بنسمع أبدا عن قتل تارك الصلاة ، ولا كنّا بنسمع عن نكاح البنات الصغيره المربربه ، ولا كانت وظيفة المرأة في حياتنا مجرد وعاء جنسي خالي من الإنسانية ومن العواطف وحتي من الإراده ، ولا كنّا نعرف حاجه اسمها دعاء الركوب ، ولا كان حد فينا بيسأل الشيخ أدخل الحمام برجلي اليمين ولا الشمال ، ولا كان للجن والعفاريت أي دور في حياتنا ، وبناتنا كانوا بيمشوا في الشوارع بشعورهن وفساتينهن بدون خوف ، لا كان في تحرش ، ولا كان في حد بيشتكي من إثارة غريزته .
قبل السادات كنا مليانين بالأمل ، كنّا بنستعد لتحرير أرضنا اعتمادا علي تاريخنا وصبرنا وقوة إرادتنا ، وكنّا واثقين من النصر ، ولما جه السادات دخلنا معاه الحرب وأبهرنا العالم كله بعبور القناه تحت القصف وجحيم النيران ، وأنا فاكر إن محاولة عمل فتحه في السد الترابي بتاع خط بارليف أمام أحد الكباري كانت اتأخرت شوية في الوقت إللي كانت القوة إللي عبرت في القوارب بتطلب مدهم بسرعة بعربة إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات لأنها تواجه هجوم مضاد عنيف من العدو ، لكن لما القائد علي الكوبري شاف إن الفتحه لسه قدامها وقت فقال لجنوده : لازم ننقذ اخواتكم بأي طريقة وبأقصي سرعه ، القوات شالوا العربية علي اكتافهم وطلعوا بها الساتر الترابي وشاف العدو قدامه أسود ووحوش عندهم استعداد ياكلو الصخر علشان يحرروا أرضهم.
إحنا كنّا بالعنفوان ده قبل مؤامرة الصحوة إللي مشايخها دمروا حياتنا وأفقدونا حتي الاعتماد علي النفس ورهنوا حياتنا لخدمتهم والانصياع لخرافاتهم ، كنّا مليانين بروح النصر وعندنا أمل نواجه الحياه بالروح دي علشان نطلع علي وش الدنيا ونسابق مع إللي بيسابقوا في العمل والانتاج والإبداع والحرية والإنسانية ، لكنهم خدعونا ، حطمونا بالغش والكدب والنصب ، شيخ يقولنا حمل المرأه يستمر أربع سنين ، وشيخ يوقلنا إللي اخترع المنديل الورقي أحسن من اختراع القمر الصناعي ، وشيخ يكلمنا عن النكاح وكأننا وظيفتنا في الحياة بس هي النكاح لغاية ما بقي النكاح هو محور حياة المصريين.
الحصار علي عقل وضمير المصريين كان تم إحكامه في الوقت إللي كان فيه مبارك - حسب اعتراف سكرتاريته ومعاونيه- ما بيطقش يقرا تقرير عن أحوال البلد معمول في أكتر من صفحه واحده .
في الوقت ده حصل حاجتين :
1- كان ابن مبارك كبر وأصبح له شلة صحاب ، وزي ما يكون مصر عباره عن قهوة صاحبها زهق من التعامل مع الزباين استلم ابنه القهوه ووزع صحابه واحد ع النصبه وواحد يقدم الطلبات وواحد يشتري الشاي والبن والسكر وواحد يرص الكراسي .
في الأيام التعيسه دي سمعت في التلفزيون إن ابن مبارك وشلته حسبوا مصر كلها بصحاريها بنيلها بآثارها ببيوتها وطرقها وشركاتها العامه ، طلعت مصر تساوي مبلغ ضخم ، فقرروا يدو لكل واحد من الشعب حقه ناشف في البلد علي أساس إن محدش يطالب بعد كده بأي حاجه ، وعلشان مكنش في فلوس يوزعوا الحق الناشف ده علي الشعب فاقترحوا إنهم هايشتروا لكل واحد بفلوسه أسهم في البورصه.
الفضيحه دي كانت واحده من المهازل ، وأنا فاكر إن الدكتور مصطفي الفقي قال في مقابله تلفزيونية إن علاء مبارك طلب يقابله ، ولما اتقابلوا علاء قال لمصطفي الفقي : أنا قلقان من تصرفات جمال اخويا لأن البلد معدتش مستحمله مهازل.
2- في الوقت ده كان الاخوان شايفين إللي بيحصل ، وكانوا شايفين إن ده أنسب ظرف لتحقيق قفزتهم علي السلطة ، جهزوا نفسهم كويس ، ورتبوا احوالهم مع السلفيين ، وجهزوا الارهابيين في سينا ، وعقدوا اتفاقيات ارهابية مع حماس ، وبدأوا في تدريب أفراد قواعدهم علي حتي القتال المتلاحم ، وده كان بيتم سرا في بعض النوادي الرياضية المعروفه وفي بعض الجمعيات السلفية.
في الوقت ده تم تجهيز خطة التمكين الشهيره ، ومكنش قدامهم غير انتظار اللحظة المناسبة ، يعني مكنش يناير 2011 بعيد أبدا عن حساب وذهن وتدبير الاخوان.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيره غير جيده
على سالم ( 2022 / 5 / 30 - 05:37 )
سيره مصر تسبب الاكتئاب والقرف واليأس والاحباط , منذ ثوره يوليو المشؤومه والى يومنا هذا ومصر حالها فى النازل , دول كانوا عصابه من البلطجيه واللصوص والشبيحه والنشالين والعربجيه المقملين تحت اسم الضباط الاحرار , دول كانوا لعنه سودا

اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE