الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض جنرالات الجزائر يزجون بأنفسهم في معركة بوتين ضد عائلة روتشيلد

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2022 / 5 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


العداء الروسي لليهود قديم ومتجذر منذ حكم القياصرة الذين نظروا لهذه المجموعة العرقية بعين الريبة وكانوا يعتبرونها دولة داخل الدولة ومجتمع داخل المجتمع ويتهمونها بالعمالة للقوى المنافسة للإمبراطورية الروسية مثل الدولة العثمانية أو الدول المسيحية الأوروبية الأخرى المختلفة مذهبيا مع الكنيسة الأرثوذكسية وبعد ظهور روتشيلد وتيودور هرتزل الآباء المؤسسين للحركة الصهيونية في ذروة الصراع العثماني - الروسي على الجمهوريات المسلمة والقوقاز وأوكرانيا اعتنق الخزر في القرم ومناطق أخرى الديانة اليهودية للحياد بين الروس والعثمانيين .
زاد الضغط الروسي على اليهود لذلك كانت أولى هجراتهم إلى فلسطين من روسيا لإنقاذهم من البطش الذي يهددهم وكان للحركة الصهيونية دور مهم في الثورة البلشفية للإطاحة بالحكم القيصري وتأسيس الاتحاد السوفيتي1917 بعد عام من الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني .
قاد النظام الجديد في موسكو مجموعة من اليهود مثل استالين لبناء نظام عالمي مفصل على مقاس المشروع الصهيوني يتحكم بالاقطاب التي تقود العالم وتمت هيمنة عائلة روتشيلد على المصرف المركزي الروسي على غرار المصارف المركزية الأمريكية والأوروبية وبعد فشل التجربة الاشتراكية وانهيار الاتحاد السوفيتي مرت روسيا بمخاض اوصلها إلى حكم بوتين الذي يريد تجديد امجاد الإمبراطورية القيصرية ونفوذ وهيمنة الاتحاد السوفيتي وجعل من الحرب على عائلة روتشيلد وسيلته الأساسية لتحقيق تلك الطموحات .
خلال الصراع العربي الإسرائيلي حاول القوميون العرب " جمال عبدالناصر وحزب البعث " الاستقواء بالاتحاد السوفيتي لمواجهة الدعم الغربي لإسرائيل وكانت النتيجة مخيبة للامال ومنها بيع أسلحة خردة لدول الطوق " مصر وسوريا " وفي حرب عام 1973 استخدم الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز سلاح النفط للضغط على واشنطن ولكن تدخل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر حول النقمة إلى نعمة عندما أقنعهم بإنشاء منظمة أوبك وربط سعر البترول بالدولار ليدخل ذلك في حساب الاقتصاد الأمريكي ويصبح الدولار العملة الرئيسية عالميا وهو ما أسهم لاحق في انتصار المعسكر الرأس مالي الغربي وهزيمة النموذج الاشتراكي.
تفكك الاتحاد السوفيتي 1991 عقب هزيمته في أفغانستان بعد دعم السعودية وباكستان المجاهدين الأفغان لانتصار واشنطن في حربها الباردة على موسكو وأصبح من أهداف بوتين هزيمة الرأس مالية الغربية التي تقودها عائلة روتشيلد وإحلال مليارديرات روسيا المقربين منه بديلا لقيادة الاقتصاد العالمي وتنصيب الروبل الروسي مكان الدولار والاستيلاء على موانئ البحر الأسود وبناء قواعد شرق المتوسط للسيطرة على البحار الدافئة باستغلال المشكلة السورية لترسيخ أقدامه تمهيدا لغزو اوكرانيا وبقية الدول المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي السابق وأخضاعها كما فعل مع الشيشان بعد مقتل القائد جوهر دوداييف .

الحرب الروسية على أوكرانيا جولة في معركة طويلة لكسر العظم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد عائلة روتشيلد بعد طردهم من قيادة البنك المركزي الروسي عام 2017 بتحريض إيراني لضرب امريكا بالزعيم الروسي لانهاك الغرب بروسيا بعدما كشفت مؤامرات المشروع الفارسي في الساحتين الأمريكية والإسرائيلية وقد بدأت المعركة عندما تحالف الكرملين مع المشروع الفارسي لاختراق الساحة الإسرائيلية والإطاحة بحزب العمل بقيادة اسحاق رابين الموالي للغرب وخلق تحالف بين الليكود الفارسي بقيادة نتنياهو الذي يهيمن عليه يهود أصفهان الفرس مع المستوطنين الروس غير اليهود الذين تم ضخهم إلى إسرائيل منذ تفكك الاتحاد السوفيتي ووصول بوتين للسلطة للتلاعب بانتخاباتها وتشكيل أغلبية يمينية مكونة من المستوطنين الروس غير اليهود مع يهود أصفهان الفرس الداعمين لفساد نتنياهو أمثال موشي كساف و شاؤول مفاز حتى أصبح في اسرائيل يمين قوي يوظف العلاقات الإسرائيلية الأمريكية لاستغلال لوبياتها في الولايات المتحدة لتوريطها في حروب استباقية لحساب إيران وروسيا لتعزيز مكانته الداخلية واحتكاره للسلطة وتكريس الهيمنة الفارسية الروسية على إسرائيل مثل الوصاية السورية الإيرانية على لبنان عبر الثنائي الشيعي وتيار العماد عون وبعض الدروز الموالين لدمشق حتى اوصل الليكود والمستوطنين الروس إسرائيل لنفس النتيجة التي اوصل حزب الله والعماد لبنان إليها منذ تحالفهما 2006 وتعطيل البرلمان لفرض مرشيحهم وتنامي قوة معارضة لهيمنة سلاح حزب الفرس اللبناني و يقود اليمين الاستيطاني إسرائيل لنفس مصير لبنان .

تطور التدخل الروسي الإيراني في المشهد الإسرائيلي لاستغلال إسرائيل ولوبياتها في الغرب لخدمة المصالح الفارسية الروسية وتنامى الفكر اليميني الاستيطاني و ألغيت عملية السلام ابتداء باتفاقية كامب ديفيد بين أنور السادات ومناحيم بيجين 1978 و اتفاق أوسلو ومعاهدة وادي عربة و بعد استشهاد اسحاق رابين قائد معسكر السلام الذي لقي ربه وهو يحقن دماء بني إبراهيم عليه السلام أحتكر عملاء روسيا وإيران بقيادة فساد نتنياهو وليبرمان زعامة المشهد الإسرائيلي.

وقد تطور تحالف المشروع الروسي - الفارسي وأصبح لديه أدوات إقليمية مثل النظام الجنرالاتي الجزائري الذي نصب نفسه رائد في الحرب على الإرهاب بعد إلغائه انتخابات صوت فيها الشعب ضد الحزب الحاكم " جبهة التحرير الوطني " 1992 و أصبح يستخدم موقعه في منظمة أوبك لتمرير السياسات الروسية وتدريجيا تحولت الجزائر إلى ذراع روسي فارسي في منطقة الساحل والمغرب الكبير.

استخدم التحرك الروسي الفارسي وأدواتهم ثغرة في تناقضات المجتمع الأمريكي وتعاونوا مع الانجليين والزنوج الذين أصبحوا رقم صعب في أميركا وخاضوا حروب استباقية ضد أعداء إيران بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 مثل حركة طالبان المكونة من عرقية البشتون التي حالت دون دخول الصفويين شبه القارة الهندية والتي هزمت السوفيت وتسببت في تفككه و ضد صدام حسين الذي هزم إيران في حرب الثماني سنوات تحت ذرائع مكافحة الإرهاب والبحث عن أسلحة الدمار الشامل وتسليم السلطة للقوى الشيعية الموالية لإيران لتدار العملية السياسية العراقية وفق أجندة الأحقاد الفارسية القديمة والجديدة .

تحولت القضية الفلسطينية بعد عام 2003 إلى مجموعة من فصائل ممانعة في غزة ولبنان موالية للمشروع الفارسي تفتعل بطولات وتجر اليمين الاستيطاني لعدوان على لبنان أو غزة للتغطية جرائم إيران في العراق وتحويلها من قاتلة للسنة إلى داعمة لمجددي عهد صلاح الدين الايوبي وخسرت عائلة روتشيلد أكثر من 18 ترليون بسبب تعطل تجارتها مع العالم الإسلامي السني نتيجة الحرب على الإرهاب والبحث عن أسلحة الدمار الشامل التي خاضتها واشنطن ضد العالم الإسلامي السني بتحريض من اليمين الاستيطاني الموالي لروسيا وإيران واستفحال الإجرام الفارسي بحق السنة في العراق وتنامي الاسلام فوبيا وعزوف الكفاءات العلمية والاقتصادية المسلمة عن الهجرة والاستثمار في الدول الغربية خوفا من القوانين المعادية للإسلام .
تحالفت بعض الأنظمة العربية المستبدة مع اليمين الاستيطاني الروسي الفارسي بقيادة فساد نتنياهو وليبرمان للتقرب من أميركا وقمع معارضيهم والحصول على برامج تجسس وهو ما أدى لتراجع دور واشنطن وانحسار التعاطف الغربي الشعبي مع معاناة ضحايا المحرقة وأصبح اليمين الإسرائيلي وبرامجه للتجسس على المعارضين للأنظمة المستبدة سببا في انقلاب المزاج الشعبي لصالح التعاطف مع جرائم بوتين في اوكرانيا التي يحكمها رئيس مناضل يهودي .

إن لمعركة كسر العظم بين بوتين وعاىلة روتشيلد عدة ساحات منها الانتخابات الأمريكية عندما أوصلت القرصنة عميل روسي هو دونالد ترامب للبيت الأبيض وأصبح يبيع مواقفه لمن يدفع أكثر ويحاول إلغاء دور المؤسسات ويقوم بشخصنة المصالح الأمريكية وفي إسرائيل واصل اتباع روسيا مثل نتنياهو وليبرمان إحتكار السلطة 13 سنة بفضل اصوات يهود أصفهان الفرس ودخولهم تحالف مع المستوطنين الروس غير اليهود والحرديم داخل الكنيست وفي الساحة الأوروبية ظهرت أحزاب يمينية موالية لروسيا مثل ماري لوبين في فرنسا وأمثالها في ايطاليا واسبانيا .
على الساحة الأفريقية تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتأمين إفريقيا المقابلة لسواحلها الشرقية بإنشاء افريكوم وقدمت معاملة تفضيلية لبعض حلفائها مثل المغرب واعترافت بحكمه الأقاليم الصحراوية و قامت الجزائر في خطوة انتقامية باستدعاء مرتزقة فاغنر الى مالي وتمويلهم ومحاولة تسليم ملفات منطقة الساحل لروسيا وتفكيك قوة G5 التي أنشأتها فرنسا بعد تدخلها في مالي 2013 و تحريض عدة دول إفريقية على طرد فرنسا وفك الارتباط الأمني معها واستجلاب الاستعمار الروسي ليفعل بالمسلمين الأفارقة ما فعله بدول القفاز وطاشكند وطاجكستان لتصبح الجزائر ممول روسيا في ساحة شمال وغرب إفريقيا ضد عائلة روتشيلد التي تهيمن على اقتصاد العالم وتسيطر على 53%من ثروته .
إن دخول الجزائر كطرف داعم لروسيا ورئيسها بوتين في معركة كسر العظم بينه وبين عائلة روتشيلد سيجعل من الجنرالات يدفعون الثمن على تشجيعهم محور محمد بن زايد " الامارات ومصر والسعودية " على دعم الموقف الروسي في منظمة أوبك + ومواصلة بوتين حربه مدعوم بارتفاع أسعار النفط والغاز وحمايته من العقوبات الغربية سيدفع الغرب لاتخاذ خطوات إضافية منها تفكيك منظمة أوبك + ليصبح لكل مصدر ومنتج حق بيع الكميات التي يريد بالسعر المناسب له ولحليفه دون وجود منظمة تضبط أسعار النفط و قد. يتطور الأمر إلى تجمييد أرصدة الجنرالات مثل " توفيق وشنقريحة وطرطاق وخالد نزار وأموال الراحل محمد العماري وتحويل 30% منها تعويضات لليهود الجزائريين الذين طردوا من بلادهم بعد الاستقلال ليكونوا بعد التعويضات شركاء مساهمين في الشركات الغربية العاملة في شمال وغرب أفريقيا أما بقية أموال الجنرالات المجمدة فقد تتحول لتمويل الحراك الشعبي وتعويض بقية الضحايا داخليا وخارجيا " مثلما يتم تجميد اموال المسؤولين ورجال الأعمال الروس المقربين لبوتين ودفع أموالهم تعويضات لاوكرانيا وبالتالي فإن على جنرالات الجزائر وكل من يتواطا مع بوتين تحمل تبعات مواقفه في معركة كسر العظم الدائرة بينه وبين عائلة روتشيلد الاشكنازية .

وفي المقابل تقوم النخب الأمازيغية في شمال وغرب إفريقيا وجنوب أوروبا وجالياتها في إسرائيل حيث تتراوح ما بين 30-37 % من شعب إسرائيل من الأمازيغ ويشكلون كتلة قوية مع اليهود العراقيين والاشكناز بالانخراط في معسكر السلام الذي تقوده عائلة روتشيلد و تحريك جالياتهم في أميركا وأوروبا لتوحيد جهودهم ضمن التأخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية والعمل ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير والمشاركة في الانتخابات الإسرائيلية والأوروبية والأمريكية لإيصال السياسيين ورجال الأعمال وكبار الضباط والإعلاميين لمراكز صناعة القرار السياسي والإعلامي والاقتصادي والامني في عواصم صنع القرار وجعل عائلة روتشيلد تتحكم في صناعة القرار العالمي وتستصدر القرارات من المنظمات العالمية .
تجري عملية إعادة ترتيب المشهد في منطقة الساحل والمغرب الكبير لصالح مشروع الشرق الأوسط الكبير عبر دعم الهوية الأمازيغية الجامعة بدعم المكانة السياحية للمغرب وتونس ودعم الحراك الشعبي الجزائري وإبعاد بعض الجنرالات الموالين لروسيا عن المشهد الجزائري وإيصال جنرالات امازيغ موالين للغرب على رأس الجيش الجزائري ونقل ملكية شركة سونتراك إلى رجال أعمال امازيغ موالين للحراك الشعبي وتحويل الجزائر إلى نظام برلماني يكون رئيس الحكومة أمازيغي واسع الصلاحيات منبثق من أحزاب أو تيارات تابعة للحراك الشعبي ويكون رئيس الدولة من الحاضنة الاجتماعية للأمير عبد القادر الجزائري من رموز الحراك الشعبي ومن عائلات المجاهدين المعروفة وتكون رئاسة البرلمان بغرفتيه للجنوب مجلس النواب للطوارق و مجلس الشيوخ للمكون البيضاني الحساني لإحداث توازن عبر توزيع عادل للثروة والتنمية بين الشمال المستهلك الحاكم والجنوب المنتج للثروة النفطية والغازية المحروم والتضحية بما بين 5-8 جنرال فاسدين مستبدين يشكلون عبئ ثقيل على الشعب لحماية البلاد من تحمل تبعات معركة كسر عظم كبرى لأناقة لها فيها ولا جمل.
حل الملف الليبي عبر المنظومة المغاربية بالتخلص من حفتر لاقتلاع النفوذ الروسي من شمال افريقيا وحل الملف الصحراوي عبر تفاهم أمازيغي مغربي جزائري بمنح الصحراء حكم ذاتي داخل مغرب لا مركزي مثل اسكتلندا في بريطانيا أو كتلونيا في اسبانيا حتى تستفيد الجزائر من موانئ الصحراء مثل الداخلة والعيون وبوجدور للتصدير والاستيراد للجنوب ويستفيد المغرب من جنوب الجزائر في تصدير سلعه للدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ضمن تكامل مغاربي أمازيغي بعد فشل القوميون العرب في تجربة الاتحاد المغاربي بنقلهم الصراعات المشرقية إلى بلادهم و من المهم قيام دولة أزواد المغاربية في شمال مالي.
وفي الساحة الأمريكية والغربية سيجري توحيد جهود اللوبيات الداعمة لمشروع الشرق الأوسط الكبير تحت قيادة منظمة AIPAC اللوبي اليهودي الأمريكي لتمويل الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتفصيل المشهد الانتخابي على مقاس مشروع الشرق الأوسط الكبير واقصاء عملاء روسيا مثل دونالد ترامب وحلفائه من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري من الانتخابات الرئاسية والكونغرس وحكام الولايات والبلديات حتى تدير المؤسسات الأمريكية والأوروبية جميع الملفات الداخلية والخارجية باحتراف ودعم المرشحين في الانتخابات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية الداعمين لمشروع الشرق الأوسط الكبير و في أكثر من ساحة عبر العالم مثل افريقيا وامريكا اللاتينية وشرق أسيا
بقلم أبوبكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف